ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   إنما سيد قومه المتغابي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=17439)

أحمد بن فيصل 05-26-2012 11:45 PM

أكرر سعادتي وامتناني لكل ما سطرته أناملكم

لكم كل الود والاحترام


فالصبر والتغافل من النعم التي تريح صاحبها عناء المهاترات

أحمد بن قسقس 05-27-2012 12:04 AM

الْغَبَاءُ فِي اللُّغَةِ: قِلَّةُ الْفَطِنَةِ
والغَبَاوةُ مصدرٌ وهي صفةٌ مذمومةٌ .
يُقَال فُلاَنٌ ذُو غَبَاوَةٍ: أَيْ تَخْفَى عَلَيْهِ الأْمُورُ ، أو لم يُفْطن لها .
وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ: " فَإِنْ غَبِيَ عَلَيْكُمْ " أَيْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ
وَجَمْعُ الْغَبِيِّ: أَغْبِيَاءٌ.
وعليهِ فالتَغَابي يعني اظهارُ الجهل بعدم المعرفة أصلا لعدم الفطنة ، ولا يعني اظهار الجهل بالشيء عمدا من باب التحلّم والتعقّل ، هذا ما أعرفه وأفهمه من خلال معنى الغباء ، وعليه فالتغابي في نظري ليس ترفا ولا فضيلة بل هو أقرب إلى السذاجة ، وليس هو التعبير السليم أو الوصف السليم لمن يبتعد ويترفّع عن الردّ على كلّ ما يعترضه .

أحمد بن فيصل 05-27-2012 01:39 PM

الغباء هو ما ذكرت أخي أحمد ولا شك أنه لا يعد ميزة أجارنا الله وإياكم منها، إلا أن التغابي ليس السذاجة كما ذكرت بل التغابي فعل مقصود بعينه وقد كانت العرب تعترف به

باعتباره فعلا محموداً فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو من هو في البلاغة والفصاحة نجده يأمر بالتغابي عندما عهد إلى مالك بن الحارث الأشتر حين ولاه مصر(فَاسْتُرِ اَلْعَوْرَةَ مَا اِسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ ‏اَللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ أَطْلِقْ عَنِ اَلنَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ ‏وَ اِقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ وَ تَغَابَ عَنْ كُلِّ مَا لاَ يَصِحُّ لَكَ وَ لاَ تَعْجَلَنَّ ‏إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ فَإِنَّ اَلسَّاعِيَ غَاشٌ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ) وتغابَ عن كلِّ ما لا يَصِحُّ لك أَي تغافَلْ وتَبالَهْ كما ورد في لسان العرب كما أن البيت الذي صدر به المقال هو للشاعر الكبير

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي المعروف باسم أَبو تَمّام وهو من شعراء العصر العباسي ويعدأشد التصاقا بالتراث من غيره , وهو أشدهم ميلا للمحافظة على التقاليد الموروثة ذلك

أن أبا تمام عربي النسب من طي يضاف إلى ذلك العصر الذي عاش فيه أبو تمام ومن تلك القصيدة الأبيات التالية

فأَتَوْا كَرِيمَ الخِيمِ مِثْلَكَ صَافِحاً = عَنْ ذِكْرِ أَحْقَادٍ مَضَتْ وضِبَابِ

لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ = لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي


قَدْ ذَلَّ شَيْطَانُ النفَاقِ وأَخْفَتَتْ = بيضُ السُّيوفِ زئيرَ أُسدِ الغابِ






ولكي يكتمل الرد رأيت أن أعرّج على موضوع الجهل ففي لسان العرب : الجَهْل: نقيض العِلْم،.

وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. وعن الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به، ومنه البيت الذي ورد في قصيدة أبي العلاء المعري:

ألا فـي سـبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعل* عَـفافٌ وإقْـدامٌ وحَـزْمٌ ونائِل

أعـندي وقـد مارسْتُ كلَّ خَفِيّةٍ *يُـصَدّقُ واشٍ أو يُـخَيّبُ سائِل

إذا هَـبّتِ الـنكْباءُ بيْني وبينَكُمْ *فـأهْوَنُ شـيْءٍ ما تَقولُ العَواذِل

تُـعَدّ ذُنـوبي عـندَ قَـوْمٍ كثيرَةً *ولا ذَنْـبَ لي إلاّ العُلى والفواضِل

كـأنّي إذا طُـلْتُ الزمانَ وأهْلَهُ *رَجَـعْتُ وعِـنْدي للأنامِ طَوائل

وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ *بـإِخفاءِ شـمسٍ ضَوْؤها مُتكامل

يُـهِمّ الـليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ *ويُـثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِل

وإنـي وإن كـنتُ الأخيرَ زمانُهُ *لآتٍ بـما لـم تَـسْتَطِعْهُ الأوائل

وأغـدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ *وأسْـرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافل

وإنـي جَـوادٌ لـم يُـحَلّ لِجامُهُ *ونِـضْوٌ يَـمانٍ أغْـفَلتْهُ الصّياقل

وإنْ كـان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له *فـما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل

ولـي مَنطقٌ لم يرْضَ لي كُنْهَ مَنزلي *عـلى أنّـني بين السّماكينِ نازِل

لَـدى مـوْطِنٍ يَشتاقُه كلُّ سيّدٍ *ويَـقْصُرُ عـن إدراكـه المُتناوِل

ولـما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً *تـجاهلْتُ حـتى ظُـنَّ أنّيَ جاهل

فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ *وواأسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضل



إلى آخر هذه القصيدة الجميلة التي تستحق أنت تنشر في ساحة الأدب وقد اورد أخي أبو ناهل شيئا منها في مدونته ولعلي أفعل ذلك يوما


وللجميع تحياتي ومودتي

عبدالله أبوعالي 05-27-2012 01:58 PM



إلى آخر هذه القصيدة الجميلة التي تستحق أنت تنشر في ساحة الأدب

القلوب شواهد ياأباسهيل

نشرت القصيدة قبل ظهر هذا اليوم

عموماً هي رؤى وأفكار والحوار دائماً

يثري والأهم عندي هو مايتمخض عنه

النقاش مع أمثالك من المميزين فكرياً وثقافياً لاعدمتك .

أحمد بن قسقس 05-27-2012 07:45 PM

أخي العزيز أحمد بن فيصل
أشكرك جزيل الشكر وما ذاكرته في مداخلتك معلوم ومعروف عندي وعندك وعند أغلب المحبين والدارسين للغة العربية واختلافنا في الرأي لا يفسد للودّ قضية بل هو تثقيف و اثراء بإذن الله تعالى لعامة القرّاء .
أخي الكريم الغباء في اللغة قلّة الفطنة ولا يُعدّ فضيلة كما ذكرتُ في مداخلتي ولا يُعدّ ميزة كما ورد في مداخلتك . والتغابي على هذا الأصل يعني اظهار البَلَه وعدم الفطنة ، وعلى هذا كانت مداخلتي لأنّ أخي الكريم عبدالله أبوعالي قال في مداخلته عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم (أمّا التغابي والتجاهل فلم يكن يظهره إلاّ للمنافقين وكذلك كان أصحابه الكرام البررة رضوان الله عليهم) وقد اتصلت به وكتب مداخلته التي يعتذر فيها . ولهذا أحببت اظهار المعنى الأصلي للكلمة في اللغة وما يمكن أن يوحي به الأصل لمن يتغابى تصنّعا وهو مالا يليق بنبينا عليه الصلاة والسلام وبصحابته الكرام وما لا يمكن اعتباره ميزة او فضيلة أو ترفا .


الساعة الآن 02:51 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir