يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 03-10-2009, 01:11 PM   رقم المشاركة : 1
تكملة الرحلة إلى شدا الأعلى المثيرة إنطلاقاً من شدا الأسفل


 

كما وعدتكم ، سوف أكمل وصف الرحلة إلى شدا الأعلى
فبعد أن تغدينا عند أهل قرية الأشراف بشدا الأسفل كثرنا لهم
بالخير وسمحوا لنا بالرحيل بعد أن أقنعهم قائد رحلتنا عبد الله
بن يعن الله أننا مرتبطون بموعد عَشَاء في المخواة وأمَّن على
كلامنا بعض من زملاء بن يعن الله، وفعلا تحركنا الساعة الثانية
بعد الظهر ووجهتنا شدا الأعلى ورغم أن حركتنا بطيئة وخاصة
أثناء النزول وفي المنعطفات الحادة إلاّ أننا كنا أسرع من الطلوع،
فقد قطعنا المسافة في ساعة بدلاَ من ساعة ونصف في الطلوع
لمسافة الثمانية كيلو مترات للثلثين الأعلى من الجبل ، وبعد بدءنا
في الثلث المتبقي من الجبل أنطلقت سيارتنا بعد فصل الدبل
للدفع الرباعي ومررنا من وادي مليل بأتجاه الخط المسفلت
المؤدي إلى محافظة قلوة باتجاه الشمال وبعد أن تجاوزنا النفق
الواقع تحت قدم شدا الأعلى وفي نهاية النفق انعطفنا إلى اليسار
طلوعاَ باتجاه الجبل وبنمرة أثنين وأحيانناَ واحد وخاصة في المنعطفات الغير حادة للثلثين الأولية من الخط في الثلث الثاني
من الخط بداء الصعود يشتد ويحتاج إلى الدبل ولكن الخط لازال
ترابي وممهد بالدركتر حتى نهاية الثلثين الأولية والخط حلزوني
الشكل يبدأ من الشرق في أسفل الجبل من بعد نهاية النفق وينتهي
في الشرق في أعلى الجبل مواجهاَ لقرى بيضان بزهران ، أقول
بعد أن انتهينا من الثلثين الأولين من الجبل وجدنا أول قرية من
قرى شدا الأعلى في حضن شعب شديد الانحدار وفي أسفل القرية
مدرجات أشبه بالجنبا عندنا وأعتقد إنها مزارع بن ومن أسفل الشعب هذا يبدأ الثلث الأصعب من الطريق ويبدأ هذا الطريق ممهد
ومرصوف بالحجارة و باليد لأن الدركتر توقف بنهاية الثلثين الأولين وهذا الطريق لا يتسع لسيارتين متجانبتين وسكان القرى
فيما بعد هذا الخط يعرفون كيف يتعاملون مع هذا الخط وهذا ما لاحظته، وأدهشني، وأذهلني، الأطفال الرجال أي والله أطفال في
الثانية عشر والثالثة عشر من العمر لم يبلغوا الحلم بعد يقودون
السيرات ذات الأحواض والدفع الرباعي المسمّاة ب{الشاص} بكل ثقة ومهارة وبعقل رجل في الأربعين من العمر ، بالتأكيد ستسألون
كيف عرفت هذا ؟ عرفت هذا من خلال ما رأيته من تصرفات أولائك الأطفال الرجال ...فعندما بدأنا في طلوع وعر يمر بممر ضيق بين صخرة ضخمة والجبل وجدنا الذين بنوا ورصفوا هذا الخط أوجدوا موقف بجانب الجبل يمكن رؤية الطالع من الأسفل لينتظر بهي حتى يمر الطالع وبعدها يواصل النزول وهذا ما شاهدناه، وجدنا طفل يقف بهذا الموقف مبتسماَ ومحيياَ لنا بيده وبعدما تعديناه واصل النزول أمّا الطفل الرجل الثاني ، ونحن طالعين من طلوع متعرج حاد المنعطفات ضيق الخط وجدناه يقف على بعد منعطفين من طلوعنا، يقف في موقف معد للوقوف ،لمشاهدتنا ولغيرنا حتى نتجاوزه وبعدها يواصل النزول وهذا نظام صارم غير مكتوب يجب أن يتبعه كل من يستعمل هذا الخط أمَّا الطفل الرّجل الثالث فوجدناه واقف على رجليه ونحن على مشارف آخر قرية في شدا الأعلى والتي يوجد بها المستوصف والمدارس
للبنين والبنات عندما أعترض طريقنا وأشر لنا بالوقوف وجاء مقبلاَ مبتسماَ ومرحباَ ومهلَّي بنا وعمره لا يتجاوز الثانية عشر قائلاَ : والله ماتزلون ..حتى تتقهوون عندنا ..بيتنا قريب ووالدي تحت ..ذلحين أدعيه ويطلع ..الله يحييكم ...وجدنا الولد جاد في كلامه ..ويقسم بالله ما نزل حتى نمر عليهم ...قال المتحدث باسمنا وقائد الرحلة عبد الله بن يعن الله وهو يخاطبه كرجل ..الله يسلمك ..أنحن بنطلع للقرية وهؤلاء الذين معي مفتشين وبنقابل العريفة وبنعود المخواه معزومين هناك والمغرب قرب ولا يمدينا نمر نتقهوا ..سلم على الوالد ونشوفكم مرة ثانية ..وودعناه وهو غير راضي ..وواصلنا طلوعنا لآ خر قرية وفعلاَ وصلنا وأوقفنا سيارتينا عند المستوصف الوحيد بشدا الأعلى وواصلنا طلوعنا بالرجل لمسجد صغير يتسع لعشرين مصلي وصلينا العصر قبل المغرب بنصف ساعة وأمَّنا قائد رحلتنا ، ولم تستغرق صلا تنا أكثر من دقيقتين وبعدها قمنا نتمشى بين مزارع البن المجاورة للقرية ، ورآنا أحد الأطفال أياهم وأنطلق كالسهم متجهاَ لمزرعة أسفل القرية ولم يطل بنا المقام ..المغرب قرب وعدنا متجهين نزولاَ إلى سياراتنا واعترضنا من أنطلق الطفل لإبلاغه بوجودنا واستقبلنا ببشا شة ،، رجل في التسعين من عمره وبرشاقة وحيوية شاب في العشرين من العمر أي والله أنه بحيوية ورشاقة الشباب ..بعد ما سلمنا عليه ، أقسم أن لا نزل حتى نتقهوا وفعلاَ دخلنا مجلس يتسع لأربعين رجل ونحن سبعة ..لا أحد يقول وثامنهم .....!!! ألرجل التسعيني الشاب غاب ربع ساعة وعاد وفرد سفرة ووضع في وسطها محصل مليء بالتمر الهليل وشيء يشبه القسبة ولكن لينة ..وعلم قائد رحلتنا بن يعن الله وقال بعد الديباجة المعروفة في مقدمة العلم إننا لجنة جئنا لنستطلع أحوال القرى ونشوف ماذا ينقص عليهم وإن المغرب قرب الآن ..وطلَّق المتحدث باسمنا أننا معزومون في المخواة على العشَاء هذه الليلة عند أحد المسؤلين ..وسلامتك ..ردعلينا بالديباجة المعتادة وفي نهايتها أقسم ماتروحون حتى تتلطفون وقام وخرج من المجلس ،قلت لربعي بعد ما خرج ..واشبكم ما أحد أرتد الرجال ..وأعتذر منه بأننا مستعجلين والمغرب قرب ..خلُّونا نمشي ..نشوف طريقنا بضوء مابقي من النهار على الأقل لو زلقنا [ زحلطن على قول أبو عبد العزيز العبارة المقتبسة من حسن عسيري] أقول لو زلقنا إلى الهاوية ، قد نستمتع بشوفة المناظر الطبيعية لجبل شدا في الثواني الأخيرة من أعمارنا ونحن متجهين إلى القاع ..سكتوا ولم يرد أحد ويظهر إن ربعي حمر بطون ..وقمت غاضب وخرجت من الباب واتجهت صوب سياراتنا الواقفة أسفل القرية وهم بقيو ولم يتأخروا كثيراَ ..أقبلوا مبتسمين وفي يد ناصر بن سعيد كسرة خبزة حارة وناولني أياها وقال هذا حسابك من اللطف لوكان قعدت كان أبتلّيتها في السمن والعسل ...والله ياشطيط السمن من حرارة الخبزة وأنحن نبتلها.. إنك تقل شطيط الكشنة فوق القبس أخذت كسرتي بضيقة وحطيتها في حثلي وتحركنا عائدين باتجاه المخواة وبعد ما تجاوزنا الثلث الخطير من الطريق فكت عني الضيقة وبدأت آكل كسرتي قافرة وكأني أبتلها في سمن وعسل ، قال ناصر بن سعيد متهكماَ لو كان قعدت معنا وابتليتها في سمن وعسل ما كان أحسن لك ؟ قلت له ما عليّه شرهه فيكم تقعدون تأكلون عشاء الرجال وعياله وأنحن نادرين المخواه نتعشى في قهوة الجبل ..مافينا مؤدة نخلي عشاء الرجال لعياله ؟؟!! وبعد ما أكلت كسرتي.. دارت في مخيلتي أكثر من علامة استفهام... ما هذا الكرم الفطري المفرط ؟ ، في هذا الإنسان الذي أخذ عشاء عياله وقدمه لنا بكل أريحية وطيب خاطر وآثرنا بهِ وبهِ خصاصة ووجدت الجواب عندما تذكرت أبائنا وأمهاتنا عندما كانوا يحتفظون في صناديق مقفلة... بالسمن والعسل والطحين والبن والجنزبيل والقرنفل والسكر والشاهي {الشاي}للضيف أي ضيف يأتي على غير موعد ...يحتفظون للضيف بأحسن ما عندهم وبهم خصاصة ووجدت إن هذا ليس بمستغرب، فهذا كرم متأصل في أبناء الجنوب، تهم، وسراه ..وعندما أفقت من خيالي هذا وجدتنا نهبط بسلام على الطريق المعبد من قلوة إلى المخواة ووصلنا قهوة الجبل الموعودون فيها بِعَشَاء وسهرة سمر على بلوت.. بدعوة كريمة من قائد رحلتنا عبد الله بن يعن الله وعند وصولنا مباشرة أدينا صلاة المغرب والعِشَاء جمعاَ وقصراَ بفتوى من قائد الرحلة بجواز ذلك وهذا ما كان ...كان أجمل يوم في حياتي ذلك اليوم المليء بالإثارة والمتعة وفقكم الله ..وسامحوني على الإطالة ..وسلامتكم .

علي بن حسن















 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:39 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir