وجـوه مضيئة.. 2 .. عبدالرحيم كعشر

,’

اكمالاً لما سبق .. بنقلي الى جده .. واستقراري بها لمدة تزيد عن 12 عام .

في الواقع بقيت بالمعهد الصحي مدرسا ثم وكيلا للمعهد مايقرب من خمس سنوات ومن ثم حصلت على بعثه دراسية على حساب منظمة الصحة العالمية لمدة سنة وفي سوريا كان ذلك عام 1992 هـ لكني خلال هذه السنة واجهت من المصاعب الكثير وقد هضمتها وتفاعلت معها الا المبادئ والقيم التي تربيت عليها فهي خط احمر بالنسبة لي لا اسمح لأحد ان يتجاوزها .
من ذلك ماحصل معي اثناء بعض الحصص أفاجأ بكتابة على السبورة تستهين ببلدي وتكيل الشتائم كل ذلك امعانا في مضايقتي
ذهبت لمدير المعهد للشكوى فقال يابني هذا حال البلد والناس .
لم أقتنع ذهبت للقنصل بالسفارة السعودية وقصصت عليه مايجري معي , أقنعني ذلك القنصل ولا اتذكر اسمه بأن علي الصبر والمثابرة على الدراسة وأن اضع في اذن طين والاخرى عجين حتى تنتهي السنة وربنا يفرجها .
والحقيقة كانت نصيحته مؤثرة ومفيدة وقد كملت المدة وعدت الى بلدي بمطار جده وأقسم لكم أنه بعد نزولي من سلم الطائرة
سجدت بارض المطار شاكرا وحامدا لله على انه من علي بالستر والسلامة والعودة الغانمة فقد كنت الاول على صفي بتلك الدراسة .
المهم باشرت العمل بالمعهد الصحي بجده والواقع لقد تنورت أفكاري وازدادت ثقافتي وأصبحت لي الكلمة وبدأ الخوف من المدير والمدرسين مني .
ها قد عاد وسوف يكون له صولة وجولة . لكن رد الفعل مني أنني سأنتقل من المعهد الصحي للعمل إداريا بالشؤون الصحية بجده
وكم كانت فرحتهم لا مايصير يابو هشام نحن اخوة لكني صممت على النقل وبفضل الله انتقلت
كان مدير الشؤون الصحية آنذاك الدكتور / حسن قرملي شفاه الله وعافاه وجعل الجنة مثواه .
هكذا كانت مرحلة تجربتي بالتدريس ,
استقدمت عائلتي مرة اخرى للسكن بجده وسكنت بوسط الجماعة بالنزلة اليمانية كانوا يمثلون كل وادي العلي ومن الباحة ومن بني كبير وتستطيع أن تسميها في ذلك الوقت حارة الغمّد .
لقد ارتحت نفسيا بالسكن وبالحي على الاقل قريبا من الشارع العام جوار مسجد زيني المواصلات متوفرة وعندما تطورت الحالة اقتنيت لي دباب عجلتين لمشاويري للعمل وغيرها .
المهم ان تلك الحارة أي النزلة اليمانية كانت تضم عوائل من وادي العلي على سبيل المثال
الطرفين ومنهم آل قشاط وآل غرامه .
ولا انسى في هذه اللحظة الرجل الشهم محمد آل غرام واخيه علي رحمه الله .
كنت أسكن بجوارهم وقد اكرموني وكنت في حال انتدابي يرسلون اهلهم الى أهلي للسؤال عنهم وقضاء حاجتهم من السوق
إذ لم يكن أكبر اولادي هشام يبلغ السادسة من عمره والباقين كما يقولون دق دق .
أما فيما يتعلق باهل الوادي فالحي المذكور فكانوا ألفة متوالفة نتقابل من بعد العصر وحتى اذان العشاء في قهاوي النزلة
للفضفضة وقضاء الوقت بلعب البلوت مع براد شاي لاتشغلنا فضائيات ولا اجهزة كمبيوتر وقد اجتمعنا مره وطبعا اجتماعنا كان
بالقهاوي ذلك من اجل وضع جدول سمرات مع العشاء في الاسبوع مره واحده بكل بيت ممن حولنا وأذكر كان في الاجتماع
محمد قشاط رحمه الله ونايف بن عوضه ومحمد سعيد عبدالواحد واخيه سعيد وسعيد العاصمي شفاه الله ومسفر ابوعالي وصالح بن ناصر
وعلي بن مهراس وعلي بن حسن وعلي عجير وعلي عباده شفاه الله ومجموعة كبيرة تضيق الصفحة لذكرهم
وكان يحضر من الطايف عبدالله الباشا رحمه الله حينما يكون لدينا رحلة الى البحر تبدا من بعد العصر الى وقت متاخر من الليل ونتعشى بجوار البحر ثم ندق الزير وعرضه حتى وقت متاخر من الليل وكل واحد يتمشعر بما تجود به نفسه
كانت ايام جميلة وما اكثر الذكريات باختصار .. بقيت في جده 13 سنة منها سنة بسوريا
ثم بعد ذلك طلبت النقل الى الطائف أوائل عام 1399 هـ وقد ندمت على ذلك فكانت مجتمعا منفتحا وبها من الاصحاب والاحباب
مايغنيني عن الطايف ويطالب ببقائي بجده لكن هكذا الدنيا نزول وارتحال كما قال المتنبي
يامن يعز علينا ان نفارقهم ....... وجداننا كل شيء بعدكم عدم
والحمد لله على كل حال .

" تحية لجميع الأعضاء وإدارة المنتدى والزوار وكل عام وأنتم بخير "

,