مسجد عيد (بني أحمد)

	مساجد العيد في القرى والأرياف تكون في العادة خارج القرى بمسافة لاتقل عن كيلو مترواحد والسبب في ذلك هو أن تتجمّع فيه مجموعة من القرى لأداء صلاة العيد وكذلك يستخدم ايضاً لصلاة الإستسقاء والكسوف. كانت تلك الأزمنة وفي مطلع الستّينات الهجرية وأذكر ذلك جيداً بدايةً للتعليم النظامي بمنطقة غامد وبالتحديد بمنطقة بني ظبيان حيث تمّ افتتاح مدرسة بني ظبيان كما أذكر في عام 1366هـ وقبلها مدرسة بالظفير بفترة بسيطة ثمّ توالى افتتاح المدارس بكامل المنطقة هذا فيما يتعلّق بالمدارس أمّا المساجد فكان بكل قرية مسجد لإقامة الصلوات وكانت تلك المساجد تبنى من الخامات المحلّية (الأحجار- والخشب) ومن ثمّ تلييسها بالطين المخلوط بالعلف(التبن) وهو من مخلّفات زراعة الحبوب كالشعير والحنطة ثمّ تشييد جدرانها بعد التلييس بالنورة المستخدمة من بعض الجبال بعد اذابتها بالماء وهرسها لتصبح اشبه بالبوية ثمّ توضع على الجدران بواسطة مكانس من الصّناعة المحلية فيظهر الجدار ابيض جميل الشكل. أمّا مساجد العيد إمّا مكشوفة أو مغطّاة هذا ماكان يلاحظ بتلك الفترة. وأذكر أنّ المسجد الوحيد للعيد كان يقع على قمة سليسلة بعد مثلّث مفترق الطريق الحالي النّازل من عرا والمتوجّه إلى رحبان والريحان وجبل العبالة وقريباً من بيت أخونا محمد بن عبدالله العجمة كان هذا المسجد يجتمع فيه المصلّون لإداء صلاة العيد وهي قبيلة بني أحمد وقبيلة بني أحمد كما تعلمون هم المقاضية وقراها (الريحان- المردد- المناشلة- وقرية عرا- وحصن أباالزين) وأيضاً اولاد علي وقراها( رحبان -والعباله- والطّرفين والغمده) هذه القرى وساكنيها يدعون بني أحمد وهي قبيلة من قبائل بني ظبيان المشهورة بغامد طبعاً سراة وتهامة وبادية. كان مسجد عيدهم كما أوضحت سابقاً يقع براس قمة جبل سليسلة وهذا المسجد مبنياً بالحجارة ومسقوفاً بخشب العرعر القوي ويوجد بوسطه بركة للماء مليّسة بالجص والنورة القويّة وتستخدم البركة للوضوء حيث يتم تعبئتها قبل حلول العيد بيومين أو أكثر يقوم الرجال بتعبئة القرب من الآبار بالماء ومن ثمّ سكبه بهذه البركة حتى تمتليء ويوجد بأعلاها دلوين لاستخراج الماء ومن ثمّ صبه بالركي- جمع ركوة -(وهي إناء مصنوع من جلد الجمل ولها صمبور من عظام الساق للأغنام وغطاء من خشب العتم لتغطية الفوهة) وكان كلّ بني احمد يجتمعون لصلاة العيد بهذا المسجد وقد يحضر معهم للصلاة بعض رجال القبائل من بني محمد( العبّاس- والعطارده )وكان الإمام بذلك الوقت هو أحد المشايخ من بيت المنصوري بقرية عراء ثمّ يقوم بأداء الصلاة وثمّ تقديم الخطبة وتنتهي الّصلاة بخروج المصّلين الى باحات المسجد الخارجية لتقديم المعايدة لبعضهم فنجد تلك الوجوه المشرقة التي تنير وجوهها بالإيمان والطّيبة والمودّة والأخلاق الرفيعة هذا ماكان يتمتع به الأوّلون رحمهم الله جميعاً من صدق وتعاون على البر والتقوى ورغم صغر سنّنا أنا وأمثالي ذلك الوقتالّا أنّني كنمت ألمح ذلك في وجوههم من فراسة وطيبة وتعاون وصدق ايمان وكما قال الشاعر: اولئك آبائي فجئني بمثلهم.... اذا جمعتنا ياجرير المحافل وآخر صلاة بهذا المسجد للعيد كانت كما أذكر في عام 1371هـ أو1372هـ . ثمّ توزّعوا بني أحمد فقرية عرا وحصن أبا الزين أوجدوا لهم مسجد لصلاة العيد وكذلك المردّد والريحان والمناشلة أوجدوا لهم مسجد للعيد وأيضاً أولاد علي اوجدوا لهم مسجداً للعيد بجبل الشعبة وكذلك الغمده أوجدوا لهم مسجد للعيد بقريتهم وذلك لزيادة اعداد السكّان فأصبح مسجد العيد الواقع في أعلى سليسلة والذي كان يجمعهم اطلالاً دارسة واختفى من الوجود علماً أنه في عام 1373هـ الى عام 1386هـ أو لما بعدها كانت تقام صلاة العيد في مسجد مكشوف في أعلى حمى أبن هضبان المجاور لمدرسة تحفيظ القرآن حاليّاً بجبل سليسلة . ملاحظة:صلاة الخسوف كانت تقام في مساجد القرية كونها تصلى في الليل وأيضاً صلاة الكسوف بنفس مساجد القريةوأرجو ممن لديه اضافات أن يطرحها بهذا الموضوع حيث أنّني كنت مسافراً من بعد عام 1377هـ ولاأعلم بعد تلك الفترة بما استجد بموضوع مساجد العيد لبني أحمد والله من وراء القصد وصلى الله على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين