يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-2010, 03:45 AM   رقم المشاركة : 31

 



9 - إِذا عَزَّ أَخُوكَ فَهُنْ

قال أبو عبيد‏:‏ معناه مُيَاسَرتَكُ صديقَك ليست بضَيْم يركبك منه فتدخلك ‏[‏ص 23‏]‏ الحميَّة به،
إنما هو حسن خلُق وتفضّل، فإذا عاسَرَك فياسره‏.‏

وكان المفضل يقول‏:‏ إن المثل لهُذَيل ابن هُبَيرة التَّغْلبي،
وكان أغار على بني ضبة فغنم فأقبل بالغنائم، فقال له أصحابه‏:‏ اقْسِمْهَا بيننا،
فقال‏:‏ إني أخاف إن تشاغلتم بالاقتسام أن يدرككم الطلب، فأبوا،
فعندها قال‏:‏ إذا عزَّ أخوك فهُنْ، ثم نزل فقسم بينهم الغنائم، وينشد لابن أحمر‏:‏

دَبَبْتُ له الضَّرَاء وقُلْتُ‏:‏ أبْقَى ****** إذا عَزَّ ابنُ عمك أنْ تَهُونَ


المصدر : مجمع الأمثال للإمام أبو الفضل الميداني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 04:02 AM   رقم المشاركة : 32

 



29 - وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ


قَالَ الشرقي بن القطامي‏:‏ كان رجل من دُهاة العرب وعُقَلاَئهم يُقَال له شَنٌّ، فَقَالَ‏:‏ والله لأَطُوفَنَّ حتى أجد امرأة مثلي أتزوجها، فبينما هو في بعض مَسِيرَه إذ وافقه رَجُلٌ في الطريق، فسأله شَنٌّ‏:‏ أين تريد‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ موضعَ، كذا، يريد القربة التي يَقْصِدها شَنٌّ، فوافقه، حتى ‏[‏إذا‏]‏ أخذا في مسيرهما

قَالَ له شَنٌّ‏:‏ أتحْملُنِي أم أحْمِلُكَ‏؟‏ فَقَالَ له الرجل‏:‏ ياجاهل أنا راكب وأنت راكب، فكيف أحملك أو تحملني‏؟‏ فسكتَ وعنه شَنٌّ وسارا حتى إذا قَرُبا من القرية إذا بزَرع قد استَحْصَد، فَقَالَ شَنٌّ‏:‏ أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ‏؟‏ فَقَالَ له الرجل‏:‏ يا جاهل ترى نَبْتاً مُسْتَحْصِداً فتقول أكِلَ أم لاَ ‏؟‏ فسكَتَ عنه شن حتى إذا دخلاَ القرية لَقَيَتْهما جِنَازة فَقَالَ شن‏:‏ أترى صاحبَ هذا النّعْشِ حياً أو ميتاً‏؟‏ فَقَالَ له الرجل‏:‏ ما رأيتُ أجْهَلَ منك، ترى جِنَازة تسأل عنها أمَيْتٌ صاحبُها أم حى‏؟‏ فسكت عنه شَن، لاَاراد مُفارقته، فأبى الرجل أن يتركه حتى يصير به إلى منزله فمضى معه، فكان للرجل بنت يُقَال لها طَبقة فلما دخل عليها أبوها سألته عن ضَيفه، فأخبرها بمرافقته إياه، وشكا إليها جَهْلَه، وحدثها بحديثه، فَقَالَت‏:‏ ياأبت، ما هذا بجاهل، أما قوله ‏"‏أتحملنى أم أحملك‏"‏ فأراد أتحدثُنى أم أحَدِّثك حتى نقطع طريقنا وأما قوله ‏"‏أترى هذا الزرع أكِلَ أم لاَ‏"‏ فأراد هَلْ باعه أهله فأكلوا ثمنه أم لاَ، وأما قوله في الجنازة فأراد هل ترك عَقِباً يَحْيا بهم ذكرهُ أم لاَ، فخرج الرجل فَقَعد مع شَنٍّ فحادثه ساعة، ثم قَالَ أتحبُّ أن أفسِّرَ لك ما سألتنى عنه‏؟‏ قَالَ‏:‏ نعم فَسَّرَهُ، ففَسَّرْهُ، قَالَ شن‏:‏ ما هذا من كلامك فأخبرنى عن صاحبه، قَالَ‏:‏ ابنة لى، فَخَطَبها إليه، فزوَّجه إياها، وحملها إلى أهله، فلما رأَوْها قَالَوا‏:‏ وافَقَ شَنٌّ طَبَقَةَ، فذهبت مثلاً‏.‏

يضرب للمتوافقين‏.‏

وقَالَ الأَصمعي‏:‏ هم قوم كان لهم وعاء من أدَمٍ فَتَشَنَّنَ، فجعلوا له طَبَقاً، فوافقه، فقيل‏:‏ وافق شن طَبَقَهُ، وهكذا رواه أبو عبيد في كتابه، وفسره‏.‏‏[‏ص 360‏]‏

وقَالَ ابن الكلبي‏:‏ طَبَقَةُ قبيلة من إياد كانت لاَ تطاق، فوقع بها شَنُّ بن أقْصَي بن عبد القيس بن أفصَى بن دُعْمى بن جديلة ابن أسد بن ربيعة بن نزار، فانتصف منها، وأصابت منه، فصار مثلاً للمتفقين في الشدة وغيرها، قَالَ الشاعر‏:‏

لَقَيَتْ شَنُّ إيَاداً بِالَنَا ***** طَبْقاً وَافَقَ شَنٌّ طَبَقَهْ

وزاد المتأخرون فيه‏:‏ وافقه فاعتنق


المصدر : مجمع الأمثال للإمام أبو الفضل الميداني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 09:39 AM   رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 

2-إنَّ المُنْبَتَّ لاَ أرْضاً قَطَعَ وَلاَ ظَهْراً أبْقَى‏.

يضرب لمن يُبالغ في طلب الشيء

ويُفْرِط حتى ربما يُفَوِّته على نفسه‏.


قاله عليه الصلاة والسلام .. لرجل اجتَهَد في العبادة حتى هَجَمت عيناه‏ ..‏

أي غارَتَا .. فلما رآه قال له ‏( ‏إنَّ هذَا الدينَ مَتِينٌ فأوْغِلْ فيه بِرِفْقٍ ، إنَّ المُنْبَتَّ‏ )

‏ أي الذي يجدُّ في سيره حتى ينبتَّ أخيراً .. سماه بما تؤول إليه عاقبتُه

كقوله تعالى ( ‏إنَّكَ مَيِّت وإنهم ميتون‏ ).‏

والله أعلم

مجمع الأمثال .. الإمام .. أبو الفضل الميداني


دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-11-2010, 07:39 AM   رقم المشاركة : 34

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إبن القرية مشاهدة المشاركة
2-إنَّ المُنْبَتَّ لاَ أرْضاً قَطَعَ وَلاَ ظَهْراً أبْقَى‏.

يضرب لمن يُبالغ في طلب الشيء

ويُفْرِط حتى ربما يُفَوِّته على نفسه‏.




إبن القرية

شكرًا لمرورك العطر . أطال الله لك العمر.
مشاركة تستاهل التقدير والإشادة.
متمنيًا لك الراحة والطمأنينة والسعادة.

لك الشكر والثناء على كرم العطاء.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 10:14 PM   رقم المشاركة : 35

 



31 - تَجُوعُ الحُرَّةُ وَلاَ تَأكُلُ بِثَدْيَيْهَا‏.‏


أي لا تكون ظِئْراً وإنْ آذاها الجوع، ويروى ‏"‏ولا تأكل ثدييها‏"‏ وأول من قال ذلك الحارث بن سليل الأسَدِي، وكان حليفا لعَلْقَمَة بن خَصَفة الطائي، فزارَُه فنظر إلى ابنته الزَّبَّاء - وكانت من أجمل أهل دهرها - فأعْجِبَ بها، فقال له‏:‏ أتيتُكَ خاطبا، وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب، فقال له علقمة‏:‏ أنت كُفْءٌ كريم، يقبل منك الصَّفْو، ويؤخذ منك العَفْو، فأقِمْ ننظر في أمرك، ثم انكفأ إلى أمها فقال‏:‏ إن الحارث بن سليل سيدُ قومه حَسَبا ومَنْصِباً وبيتا، وقد خطب إلينا الزبَّاء فلا ينصرفَنَّ إلا بحاجته، فقالت امرأته لابنتها‏:‏ أيُّ الرجالِ أحبُّ إليك‏:‏ الكَهْلُ الجَحْجَاح، الواصِلُ المَنَّاح، أم الفتى الوَضَّاح ‏؟‏ قالت‏:‏ لا، بل الفتى الوضاح، قالت‏:‏ إن الفتى يُغِيرُك، وإن الشيخ يَمِيرُك، وليس الكَهْل الفاضل، الكثيرُ النائِل، كالحديث السنِّ، الكثير ‏[‏ص 123‏]‏ المَنِّ، قالت‏:‏ يا أمتاه إن الفَتَاة تحبُّ الفتى كحبِّ الرعاء أنِيقَ الكَلاَ، قالت‏:‏ أي بُنَية إن الفتى شديد الحِجاب، كثير العِتاب، قالت‏:‏ إن الشيخ يُبْلِي شبابي، ويدنس ثيابي، ويُشْمت بي أترابي، فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها الحارث على مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم، فابْتَنَى بها ثم رَحَل بها إلى قومه، فبينا هو ذاتَ يوم جالسٌ بفِناء قومه وهي إلى جانبه إذ أقبَلَ إليه شَبَابٌ من بني أسد يعتلجون فتنفَّست صُعَداء، ثم أرْخَتْ عينيها بالبكاء، فقال لها‏:‏ ما يُبْكِيكِ‏؟‏ قالت‏:‏ مالي وللشيوخ، الناهضين كالفُرُوخ، فقال لها‏:‏ ثَكِلَتْكِ أمُّكِ تَجُوع الحرة ولا تأكل بثدييها‏.‏

قال أبو عبيد‏:‏ فإن كان الأصل على هذا الحديث فهو على المثل السائر ‏"‏لا تأكل ثدييها‏"‏ وكان بعضُ العلماء يقول‏:‏ هذا لا يجوز، وإنما هو ‏"‏لا تأكل بثدييها‏"‏

قلت‏:‏ كلاهما في المعنى سَوَاء، لأن معنى ‏"‏لا تأكل ثدييها‏"‏ لا تأكل أجْرَةَ ثدييها، ومعنى ‏"‏بثدييها‏"‏ أي لا تعيش بسبب ثَدْييها وبما يُغِلاَّن عليها‏.‏

ثم قال الحارث لها‏:‏ أما وأبيك لرُبَّ غارةٍ شهدتها، وسَبِيَّة أردفتها، وخَمْرة شربتها، فالحقي بأهلك فلا حاجة لي فيك، وقال‏:‏

تَهَزَّأت أنْ رَأتْنِي لابساً كِبَراً ***** وغايةُ الناس بين المَوْتِ والكِبَرِ

فإن بقيتِ لقيتِ الشَّيْبَ راغمَةً ****** وفي التعرُّفِ ما يمضي من العِبَرِ

وإن يكن قد عَلاَ رأسي وغَيَّره ***** صَرْفُ الزمانِ وتغييرٌ من الشَعرِ

فقد أرُوحُ للذَّاتِ الفَتَى جَذِلا ***** وَقَدْ أصِيبُ بها عِيناً من البَقَرِ

عَنِّي إليكِ فإني لا تُوَافِقُنِي ***** عُورُ الكلام ولا شُرْبٌ على الكَدَرِ

يضرب في صيانة الرجل نفسه عن خسيس مكاسب الأموال‏.


مجمع الأمثال .. الإمام .. أبو الفضل الميداني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 10:40 PM   رقم المشاركة : 36

 




77 - أَبْدَئِيِهنَّ بِعفَالِ سُبِيتِ ‏(‏انظر لسان العرب ‏(‏ع ف ل‏)‏‏)‏

أي ابدئيهن بقولك ‏"‏عفال‏"‏ قال المفضَّل‏:‏ سبب هذا المثل أن سَعْد بن زَيْد مَنَاة كان تزوج رُهْمَ بنت الخزرج بن تَيْم الله بن رُفَيْدة بن كلب بن وَبَرَةَ، وكانت من أجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد، وكانت ضرائرها إذا سابَبْنَهَا يقلن لها‏:‏ يا عَفْلاء، فقالت لها أمها‏:‏ إذا سابَبْنَكِ فابدئيهن بعَفَال سُبيتِ، فأرسلتها مثلا، فسابتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها، فقالت لها رُهْم‏:‏ يا عَفْلاَء، فقالت ضرتها‏:‏ رمَتْنِي بدائها وانْسَلَّتْ‏.‏

وعَفَالِ‏:‏ يجوز أن يكون كخَبَاثِ ودَفَارِ، ويجوز أن يكون أرادت عَفِّلِيهَا أي انْسُبيها إلى العَفَلَة، وهي القَرَن الذي اختصم فيه إلى شُرَيح في جارية بها قَرَن، فقال أقْعِدُوها فإن أصابَ الأرضَ فهو عيب، وإن لم يصب الأرضَ فليس بعيب، فجعلت عَفَالِ أمْراً كما يقال‏:‏ دَرَاكِ بمعنى أدْرِكْ، ويجوز أن يُنَوّن ويجعل مصدرا كالسَّرَاح بمعنى التَّسْريح والسَّلاَم بمعنى التسليم، وقولها ‏"‏سُبِيتِ‏"‏ دعاء عليها بالسَّبْي على عادة العرب، وبنو مالك بن سعد رَهْطُ العجاج كان يقال لهم بنو العفيلَى‏

مجمع الأمثال .. الإمام .. ابو الفضل الميداني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 03:22 AM   رقم المشاركة : 37

 

69 - دُونَ ذَلِكَ خَرْطُ القَتَادِ‏.‏

الخَرْطُ‏:‏ قَشْرُكَ الوَرَقَ عن الشجرة اجتذاباً بكَفِّك،
والقَتَاد‏:‏ شجر له شوك أمثال الإبر‏.‏

يضرب للأمر دونه مانع‏.

المصدر : مجمع الأمثال .. الإمام .. أبو الفضل الميداني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 03:29 AM   رقم المشاركة : 38

 



78 - رَمَاهُ اللّه بِثَالِثَةِ الأثافِي‏.‏

قالوا‏:‏ هي القطعة من الجبل يُوضَع إلى جَنْبها حَجَران ويُنْصَب عليها القِدْر‏.‏

يضرب لمن رُمى بداهية عظيمة،
ويضرب لمن لا يبقى من الشر شيئاً،
لأن الأثْفِيَّةَ ثلاثة أحجارٍ كلُّ حجرٍ مثلُ رأس الإنسان،
فإذا رماه بالثالثة فقد بلغ النهاية، كذا قاله الأزهري،

قال البديع الهَمَذَاني‏:‏

وَلِي جِسْمٌ كَوَاحِدَةِ المَثَانِي ******** له كَبدٌ كَثَالِثَةِ الأثَافِي‏.‏

يريد القِطْعَةَ من الجبل‏.


المصدر : مجمع الأمثال .. الإمام .. أبو الفضل الميداني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 03:49 AM   رقم المشاركة : 39

 



ما وَرَاءكَ يَا عِصَام‏؟‏

قَالَ المفضل‏:‏ أولُ من قَالَ ذلك هو : الحارث بن عمرو مَلِكُ كِنْدَةَ،
وذلك أنه لما بلغه جَمَالُ ابنة عَوْف بن مُحَلِّم الشَّيْبَاني وكمَالُها وقوة عَقْلها دعا امرأةً من كِنْدَة يُقَال لها عِصَام ذاتَ عقل ولسان وأدَب وبَيَان، وقَالَ لها‏:‏ اذهبي حتى تعلمي لي عِلْم ابنَةِ عَوْف، فمضَتْ حتى انتهت إلى أمها، وهى أمامَةُ بنةُ الحارث، فأعلمتها ما قدمَتْ له، فأرسلت أمامة إلى ابنتها، وقَالَت‏:‏ أي بنية، هذه خالتُك أتَتْكِ لتنظر إليك، فلاَ تستُرِي عنها شيئاً إن أرادت النظر من وجهٍ أو خلق، وناطقيها إن استنطقتك، فدخلت إليها فنظرت إلى ما لم ترقَطُ مثله، فخرجت من عندها وهي تقول‏:‏ ترك الخِدَاعَ مَنْ كَشَفَ القَناع، فأرسلتها مثلاً، ثم انطلقت إلى الحارث فلما رآها مقبلة قَالَ لها‏:‏ ما وراءك ياعصام‏؟‏ قَالَت‏:‏ صَرَّحَ المَخْضُ عن الزُّبْد، رأيت جَبْهة كالمِرْآة المصقولة، يزينها شعر حالك كأذناب الخيل، إن أرْسَلَتْه خِلْته السلاَسل، وإن مشطته قلت عناقيد جَلاَها الوابل‏.‏ وحاجبين كأنما خُطّا بقلم، أو سُوِّدا بحمم، تقوَّسا على مثل عَيْن ظبية عَبْهَرَة، بينهما أنف كحدِّ السيف الصَّنيع، حَفَّتْ به وَجْنَتَان كالأرجُوان، في بياض كالجُمَان، شُقَّ فيه فم كالخاتم، لذيذ المبتسم، فيه ثَنَايا غُر ذات أشَر، تقلَّبَ فيه لِسَان، ذو فصاحة وبيان، بعقل وافر، وجواب حاضر، تلتقي فيه شَفَتَان حَمْرَاوان،

تحلبان ريقاً كالشهد إذا دلك، في رقبة بيضاء كالفضة، ركبت في صَدرْ كصَدْر تمثال دُمْية، وعَضُدان مُدْمَجَان يتصل بها ذراعان ليس فيهما عظم يُمَسُّ، ولاَ عرق يجس، ركبت فيهما كفان دقيق قصبهما لين عَصَبُهُما، تعقد إن شيءت منهما الأنامل، نتأ في ذلك الصدر ثَدْيان كالرمَّانتين يخرقان عليها ثيابها، تحت ذلك بطن طُوِى طيَّ القَبَاطيِّ المدمجة كسر عُكَناً كالقَرَاطيس المدرجة، تُحِيطُ بتلك العكن سُرَّة كالمُدْهُن المجلوِّ، خلف ذلك ظهر فيه كالجدول، ينتهي إلى حضر لولاَ رحمة الله لاَ نَبَتَرَ، لها كفَلُ يُقْعدها ‏[‏ص 263‏]‏ إذا نهضَت وينهضها إذا قعدت، كأنه دِعْصُ الرَّمْل لَبَّده سقوط الطَّلَّ، يحمله فَخِذَانِ لُفَّا كأنما قلبا على نَضَد جُمَان، تحتهما ساقان خَدْلَتَان كالبرديتين وُشِّيتا بشعر أسود كأنه حلق الزرد، يحمل ذلك قَدَمَان كحذو اللسان، فتبارك الله مع صغرهما كيف تطيقان حمل ما فوقهما، فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها، فزوجها إياه، وبعث بصداقها، فجهزت، فلما أراد أن يحملوها إلى زوجها قَالَت لها أمها‏:‏ أي بنية، إن الوصية لو تُرِكت لِفَضلِ أدبٍ تُرِكت لذلك منك، ولكنها تذكرة للغافل، ومَعُونة للعاقل، ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لِغِنَي أبويها وشدَّة حاجتهما إليها كنتِ أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خلقْنَ، ولهن خلق الرجال‏.‏ أي بنية، إنك فَارقْتِ الجوَّ الذي منه خَرَجْتِ، وخَلَّفْتِ العُشَّ الذي فيه دَرَجْتِ، إلى وَكْر لم تعرفيه، وقَرِين لم تألفيه، فأصبح بملكه عليك رقيباً ومليكا، فكونِي له أمَةً يكُنْ لك عبداً وَشِيكا، يا بنية احْمِلِي عنى عَشْرَ خِصَالٍ تكن لك ذُخْراً وذِكْراً‏:‏

الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة، والتعهُّد لموقع عينه، والتفقُّد لموضع أنفه، فلاَ تَقَع عينُه منك على قبيح، ولاَ يشم منك إلاَ طيبَ ريح، والكحلُ أحسنُ الحسن، والماء أطيبُ الطيب المفقود، والتعهد لوقت طعامه، والهدو عنه عند منامه، فإن حَرَارة الجوع مَلْهبة، وتنغيص النوم مَبْغَضَة والاحتفاظ ببيته وماله، والإرعاء على نفسه وحشمه وعياله فإن الاحتفاظ بالمال حسن التقدير، والإرعاء على العيال والحشم جميل حسن التدبير، ولاَ تُفْشِي له سراً، ولاَ تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيتِ سِرَّه لم تأمني غَدْرَه، وإن عصيت أمره أوغَرْتِ صَدْره ثم اتَّقِي مع ذلك الفرح إن كان تَرِحَا، والاكتئاب عنده إن كان فَرِحَا، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التكدير، وكوني أشَدَّ ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراما، وأشد ما تكونين له موافقة، يكن أطولَ ما تكونين له مرافقة، واعلمي أنك لاَ تَصْلِين إلى ما تحبين حتى تُؤْثِرِي رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببت وكرهت، والله يَخِيرُ لك، فحملت فسُلِّمَت إليه، فعَظُم مَوْقِعُها منه، وولدت له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن‏.‏

وروى أبو عبيد ‏"‏ما وَرَاءَكَ‏"‏ على التذكير وقَالَ‏:‏ يُقَال‏:‏ إن المتكلم به النابغة الذُبْيَاني قَالَه لعصام بن شهبر حاجب النعمان، وكان مريضاً، وقد أُرْجِفَ بموته، فسأله النابغة عن حال النعمان، فَقَالَ‏:‏ ما وراءك يا عصام‏؟‏‏


المصدر: مجمع الأمثال .. الإمام : أبو الفضل الميداني

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2010, 03:50 AM   رقم المشاركة : 40

 



99 - أَضَلُّ مِنْ مَؤْوُدَةٍ‏.‏


هي اسم كان يقع لمَنْ كانت العربُ ‏ تدفنها حَيَّةً من بناتها، قال حمزة‏:‏ واشتقاق ذلك من قولهم ‏"‏قد آدَهَا بالتراب ‏"‏ أي أثْقَلَها به، ويقولون‏:‏ آدَتْه العلَّة، ويقول الرجل للرجل‏:‏ اتَّئِدْ، أي تثبت في أمرك

قلت‏:‏ هذا حكم فيه خلل، وذلك أن قوله اشتقاق المؤودة من آدها بالتراب لا يستقم لأن الأول من المعتل الفاء، والثاني من المعتل العين، تقول من الأول‏:‏ وأد يَئِدُ وَأْداً، ومن الثاني آد يؤد أودا، اللهم إلا أن يجعل من المقلوب، ولا أعلم أحداً حكم به

قال حمزة‏:‏ وذكر الهيثم بن عدي أن الوأد كان مستعملا في قبائل العرب قاطبة، وكان يستعمله واحد ويترك عشرة، فجاء الإسلام وقد قلَّ ذلك فيها إلا من بني تميم فإنه تزايد فيهم ذلك قبل الإسلام، وكان السبب في ذلك أنهم منعوا الملك ضَرِيبته، وهي الإتاوة التي كانت عليهم، فجرَّدَ إليهم النعمانُ أخاه الريان مع دَوْسَر، ودوسر‏:‏ إحدى كتائبه، وكان أكثر رجالها من بكربن وائل، فاستاق نَعَمَهم وسَبَى ذراريهم،

وفي ذلك يقول أبو المشمرج اليشكري‏:‏

لما رأوا رَايَــةَ النعمــان مُقْبِــلَةً ********* قــالُوا ألا لَيْتَ أدْنى دارِنـا عَـدَنُ

يا لَيْتَ أمَّ تمــيم لم تكُنْ عَــرَفَتْ ********* مُرّاً وكانَتْ كمن أوْدَى به الزَّمَنُ

إن تَقْــتُلُــونَا فأعْيَــارٌ مُجَـــدَّعَةٌ ********* أو تُنْعِمُـوا فقـديماً منـكمُ المِــنَنُ

فوفدت وفود بني تميم على النعمان بن المنذر وكَلَّموه في الذَّرَارِي، فحكم النعمان بأن يجعل الخيار في ذلك إلى النساء، فأية امرأة اختارت زوجها رُدَّت عليه، فاختلفن في الخيار، وكان فيهنَّ بنت لقيس بن عاصم فاختارت سابيَهَا على زوجها، فَنَذَرَ قيس بن عاصم أن يدسَّ كل بنت تولَدُ له في التراب، فوأَدَ بِضْعَ عَشْرَةَ بنتا، وبصنيع قيس بن عاصم وإحيائه هذه السُّنَّةَ نزل القرآن في ذم وأد البنات‏.



المصدر: مجمع الأمثال .. الإمام : أبو الفضل الميداني


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir