كشغري ضحيه ام مجرم؟

كان للمعلم السعودي في الزمن الماضي هيبه تفوق المعلم الاجنبي فعندما كان يدخل المعلم السعودي الصف تجد الطلاب وكأن على رؤسهم الطير عكس المعلم الاجنبي فهل للجنسيه دور في هذه الهيبه؟
كانت البيئه الدينيه التعليميه والاسريه مواتيه لاخراج جيل مثقف دينياً ملتزم بتعاليم الدين المواد الدينيه التي تُدرس كافيه لتشكيل العقليه الدينيه للطلاب وتغذيتها بالمفيد فكان الطالب يدرس القرآن والتجويد والتوحيد والفقه والحديث والتفسير(6) مواد يدرسها الطالب في الاسبوع بمعدل حصتين يومياً على الاقل كافيه منطقياً ليكون لها تاثيرايجابي على تشكيل الفكر
وكانت البيئه الاسريه اكثر انضباطاً فالأبن لايكاد يرى والدته واخواته الا وهن في كامل حشمتهن متمسكات بحجابهن الشرعي لدرجة ان الأبن لايكاد يرى شعر رأس والدته مطلقاً ويرى والده يصدح بالتهليل فجراً لايقاض أهل بيته للصلاه واصطحاب ابناءه الى المسجد وهذا الواقع المعمول به في جميع الاسر بلا استثناء لذا نشاء جيل في بيئه تربويه واسريه مثاليه
ماذا عن بيئتنا الآن تقلصت المناهج الدينيه مع مايسمى بتطوير المناهج لدرجة ان الطالب قد يتخرج من المرحله الثانويه وهو لايعلم من امور الدين الا من هو ربه ومن هو نبيه فقط والتقلص مستمر وقد نرى مستقبلاً هذه المواد تقلصت الى ورقتين فقط بدل الحصتين السابقه وفي المقابل البيئه الاسريه طغى السفور والتبرج في الاسر الا من رحم الله واصبح المؤذن ينادي للصلاه ولانجد المجيب واحدثت الثوره التقنيه اومايسمى بالعولمه نتائج سلبيه لشبابنا فبضغطة زر تستطيع ان تحصل على ماتريد من النافع والضار ويستطيع الشاب الدخول على أي موقع بمافيها مواقع الملحدين والمواقع التي تدعوا الى التحرر فكيف لنا ان نلوم هؤلاء الشباب عندما ينحرفون فكرياً ونحن لم نضع لهم البدائل ونوجههم التوجيه السليم
افرزت لنا هذه الثوره التقنيه الكثير من الجدل ففي الوقت الذي انبرى فيه الكثير للدفاع عن طارق الحبيب عندما شطح فكرياً في نقد شخص الرسول عليه الصلاة والسلام فيما يسمى بتحليلاته النفسيه صب الجميع جام غضبهم على حمزه كشغري في تغريدته المشهوره رغم أن الموضوع واحد ويتعلق بنبينا عليه الصلاة والسلام فما الذي جعل المجتمع يبرر خطأ الحبيب ويطالب برأس كشغري؟
هل اختلفت عقيدتنا لدرجة ان نقيًم الناس حسب اجناسهم ومراكزهم فالحبيب رجل متعلم وبرفسور والكشغري شاب مراهق لايتجاوز عمره(23) عام فمن الاولى بالمحاسبه وهل لو حوسب السابقون ظهر اللاحقون؟
ومن يضمن لنا عدم خروج اكثر من حبيب و كشغري مستقبلاً في ظل عدم الاحتواء والتوجيه السليم ابتداء من المنزل والمدرسه ومرواً بمشايخنا الذين جعلونا نقف مذهولين امام اختلاف ارائهم في قضايا جوهريه وآخرها قضية كشغري فمنهم من قال بعدم توبته ومنهم من قال العكس ومنهم من التزم الصمت
انا هنا لست في مقام المدافع عن كشغري وغيره من زنادقة التغريدات ولكن انا هنا اسأل من افرز لنا هذا الكشغري ومن يضمن لنا عدم خروج اكثر من كشغري
اذاً المسأله مسألة تصحيح فكر فمن يصحح افكار شبابنا ومن يضمن عدم تأثرهم بما يقرأون وبما يسمعون وبما يشاهدون لاسيما ولدينا اكثر من (5000) مبتعث ومبتعثه بالخارج؟