يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-2012, 07:29 AM   رقم المشاركة : 1
Sabr4 ديمة 0


 

قصيدة ديمة :
راحل يابنتي
مذ أضعتك عند السفوح البعيدة
ما عدت أكذب إلا قليلا
ما عدت أحلم أني أغنيك
شعرا جميلا
ماعاد يشهق عن دهشة
نزق الطفل في أفق عينيك
منذ هما عنبا ونخيلا
. . . .

يابنتي
حين ضج بليل النوى
عاصف بين جنبيّ ..
كنتِ تراءيتِ لي في الصبايا
تهلّين من حدقات المرايا
فألفيتُ أني أناديكِ :
ياديمُ فكي خناقك
وانغمري في القصيد ِ
وشبي على البيد ِ
. . . .
قومي على نخلة في أعالي الحجاز البعيد
فإن لاح في الأفق صارية للبريد
فألقي على كتفيك العباءة
واستبقي نحو شمس (الحجون )
إذا راقصتها أكف البنات
تحاصرها – دان ياليل دانه –
واعتمري طرفا من جنون أبيك
وانتبذي بعض موتي الوشيك
- وإن خفت -
فاختبئي بين أوردتي
وهوى أغنياتي القديمة .

للشاعر الراحل
عبدالله باهيثم
يرحمه الله

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-10-2012, 08:48 AM   رقم المشاركة : 2

 

أولا اشكر لك حسن اختيارك 0 وبأ هيثم رحمه الله شاعر رقيق وحساس 0 كلماته سلسة ومعانيه راقيه وقليل من يفهمه 0 إن اختيارك يشهد لك بحسن ذائقتك واليك هذا المقطع لبا هيثم
مطراً من دماء القبائل
موجاً تصدى لزحف الرمال وأبدله رغوة
في عيون النوارس.. ثم دعاني
لكي أستحم بملح القصيدة
مضى.. موجعاً كالليالي السعيدة
بينما كنت أسمع أسمع
عن (مدنٍ مزَّق الطلق أحشاءها)
من يهب النخل
لونَ المدينة.. أو هسهسات الرمال
مال ثم استطال
قال لي يا صديقي.. تعال
لقيتك في أرذل العمر
تلُوك سيجارة
للغناء الحميم
وترفع قبعة للنهار الذي لا يخاف النساء
ضحكتُ.. وقلتُ له
كيف لم نلتق قبل أن يورقَ
الطلحُ
هيا اذهبا
جادلا.. إننا ها هنا قاعدون
تهدلت الآن أثداء تلك الليالي
ومات بأضوائها الحالمون
ومن.. قد أكون..؟!
كيف لم نلتق قبل أن يسعل التبغُ أنفاسنا
بينما الموت أغنية رثة في شفاه
ولك احترامي واعجابي مع تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-15-2012, 07:01 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

ممتنة لك والدنا الطيب عبق المرور وثراء الحضور

دمت بحير وعافية وكل عام وانت بصحة وسلامه مبارك عليك الشهر الفضيل قدومه

مودتي

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-23-2013, 04:53 AM   رقم المشاركة : 4

 

عبدالله باهيثم مرة أخرى


كتب عنه محمد أحمد عسيري


هكذا هي الحياة لا تكشف لنا عن بعض المبدعين اللذين مشوا فيها إلا بعد رحيلهم كما فعلت معي والشاعر الجميل والكاتب المبدع الراحل عبدالله باهيثم رحمه الله .
قرأت عنه بعد وفاته بفترة بسيطة وقد يكون أحد أسباب بحثي عنه هي الحالة الوجدانية والصدمة العاطفية التي يحدثها الموت فينا عندما نعلم أنه غيب أحد رموز الثقافة وكيف وإن كان هذا الرمز يحمل مواصفات خاصة لا توجد إلا في عبدالله با هيثم .
ذات مساء وأنا بصحبة أستاذي العزيز محمد صادق دياب سمعته يتحدث عنه وهو يبحر مع ذكرياته كطائر نورس مل انتظار الشراع .. شعرت بتنهداته تسابق الكلمات وحزن مرسوم في عينيه على قامة شعرية ونقدية واسعة المعالم حتى أني اذكر جيدا أستاذي وهو يشبهه بالشاعر العراقي ( جان دومو ) من حيث الحرفية الإبداعية والمشاكسة النقدية والتمرد على كل شيء .
بالأمس عثرت مصادفة على مقطع في اليوتيوب يخص الشاعر الراحل قامت بعمله ابنته الصغرى هتون
سبع دقائق مدة العمل هي عدد السنوات التي مضت على رحيله في مثل هذا الشهر .
هذه السبع دقائق اختصرت الكثير من التساؤلات التي طالما بحثت لها عن أجوبة وأهم هذه التساؤلات هي : إلى متى يظل المثقف لدينا شيء بلا قيمة تحفظ له حياته التي أفناها طويلا خلف كتاب أو تحت مقصلة فكرة وقلم ؟
لماذا تغيب وجوه مثقفينا شيئا فشيئا حتى تصبح كورقة مصفرة ولا نتذكره إلا بقليل من الكلمات التي وإن اهتزت لتفعل شيئا تكتشف أنها مجرد كلمات ..؟! لماذا يستجدي أبناء المثقف وهم يقعون تحت حصار الدين وقلة الحيلة ؟ فلأرث الذي يتركه والدهم أرث ثمين لا يبارح الرفوف ولكن الحياة لا تسيرها صفحات كتاب .
من خلال المقطع البسيط استطاعت هتون باهيثم أن تبوح ببعض مشاعرها اتجاه شخص رحل عنها وهي صغيرة كقطرة الندى .. رحل عنها وهي في أمس الحاجة لمعينه . ربما حفظت ألمه واعتلالاته وذلك الحنان المدفون في عينيه الغائرتين ولكنها ما زالت تشتاق لوجهه وصوته الذي لم يعد يدللها .
عرفت أنه ظل مبدعا مشاكسا حتى آخر لحظاته وكأنه يقول لجسده المعتل ولوجه الحياة العابس أنا هنا وإلى جواري ربي الذي لا يكتب لنا سوى الخير .
يقول في قصيدة حانية مخاطبا ابنته ديمة :
يابنتي
حين ضج بليل النوى
عاصف بين جنبيّ ..
كنتِ تراءيتِ لي في الصبايا
تهلّين من حدقات المرايا
فألفيتُ أني أناديكِ :
ياديمُ فكي خناقك
وانغمري في القصيد ِ
وشبي على البيد ِ
قومي على نخلة في أعالي الحجاز البعيد ِ
فإن لاح في الأفق صارية للبريد ِ
فألقي على كتفيك العباءة
واستبقي نحو شمس ( الحجون ) إذا
راقصتها أكف البنات
تخاصرها _ دان يا ليل دانة _
واعتمري طرفا من جنون أبيك ِ
أو انتبذي بعض موتي الوشيك ِ
فإن خفت ِ
فاختبئي بين أوردتي
وهوى أغنياتي القديمة

عبدالله باهيثم برغم صراحته التي اغضبت الكثير إلا أنه كان يحمل بين جنبيه قلبا يقطر طيبة وحبا للحياة
كثيرا ما كتب من خندقه مناديا بالهم الثقافي ومرتاديه وكأنه كان يشير بإبهامه لنفسه مستشرفا نهايته وهو يحمل هما ثقافيا بعيد المدى .. كم أنتِ قاسية يا ثقافتنا نركض خلفك حتى نتساقط منهكين ولكنك لا تلتفتين لأجسادنا المتناثرة .
ولعلي اختم ببعض ما كتبه الشاعر الجميل إبراهيم الوافي في صديقه باهيثم :
تبسَّمتُ حين انكفأت على شهقتي.. حيثُ عانقني مازحاً
فأدخلتُ رقم هواتفه
في حقيبة وجهي
أخذتُ أحدثه ساعة
كلما زارني الشهرُ
فوق رصيف بمقهى الحفاة الرعاة
الذين بنوا واستطالوا البناء..
كان يمسِّح نظارتي كلما داهمتها الرطوبةُ
(كان يحدثني عن مساءات) اقرأ
وفجر الحداثة كان يمدُّ يديه تجاه الفضاء
فقلت له يا صديقي
اعطني صيغة غير هذه
القى من غبار الكواكب
صمتا مضى في الممر الأخير..
أما زلت تكتبُ ليلى..؟
قال لي :
زرتها آخر الشعر
لكن شرطي المرور استعار يدي
ثم وارى بها سوأة الليل
واقتادني للقاء الصباح!
قلتُ فلتعطني صيغة غير هذه
قال لي:
يتبقَّى بسطح السماء سحابٌ
تشرَّد من طلعات الرياح
وقفتُ - .. فغامت عيوني -
تمنيت لو يمسح الآن نظارتي
مثلما كان يفعل حين تداهمنا همهمات الرطوبة
لكنه مات.. حتى استراح !!..

رحم الله عبدالله باهيثم الذي ما زال يمشي معنا
على كورنيش جدة وأزقة الحارات يكتب شعرا ..

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-23-2013, 05:15 AM   رقم المشاركة : 5

 

وقوفاً على الماء
استراحة داخل صومعة الفكر
سعد البواردي نشر في الجزيرة يوم 05 - 11 - 2011
* عبد الله باهيثم
* 98 صفحة من القطع المتوسط.
من الصعب بمكان أن نملك القدرة وقوفاً على الماء دون أن نُجهد ونبحث لنا عن مخرج تكون اليابسة حصن أمانة.. وداخل بنيانه.. وبين شطآنه..
بعيداً عن الماء والوقوف فيه فاتحنا الشعر بمقطوعته الشعرية الفنية (سنة قادمة)
قلت نسير..
وحين تباعدني الأقربون
نثرت على الرمض بعض دمي.. ومشيت..
حسناً استبقيت بعض دمك لصالح الأبعدين إن هم كفوكَ شرهم ورحلوا عن طريقك كي لا تراهم..
تركتهموا واقفين على شغف الفجر
قلت: غدا
سيشق المحار..
(تزف الموانئ).. قال الحميمون:
ان احتقان الظلام هناك
على بعد ملحمة من نهار..
أخشى عليك من وحدة ووحشة الزمان والمكان والسكان لجوءاً إلى الحيوان كذلك الشاعر الذي ضاق ذرعاً بأهله وقال بيته اليائس البائس:
عوى الذئب فاستأنست للذئب اذ عوى
وصوّت إنسان فكدت أطير من الفزع..
* * *
نذير.. فتى قيل لا يشبه إخوته
عصبة قانعون
وذا مدلج بالتوجس
يزعم ان الصعاليك قد ضربوا موعدا للصباح
موعد مخيف.. الليل يظل ليلاً دون صباح أفضل
* * *
من أكون أنا؟!
حلم قيل أمك راودها النخل إذ حملتك
فأبدُلتَ ارث البكاء..
البكاء حتمي ساعة تولد حياً إنه مظهر عافية.. أما النخيل ومراودته فإنه لا يخيف.. إنه عطاء.. وثمر.. وبقاء.. ألم تعاقر التراب وقد جئت منه؟ وتشاطر الظمأ الأزلي لأنه معاناة قي.. دعه يلعق جبهتك الممطرة كي يفل يفل عطشك.. ويخصب حقلك وفي عقلك نكهة مزهرة يستطيب بها وجودك.
محطتنا الثانية السفر.. ونحن معه في رحلة سفر لذيذة:
تجيئينَ.. لمِّي بقاياي. ولنمض
مشتمل بالقصائد هذا الفضاء
ومازال في اللوح وشم لذاكرتي
وصباح موارب
سوف نودع أفقاً من الشعر هذي المخافة
ثم نوقد أغنية - موعداً
للذي تستحيل المفاوز نخلا على بابه
ثم نوغل في الشرق حتى تضيء المسافة
سعي محمود وقد لممت بقاياك على مجيئها على وقع قصائد عبر فضائك الرحب.. أما النخل يا شاعرنا فله أرضه التي تستجيب لشموخه.. عد إلى الشرق وستجني الرطب الجني داخل أرضك.. ومأمن عرضك..
وعنيت.. غنيت..
أيها الواقفون على مشرق الغيب
شدوا على أفق هذي التلال النشيد
فأقسم أن الذي تناءى به العين في العين
مازال مشتجرا بالحديد..
الغناء غنى وثروة تخصب التلال.. وتمرح السهول.. إنه صوت ربيع.. وأغرودة طير.. ونشيد فرح..
(العطش).. محطة شاعرنا باهيثم..
سوف اذكر أني تشظيت
مثل حداء العصافير ما بين قصف الشتاء وبين الغسق
فإذا وطن من ورق
واذا مُدن. ومزابل
والناس في العربات يخوضون
والشارع القفر كان على أهبة الركض حين بلغناه
لكنه اختار بوابة. وافترق..
أنت محظوظ.. فلا الشتاء بقصفه.. ولا الغسق بظلامه أوقف زقزقتك وأنت تواجه الصخب. والزحام.. والعوام.. أما الشارع فدعه يركض ان استطاع.. حسناً اختار بوابة غير بابك إلى غير عودة!!
لا تخف في قبور الصعاليك يحدث أن يرفأ اللحم شق تراب
وينبت بين كفوف اللصوص المصبَّرة الشاي، والتبغ والأرغفة
ويفر الصباح إلى الأرصفة
حسنا أنت ابن عالم مليء بالعبر، والمعجزات (!!) كل شيء فيه يجوز.. حتى العجوز تصبح فتاة هيفاء..
أبدع عن اللصوص.. دع شايهم.. وتبغهم. وأرغفتهم لهم انها مختطفة.. واتخذ من الأرصفة الصباحية مسلكاً لك كي لا تزل.. وتضل..
(سؤال) نقف عنده بحثاً عن جواب مُقِنع.. أو حتى مقَنَّع.. سيان..
.. تراهن..
كلا لم يبق إلا التراب
وهذا المدجج حلماً يخاتل قلبي ويركض صوبي
ويصعد في بدني
ثم يشرع في زمني ألف باب.!
مدجج! مخاتل! يلاحق ويصعد في بدنك.. ويفتح لك أبواب تيه لا تدري أيها يوصل.. احذره إنه أشبه بشيطان.. أو بسلطان جائر..!
(الدم الأخير) فصل جديد من فصول الوقوف على الماء..
قُتل.. يا حزن البطل
واجفل النشيد.. فقمت
مقطع يقطع القلب.. بدايته قتل.. ومنتصفه جفل.. ونهايته يقظة فزع..
سفر أشهد انه طاعن هذا الذي كنته البارحة
ثم ها. انه يستطيل..
يستطيل - ما يزال - كي تكونه الأبد
سفر ما قبل النهاية.. وما بعد النهاية.. الأولى سفر مرحلي.. الثاني أبدي لأنه سفر روح بلا جسد وبلا نهاية..
(حدس) واحدة من محطات الرحلة:
وكنت ألوذ ما بيني. وبيني
ببعض هوى تغرب ثم عادا
على مهل، وحط على شفافي
ونقرَّ انه سجى الليل الفؤادا
فملت لعلني أصغي. فأومى
إلىَّ. من الأماكن ثم نادى:
- أتوجس؟ قلت: بَرد الحزن حتى
انطفأت وحلتُ عن بعضي رمادا
مقطوعة رائعة افتقدناك في شعر شاعرنا مليئة بالصور والمعاني التأملية.. الحب في حياته يتجدد ما بين الحين والحين.. ولأن الحب الحياة بما فيها من سعادة وحزن.. ولأن الحياة إرادة قاتلة على قهر الحزن وإطفاء جذوته وإحالة
وخلت كأنني أضغاث همي
وخوف جُن أو شك تمادى
فمد راحتيه على جبيني
وقمت. فقال لي: اضمرْ بلادا
وأودعني سمات الوقت حتى
أحال فضاء ذاكرتي مدادا
بهذا الشحن الشعوري الفارق في أخيلته ومتاهاته أفصح شاعرنا عن معاناة اللحظة وما تفضي إليه من نهاية تتأرجح محصلتها بين العذوبة والعذاب.. لنستمع إليه
فأضمرت الشوارع وهي تعدو
وأطلقت الأعنة والجيادا
وأشرعت المدى لصهيل حدسي
فضج الأفق حين هوى ومادا
إلى أن يقول:
وعدت ألوذ ما بيني وبيني
ببعض هوى تغرّب ثم عادا
عاد الماء إلى مجراه.. والطائر إلى أيكه.. والمسافر إلى أهله.. شوارعه بقيت مكانها.. وصهيل حدس شاعرنا يملأ ساحة السباق سبقاً ومؤانسة.. فلا خوف جُنّ.. ولا شكَ تمادى.. هكذا ألعوبة الحياة إنها أحياناً ضاحكة وأخرى مضحكة..
(قراءة) لنقرأها سويا مع شاعرنا باهيثم:
كان قبل ان تجيء يا صديقي الأخير
قبل أن تنز قطرة كبيرة من العرق
وتستحيل أنهرا من الغناء
ويفرق الذين يهتفون للعرق
يجيء أطفال/ دمى
ويستبد بالحزن النبيل فائض الورق
السؤال هنا كيف كانت الحال قبل أن يأتي.. بعد أن جاء عُرفت الحكاية.. لعب. ولعب. وتعب..
«ثلاثية الغلاء ذات مقاطع ثلاثة لا رابع لها»
حسناً.. ليس للبيع.. قلت له:
وطفقت أسوِّي العمامة
(كم كان رأسي كبيرا)
كان كبيراً بها.. بدونها لا شيء لأنها غالية.. حتى ولو كان في عبقرية أفلاطون..
(هندسة) لا زوايا ولا مكعبات ولا مستطيلات ولا مربعات بها.. إنها بضع أبيات تهرش لها شعيرات رأسك.
كان بيني. وبينك أن نحتسي قدحين معا
ونعدل خارطة الكون!
فالكون في آخر الليل لا يستوي
لنعدَّ له قدحا.. ولنا فرحا ريثما يرتوي
عالم آخر الليل يحلمون بما يحتسون.. لا تعنيهم خارطة الكون.. ولا خريطة الطريق.. حتى لو أعد لها مائة قدح وقدح.. وارتوت.. الكون ثابت.. والرؤوس هي التي ستتغير حين تفيق إلى نفسها..
هذه المرة مع الطفولة.. كي هي عذبة.. ومعذبة أحياناً:
كان مزدحماً.. ربما بالأماني الصغيرة
مضطرباً.. نصف يحكي.. ونصف يقبلني
جالساً فوق حجري..
بل واقفا بين حدسي. وعمري
حتى إذا قلت: أخشى..
قاطعني: مم تخجل؟!
أسئلة: ماذا تريد؟
ويطرق:
- ماذا تريد؟!
ويضحك: ماذا؟
- وحقك ليس سوى أن يفز طليقا
وان ينظر الناس ملء عينيه..
في وسع أعينهم ضاحكا. وصديقا..
هكذا يتحرك الصغير وبراءة الأطفال وسذاجتهم في عينيه..
لا يهمه ماذا تقول.. ولا حتى ما يقوله.. إنه يعيش حلماً لم ينضح بعد..
وعلماً لا يعرف عنه شيئاً.. تتساوى في عينيه دمعة فرح..
ودمعة ترح.. إنه يبكي.. ولا يعرف لماذا يبكي.. هكذا يرد سؤالك بمثله..
وجوابك بمثله قبل أن يترعرع ويشب على الطوق.
حينها يملأ ما حوله صخباً وضجيجا لأنه كبر. واستوى على عوده..
شكراً لشاعرنا عبد الله باهيثم وقد أخذنا في رحلة شيقة
معه وقوفاً تحت الماء دون بلل لأننا لم نقف..

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-23-2013, 10:09 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

عبدالله باهيثم
(أبوأحمد) أو (أخوك النمس)
كما كان يحلو له أن يطلق على نفسه
أو يذيل بها قصاصاته التي يكتبها للأصدقاء
حين لايجدهم .
عرفته قبل أن ألتقيه فقد كان ملحقه الشعبي المميز
(على ضفاف الخميس) التابع لجريدة الندوة مما
أحرص على متابعته أسبوعياً .
هذا الملحق عرفنا على عبدالله المبدع والذي
صرخ ذات وجع :

" وش حد صبحك عن مساريك بالليل
وانته على ما قيل حادي وخيال
والوقت وقت اللي على طاقة الحيل
يآقف إليا صار البخت عنه ميال"

وهو الذي علمنا أبجديات الثقافة الحرة من خلال ملحقه
الثقافي الرائع الذي ميّزمجلة (إقرأ) .
وكانت الصدفة المحضة أنّه وبعد سكنه في مدينة جدة أصبح
جاراً لنا ومن هنا بدأت العلاقة الوثيقة معه منذ العام 1989 م

إبنته (ديمه) والتي جاء عنوان القصيدة بإسمها
كانت تناديني ب (عموأبوعالي) وكانت هي المعيار
الذي من خلاله نعرف كيف سيكون مزاج أبواحمد
في ذلك المساء .. فهو إن سألها : " أنا كم ديمه عندي"
وردت ببراءتها المعتادة : وحده وحيله .. عندها يطلق أبواحمد
ضحكته العذبة فيعذب بها ذلك المساء .
ابو احمد جدّ متواضع وبسيط للغاية وكم تعامل مع مطالبنا
بأن يخصص جزء من ملحقه لبعض النصوص والروايات
الأجنبية بعد أن يقوم بترجمتها بحكم تخصصه (لغة إنجليزية)
بنوع من التجاهل والضحك فكان يقول " أنا أترجم"
فأرد عليه : داانا غلبان فيضحك بصوت عالي ويضرب على مقدمة
رأسه ويقول جملته الشهيرة " يااااالله .
بعد عملي في الدمام وتحديداً مطلع العام 1992 م
أصبحت لاألتقي أبو أحمد إلاّ في الإجازات ثم تقلصت اللقاءات
لفترة ثم عادت اللقاءات بحكم الإنتماء المواقفي لجريدة البلاد
تضامناَ مع الصديقين قينان ثم منصور الزهراني .

من القصائد التي أحبها للفقيد أبو أحمد رحمه الله
وغفر له قصيدة
شهدت بداياتها وتكامل مقاطعها وهي قصيدة

( العطش )


... ثملاً ، فتهاويت
أسندني حائط كنت يوماً بكيت على حدّه
حين سار أخي للجنوب .
كان بيني وبين المنازل تلويحة ، فتحاملت أنهض
لكنني ..
مالذي ينكأ الجند فوق جباه الميادين حين تنام البيوت ؟؟
كان بيني وبين المنازل تلويحة
شدّني الدركيّ .. ثنى مرفقي
صحت يا ابن ال ..
وأوغل شارعنا في السكوت .

سوف اذكر أني تشظيت
مثل حداء العصافير ما بين قصف الشتاء وبين الغسق
فإذا وطن من ورق
واذا مُدن. ومزابل
والناس في العربات يخوضون
والشارع القفر كان على أهبة الركض حين بلغناه
لكنه اختار بوابة. وافترق..

سوف أذكر اني طويلاً - على وجع بين عينيّ
والشارع
المستريب - أقمت ..
وفي البال تستبق الأمسيات الحبيسة،
والعرق البخس ،
والرفقاء الوحيدون ،
والشعرهذا الذي يتخطفه الفقد والنزق العبثي !!
وأغنية بين سيفين تمتد ،
تصعد من شرك وتجوس المواعيد ،والشهداء
وسيماء من في السجون ، ومن في الشجون ،
فأهجس :
حتى نجيء ..
فنرسل هذا المدى وطناً عالياً
ذات حزن مليء .
سأذكر ..
كنا وقوفاً على الماء -
لم نكن غيرنا - أو نكون - انتسبنا إلى البيد
وانتسبت للهديل الجراحات
شفنا البيوت تناول أسقفها الريح والهمهمات
الشريدة
بين الحوانيت والسوقة المتعبين .
وكان على طرف من حكاياتنا ملك عالق
وعلى طرف جثة
ثم مابين برق وشاهدة في الرمال
تناهى إلينا اصطفاق النخيل البعيد
وأقبل رهط يخبّون :
أنّ البلاد مغادرة
فإذا جفّ ماء تهامة لموّا عن القاع سوأتها
واضربوا في المسالك حتى يلوح الخليج .
هكذا - منذ عقدين - أذن دم (( النشامى)) ....

لاتخف
في قبورالصعاليك يحدث أن يرفأ اللحم شقّ
التراب
وينبت بين كفوف اللصوص المصبّرة الشاي ،
والأرغفة .
ويفرّ الصباح إلى الأرصفة .

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-25-2013, 09:27 AM   رقم المشاركة : 7

 

الاستاذ عبدالله أبو عالي

جميل أنّا تشاركنا جوار الراحل باهيثم

ففد كان جار لنا في مكة وكنت طالبة في المرحلة الاعدادية

أكتب ما أظنه خواطر صغيرة فيبعثها والدي يرحمه الله مع الاستاذ عبدالله باهيثم إلى صحيفة الندوة

فتنشر في صفحة المرأة أو في صفحة شعبيات للاستاذ حسن الزهراني وقتذاك

ذات يوم اتصل بوالدي مهنئاً على نجاحي في نهاية العام وقال لأبي شجعها فلديها موهبة كتابية ستنضج بعد حين ونرى ثمارها واقرصها بالنيابة عني في أذنها لتقرأ اكثر وأكثر وكنت أتابع ضفافه كل خميس
بشغف رغم أني لم أكن أفهم شئاً ممايكتبه أو ينشره لبعض الشعراء والمثقفين آن ذاك
وشهدت جدلاً صحفياً واختلافاً كبيراً بينه وبين الاستاذ الرائد عبدالغفور عطار حيث هزأه الأخير ونعته بالكويتب السطحي يرحمهما الله ولا اعرف الأسباب التي أدت لذلك الخلاف بينهما حتى هذه اللحظة

رحم الله باهيثم وبارك في جهودك الرائعة في اثراء الموضوع ديمة

تحاياي وتقديري

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-25-2013, 10:07 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










عبدالله أبوعالي غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

أختي الكريمة المبدعة
أباأحمد حورب كثيراً لصراحته ومنهجه الصارم
وماهذا المقال الذي سأستشهد به إلاَ تبريراً
لحنق الآخرين عليه :

خندق

عن الجمهور الرهان!!

تماما .. مثلما كنا نطالب.. وننظر وننتظر!!
هذه المرة شغلت جميع الكراسي والمقاعد في قاعة المحاضرات الرئيسية بالنادي الأدبي هنا واكتظت عن آخرها بجمهور عريض وحضور حاشد بعضهم كان يجيء لأول مرة - طبقاً لعبدالفتاح ابومدين.. رئيس النادي - (!!)

الذي صعد المنصة ليعلن اختتام جزء (لعله كان الأول) في موسم الأنشطة (يقصد المنبرية طبعا) لتعود قال في المحرم القادم..!

أبومدين أثار دهشة وإعجاب الحضور اذ تحدث بوضوح عن مفاجآت الصدف المرتبة خلف انعقاد أمسية (شعرية) في لقاء (غير مسبوق أصلا) وضع خلاله الشاعر الشاب أحمد قِرَّان أمام مطالب الجمهور ومسؤولية بناء الدلالات ورصد المواهب الشاعرة والملامح الواعدة ضمن ظروف الواقع التاريخي للمرحلة!!

أبومدين قال انه منح الشاب (قران) مقام تقدير الأمثلة واختيار الأسماء التي سوف يضمنها النادي سلفاً ويحتفل بها في أمسية شعرية يتولى إدارتها قران نفسه، مشرفا على القراءات والنصوص التي سيتقدمها بمن يختارهم من الشعراء الشباب أياً كان هؤلاء فالرئيس ابومدين لا يريد أن يتحمل مسؤولية اي تصنيف أو اختيار قد يؤدي أيّهما الى اتهامه ببناء معارفه من الصحف وأعمدة الجرائد "أو كما قال"!!

غيرأن الرجل لم يلبث أن أنحى باللائمة على أمين سره القاص محمد على قدس الذي اعتبره لصيقاً بخبرات الشباب ويفترض أبومدين تبنيه إبداعاتهم باعتبار كان على ال "القدس" متابعة النشاط المنبري للشباب أصلا وأولا قبل اي اهتمامات أُخر!

قلت لأحمد قران ان عليه أن يتقدم بالأسماء الشابة التي يقترحها ليبلغنا بها باعتبار نحن سنتولى دعوتهم "يقول أبومدين"!!

باختصار كانت الأمسية الشعرية إشارة أولى جديدة الى نبض حقيقي بدأ يدب ويسري في شرايين النادي الذي التفت حوله أكفان من الفراغ والموات البطيء والملل ولفترة زمنية عصية لم تكن توحي بأي شكل من أشكال الحياة والحركة!!

وبدا وكأنما كان وراء ذلك ما يشبه الإجماع على مصير أسود ظل يمضي به إصرار جاهل وترصد عدو كامناً باتجاه السقوط والغياب والتغيب ومن ثم المضي في خط معاكس ضد تيار الوعي المتجذر والإبداعات الجديدة!!

نفس التوجه السائد الذي يخيم كالظلام على آفاق طموحة واعدة في بقية الأندية الأدبية وفروع الثقافة والفنون وبرغم كل محاولات المخلصين لانتشال آمالهم من حضيض الحضيض الذي هوت اليه مشارف الحلم الممرغ!!
( فلو نارا نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رماد!!)

والحاصل.. تفوق الشاعر مسفر الغامدي في أمسية جدة، وجاءت قصائده محمولة على رؤى متجاوزة قياسا بالشريكين عبدالرحمن الشهري وعلي الحازمي اللذين اضافت تجربة الإلقاء السريع والقراءة العادية بل والرديئة لهما أحيانا مزيدا من العبء على الجمهور المغيب والمنقطع فيما يتصل باستيعاب التجربة أو متابعة الفوارق وأشكال التوجه.
ولاحقت نصوص مسفر الغامدي عواصف من تصفيق حاد كان موحياً بنجاح تجربة التواصل مع جمهور تقليدي في غالبيته، ولكن كان قادرا في الوقت ذاته على استشراف آفاق جديدة ووفق شروط موضوعية مغايرة تماما!!

الغريب كان إصرار الرئيس (ابومدين) على إنهاء الأمسية عند حدود إلقاء النصوص.. وبالرغم من محاولات الشاب احمد قران تلقي مداخلات الجمهور وتعليقاتهم على النصوص الشعرية الملقاة.. باعتبار ان الشعر يتذوق فقط (طبقا لابي مدين)!!

والمهم الآن..
بل والأهم على الاطلاق هو أن امسية الشعراء الشباب هذه كانت دليلا آخر دامغا على أن حضور الجمهور ومتابعته النشاط المنبري "في اي ناد كان" يظل مرتبطا بتعبير هكذا نشاط عن اهتمامات الناس وميولهم..ومدى قابلية النشاط اياه لتلقي آرائهم وافكارهم ومن ثم رحابة استيعابهم في الوقت الذي يأتي هؤلاء وغيرهم كي يقولوا شيئا وفي أفواههم ماء كثير!.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2013, 04:09 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

أخي الفاضل عبدالله أبو عالي

ماتركت إلاّ عقداً من لآلئ وجمان


لشاعر مشاكس جميل

هو عبدالله باهيثم يرحمه الله تعالى وسائر امواتنا وأموات المسلمين


سلمت على هكذا اثراء وتميز

شكراً لأنك الأقدر على الإتيان بكل جمال


ممتنة لك دمت بخير ورقي

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir