يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > ساحة الصحافة والمجتمع

ساحة الصحافة والمجتمع مخصصة لما يكتب في الصحافة والمقالات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 04-02-2012, 04:44 AM   رقم المشاركة : 1
رحلة جماعية إلى العصر الجاهلي !


 


رحلة جماعية إلى العصر الجاهلي !
خلف الحربي


في بريطانيا سجن شاب أكثر من خمسين يوما لأنه كتب عبارات عنصرية ضد أحد اللاعبين، وفي السعودية والكويت خضعت بعض القنوات الفضائية الخاصة لعقوبات قانونية وصلت حد الإغلاق المؤقت لأنها عرضت حوارات صدر خلالها عبارات مسيئة بحق بعض الفئات والطوائف والقبائل.
وهكذا يتبين أنه سواء كانت القوانين التي تكافح العنصرية واضحة ومكتوبة أم جاءت مرتجلة بحسب الحدث فإن العنصرية تبقى فيروسا كامنا في أي مجتمع، يمكن أن يستيقظ على حين غرة فيتحول إلى وباء يفتك بالناس، ويمكن أن ينكمش ويبقى مصورا ببعض حالات الزكام البسيطة، بالطبع نحتاج إلى قوانين مكتوبة لردع العنصرية ولكنها ليست العصا السحرية التي تجنبنا أخطار العنصرية.
المسألة ليس لها علاقة بالقانون ولا بتطور التعليم أو مستوى الوعي في هذا المجتمع أو ذاك بقدر ما ترتبط بدرجة استعداد المجتمع لصد فيروس العنصرية كلما حاولت بعض مراكز القوى استنهاضه لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية، ليس ثمة مجتمع يملك حصانة خاصة ضد العنصرية فحتى فرنسا التي صدرت للعالم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كادت أن ترتمي في يوم من الأيام في أحضان اليمين المتطرف وشهدت شوارعها أعمال شغب قام بها المهمشون الذين ينتمون إلى أعراق مختلفة.
ومنذ خمسة عشر قرنا ورسالة الإسلام قائمة على المساواة بين البشر، العربي مثل الأعجمي والأسود مثل الأبيض والأقرب إلى الله من عمل صالحا وأتقاه في كل فعل، ولكن هذا لم يمنع بعض المسلمين من التعامل مع الآخرين بعنصرية سافرة، كل إنسان يعلم أن الجذور العائلية أو القبلية لا علاقة لها بسلوك الفرد أو أخلاقه فكل فئة أو طائفة أو قبيلة أو عائلة فيها الصالح والطالح، ولكن ثمة من يستفيد دائما من إذكاء الصراعات العنصرية داخل المجتمع الواحد معتمدا على الآلاف المحبطين المهمشين الذين لا يجدون وسيلة لإثبات وجودهم سوى ركوب موجة العنصرية، كل ما يفعله مشعلو الفتن العنصرية هو إذكاء الشرارة الأولى.. والدهماء تتكفل بباقي الحريق.
لا أريد أن أضيع وقتكم في سرد بديهيات تعرفوها أكثر مني، فالكثير منكم لديه إخوة وأصدقاء وزملاء ومعارف بدو وحضر وسنة وشيعة وعرب وأجانب، وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا قد يكون أفضل من ذاك أو العكس لأسباب ليس لها علاقة بالأصل والفصل أو الحسب والنسب، فقط أتمنى أن تتابعوا الاشتباكات القبلية الدامية في ليبيا كي تدركوا أن العنصرية يمكن أن تدفع الناس في يوم من الأيام للندم على رحيل ديكتاتور مجنون مثل القذافي مثلما ندم البعض على رحيل ديكتاتور دموي مثل صدام حسين بعد أن تحول العراق إلى مسرح مخيف للصراع الطائفي.. كي تتخيلوا إلى أين يمكن أن يمضي قطار العنصرية


عكاظ

 

 
























التوقيع



إذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir