يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-16-2011, 07:39 PM   رقم المشاركة : 1
قولي لطيفك ينثني عن مضجعي


 

كنت يوما أسكن بمدينة الظهران .. حي يسمى ( سعودي كمب ) يسكنه السعوديون مبانيه شعبية ليست على النظام الذي تبنيه أرامكو .. في أحد شوارع الحي وجدت كتابا ملقى به من شكله واصفرار لونه يبدو أن صاحبه تخلص منه فهو ممزق الأطراف والقسم الأول والأخير من الكتاب ممزق أيضا .. وهذا يعني أنه مجهول العنوان والفهرس وجهة الطبع ..أما ما تبقى من محتواه فجله أدب ونصائح طبية واجتماعية وطرائف
احتفظت بالكتاب وكنت آنذاك بالصف الأول بمعهد المعلمين وبقي في حوزتي حتى تخرجت معلما فيما بعد بإحدى ضواحي الطائف .. وصادف أن كنت مفتخرا بسرد تلك المعلومات الطريفة على المعلمين .. فتنبه لقيمة الكتاب معلم يمني يحمل الجنسية السعودية يدعى أمين سقاف .. فطلبه مني على سبيل الإعارة .. لكنني متأكد أنه كان يبت النية للإستيلاء عليه .. المهم الكتاب : إختفى

لا زلت أتذكر بعض فقراته ولطائفه سأسردها لكم مستعينا بما نسيت منها بالعم ( قوقل ) ومنها :

( طرفة ) - ناظر الحسن شخصا فرد الحسن عليه قائلا : أنت مثل بعوضة قالت للنخلة إستمسكي فإني أريد أن أطير .. قالت النخلة للبعوضة : ما علمت بوقوعك فكيف يشق علي طيرانك

( فائدة ) - إذا الزوجة لم ترزق بولد فعليها أن ((( ........ إلخ )))

( رواية ) -

مر رجل على بنات يسقين الماء فعرج عليهن يريد الشرب وإذا إحداهن تقول


قولي لطيفك ينثني...... عن مضجعي وقت المنام
كي استريح وتنطفي .....نار تؤجج في العظام
دنف تقلبه الاكف......على بساط من سقام
أما انا فكما علمت......فهل لوصلك من دوام


فانتبه لها الرجل وسألها :أمن قولك أم من منقولك هذا الشعر؟ قالت : من قولي قال إذا كان من قولك فامسكي المعنى وغيري القافيه فأنشدت :

قولي لطيفك ينثني.....عن مضجعي وقت الوسن
كي استريح وتنطفي .....نار تؤجج بالبدن
دنف تقلبه الأكف..... على بساط من شجن
أما انا فكما علمت...... فهل لوصلك من ثمن

قال لها وهذا مسروق قالت بل لي .. قال : إذا كان لك فامسكي المعنى وغيري القافيه فأنشدت :

قولي لطيفك ينثني .....عن مضجعي وقت الرقاد
كي استريح وتنطفي...... نار تؤجج في الفؤاد
دنف تقلبه الاكف.....على بساط من سهاد
أما أنا فكما علمت.....فهل لوصلك من سداد

قال لها وهذا مسروق قالت بل لي قال :إذا كان لك فامسكي المعنى وغيري القافيه

قولي لطيفك ينثني....عن مضجعي وقت الهجوع
كي استريح وتنطفي .......نار تؤجج في الضلوع
دنف تقلبه الاكف .....على بساط من دموع
أما أنا فكما علمت ........فهل لوصلك من رجوع

قال لها من أي هذا الحي يا فتاه؟

قالت من أوسطه بيتا وأعلاه عمودا فعلم أنها إبنة كبير الحي
قالت وأنت من أي رعاة الخيل؟
قال من أعلاها شجره وأينعها ثمره فقالت : أطال الله عمر مولاي أمير المؤمنين هارون الرشيد

ولدي تكملة لتلك النصوص الشعرية سأوردها فيما بعد إن شاء الله إذا وجدت فرصة
وفي نفس الوقت آمل من لديه معلومات عن عنوان ومؤلف الكتاب بناء على طبيعة المعلومات التي أشرت إليها أن يتكرم بالإفادة

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-16-2011, 11:34 PM   رقم المشاركة : 2

 


عبد الله بن ناصر

خلك هنيه ولا تزحف شبر

ولاتتأخر في ايراد ما لديك فكم هو جميل

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2011, 10:54 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

ابو فيصل رائع ما سطرته اناملك الكريمه
لاتحرمنا هنا وهناك فانا من اشد المعجبين
بك وبما تطرحه لنا تقبل مروري ودمت
بووود0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2011, 11:16 AM   رقم المشاركة : 4

 

ما اروع ما نقلت 0 واين منا في هذا الزمن من يجيد تلك الفصاحه 0 بل يستفيد منها 0 ووالله انه يعجبني ويطربني مثل ذلك الذي حفلت به كتب الادب 0 مثل الاغاني 0 وجواهر الادب وقصص العرب امتعنا بالمزيد بارك الله فيك 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2011, 01:28 PM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله رمزي مشاهدة المشاركة
عبد الله بن ناصر

خلك هنيه ولا تزحف شبر

ولاتتأخر في ايراد ما لديك فكم هو جميل

أبو سامي : أبشر بأقعد كم يوم وأبو ياسر لا يدري أو تعلمه بمكاني هذا
وسلامتك

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2011, 01:31 PM   رقم المشاركة : 6

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سعد دوبح مشاهدة المشاركة
ابو فيصل رائع ما سطرته اناملك الكريمه

لاتحرمنا هنا وهناك فانا من اشد المعجبين
بك وبما تطرحه لنا تقبل مروري ودمت

بووود0

شكرا يا بو خالد على مرورك وعلى مشاعرك والله يحفظك

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2011, 01:33 PM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه مشاهدة المشاركة
ما اروع ما نقلت 0 واين منا في هذا الزمن من يجيد تلك الفصاحه 0 بل يستفيد منها 0 ووالله انه يعجبني ويطربني مثل ذلك الذي حفلت به كتب الادب 0 مثل الاغاني 0 وجواهر الادب وقصص العرب امتعنا بالمزيد بارك الله فيك 00
تسلم يا بو صالح وشكرا على مرورك وذوقك الأدبي

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2011, 01:49 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية حازم
 
إحصائية العضو

مزاجي:










حازم غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
حازم is on a distinguished road


 

نريدك هنا يا ابافيصل مثل ما طلب منك الاخوان ولمدة اطول
وكذالك فى الاقسام الاخرى وبدون مجامله
انت مكسب لكل الاقسام ايها الرائع
تحياتى

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-18-2011, 12:37 AM   رقم المشاركة : 9

 


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ناصر مشاهدة المشاركة
أبو سامي : أبشر بأقعد كم يوم وأبو ياسر لا يدري أو تعلمه بمكاني هذا
أخي الحبيب :

بن ناصر

أولاً:
أطمئن وحط في بطنك بطيخة صيفي .. لن يدري أبو ياسر عن نقزتك وعن قعدتك في ساحة الأدب كم يوم.
تدري ليش؟؟
لأن أبا ياسر ما قد مر علينا من (هنيه) فميله الغالب خمس ساحات فقط :
الساحة العامة، وساحة الموروث والشعر الجنوبي، وساحة صدى الوادي، وساحتا التهاني والتعازي.

ثانيًا:
اختيارك لهذا النوع من الغزل الأدبي الذي ظهر فيه قدرة الشاعرة أو الشاعر على التنويع في القافية
من غير أن يتغيّر المعنى والوزن ؛ دليل على ذائقتك الأدبية التي أراهن على تميّزها.

وبالبحث في عمنا قوقل وجدت الموضوع التالي:

" إليكم قصة حدثت لاحد الخلفاء لا يحضرني اسمه الآن

حين كان يتنزه في بستان فسمع غلاماً ينشد:

قولي لطيفك ينثني --- عن مضجعي وقت المنام
كي استريح وتنطفي --- نار تأجج في العظام
دنف تقلبه الأكف --- على فراش من سقام
أما أنا فكما علمت --- فهل لوصلك من مرام

فقال له الخليفة: لمن هذه الأبيات؟ فقال الغلام : لي. فقال الخليفة: إذا كان ذلك حقا فغير القافية وثبت المعنى. فقال الغلام:

قولي لطيفك ينثني --- عن مضجعي وقت الوسن
كي أستريح وتنطفي --- نار تأجج في البدن
دنف تقبله الأكف --- على فراش من شجن
أما أنا فكما علمت --- فهل لوصلك ثمن

فقال الخليفة ليتك تثبت المعنى وتغير القافية أيضا. فقال الغلام:

قولي لطيفك ينثني --- عن مضجعي وقت الهجوع
كي أستريح وتنطفي --- نار تأجج في الضلوع
دنف تقبله الأكف --- على فراش من دموع
أما أنا فكما علمت --- فهل لوصلك من رجوع

فقال الخليفة : هل لك بالمرة الرابعة؟ فقال الغلام:

قولي لطيفك ينثني --- عن مضجعي وقت الرقاد
كي أستريح وتنطفي --- نارٌ تأجج في الفؤاد
دنف تقبله الأكف --- على فراش من سهاد
أما أنا فكما علمت --- فهل لوصلك من معاد


فظهرت على الخليفة إمارات الرضاوحاول أن يعطي الغلام دينارين, فأبى الغلام قائلا: إعذرني ياسيدي عن عدم قبولهمالأن أبي أمرني أن لاآخذ شيئامن أحد ولاأريده أن يغضب. فقال الخليفة: ياغلام أنا الخليفة, فقل لأبيك أعطانيهما الخليفة. فقال الغلام: لن يصدقني وسيقول هذا العطاء ليس بعطاء خليفة. فأهتز الخليفة وطرب من ذكاء الغلام وتلميحه, فنادى أحد مرافقيه وقال له: إصحب هذا الغلام إلى خازننا وقل له: أعطه حفنتين من الدنانير.

وقيل ان الغلام هو الشاعر ديك الجن الحمصي
ومن لديه اي تعديل او اضافة فليتفضل.
" ( انتهى الموضوع )

من هو ديك الجن؟

ديكِ الجِنِّ الحِمصي
161 - 235 هـ / 777 - 849 م
عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي.
شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين.
أصله من (سلمية) قرب حماة ، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره.
وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت): افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره،
فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش.
وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.


قصه ديك الجن وورد بنت الناعمة

*خرج ديك الجن وصديقه بكر بين الحقول والكدر يأخذ منهما مأخذه..
بين البساتين .. وكانا قد دخلا ارضاً تابعة لأحد الأديرة النصرانية عن غير وعي منهما ، فسمعا بين ظلال أشجارها اصوات صبايا يتسامرن ويتراقصن ويغنين .. فاقتربا من الجمع .. واصاغا السمع حتى خرجت تنهيدة من ديك الجن لجمال الصوت الذي سمع .. فانكشف امرهما ..
اقتربت الصبايا منهما ..وهددتهما إحداهن بان تصرخ فتجمع عليه أهل الدير لينالا عقاب كشف سترهن والتعدّي على حرمة الجمع في مكان مخصص للدير وأهله فقط ، هنا قال لها ديك الجن وقد فتن بجمالها وبياض خديها ، أوتدرين لمن الأبيات التي كنتِ تتغنين بها منذ قليل ؟.. قالت هذه لشاعر يدعى ( ديك الجنّ) فقال لها أنا ديك الجن ... فلم تصدقه قائلة ان ديك الجن اكثر شهامة ومروءة من هذه التصرفات ولا يعقل ان تكون انت .. واذا كنت انت فاتني بابيات تثبت ذلك من وحي افكارك الآن .. فقال لها ..بصوته المتهدج الذي خالطه الوجد والجوى اللاعج ..فقال:
قولـي لطيفـك ينثنـي ***** عن مضجعي وقت المنام
كي استريـح وتنطفـي ***** نار تؤجج فـي العظـام
دنـف تقلبـه الأكــف ***** على فراش من سقـام
أما أنـا فكمـا علمـتِ ***** فهل لوصلك من دوام ؟

سرّت الحسناء .. ولكنها لم تصدق بعد .. وقالت له باستطاعة اي هاوٍ قول ذلك مرة واحدة او حفظ الأبيات .. فهلاّ غيرت القافية ..
قال :
قولـي لطيفـك ينثنـي ***** عن مضجعي وقت الرقاد
كي استريـح وتنطفـي ***** نار تؤجج فـي الفـؤاد
دنـف تقلبـه الأكـف ***** على فراش مـن قتـاد
أما أنـا فكمـا علمـتِ ***** فهل لوصلك من معاد ؟

بدأت الحسناء عندها تتيقن ولكنها طلبت منه تكرار تغيير القافية كي تقطع الشك باليقين ..فقال :
قولـي لطيفـك ينثـنـي ***** عن مضجعي وقت الهجوع
كـي استريـح وتنطفـي ***** نار تؤجج فـي الضلـوع
دنـف تقلبـه الأكــف ***** على فراش مـن دمـوع
أمـا أنـا فكمـا علمـتِ ***** فهل لوصلك من رجوع ؟ ...

وكرر ذلك مرة رابعة أيضاً وقال:
قولي لطيفك ينثني ***** عن مضجعي وقت الوسن
كي أستريح وتنطفي ***** نار تأجج في البدن
دنف تقبله الأكف ***** على فراش من شجن
أما أنا فكما علمت ***** فهل لوصلك ثمن

فأعجبت الغادة الحسناء بشاعريته .. وقد كان اسمه قد سبقه اليها فوقعت في غرامه كما هام بها .... وبارك لهما هذا الحب صديقه بكر .. الذي كان يفديه بروحه ودمه ليراه سعيداً ...
تزوج العاشقان ... ديك الجن الحمصي .. وورد بنت الناعمة
وكانت حياتهما عسل وشهد وحب ووفاء .. وصديقه بكر بن رستم أكثر منهما سعادة من فرط حبه وإخلاصه لــ ديك الجن .. رفيق صباه ودربه .. وكذا ديك الجن كان يثق بصديقه ويسر له بكل صغيرة وكبيرة ..

لم يعجب هذا الوضع شيطان اسمه ( ابو الطيب ) ابن عم ديك الجن .. فبدأ يتردد على بيته ويتودد من ورد في غياب زوجها ديك الجن بحجة سؤالها ان كانت تحتاج شيئاً .. وهي تصده وتصون غياب ديك الجن .. فبدأ الشيطان يخيط في رأس أبي الطيب مكيدة .. ينتقم بها من ابن عمه وينفث سموم حقده .. خاصة وانه كان يخاف ان تذيع ورد سرّ مراوداته لها ومحاولاته اليائسة للنيل منها ..فيفتضح امره .
.
كان ديك الجن متلافاً للمال .. فقد انفق كل ما ورث عن ابيه وجده من مال وعقار .... واستدان مبلغاً من أبي الطيب ذات يوم .. قبل زفافه من محبوبته .. فوجد أبو الطيب ضالته بهذا المر .. وبدأ مضايقاته لــ ديك الجنّ بحجة المال وحاجته له والإصرار عليه في اقرب وقت .. ولم تنفع توسلات ديك الجن معه .. فقرر ديك الجن السفر الى سلمية احدى مناطق الشام لمقابلة الأمير الهاشمي فيها ( احمد بن علي ) الذي كان يوده ..لعله يحضر ما يسد به حاجة ابن عمه ويقضي عنه دينه .. اوصى صديقه بكر خيراً بــ ورد .. وودعها وسار مع القافلة ..،

ما ان تاكد ابو الطيب من مغادرة القافلة لــ حمص حتى ذهب بذريعة الإطمئنان عن زوجة ابن عمه الى بيته .. وعاود عليها عروضه السخية بالمال .. والهدايا ..لكنها صدته شر صدود .. واسمعته من الكلام ما يليق بخائن مثله .. وحافظت هلى حب الغائب الرابض في قلبها ... ديك الجن .. فزاد كل ذلك من قهر أبي الطيب .. الشيطان الذي لم يعد يفكر الاّ بطريقة للإنتقام من ورد .. ومن حبيبها .. لبث بضعة ايام .. وعلم ان القافلة في طريقها عائدة من سلمية الى حمص ..فارسل خبراً مفاجئاً لــ ورد مع نفر من مقربين له .. ان ديك الجن تعرض في الطريق هو والقافلة لقطاع طرق وقتلوه .. وان رهطاً من المدينة ذهبوا لاحضاره للدفن ...
لكم كان وقع الخبر صاعقاً على روح ورد وقلبها ... فلا الدمع يفيه حقه كحبيب ولا العويل ..
.
وكي يستكمل ابو الطيب مخططه الشيطاني .. مع اقتراب وصول ديك الجن للحي .. ارسل مسرعا في طلب بكر .. الذي صدق الخبر بموت صديقه وصعقته الصدمة أيضاً .. لكن ابا الطيب قال له ان ورد في حالة من الحزن والكمد الشديدين وليس لها من شخص تثق به سواك .. فانت الصديق الوفي للمرحوم ابن عمّي .. اذهب اليها وهدىء من روعها وحزنها ريثما تصل الجنازة ونتدبر الأمر ...

ذهب بكر الى بيت صديقه وهو لا يكاد يرى طريقه لغزارة دموعه .. ووصل الى ورد .. يبكي معها حيناً ويهدئ لوعتها حينا آخر ..ومع وصول ديك الجن ... كان اول من استقبله ابن عمه ابو الطيب .. فقال له .. ان زوجتك لم ترع غيابك با ابن عمي .. وقد قضت كل وقت رحلتك تسامر صديقك في بيتك وتخونك معه والامر تفشّى في حمص واصبح فضيحة لنا جميعاً .. فيا للعار ... انهما الآن معا .. يتجرعان الحب الحرام ... هب ديك الجن لبيته ... فوجد صديقه بكر .. ياخذ بيدي حبيبة قلبه ورد .. والدموع في عينيهما .. فظن انها دكوع افترق الخائنين ( حبيبته وصديقه ) بسبب قرب وصوله ... فتدارك سيفه .. وهوى عليهما معا .. فقتلهما .. ليسدل الستار .. على اكثر قصص الحب نقاءً وحسرة عبر تاريخ الشام ... جلس الى جوارهما وهما ينزفان دما .. وقد فارقا الحياة .. يبكي مرّة .. ويتشفّى منهما اخرى .. لقد اعماه القهر والغيرة على حبيبته ... .. وقال اروع قصيدة عرفها الشعر العربي في رثاء الحبيب .. وهو من قتله ..

يا طلعة طلـع الحمـام عليهـا ***** وجنى لها ثمر الـردي بيديهـا
رويت من دمها الثرى ولطالمـا ***** روي الهوى شفتي من شفتيهـا
قد بات سيفي في مجال وشاحها ***** ومدامعي تجري علـى خدّيهـا
فحق نعليها وما وطىء الحصى ***** شيء اعزّ علـيّ مـن نعليهـا
ما كان قتلي لها لأنـي لـم اكـن ***** أبكي إذا سقـط الذبـاب عليهـا
لكن ضننت على العيون بحسنها ***** وأنفت من نظر الحسود إليهـا .

ارتجل هذه المرثاة وكاد يودع عقله لولا حضور بعض صحبه لمسامرته حتى الصباح ..
انتشر الخبر في ارجاء حمص .. وبكى العاصي لهول الجريمة .. وعاش ديك الجن بعد دفنهما كميت .. خاصة وان ابن عمه ابو الطيب قد دعاه بعد فترة وهو يحتضر وأسرّ له بالمكيده ...وان صديقه لم يخنه .. وحبيبته اطهر من مياه العاصي .. وانه راودها عشرات المرات ولم تضعف وصدته عنها شر صدّ ... فانفطر قلبه من جديد .. وبدأ يخلط كأس خمره .. بحفنة من تراب قبر ورد .. وكاسا اخرى بحفنة من تراب قبر بكر .. ويضع كاس ورد عن يمينه .. وكاس بكر عن شماله .. يرتشف من الكأس اليمنى فيظنها قبلة من شفتي ورد ...ثم يرتشف خد صديقه بكأسه ... ويبكي ... حتى نفذ جسمه .. وعقله ...
ينظر الى قبرها ... ويكرر مرثيته .. ,,,
( يا طلعة طلع الحمام عليها .......)

ثم ينظر الى قبر بكر .... وينشد ...
يا سيف إن ترم الزمان بغدره ***** فلأنت ابدلت الوصال بهجـره
قمر انا استخرجته من دجنـة ***** لبليتي وزففتـه مـن خـدره
فقتلتـه ولـه علـى كرامـة ***** ملء الحشا وله الفؤاد باسـره
عهدي به ميتاً كأحسـن نائـمٍ ***** والحزن ينحر مقلتي في نحره
لو كان يدري الميْتُ ماذا بعده ***** بالحيّ حلّ بكى له في قبـره
غصص تكاد تفيض منها نفسه ***** وتكاد نخرج قلبه من صـدره

وقد كانت اخت بكر تترصده وتبحث عنه لتقتله انتقاماً .. فلما سمعت ابياته هذه عفت عنه ورقّت لحاله ... واجابته عليها :
يا ويح ديك الجن بل تباً لـه ***** ماذا تضّمن صدره من غدره
قتل الذى يهوى وعمّر بعده ***** يا رب لا تمدد له في عمره.
وهو يبكي بحرقة على القبرين ... ويردد :
أساكن حفرة وقـرار لحـد ***** مفارق خلةٍ من بعـد عهـد
أجبني إن قدرت على جوابي ***** بحق الودّ كيف ظللتَ بعدي ؟

اقترب رحيل الشاعر بعد ان فقد كل اتصال له مع السعادة ... وذبل رويداً رويداً ...حزنا وكمداً .. وغصصاً .. على حبيبة فؤاده .. وصديقه الوفيّ ... وأبلغ ما قال قبل رحيله :
بانوا فصار الجسم من بعدهم ***** ما تصنع الشمس لـه فيّـا
بــأي وجــهٍ أتلقـــــاهـمُ ***** إذا رأونـي بعدهــــــم حيّـا .


ثالثًا:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ناصر مشاهدة المشاركة
كنت يوما أسكن بمدينة الظهران .. حي يسمى ( سعودي كمب ) يسكنه السعوديون مبانيه شعبية ليست على النظام الذي تبنيه أرامكو .. في أحد شوارع الحي وجدت كتابا ملقى به من شكله واصفرار لونه يبدو أن صاحبه تخلص منه فهو ممزق الأطراف والقسم الأول والأخير من الكتاب ممزق أيضا .. وهذا يعني أنه مجهول العنوان والفهرس وجهة الطبع ..أما ما تبقى من محتواه فجله أدب ونصائح طبية واجتماعية وطرائف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ناصر مشاهدة المشاركة
وفي نفس الوقت آمل من لديه معلومات عن عنوان ومؤلف الكتاب بناء على طبيعة المعلومات التي أشرت إليها أن يتكرم بالإفادة

بما أنك وجدت الكتاب في الشرقية وفي حي يمكن أن يكون سكانه من ( ....... )؛
فإنه تبادر إلى ذهني الشاعر الشريف الرضي الذي له ديوان جمع فيه كل قصائده، ورتبه على الأغراض التي رآها، فجعل باباً للمديح، وباباً للفخر، وآخر للرثاء، وغيره للفنون المختلفة كالغزل مثلاً، ثم رتب القصائد في كل باب على القوافي متبعاً نظام حروف الهجاء، ثم جاء ابنه عدنان من بعده فأضاف باباً جديداً ألحقه بالديوان المذكور وقد أسماه باب الزيارات، بعد أن ضم إليه أبياتاً لم تنشر من قبل. ويبلغ تعداد أبيات هذا الديوان 935 بيتاً ويشتمل على أبيات مفردة ومقطوعات صغيرة،

ويُقال أن الأبيات الغزلية المتعددة القافية السابقة الذكر قد وردت بكتاب ديوانه،
وهذا يرجح أن يكون الكتاب الذي وجدته هو ديوان الشريف الرضي.

علمًا أنني راجعت ديوان شعره الاكتروني على النت الذي يحتوي على 676 قصيدة؛ ولم أجد تلك الأبيات.

أبا فيصل:

بك الساحة طابت يا ابن ناصر ***** ولن يدري عجـير أو بو ياسر
فها نحـن لمــــا تكتـب ننـاصر ***** فإن غادرتنــــا، فالأمــر ياسر
ســنرقب نقـزة أخــرى لطــــائر ***** يعـــــود لنا يغــــرد بالمآثــــر

تمنياتي لك بالصحة وطول العمر، لفكرك وقلمك التألق المستمر.


______________________________________________

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-19-2011, 01:24 AM   رقم المشاركة : 10

 

أبو محمد :
تعقيب متكامل ومعلومات أدبية وشاملة عن الموضوع .. وهناك آراء أخرى تنسب تلك الأبيات إلى الشريف الرضي والله أعلم

كما أشكرك على البحث والتقصي عن موضوع الكتاب .. هذا اليوم مريت على النادي الأدبي بالطائف وبحثت عن تلك المعلومات في العقد الفريد لإبن عبد ربه ولم أجد شيئا منها .. وقد خرجت من النادي بحمل من الكتب الأدبية التي لا طاقة لي ولا وقت للإطلاع عليها
يبدو أن الكتاب من تأليف وتجميع المطابع العراقية .. لأن فيه شيء من التوجهات .

أخيرا مسألة الشعر والترحيب : أنت تعرف أنني والشعر نسير في خطين متوازيين .. ولو رديت عليك لأصبحت أضحوكة هذا القسم .. فاستر ما واجهت والعذر والسموحة .. ما معي لك ولا نص بيت
تقبل خالص تحيتي وتقديري

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:09 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir