يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الموروث وشعر المنطقة الجنوبية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 09-29-2010, 11:30 AM   رقم المشاركة : 1
ثـمـــــــــــن ثـــــــــــــور


 

ثـمـــــــــــن ثـــــــــــــور

حيــن كانت مكة المكرمة والمدينة المنورة ــ على ساكنها أفضل الصلاة والسـلام ــ مكان الارتزاق والتكسـب الحلال ، كان يسافر إليها أصحاب الحاجة للعمـل بها ومن ثم العــودة بما قسم الله ، وكغيره كان شـاعرنا محمد بن جهاد أو كما كان ـــ رحمه الله ــ يحلو له أن يسمي نفسه [ محمـد ملاسـي ] يغـدو إلى مكـة لكسـب بعض المال ، والعـودة إلى مرابع الصبا [ قرية العبالة ] ــ قرية من قرى وادي العلي من بني ظبيان ــ يشتغـل في زراعة [ بـلاده ] ويمارس هوايته في قول الشعر متحاوراً في أغلب الأحيان مع قريبه وصديق عمـره وشـاعره المفضل [ علي دغسـان أبو عالي ] عليهمـا رحمة الله ، وذات مرة آب ملاسي من السفر وكالعادة حمل الشوق صديق عمره [ دغسـان ]وذهب للسـلام عليه والاستماع لأخباره وتهنئته بالسلامة والعود الحميـد ، فكانت تحية دغسان هذه القصيدة
ـــــــــــــــــــــــــــــ

ياليت ميلان أهل جده والليث منثور

وأمد كفي واهتبش لي في الجيب عـده

وافوت لاتغدي عظامي غرباً ولومه

ومن اليمن ياجي بنونا والشام تينا


وفي الحال رد محمد ملاسي فقال :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

يقول ملاسي رحت مكه جالي ثمن ثور

والثور مايصلح لي انا من غير عِدّه

والميه ماتقرب لثوري غرباً ولومه

وان عفت منها تضحكون بي ياشامتين

ــــــــــــــــــــــ

وفي هاتين القصيدتان يتضح لنا روعة [ الشـقر ] وجماله ، ومقدرة الشاعرين على انتقاء الكلمات الجزلة السهلة المباشرة ، التي توضح المعنى وتصل إليه من أقصر الطرق
أنظر إلى روعة الشقر في قوليهما [ والليث منثور ، ثمن ثور ] وكيف أستطاع [ علي دغٍسان رحمه الله ] أن يهيئ بكلماته [ والليث منثور ] الرد الرائع المعبر الوافي بالغرض حين يرد ملاسي بكلمة [ ثمن ثور ] فلم يحد ولم يخرج ولم يتفلسف وإنما جاء مباشرة بما يريده دغسان أولم تكن معظم أموالهم التي يكسبونها رحمهم الله ــ رغم قلتها ــ تصرف على شراء أدوات ووسائل الزراعة .
ثم تأمل في قولهما [ عــده ] وهي في البدء أو البدع بمعنى العدد وفي الرد بمعنى الوسائل أو الأدوات
وتأمل كلمة [ ولومـه ] فهي بمعنى الوليمة عند دغسان وبمعنى المحراث عند ملاسي
وأخيراً كلمة [ شـامتين ] فمعناها عند دغسان تين الشام أو الحماط وعند ملاسي الشماته
وتامل في القصيدتين وقد جاءتا على [ طـرق المجالسي ]
لتجد أنهن كانتا ذات انسيابية موسيقية رائعة ، فلا تنافر بين حروفها ولا نشاز في موسيقاها ، حتى أنك لو نزعت أي كلمة من مكانها لاتضح الخلل وأنكشف الأمر .
وتأمل تسلسل الأبيات فلن تستطيع أن تقدم بيتاً أو تؤخره عن مكانه ويبقى المعنى سليم ومستقيم ، لأن القصيدتين تعتمدان وحدة القصيدة لا وحدة البيت ، وقليل من يستطيع فعل هذا فكل بيت تالي يكمل معنى البيت الذي سبقه ويتممه
والقصيدتان في مجملها توثيق لأمر هام من معاناة ذلك العصر ، وما يشغل الناس وما يسيطر على تفكيرهم من ارتباط بالأرض ومهنة الزراعة والمجاهدة في توفير لقمة العيش والاكتفاء الذاتي ولسان حالهم يقول
كل مما تزرع
ولن يملأ بطنك وبطون عيالك إلا ما تنتجه يديك من خيرات أرضك
فلا الهامبورجر ولا مكدونالز ولا البيتزا هي البديل الطيب والصحي لخير بلدك.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir