ذكريات ومن هنا وهناك (الجزء الأول)

قبل أن نذكر قصة اختطاف الأمير عبدالرحمن في طاشكند
عديلي احمد بن فيصل سألني عن بداية علاقتي بالرياضة من الأساس ولأنه غالي سوف اسرد القصة التي من المحتمل أن تنزل بشكل موسع في كتاب قادم عن مذكراتي الرياضية :

أنا ولدت في قلب العاصمة الرياض وفي قصر الأمير فيصل بن سعد في حي المربع وكانت الكرة في ذلك الوقت هي كل شي في هذا الجزء من العالم كنا نصبح ونمسي على لعب الكرة وكان أسوء شي عندي إذا جانا ضيوف لان الوالد يبقيني معهم لكي أقوم بمباشرتهم بالقهوة والشاي وبالتالي أنحرم من لعب الكرة وكان فيه واحد من الجماعة إذا جانا البيت انبسط كثير لأنه الوحيد اللي كان ما يشرب لا قهوة ولا شاهي وبالتالي اخذ راحتي في اللعب .
في مارس 1972م وعمري حينها عشر سنوات كان خالي محمد ابو علامه في زيارتنا في الرياض فأخذني الوالد مع خالي محمد يرحمهما الله وقال سنذهب لنشاهد محمد ( أخي) في افتتاح دورة الخليج العربي الثانية بالرياض حيث كان أخي محمد ضمن طابور العرض الافتتاحي وبالفعل كان هناك جبل صغير مطل على الملعب وطلعنا في قمته بالجيب حق الوالد وجلسنا نتفرج والملعب مليان وموسيقى الجيش وأصوات وعالم .
في 1973م فاز النصر ببطولة كاس ولي العهد بعد أن اخرج الهلال في نصف النهائي بثلاثة أهداف لهدفين وكان معظم بيوت أهل الرياض يوضع في أعلاها ( السطوح) علم إما ازرق أو اصفر ومن هنا بدأت أتعلق بالأصفر البراق وقد يكون لاستقلاليتي أيضا دور فأخي محمد يشجع الهلال وبالتالي عقلي الباطن قال لي اتجه للنصر ( تنافر الإخوان ) ، حقيقة لا اعلم الآن ولكن الذي اعلمه جيدا أن تلك الحقبة كان النصر مسيطر على الهلال تماما فإما فائزا أو متعادلا وهذا معظم حقبة التسعينيات الهجرية .
في ذلك الزمن الجميل كان أفضل لاعب في العالم هو بيليه وكنا صغارا نسميه (بوليه) ولا ادري لماذا ننطق اسمه هكذا .. المهم إن بيليه هذا( فاز بكاس العالم ثلاث مرات أعوام 58م و62م و1970م ) جاء للرياض مع فريق سانتوس البرازيلي ( 1973م) ولعب مباراة ودية مع منتخب المملكة وفاز بثلاثة اهداف دون رد ، كان ذلك يوم جمعة وفي كل جمعة كنا نذهب إلى العم حسين بن دلهامة ( زوج بنت عمي ) لقضاء يوم كامل أو يأتي هو وعائلته لقضاء يوم عندنا ، والصدفة أن يوم جمعة المباراة هذه كنا عندهم في حي شارع الريل( سمي بهذا الاسم منذ الخمسينات ميلادية لان الريل وهي سكة القطار تصل إلى هذا الحي ) وهذا الحي قريب جدا من ملعب الملز فذهبنا أنا وأولاده مشيا على الأقدام إلى الملعب في محاولة لمشاهدة بيليه على الطبيعة لان الناس صابها جنون بوجوده في الرياض ووجدنا الملعب ممتلئ وخارج الملعب يوجد آلاف مؤلفة من البشر فعدنا إلى البيت ونحن نبكي وقد قام بيليه باستعراض مهاراته الكروية بين الشوطين وعندها كادت أن تقفز الجماهير من فوق المدرجات مما شاهدته من فنون الكره وعجائبها ....
التكملة لاحقا ،، شكرا