يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الأسرة > ساحة الأشبال

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-13-2008, 08:04 PM   رقم المشاركة : 11
الراعي والكلب


 





يحكى أن أحد العباد الزاهدين، صلى وقرأ القرآن الكريم ونام بعد طول تعبد وصلاة،

فرأى في منامه راعياً رث الثياب، وجهه مغبر،

يمشي حافياً وقد شد وسطه بخيط صوف، وهو يحرك عصاه الطويلة على غنمه.

وسمع وهو ما يزال مستمراً في منامه صوتاً يناديه:

- لا تستخف بهذا الرجل، ولا تستصغر شأنه،

فقد رضي الله عنه، وكتب له الجنة،

ورآى نفسه في منامه يسرع إلى الراعي ويأخذ يده ويقبلها.

نهض العابد صباحاً، وتذكر ما رآه في منامه،

واستعاد صورة الرجل وملامحه، وقال:

قد يكون حلمي هذا رؤيا حقيقية صادقة أراني إياها الله سبحانه وتعالى لأتدبر وأفكر.

وعندئذ فكر:

- علي أن أتأكد إن كان مثل هذا الراعي موجوداً حقاً.

حمل العابد زوادة طعامه وعصاه وعباءته،

وخرج يبحث عن ذلك الراعي، ويسأل من يصادفه في الطريق عنه،

كان يتخيله مثلما يصف إنساناً عاش معه طويلاً.

وذات يوم أقبل على كوخ منعزل في واد قاحل بين تلتين،

فاستقبلته امرأة، وفرشت له في مكان الضيوف من البيت،

ولما طلب ماء ليتؤضأ، اعتذرت المرأة وقالت:

- ليس لدينا الآن إلا ماء قليل للشرب.

فتيمم العابد صعيداً طيباً، وقال للمرأة:

- حان وقت صلاة الظهر، وسأصلي أنا...

فابتعدت المرأة إلى داخل البيت، لكنها لم تغب إلا قليلاً،

ثم عادت، فتعجب العابد من سرعة أدائها لصلاتها إن كانت قد صلت،

واستمر العابد يصلي والمرأة تختلس النظر إليه

مدهوشة من طول قيامه وسجوده في صلاته،

ومن الكلام الكثير الذي كان يتمتم به في صلاته.

وعند المساء خرجت المرأة تستقبل زوجها العائد من قطيعة،

ورآه العابد وتعجب كثيراً، لقد كان الراعي نفسه الذي رآه في الحلم،

وارتاح العابد، فقد وصل إلى غايته، وسيرى كيف سيصلي هذا الرجل؟

وبماذا يعبد ربه حتى استحق الجنة جزاء؟! ،

هذا الراعي الذي لابد أن تكون صلاته متصلة ربما الليل بطوله،

وكيف يعبد ربه تعالى؟، وماذا يفعل في عبادته تلك؟

حان وقت صلاة المغرب، فأسرع الرجل يصلي قرب العابد،

لكنه لم يبد عليه أنه وعى وانتبه لما كان يقوله،

فلم يكد ينوي ويتوجه ويقعد ويقوم عدة مرات سريعاً، حتى أنهى صلاته،

عندها مسح وجهه بكفيه، وصلى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عدة مرات،

وجلس ينتظر انتهاء العابد من صلاته التي رآها طالت كثيراً..

أما العابد فتعجب كثيرا، فأية صلاة هذه التي صلاها هذا الراعي؟

وزاد هذا الأمر من رغبته في معرفة سر رضا الله عنه.

أمضى العابد ثلاثة أيام ضيفاً على الرجل وزوجته،

لكنه لم ير أو يسمع منه غير حمده الدائم لله، وشكره على كل شيء،

وغير تلك الصلاة السريعة، فحار في أمره.

وقبل أن يغادر العابد بيت الراعي أيقن أنه لا يعطي صلاته حقها،

وليست له عبادة أخرى،

حتى إنه لا يعرف من القرآن الكريم أكثر من قصار السور

يؤدي بها الصلاة، فدنا منه وسأله:

- أرجوك أخبرني: ماذا فعلت حتى استحققت رضا الله سبحانه وتعالى؟

وقص عليه ما كان قد رآه في رؤياه.

ضحك الرجل بقوة، وقال:

-لم أفعل شيئاً، لكنني بعد أن أخبرتني الآن،

سأهتم أكثر بصلاتي وعبادتي، وسأعبد الله مثلما تعبده أنت.

رد العابد في حيرة:

اسمع.. لقد رأيتك في المنام، وأنت من أهل الجنة،

فأرجوك أخبرني ماذا فعلت في حياتك؟

وكيف استحققت رضا الله سبحانه وتعالى عنك؟

وعن أي عمل أثابك الله الجنة؟ فأنت لا تزيد في صلاتك عن أي مصل في أي مكان.

أطرق الراعي يفكر، وبدا كأنه يتذكر شيئاً الآن، ثم أخذ يتمتم به لنفسه،

ثم رفع رأسه باهتمام وقال:

اسمع أيها العابد..

قبل شهر كنت أسعى تائهاً في صحراء لا نبت فيها ولا ماء، وكنت عطشاً جدا،

حتى أنني أخذت أدور في المكان، وأسعى راكضاً وراء السراب،

وأنا أدعو الله أن أعثر على ماء، وإلا فإنني سأموت عطشاً وتدفنني الرمال.

وفي هذه الأثناء سمعت صوت لهاث، فأسرعت إليه،

ورأيت كلباً يقف عند فوهة بئر، كان يحوم عليه ويدور حوله،

وعطشه يحرق أمعاءه، لكنه لا يقدر أن يصل إلى الماء في داخل البئر،

فرق قلبي له، وعطفت عليه، فأسرعت إلى البئر،

وأمسكت طرف عباءتي، وأنزلتها إلى قاع البئر،

حتى إذا ابتلت وتشبعت بالماء، رفعتها وعصرتها في فم الكلب،

وظللت أعيد هذا العمل حتى ارتوي الكلب وأقعى إلى جانبي،

ثم أخذت الماء بالطريقة نفسها حتى ارتويت،

وأسرعت أبتعد، لكن الكلب لم يبتعد عني، لقد لازمني،

وها هو ذا يلتصق بي،

ويخرج معي كل يوم ولا يفارقني إلا حين أذهب للنوم.


وعجب العابد مما سمع وقال:

- سبحان الله العظيم.. حقاً إن عمل الخير بصدق وإخلاص..

خير وأفضل عند الله من عبادة أعوام


تحياتي
...........

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-14-2008, 12:54 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
مشرف
 
إحصائية العضو










مشرف الأشبال غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
مشرف الأشبال is on a distinguished road


 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مكتبه قيمه وقصص جميله لاعدمنا مشاركاتك أخي شويل.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 06-26-2008, 08:08 PM   رقم المشاركة : 13

 





لم ننساكم وعدنا لكم بمايفيد بإذن الله...

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 08-28-2008, 09:50 PM   رقم المشاركة : 14
الصياد الصغير


 





ارتفع صوت محرك قارب الصيد القديم في وسط مياه البحر الزرقاء،

وألقى الصيادون شباكهم فخرجت محملة بعدد كبير من

الأسماك الجميلة والغريبة الشكل،

فتعجب الصغير أحمد بن الشيخ حسن كبير الصيادين

وحدث والده قائلاً:




- هل تعرف أسماء هذه الأسماك يا ولدي؟

ضحك الحاج حسن وهو يقول:

نعم يا بني أعرفها كما أعرفك،

وأنت أيضاً قريباً ستعرف كل شيء عنها عندما تكبر،

لأنك ستصبح صاحب هذه المركب من بعدي،

ويجب أن تتعلم كل شيء عن الأسماء من الآن..

ابتسم أحمد من حديث والده الذي أمسك أحد الأسماك الكبيرة وهو يقول:

- انظر يا أحمد إن تلك السمكة اسمها سمكة أبو سيف،

وهي كبيرة الحجم كما ترى،

وستجد في البحر أحجام كبيرة جداً منها،

وهذه السمكة هي في الحقيقة سمكة عادية جداً كأي سمكة


أخرى، ولكن نمت عظمة فوق شفتها العليا وأصبحت كالسيف،

وهذه العظمة تساعدها في السباحة وفي صد الأعداء عنها.

فأشار أحمد إلى سمكة أخرى قائلاً:

- وهذه ما هي ؟!

نظر الحاج حسن تجاه السمكة وهو يقول:

- إن تلك السمكة ذات الأسنان الحادة هي سمكة القرش

وهي من الأسماك التي يخشاها الصيادون لأنها تدمر الشباك

وتأكل معظم الأسماك الموجودة بالشبكة

ولكنها الحمد لله لم تفعل ذلك في شبكتنا اليوم،

وسمكة القرش هذه عدة أنواع، فمنها ما هو كبير الحجم جداً

ويصل طوله أكثر من عشرة أمتار ويسمى القرش النمر..

وسبحان الله بالرغم من ضخامته تلك إلا أنه لا يأكل اللحوم،

ويتغذى على الطحالب،

وهناك أنواع أخرى من سمك القرش صغيرة جداً

تصل إلى ربع متر وعلى الأكثر نصف متر..

وتعيش في قاع البحر حيث تدفن جسمها في الرمال

وتلتهم أي سمكة تقترب منها..

ويوجد بالبحر أكبر مخلوق على سطح الكرة الأرضية

وهو الحوت الأزرق..

تعجب أحمد وهو يقول:

كيف ذلك يا والدي إنني رأيت الفيل ولا أتخيل أن هناك

مخلوقاً أكبر منه!!

تبسم الحاج حسن وهو يقول:

- إن حوتاً واحداً من الحيتان الزرقاء يزن حوالي عشرة أفيال مجتمعة..

- ويوجد في البحر حيوان الدولفين وهو صديق للإنسان

فهو ينقذه إذا ما أشرف على الغرق،

ويظل يسبح به إلى أن يخرجه إلى الشاطئ.. فسبحان الله...

تكلم أحمد بصوت عالٍ قائلاً:

- انظر يا أبي هناك عنكبوت كبير في الشبكة ضحك

الحاج حسن من كلام ابنه، وزبت على كتفه، وهو يقول:

- يا صغيري إن ما تراه هو الإخطبوط وهو نوع من أنواع الأسماك

أيضاً ولكن لا يمتلك هيكلاً عظيماً،

وبالتالي تجده رخواً وليس له شكل محدد...

نظر الحاج حسن إلى ولده وهو يقول:

- أتدري يا صغيري أن أم الإخطبوط تستحق أن تنال جائزة في عيد الأم..؟!

تبسم أحمد وهو يقول:

كيف ذلك يا أبي؟!

- إن أنثى الإخطبوط عندما تضع بيضها لا تخرجه من جسدها

كباقي الأسماك ذلك لأنها لا تخشى أن يموت صغارها، ولكنها

تحتفظ بالبيض في بطنها، وبالطبع تخشى أن تأكل حتى لا تلوث

البيض.. فتظل صائمة عن الطعام مدة طويلة حتى يفقس البيض

وتخرج الصغار وبالطبع تكون الأم قد تعبت كثيراً،

وفي النهاية فإنها تموت..

تعجب أحمد وقال:

- سبحان الله يا لها من تضحية فعلاً..

حقاً يجب أن يتعلم الإنسان من الأسماك ومن كل شيء



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir