انتبه ! فإن الموت قادم

انتبه ! فإن الموت قادم

الحمد الله الذى أنهى بالموت آمال القياصرة فنقلهم بالموت من القصور إلى القبور 0 ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود 0 ومن ملاعبة الجوارى والنساء والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان 0 ومن التنعم فى الطعام والشراب إلى التمرغ فى الوحل والتراب 0
وأشهد أن لا إله إلا الله 0 وحده لا شريك له
ينادى يوم القيامة بعد فناء خلقه ويقول: أنا الملك 0 أنا الجبار .. أنا المتكبر 0 أنا العزيز 0 ثم يقول جل وعلا 0 لمن الملك اليوم ؟ ويجيب على ذاته سبحانه 0 ويقول 0 لله الواحد القهار 0
ذى 0 العزة والجبروت 0 سبحان ذى الملك والملكوت 0 سبحان من كتب الفناء على جميع خلقه وهو الحى الباقى الذى لا يموت 0
وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله شرح له صدره 0 ورفع له ذكره 0 ووضع عنه وزره 0 وفضله على جميع خلقه وزكاه فى كل شئ 0 وبعد كل هذا خاطبه بقوله 0 إنك ميت وأنهم ميتون 0 فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتبعاه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين 0
أما بعد 0
فحياكم الله جميعاً أيها الأحباب وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم جميعاً منزلاً من الجنة 0 واسأل الله جل وعلا أن ينضر وجوهكم، وأن يزكى نفوسكم وأن يشرح صدوركم وأن يتقبل منى وإياكم صالح الأعمال 0 وأن يجمعنى وإياكم فى الدنيا دائماً وأبداً على طاعته وفى الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبين 0 فى جنته ودار كرامته إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شئ قدير 0
0أحبتى فى الله 0
إننا اليوم على موعد مع هذا الموضوع الذى أتألم كثيراً لأن دعاتنا وشيوخنا لا يذكرون الناس به إلا فى المناسبات فقط مع أننا فى أمس الحاجة إلى أن نذكره دائماً وأبداً 0 امتثالاً عملياً لأمر حبيبنا ورسولنا المصطفى كما فى الحديث الذى رواه بعض أصحاب السنن من حديث ابن عمر وأبى هريرة رضى الله عنهم أنه 0 قال 0
( أكثروا من ذكر هاذم اللذات 0 قيل وما هاذم اللذات يا رسول الله قال 0 الموت )
فانتبه أيها المسلم 0 فإن الموت قادم 0 فإننا نعيش عصراً طغت فيه الماديات والشهوات وانشغل فيه كثير من الناس عن لقاء رب الأرض والسموات 0 إنك لابد أن تستقر هذه الحقيقة الكبرى فى قلبك وعقلك ووجدانك 0 إن الحياة فى هذه الأرض موقوته محدودة بأجل 0 ثم تأتى نهايتها حتماً فيموت الصالحون 0 ويموت الطالحون 0 يموت المجاهدون 0 ويموت القاعدون 0 يموت المستعلون بالعقيدة 0 ويموت المستذلون للعبيد 0 يموت المخلصون الصادقون الذين يأبون الضيم، ويكرهون الذى يذكرهم به 0 ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأى ثمن 0 يموت أصحاب الاهتمامات الكبيرة والأهداف الغالية 0 ويموت الفارغون التافهون الذين لا يعيشون فقط إلا من أجل المتاع الرخيص 0 الكل يموت ( كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ )
ولذا سميت هذه الحقيقة فى القرآن بالحق فقال جل وعلا 0
( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ 0 وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ 0 وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ 0 لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد ) ٌ
وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين 00