يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات وادي العلي الخاصة > ساحة صدى الوادي

ساحة صدى الوادي المواضيع الخاصة بوادي العلي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 10-31-2010, 12:59 AM   رقم المشاركة : 1
عن والدي أحدثكم


 


أدرك تماماً أن الحديث عن الآباء يحمل الكثير من العواطف التي تخرج الكاتب عن الموضوعية أحياناً مدفوعاً بحب من يتحدث عنه وأنا هنا لست بدعاً من ذلك؛ لكني سأحدثكم هنا عمّا تعرفونه، سأحدثكم عن والدي ليس لأني أحبه فقط فكلكم يحب والده، سأحدثكم عن والدي لأني أريد أن أعيد صورته إلى أذهانكم وإن كنت أجزم أنه لم يغادرها.
سأحدثكم عن والدي ليحظى منكم بدعوة صادقة أن يتغمده الله برحمته وينزل على قبره الفسحة والسرور وأن يجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة.
فقد عاش -رحمه الله- بسيطاً في مأكله ومشربه شأنه في ذلك شأن مجايليه إلا أنه كان يحب التجمل فقد حدثني غير واحد أن والدي في شبابه كان طويل الشعر ويلبس ثيابا مفرجة.
نشأ -قدس الله روحه- عفيف اليد عف اللسان لم يؤثر عنه إلا التقوى والصلاح ‘ فقد والده وهو في سن صغيرة فاضطرته الظروف المعيشية أن يغادر قريته باكراً بحثاً عن لقمة العيش وفي أثناء ذلك تحمل عبء مسؤولية بعض أبناء قريته الذين يعملون بمكة بحكم سنه المتقدم قليلا عنهم.
تزوج من ابنة عمه أحمد بن فرحة إلا أن هذا الزواج لم يستمر طويلاً حيث فجع بوفاة زوجته -رحمها الله- بعد أن تركت له ولدا وابنتين لم يتجاوز أكبرهم الخامسة من عمره؛ فاسودّت الدنيا في عينيه واضطر إلى العودة إلى قريته ليكون قريباً من صغاره؛ ولما لم تكن الزراعة كافية بحال من الأحوال بمتطلبات المعيشة فقد عمل – رحمه الله – في مجال البناء وهي مهنة شاقة ورغم ذلك إلا أنها لم تكن مستمرة فليس كل الناس يريد البناء، فكان يعمل في أوقات التوقف عن البناء في الخياطة والمقصود خياطة الجِباب وكان له لمسة جميلة فيها.
تزوج فيما بعد من والدتي حفظها الله وبدا له بعد رحلات العناء أن يبحث عن وظيفة تدر دخلاً ثابتاً؛إذ لم يعد أحد يرغب في بناء بيوت الحجر التي كان يتقنها واستبدل الناس البلك والاسمنت بالحجر، ولم يعد أحد يرغب في اقتناء الجبّة بعد أن توفّر في الأسواق البديل من ذلك المتمثل في الفروات الحديثة، والتحق بالضيافات الحكومية بمكة المكرمة وبعد أن استقر هناك رغب في أن تكون أسرته بجواره وكان ذلك في عام 1395هـ وكان يؤذن متطوعاً في مسجد الحي حتى سعى له بعض جيرانه لدى الأوقاف ليكون مؤذناً رسمياً بعد أن عمل لفترة طويلة محتسباً وقد كان هذا الأمر يمنعه من حضور كثير من المناسبات الاجتماعية بل كان يحرمنا من مشاركته لنا في رحلات التنزه وكان يقول دائماً إذا حدِّث في ذلك ( من أخذ الأجرة حاسبه الله بالعمل).
توفي رحمه الله في مثل هذه الأيام من عام 1416هـ حيث توفي في الأول من ذي الحجة من ذلك العام وصلي عليه بالمسجد الحرام بعد صلاة العصر وأم المصلين فضيلة الشيخ عمر بن محمد السبيل رحمه الله.
كان رحمه الله نعم الأب ونعم المربي ونعم الصديق ؛ لا أملك هنا إلا أن أدعو له بالرحمة والغفران وأن يجعل مسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأن يجازيه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً، وأن يبدله دارا خيرا من داره إنه ولي ذلك والقادر عليه
ورحم الله موتانا وموتاكم إنه جواد كريم

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir