يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2011, 01:43 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ابوميس is on a distinguished road

B11 مهلكات المنافقين الاربع


 

حين يقرأ المسلم القرآن كما يجب..وينعم النظر في آياته، ويتدبر في معانيه وسياقاته العجيبة..يجد خيرا كبيرا، ويفتح له فتحا عظيما وبخاصة إذا ملك شيئا من أدوات التدبر والفهم الصحيح للقرآن.
حيث يجد المتدبر المتأمل فيه من الإخبارات العجيبة، والوصوف الدقيقة الباهرة، والقصص التي تخلب القلوب والعقول.
ونقف هنا مع إخبار الله تعالى عن مشهد من مشاهد عرصات القيامة..إنه مشهد أهل الإيمان ذكورا وإناثا وهم يسيرون باتجاه الجنة يجللهم النور؛ ليضيء لهم ظلمة ذلك اليوم، وتحفهم رحمة الله وعطفه ولطفه بهم..ثم تأتيهم البشارة بالجنة التي بها من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر..يقول تعالى: ((يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) نعم إنه الفوز العظيم والنعيم المقيم لمن آمنوا بقلوبهم وجوارحهم، ولم يكذبوا على الله وعلى المؤمنين، ولم يخادعوهم. بل قبلت قلوبهم الحق وخضعت له، وانقادت له جوارحهم، ولهجت به ألسنتهم. خافوا في دنياهم مما خوفهم الله منه؛ فكان لهم الأمن، وكانت لهم النجاة، وكانت لهم البشارة بالفوز العظيم الذي لا خسران بعده.
وفي ذات المكان أو قريبا منه يقف المنافقون مشدوهين متحيرين خائفين هلعين..ينادون المؤمنين بقولهم: ((انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ)) يفهم كل عربي وكل من له أدنى معرفة بالعربية أنهم يقفون في ظلمة وهول وشدة، وأنهم لا يعرفون إلى أين المصير، ولا إلى أين التوجه، وقد علموا أن صحائفهم سوداء مظلمة كما كانت قلوبهم مظلمة بالكفر والاعتراض على دين الله والاستهزاء به ((بل الإنسان على نفسه بصيرة)).
فما بقي لهم سوى إن يطلبوا النجدة والغوث ممن خالطوهم في الدنيا وأظهروا لهم أنهم معهم وأنهم على دينهم!!
ويأتيهم الرد فيه تهكم وسخرية تناسب ما كانوا عليه من تهكم بالشريعة وسخرية بأهلها وحملتهافيقال لهم: ((ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا)) ارجعوا فالتمسوا نورا من ماضيكم السحيق المظلم..المسوَّد بأفعالكم وأقوالكم المشينة. التمسوا النور من قالات السوء التي كنتم ترددونها استهزاء وتهكما بالشريعة وحملتها من العلماء والدعاة.
فالنور الذي ينعم به المؤمنون اليوم بعيدا عنكم لن تنالوه لأنه ثواب الله لهم (جزاء وفاقا) لما كانوا عليه من خضوع وانقياد وعبودية تامة لله تعالى، وحب لشرعه ولنبيه صلى الله عليه وسلم.
كما أن الظلمة والشدة والخوف الذي تعانونه (جزاء وفاقا) لما كنتم عليه من تكذيب ومعارضة واستكبار على دين الله.
وبُقطع خيط الأمل الذي كانوا يتشبثون به، وينطفئ بصيص النور الذي كانوا يشاهدونه حول المؤمنين ومعهم يستضيئون به..حين يغلق بينهم وبين فريق الفلاح والنجاة بسور يحول دون رؤيتهم للمؤمنين.
تنقطع الرؤيا، ويبقى النداء وسماع الأصوات، ويرفع المنافقون أصواتهم..ينادون المؤمنين ويستغيثون بهم، ويذكرونهم بصحبتهم لهم في الدنيا ((أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ)). كانوا خليط المؤمنين وكانوا يعايشونهم، ويتظاهرون أنهم على دينهم، فهم لم يصرحوا بعدائهم للشريعة، ولم يعلنوا بغضهم لها، وإن كان عداؤهم يظهر حينا بعد آخر على أقوالهم وأفعالهم، وتفضحه مواقفهم الخبيثة وخياناتهم للمؤمنين عند الشدائد. وتفضحه معارضتهم لأحكام الله بعقولهم وأهوائهم. ويفضحه همزهم ولمزهم لحملة الدين (علماء الشريعة) والنيل من المؤمنين كلما واتتهم الفرصة.
وهنا يأتي الرد الحاسم من الفريق الآخر (فريق الإيمان الخالص) ليجلي لهؤلاء حقيقتهم ويذكرهم بما كانوا عليه من خبث طوية للإسلام وأهله، وانغماس في مغريات الدنيا وملهياتها يقول المؤمنون: ((بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ، وَتَرَبَّصْتُمْ، وَارْتَبْتُمْ، وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ، حَتَّى جاءَ أَمْرُ اللَّهِ، وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ. فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا، مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ، وَبِئْسَ الْمَصِيرُ))
إنها أربع خصال مهلكات..ذكر بعض أهل العلم أنها أصول النفاق وهي على ما يلي:
1-فتنتهم أنفسهم، قال بعض المفسرين من السلف الصالح: فتنتموها بالشهوات والمعاصي والملذات، مبدأ ضلال هؤلاء وفتنتهم في انغماسهم في الشهوات والملذات، والشريعة تقيد تلك الشهوات والملذات بما يناسب الطبيعة البشرية والفطرة السوية التي تختلف اختلافا جذريا عن طبيعة البهائم، واستعمال الملذات وتعاطي الشهوات بلا قيد وبلا ضابط إنما يكون لجنس البهائم، ولمن وافق البهائم وتخلى عن آدميته.
ولا يقتصر معنى الشهوات على تناول ما يختص بالبدن، بل ثمة شهوات أخرى معنوية من حب الرياسة، والاشتهار، والظهور بين الناس كي يقال مفكر أو صاحب فكر متجدد أو شخص حضاري الخ الخ.
والشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم تصادم رغباتهم وملذاتهم، فالشريعة تعطي البدن حقه من اللذة ولكن بقدر، وبقانون يمايز بين الحياة البهيمية والحياة الآدمية، والشريعة تحث على طلب الأجر من الله، ومراقبته، وأن يكون هو مقصود العبد دون سواه، وهؤلاء ليس من هذا في شيء..إنهم يحبون التصدر والبروز، ولا يبالون بثواب وعقاب.
والعقل يُفتن تبعا لفتنة البدن، فمتى تعلق المرء بالشهوات ورغب في المحرم منها، أعمل عقله في الشريعة ونصوصها ليعبث بها وفق ما تشتهي نفسه، إما بردها كمن يشككون في عدالة ناقلي الشريعة من الصحابة ومن نقل عنهم من الأثبات، أو بحجج عقلية..فيزعمون أن النصوص لا تتفق مع ما تقرره العقول..ولكن أي عقول؟؟؟
وأحيانا يتدثرون بالورع الكاذب، ويتملصون من الشريعة بحجة الخوف على دينهم كما قال قائلهم الأول: ((ائذن لي ولا تفتني))، ويقول قائلهم اليوم نخرج المرأة لتبيع في الأسواق كي لا تفتن النساء بمخالطة البائعين، ولا يفتن البائع بمعاملة النساء، ونخرجها لتقود السيارة كي لا تخلو بالسائقين!!
ونفتح دور السينما كي لا يسافر المسلمون لبلاد الفجر والعهر!!
وهلم جرا!!
2-التربص بالإسلام والمسلمين، حال هؤلاء أنهم متربصون بالمؤمنين الدوائر، وإن زعموا الإيمان وخالطوا أهله، لكنهم في حقيقة أمرهم لا يريدون للإسلام وأهله ظهورا ولا نصرا ولا عزا، بل يفرحون متى أصاب المؤمنين كرب وسوء، ويحزنون متى نال المؤمنين خيرٌ، وقد اخبر الله تعالى عن ذلك بوضوح وجلاء في مثل قوله تعالى: ((إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ))
وتربص المنافقين بالمؤمنين مطرد في كل عصر ومصر، وليس خاصا بزمن النبوة، وقد رأيناهم بأم أعيننا يفرحون بدك بلاد المسلمين وغزوها من إخوانهم الكفار، ففرحوا علانية جهارا نهارا بدخول قوات الاحتلال الأمريكية العراق، وفرحوا بدك بلاد الأفغان وقتل ملايين من المسلمين؛ فدماء المسلمين لا تعني لهم شيئا!! ولا يعني لهم شيئا أن تُحتل الدول الإسلامية دولة بعد أخرى، وتنتهك حرمات المسلمين، وتُسلب مقدراتهم، فهم يريدون دحر الإسلام وسحق المسلمين، وقد قال قائلهم نيابة عنهم: (إن تحقيق الحرية العربية والديمقراطية العربية غير موقوف على الداخل أو على العنصرالعربي. فالتدخل الخارجي عند تقاطع المصالح شرعي ومطلوب ومرغوب. فأهلاً بالحريةوأهلاً بالديمقراطية سواء جاءت على ظهر جمل عربي، أو على ظهر دبابة أجنبية. ولعلالعراق هو النموذج الواضح الآن)
ولست هنا لأجرد عبارات الترصد والتربص بالإسلام والمسلمين والتأييد للكفر وأهله، فالواقع طافح بما هو أطم وأعظم من خيانات وتربص المنافقين مما لم أحط به، أو لم يتسع الوقت لجرده وإحصائه.
3- الارتياب، الشك والريبة صبغة عقلية لازمة لهم، فهم مرتابون في الإسلام وفي أحكامه، وهل هو خير للناس وأصلح لهم في معاشهم ومعادهم، أم أن النظم الغربية والأحكام الأرضية خيرا منه؟!
ومن ريبتهم يشككون في ثوابت الدين وقواطعه حتى شكك بعضهم (ممن يتكلم بلساننا ويكتب في صحافتنا) في كفر الكافر الأصلي.
وينازعون في بعض الأحكام القطعية كقتل المرتد، وتنفيذ الحدود، والأحكام المتعلقة بالنساء، وكل ما من شأنه حماية المجتمعات المسلمة من الفاحشة.
ويرتابون في الله، ويسخرون به - جل وتعاظم عما يقول السفهاء- في مقالاتهم ورواياتهم الساقطة، ولو كانوا موقنين غير مرتابين فيه –سبحانه- لما تجرؤوا عليه ببذيء الكلام!!
ويرتابون أيضا في اليوم الآخر، ويشككون في نصوص الوعد والوعيد ويهزؤون بها، ويسمون الوعظ باليوم الآخر إرهاب فكري، ويصفون الواعظين بأصحاب ثقافة الموت!!
وليس ذلك فحسب بل بعضهم يسمي أحاديث الغيبيات خزعبلات ليضاهي القائلين عن القرآن وأخباره أساطير الأولين!!
وخلاصة أمرهم أنهم لم يوقنوا يقينا جازما فيما لا يقبل الشك وظل أمرهم في تردد وارتياب وتذبذب.
4- الاغترار، لما كانت قلوبهم خواء من الإيمان، وكان ما يقولون ويفعلون من مظاهر الإسلام مجرد مزاعم وكذب يتقون بها أهل الإسلام، لزم من ذلك أن يكون لتلك القلوب المظلمة متعلق يتشبثون به؛ فكانت الدنيا والمادة والشهوات هي مطلبهم والمحور الذي يدورون حوله،فاغتروا بما هو فاني، وبما هم يفنون عنه من زينة الدنيا وحطامها، ولأنهم كانوا في ريبة من أمر الآخرة، وفي ريبة من الإسلام لم يبالوا بموت، ولا بمآل أخروي، ولا كان لغاية الوجود (العبودية) في حسهم أدنى اهتمام، وكانت جل أقوالهم وأفعالهم تدور مع المادة ومع ما به متعة الأبدان وتحقيق الرغبات الجسدية من مأكل ومشرب ومسكن ومركب وشهوات أخرى، والإسلام لا يمنع هذا كله، لكنه في حسه من الوسائل لا الغايات. بل كل هذا وسيلة لتحقيق الغاية العظمى التي خلق الله الخليقة لأجلها (أن يعبد وحده دون سواه)، وهم جعلوا الامتاع والتلذذ غاية ومطلب وأمنية، وغمرت عقولهم وقلوبهم الأماني الكاذبة، ووجد الشيطان في تلك القلوب والعقول الضالة أرضا خصبة يزرع فيها أفكاره ويجني ثمارها وبالاً عليهم وعلى من تبعهم واغتر بمعسول كلامهم!!

نسأل الله أن يجعلنا من أهل الإيمان الخالص، ونعوذ به من النفاق وأهله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-31-2011, 05:02 PM   رقم المشاركة : 2

 

(( بل الإنسان على نفسه بصيرة )).
(( يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ))


بارك الله فيك ونفع بك والذكرى تنفع المؤمن ويكفينا مما طرحت انت ما نقلته انا مع تحياتي 00

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir