يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-2011, 01:30 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عبدالرحيم بن قسقس
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 17
عبدالرحيم بن قسقس is on a distinguished road


 

.

*****

مطهر الارياني وملحمة الريف
مسرحية مفتوحة من الجمال الرباني


الفصل الأول (مشهد صامت)

استيقظ الكون كني به تململ وجمع
لما تمطى قواه
يا الله رضاك يامعين استيقظ الريف واسرع
يطلب من الله رضاه
والليل لملم من اطرافه ذيوله ورفع
من كل جانب رداه
والفجر جيشه تقدم كلما احتل موقع
فر الدجى من قداه
والشمس عرس الصباح في خدرها الآن تطلع
تزفها أم الحياه
والصبح ماقد رفع عنها القناع لكن أزمع
يظهر بشاير سناه
من يشهد الكائنات في الفجر يبصر ويسمع
بديع صنع الإله
يشاهد اليقظة الكبرى مع الفجر تصنع
ليوم حادث رؤاه
والصبح صفحه وفيها الخالق المبدع أودع
من حكمته مايشاه
ومن قراها ورد للمعرفة خير منبع
يرويه ويشفي ظماه
وعاد بالحكمة الكبرى وباسمى وأنصع
ما يقتنى في الحياه
ومن جمال الصباح يستوعب ألوان تدفع
همه وتطفي جواه
تحيي ضميره وتصقل من طباعه وترفع
نفسه وتكبح هواه

مشهد صامت
=====


تبدأ مشاهد الفصل الاول بمشهد صامت مشعولاً بالتأمل وكأن المشهد يشرح على لسان الشاعر المسرحي حياة الكون حين تبدأ بالحياة من جديد .. وكيف يتمطى الكون على إثر جمع الليل لقواه.. لتبدأ معركة الضوء مع الدجى الذي ينسحب من مواقعه تحت حشد الضوء المغير هو جيش الفجر الغازي، ليعقد الصباح نيته على كشف قناع عروسته الشمس .. فيصور الشاعر هذا المشهد في سياق شعري ينساب خلف ستار خشب المسرح الصباحي مع الأنفاس التي تطارد الخمول .

استيقظ الكون «كني» به تململ وجمع.. لما تمطى قواه
والليل لملم من أطرافه ذيوله ورفع.. من كل جانب رداه
والفجر جيشه تقدم كلما احتل موقع.. فر الدجى من قداه
والشمس عرس الصباح في خذرها الآن تطلع.. تزفها ام الحياة
والصبح ماقد رفع عنها القناع لكن أزمع.. يظهر بشاير سناه.

ومعنى (كني) صيغة مزجية تعني كأنني بهذ الكون معنى قداه أي فر الظلام من أمام جيش الفجر.. وأزمع هم أو نوى..
وهنا يقف الشاعر متأملاً خلف فاصل موسيقي يحمل في تقاسيمه الحكمة والتأكيد على أن الذي سيشاهد هذا الصباح أو الفجر سيبصر ويسمع بديع صنع الاله لذلك فقد عرف الصبح بقوله.
والصبح صفحة وفيها الخالق أبدع وأودع.. من حكمته ما يشاه
وبعد ذلك سرد الفوائد التي سيجنيها المتأمل على أبواب هذا الصباح.

(للكاتب محمد محمد إبراهيم .. منقول بتصرف بسيط)
يتبع
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 02:09 PM   رقم المشاركة : 12

 

.

*****

الفصل الثاني (مشهد وداع النسيم)

ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع
ما أبهى وما أصفى هواه
ألما يصفق لإبداع الطبيعة ويرفع
لها روايع ثناه
وأغصان ترقص على مر النسيم المودع
من الخمايل شذاه
ومدرب الجدول النازل من الحيد الآرفع
يرغي ويزبد بماه
مهذور يامن تمهذر به بلغ ماتوقع
وحقق لله مناه
وأزهار تفتر عن لون الثنايا المشعشع
وعن ورود الشفاه
والزرع عبر الحقول أمواج تذهب وترجع
زاخر بوافر عطاه
والبن مثل الحلل من سندس أخضر مرصع
بالدر، داني جناه
ما أحلى العقيق اليماني فوق سندس موزع
في كل وادي تراه
وفي الربى الخضر لول الطل في الضو يلمع
مثل الهوا في نقاه
وفي السهول والسفوح السحر والحسن الأروع
وفي شوامخ ذراه

وداع النسيم
=====


في هذا الفصل من المسرحية الريفية الكبرى ستجد نفسك أمام حركة الطبيعة التي أتقن امام حركة الطبيعة التي أتقن الشاعر رسم تفاصيلها بالكلمات.. وشخصيات مشاهد هذا الفصل هي الصبح.. الغصون.. الخمائل.. مدرب أو جداول المياه والازهار (التي تفتر أو تفتح عن أوان الثنايا التي يشعشع بياضها الضوء وتبدو محمرة كالشفاه) وكذلك الزرع والبن ولؤلؤ الطل التي تلمع في الربى على طريق الضوء، وهذه الشخصيات هي مفردات تحمل كل مفردة منها تفاصيل كثيرة ومعاني أكثر رقة وكأنك عندما تقرأ هنا المشهد تتابع وتعايش حركة الطبيعة على خشبة المسرح.
ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع.. ما احلى وما أصفى هواه
لما يصفق لإقبال الطبيعة ويبدع.. لها روائع سناه
وأغصان ترقص.. على مر النسيم المودع.. من الخمائل شذاه
ومدرب الجدول النازل من الحيد الارفع.. يرغي ويزبد بماه
وأزهار تفتر عن لون الثنايا المشعشع.. وعن ورود الشفاه
والزرع عبر الحقول أمواج تذهب وترجع.. زاخر بوافر عطاه
والبن مثل الحلل من سندس اخضر مرصع.. بالدر داني جناه
وفي الربى الخضر لول الطل في الضوء يلمع.. مثل الهوا في نقاه
وفي السهول والسفوح السحر والحسن الأروع.. وفي شوامخ ذراه


(للكاتب محمد محمد إبراهيم .. منقول بتصرف بسيط)
يتبع
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 02:45 PM   رقم المشاركة : 13

 

.

*****

الفصل الثالث (مشهد مع الطيور)

ما أجمل الصبح يبدي كل ساع منظر ابدع
في أرضه أو في سماه
أطياره أنواع طير أسرع بوحيه وأقلع
دعا أليفه وجاه
من غصن لا غصن ذا يسبق وهاذاك يتبع
كلين يلحق هواه
وطير ينسل من عشه يرفرف وينبع
ويورد أحلى المياه
وطير ماقد أمن يبدي برأسه ويرجع
كنه يراقب عداه
وطير مولوع بالتغريد غنى ورجع
صوته وطرب غناه
وطير مهجور قلبه في نواحه تقطع
يشكي لواعج أساه
وطير لله حكمه فيه يلبس ويخلع
على مجاري هواه
ماشم ريح الربيع إلا ووشى ووشع
ريشه وطرز رداه
باخضر وباحمر وباصفر ينتقش لاجل تطمع
صواحبه في هواه
من حكمة الله ماكلين على الأرض يجزع
إلا وهمه بقاه
يحتال كل الحيل في حفظ نوعه ويصنع
لها العجب من دهاه
ما أجمل الصبح خلى الطير تزجل وتسجع
كلن لمقصد عناه
حتى الجوارح على شم الشماريخ تسمع
عقبانها والبزاه
في القمة الباشق الأبقع يصرصر ويرفع
رأسه بكل اتجاه
ما لاح له صيد إلا و ابرز اظفار تفجع
وشل نفسه وراه
ينقض مثل القدر فارد ذارعين تنزع
من جوف صيده كلاه
والنسر الاخدر من اعلى حيد في الجو زوبع
صاروخ يمخر سماه
النسر نفاث بين الطير إن هكب اسمع
صدى حنينه وراه
قد بايع الجو للنسر اليماني ووقع
بالملك له لاسواه
وعالم الطير للنسر اليماني مطوع
يعلن لملكه ولاه
ما أجمل الصبح والأدياك من كل موقع
تحكي توالي خطاه
فديك مثل الجرس مضبوط الى ساعة اربع
عن موعده ماعداه
ماحلت إلا وأذن والجرس دق يقرع
في وقت واحد معاه
تقول ساعه (سويسرلند) من شغل مصنع
يصنع دقيق الاداه
وديك من قريته صيح وثاني تسمع
صوته وقلد نداه
وديك ثالث خرج يحجل ومن بعده اربع
تزجل وتخطب هواه
مايبصر الحبة إلا صاح: من قال أنا أسرع
يشلها له جباه
ما أعجب الصبح والإنسان صياد يطمع
في كل طاير يراه
واطيار فوق الشجر تجني ثمر طاب واينع
وأعلن لها عن حلاه
وأطيار في البر تتبختر وتحقى وترتع
إما حجل أو قطاه

مع الطيور
=====


ماذا لو حطينا الرحال على إحدى الربوات الريفية لنرتشف لحظة تأمل واسترخاء على شبق الخريف في فيزياء الضوء وستمر لحظات برفقة الصمت.. متلمسين برود الشفاه حين يغادرها الليل، ونمعن النظر إلى ستار الغبش الذي سيفاجئنا ليس بالرحيل بعيداً وإنما بالتلاشي والانكماش في الضوء المبكر لتظهر.. بعد ذلك ملامح مسرحية صباحية فريدة تبدأ بعرض موسيقى جميلة وبمؤثرات صوتية وعلى ملئ من المتعة لتلامس أصوات الطيور شغاف قلوبنا لنبدأ بفرز الاصوات وقدر الامكان سنفصل ونسمي بعض الانواع.
في هذا الفصل المطلوب من المسرحية سيحمل لنا فكرة عميقة جداً تنضح بفلسفة الحياة وطبيعة عيش الكائنات وسنرى كيف يتغلب مذهب القوة في الحياة.. فالطيور التي ستورد اسماءها أو صفاتها في هذا الفصل سنجد كل نوع يخاف من الاقوى الى أن تصل الغلبة للنسر اليماني وستتنوع حركات الطيور وطقوس حياتها الجديدة التي أعلنها الصباح.. فمنها من يتجه نحو الماء ليستحم في ضفافه ومنها من يذهب الحقل ليمتص السنابل التي أقتربت من الايناع أو النضج.. فمن خلف ستار الضوء سيتلو علينا الشاعر هذه التفاصيل ونحن نتابع حركة الصورة الصباحية للطيور.
ما أجمل الصبح يبدي كل (ساع) منظر أبدع.. في أرضه أو في سماه
أطياره أنواع.. طير أسرع «بوحيه» وأقلع.. دعا اليفه وجاه
من غصن لاغصن ذا يسبق وهذاك يتبع.. كلين يلحق هواه
وطير ينسل من عشه يرفرف وينبع.. ويورد أحلى المياه
وطير ما قد أمن يبدي برأسه ويرجع.. كنه يراقب عداه
وطير مولوع بالتغريد غنى ورجع.. صوته وطرب غناه
وطير مهجور قلبه في نواحه تقطع.. يشكي لواعج أساه
وطير لله حكمه فيه يلبس ويخلع.. على مجاري هواه
ماشم ريح الربيع إلا ووشى ووشع.. ريشه وطرز رداه
بأحمر وباخضر وباصفر ينتفش لاجل تطمع.. صواحبه في هواه
من حكمة الله ما كلّين على الارض يجزع .. إلا وهمه بقاه

وهكذا ينهي الشاعر الارياني الجزء الاول من هذا الفصل بذكر مشاهد وتفاصيل وحركات الطيور الجميلة والمختلفة، ولم يورد أسماء أو صفات الطيور المفترسة.. ويحمل هذا الجزء فكرة عميقة هي أن كل ماهو على الأرض لايمضي إلا وهمه ملازما له، هذا الهم هو الحفاظ على النوع والبقاء.. ومعنى ساع حين أو ساعة ويعني بها لحظات و(لي) على.
وفي الجزء الثاني من الفصل الثاني يلتقط مشهداً أو فصلاً متعجباً منه وهو الاطار الذي جمعنا من بداية السطور.. ولكن على خشبة مسرحية الطيور التي تغاير طيور الجزء الأول حيث نسمعها تحت مؤثرات صوتية بل وبصرية خيالية او ساستحضار المشاهد التي الفناها في الريف.
ما أجمل الصبح خلا الطير تزجل وتسجع.. كنه لمقصد عناه
حتى الجوارح على شم المشاريخ تسمع عقبانها والبزاه
في القمة الباشق الابقع بيصرصر ويرفع.. رأسه بكل اتجاه
مالاح له صيد إلا ابرز بأظفار تفجع.. وشل نفسه وراه
ينقض مثل القدر فارد جناحين تنزع.. من جوف صيده كلاه
والنسر الاخذر من أعلى الحيد في الجوز زوبع.. صاروخ يمخر سماه

وبعد هذه المشاهد سيفتح الشاعر ستار التعجب من جديد من نفس الاطار الزمني لكن على مشهد اكثر متعة ورقة وجمال لنرى ماذا يجرى في حضرة الديكة وفي صورة اسكتشية تكسر حدة التطويل الممتع.
ما أجمل الصبح والأدياك في كل موقع.. تحكي توالي خطاه
فـ«ديك» مثل الجرس مضبوط لا ساعة أربع.. عن موعده ماعداه
ماحلت إلا وأذن والجرس كان يقرع.. في وقت واحد معاه
تقول ساعة (سويسرلند) من شغل مصنع.. يصنع دقيق الاداه
وديك من قريته صيح وثنى وسمع.. صوته وقلد نداه
وديك ثالث خرج يحجل ومن بعده اربع.. تزحل وتخطب هواه
ما يبصر الحبة إلا صاح من قال أنا أسرع.. يشلها له جباه.

وبعد هذا المشهد يتدخل الشاعر مقاطعاً ومذكراً بنوعين آخرين من الطيور من «الحجل» العقبان البري «العقب» ونوع آخر ينتقل من حقل لآخر ليجهش يحقي الثمار ومعنى يحقي ينتزع الحبوب من السنابل.
وأطيار فوق الشجر تجني ثمر طاب وأينع... واعلن لها عن حلاه
وأطيار في البر تتبختر وتحقي وترتع.. إما حجل أو قطاه


(للكاتب محمد محمد إبراهيم .. منقول بتصرف بسيط)
يتبع
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 03:16 PM   رقم المشاركة : 14

 

.

*****

الفصل الرابع
(مفاجأة)



وخلفها استرسل الصياد يجري وينبع
وبندقه لاتجاه
صياد خفيف الخطى يظهر ويغطس وينكع
مثل الشبح ماتراه
مجنون بالصيد فوق الحيد الاعلى تشنقع
بايده ورجله حباه
نزل وبعد الحجل زغر ولكن على اربع
يمشي ويجري وراه
واحيان مثل الحنش يزحف وبالطرف يتبع
صيده ويحسب خطاه
والصيد فن ابصره كيف أبتطح كيف وضع
نفسه وجمد قواه
واطلق بسرعة وقام ينظر فإن كان وقع
فقد صوابه وتاه
يفرح وينسى من الفرحة حذاته ويدسع
في الشوك يافعلتاه
وإن كان خيب رجع ينتف قذاله ويصفع
خده ويلعن اباه
الصيد عنده هوايه ليس بالصيد يطمع
إلا ليرضي هواه
ما أعجب الفجر بين الليل والصبح يجمع
وللوداع التقاه
عند إفتراق الطريق، رحب بعالم وودع
عالم مواكب حياه
دبت حياة النهار والليل وأهله تقشع
كلين يعرف مداه
ويلتقي عند خيط الفجر غادي قد اسرع
بمن تأخر سراه
عوالم الصبح تلقى عالم الليل الاسفع
على اختلاف اتجاه
فالعيل يخرج وسرب البوم يرجع ويقبع
في الكهف يغزل دجاه
والفهد عايد وفي شدقه علامات تقطع
بكل ماقد أتاه
مخضب الشدق والأظفار مما قد أشبع
من الفرايس هواه
بين القرض والعسق يمرق وجلده مبرقع
وفي عيونه دهاه
مايبصره حي إلا صاح منه أو أسرع
يهرب ويطلب نجاه
ف(القهل) في الحيد يتوجل وربحان تقوع
من هيبته حين تراه
وبين الاحراش (سار) انسل يجري ويهبع
حازق على الصيد فاه
وراه خلف عجوز فوق (المدج) تقرع اربع
باربع لما قد جناه
خنق جميع الدجاج واختار بس ام قندع
وشلها لاسقاه
و(سمع) يجري ومن خوفه يدور ويرجع
يبصر أو أحد قفاه
وأرنب أنسل في غشه من الخوف جمع
جسمه بكامل قواه
وسرب غزلان قال للسهل: هيا توسع
وهب يعمل خطاه
يطوي المسافات بالجري الموقع ويقطع
بعد الفلاه الفلاه
ماتبصر إلا غباره في الهوى قد تقصع
ما أضعف وما أقوى المهاه
وكلب لما تمطى اقعى بشدقه وودع
نومه وقال انتباه
وكلب لا قريته عايد وبالليل صوع
لصوت كلبه داه
وكلب يجري ورا ثعلب ويتعب ويرجع
والثعل يرجع وراه
يصرخ ويعطس ويستهزي بدرباس الاجدع
ولا التفت له فهاه
ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين يطلع
مارق وانقى سناه
جدد مسير الزمن وايقظ وأحيا، ورتل، ووقع
للناس لحن الحياه
والناس منهم من استيقظ وتمتم ورجع
وقام يتلي دعاه
أو من تلفلف وقام يلبس وشمر وقوفع
وسار والله معاه
إما مزارع مبكر أو مسافر قد أزمع
على السفر وانتواه
ومشتري له غرض في السوق يسرح ويرجع
بما يهمه شراه
(يشتاط) أو يشتري (محراث) أو فأس يقطع
أو مجرفه أو لداه
أما (الفقيه) فانطلق أذن على الناس واسمع
حلول وقت الصلاه
والراقدين بينهم من نام مجهد فما امتع
يجيب داعي دعاه
أو من رحل حين حل الفرض صلى بمنبع
كمل وضووه بماه
وبينهم من حضر صلى جماعة وودع
بركعتين للإله
وبينهم من أحس البرد فاخذى وجمع
من حول جسمه دفاه
ومن سمع لكن الحافز بقلبه مضعضع
فادرن وواصل كراه
وبينهم من توضى له ببيته وقرمع
فريضته في جباه
وتاجر أسرع وشل الخرج حقه ووضع
على الحمار واعتلاه
متوجه السوق يشتي يوصل السوق فيسع
وعاد هو في حماه
بضاعته للرعية (بز) (قاز)(زيت خروع)
صيفه وحب الحياه
وللغواني.. بليزق عطر وأقراط تلمع
كهرب ومطلي هواه
وللصغار بخت أو قريح وشكليت منوع
دمى تصيح أباه
وزارعي من غبش بكر تأزر وقوفع
وشل فأسه معاه
يشتي يسوي عمل في حر ماله ويرجع
يضمد معا من دعاه
والزارعي قام يتمهر وينزل ويطلع
لأن عنده شقاه
والزارعي صاحب الما هب من اجل يرفع
في الحقل مجرى مياه
مادام دوله فهو في السايله قام يهرع
سربه ويقصى قصاه
أصل المغارس قديه بالموت والما قد انشع
وربما ما كفاه
ماسربه الا لطرحة شمس يمكن بموضع
يسقي ويترك سواه
وفي ضميره يقول ياليت والغيل ينبع
من بحر فياض ماه
في القيظ ماينتقص ولا الشتا فيه يقطع
وكل من جا سقاه
أو ينعم الله بسيله تسقي الوادي اجمع
ترويه الى منتهاه
وحارس البن في الوادي الى البيت يرجع
وفي يمينه عصاه
في إزرته من تباشير الجنى جمع اربع
حنط لقهوة بداه
يدقها بعد ماتيبس على النار ويجرع
بشاير أول جناه
ما أجمل الصبح والاصوات من كل موضع
تحكي شجون الحياه
حديث جارات هذه قالت.. الجمر رمع
ماعاد معياش لصاه
والثانية قالت الكبريت ماعاد ينفع
من صنعة الوقت آه
ماغير قد الصيت قم ياابني قيام أجحم اربع
كسس لهم قال:ناه()
أصوات في كل منزل طفل صوته تقطع
وما هجع من بكاه
أمه وابوه غايبين في الحقل مااحد تسمع
ولاعرف ما شكاه
وطفل ثاني سعل وابوه يصيح ليش ماسرع
هذه الدوا في شفاه
وأمه تقول سرحه عند الفقيه كم بينفع
من ناس يا ربتاه
وابوه يقول: خلي الشعواذ قد الخالق أبدع
لكل داء دواه
وطفل يصرخ ويظهر ان هو قام يرضع
وامه تقول هي فداه
وطفل رابع خرج بطري يزغبر وذرع
مطلع وبين غواه
قصدك شطانة عيال ان مالقي لعب يرجع
يلعب بذياك هاه

مفاجأة
=====


ماذا لو حطينا الرحال على إحدى الربوات الريفية لنرتشف لحظة تأمل واسترخاء على شبق الخريف في فيزياء الضوء وستمر لحظات برفقة الصمت.. متلمسين برود الشفاه حين يغادرها الليل، ونمعن النظر إلى ستار الغبش الذي سيفاجئنا ليس بالرحيل بعيداً وإنما بالتلاشي والانكماش في الضوء المبكر لتظهر.. بعد ذلك ملامح مسرحية صباحية فريدة تبدأ بعرض موسيقى جميلة وبمؤثرات صوتية وعلى ملئ من المتعة لتلامس أصوات الطيور شغاف قلوبنا لنبدأ بفرز الاصوات وقدر الامكان سنفصل ونسمي بعض الانواع.

في هذا الفصل المطلوب من المسرحية سيحمل لنا فكرة عميقة جداً تنضح بفلسفة الحياة وطبيعة عيش الكائنات وسنرى كيف يتغلب مذهب القوة في الحياة.. فالطيور التي ستورد اسماءها أو صفاتها في هذا الفصل سنجد كل نوع يخاف من الاقوى الى أن تصل الغلبة للنسر اليماني وستتنوع حركات الطيور وطقوس حياتها الجديدة التي أعلنها الصباح.. فمنها من يتجه نحو الماء ليستحم في ضفافه ومنها من يذهب الحقل ليمتص السنابل التي أقتربت من الايناع أو النضج.. فمن خلف ستار الضوء سيتلو علينا الشاعر هذه التفاصيل ونحن نتابع حركة الصورة الصباحية للطيور.
ما أجمل الصبح يبدي كل (ساع) منظر أبدع.. في أرضه أو في سماه
أطياره أنواع.. طير أسرع «بوحيه» وأقلع.. دعا اليفه وجاه
من غصن لاغصن ذا يسبق وهذاك يتبع.. كلين يلحق هواه
وطير ينسل من عشه يرفرف وينبع.. ويورد أحلى المياه
وطير ما قد أمن يبدي برأسه ويرجع.. كنه يراقب عداه
وطير مولوع بالتغريد غنى ورجع.. صوته وطرب غناه
وطير مهجور قلبه في نواحه تقطع.. يشكي لواعج أساه
وطير لله حكمه فيه يلبس ويخلع.. على مجاري هواه
ماشم ريح الربيع إلا ووشى ووشع.. ريشه وطرز رداه
بأحمر وباخضر وباصفر ينتفش لاجل تطمع.. صواحبه في هواه
من حكمة الله ما كلّين على الارض يجزع .. إلا وهمه بقاه

وهكذا ينهي الشاعر الارياني الجزء الاول من هذا الفصل بذكر مشاهد وتفاصيل وحركات الطيور الجميلة والمختلفة، ولم يورد أسماء أو صفات الطيور المفترسة.. ويحمل هذا الجزء فكرة عميقة هي أن كل ماهو على الأرض لايمضي إلا وهمه ملازما له، هذا الهم هو الحفاظ على النوع والبقاء.. ومعنى ساع حين أو ساعة ويعني بها لحظات و(لي) على.

وفي الجزء الثاني من الفصل الثاني يلتقط مشهداً أو فصلاً متعجباً منه وهو الاطار الذي جمعنا من بداية السطور.. ولكن على خشبة مسرحية الطيور التي تغاير طيور الجزء الأول حيث نسمعها تحت مؤثرات صوتية بل وبصرية خيالية او ساستحضار المشاهد التي الفناها في الريف.
ما أجمل الصبح خلا الطير تزجل وتسجع.. كنه لمقصد عناه
حتى الجوارح على شم المشاريخ تسمع عقبانها والبزاه
في القمة الباشق الابقع بيصرصر ويرفع.. رأسه بكل اتجاه
مالاح له صيد إلا ابرز بأظفار تفجع.. وشل نفسه وراه
ينقض مثل القدر فارد جناحين تنزع.. من جوف صيده كلاه
والنسر الاخذر من أعلى الحيد في الجوز زوبع.. صاروخ يمخر سماه


وبعد هذه المشاهد سيفتح الشاعر ستار التعجب من جديد من نفس الاطار الزمني لكن على مشهد اكثر متعة ورقة وجمال لنرى ماذا يجرى في حضرة الديكة وفي صورة اسكتشية تكسر حدة التطويل الممتع.
ما أجمل الصبح والأدياك في كل موقع.. تحكي توالي خطاه
فـ«ديك» مثل الجرس مضبوط لا ساعة أربع.. عن موعده ماعداه
ماحلت إلا وأذن والجرس كان يقرع.. في وقت واحد معاه
تقول ساعة (سويسرلند) من شغل مصنع.. يصنع دقيق الاداه
وديك من قريته صيح وثنى وسمع.. صوته وقلد نداه
وديك ثالث خرج يحجل ومن بعده اربع.. تزحل وتخطب هواه
ما يبصر الحبة إلا صاح من قال أنا أسرع.. يشلها له جباه.


وبعد هذا المشهد يتدخل الشاعر مقاطعاً ومذكراً بنوعين آخرين من الطيور من «الحجل» العقبان البري «العقب» ونوع آخر ينتقل من حقل لآخر ليجهش يحقي الثمار ومعنى يحقي ينتزع الحبوب من السنابل.
وأطيار فوق الشجر تجني ثمر طاب وأينع... واعلن لها عن حلاه
وأطيار في البر تتبختر وتحقي وترتع.. إما حجل أو قطاه


(للكاتب محمد محمد إبراهيم .. منقول بتصرف بسيط)
يتبع
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 03:33 PM   رقم المشاركة : 15

 

قراءة فارهة لهذا الأديب أنصف بها شاعر حذق جمال اللهجة الحميرية وخلدها في حين أهملها الآخرون

وهنا قراءة أخرى لــــــــــــــ

مطهر علي الإرياني .. شاعــر مبــدع وعالــم آثــاري ألمــع
الاثنين, 05-يونيو-2006 - 01:27:34
لعبدالباري طاهر -


مطهر علي الإرياني..إنسان محض وعالم كامل ،عندما يجتمع العلم والمثل العليا،والقدوة الحسنة فذلكم نموذج الإنسان المحض،والعالم الكامل.. في شاعر مبدع وعالم آثاري..ومؤرخ من ألمع المؤرخين..وفقيه لغوي ..ومختص في المسند الحميري.. خبير في الفلك ومواسم الزراعة وجغرافية اليمن وتراثها وتاريخها وآدابها العربية والقديمة،ولهجاتها وعاداتها وتقاليد تراثها الحضاري.. إن هذه المعرفة الموسوعية تتضافر بصورة داهشة مع مسلك أنموذجي في التواضع والسلوك مما يؤكد عمق المعرفة،وحصافة العالم، إن تنوع وتعدد منابع وروافد معارف مطهر قد مثل سيلاً عرماً في شاعريته الغنية عن ثقافته الواسعة واطلاعه العميق وخبرته المؤزرة بعاطفة صادقة وإخلاص جم.
كشاعر
أتقن شروط قصيدة العمود، وألم إلماماً واسعاً بالأدب الشعبي:المواويل والمهاجل والزوامل والدان والزجل والموشح والبالة والحميني،ورث تقاليد وقيم القصيدة الشعبية ككنز من الوجدان الشعبي الحي والطازج ،وامتلأت مشاعره بهذا اللون من فاكهة الإبداع الشعبي ـ ومكنه اتقان اللهجات الشعبية والقيم والتقاليد الضاربة الجذور في عمق التربة اليمنية الثرية والفواحة بعبق التاريخ والحياة.تمتزج فيه روح الشاعر ووعي عميق بالتراث العربي اليمني وحس عميق بالحياة الشعبية والعادات والتقاليد والأتراح والأفراح ومواسم الزراعة ومهاجل الحصاد والرقصات الشعبية،والأغاني العامية والفصيحة الملحونة «الحميني» وأوزانها ومفرداتها وتراكيبها فيقدم تجديداً ابداعياً في القصيدة العامية والأغنية الشعبية بألوان زاهية من الصور والأخيلة والنغم المعبأ بالحزن والناضح بالفرح والحياة.إن الغوص عميقاً في حياة الناس العاديين وإدراك سر موروثهم الإنساني والقدرة الفائقة على التعبير الابداعي عن هذه الروح الممتدة في التاريخ آلاف السنين هو ماجعل من أغاني مطهر الإرياني زاداً يومياً ولحظياً للفلاح في الحقل والراعية في الوادي ،والمسافر ،ونشيد الأعراس وزامل المحارب ،وسلاحاً بيد المقاومة الوطنية في مقارعة الاستعمار والاستبداد،كانت وظلت تعويذة العروسة في زفتها الزاهية وموالاً لعمال البحار للهاربين من الفناء في أزمنة الطاعون والهلاك الجماعي في ساعة لاتعرف الشاطئ وليس لهاسارية.
والليلة البال بالنسمة السارية
هبت من الشرق فيها نفحة الكاذية
فيها شذى البن فيها الهمسة الحانية
والليلة العيد وأنا من بلادي بعيد
مافي فؤادي لطوفان الأسى من مزيد
قلبي بوادي بنا وابين ووادي زبيد
هايم وجسمي أسير الغربة القاسية
غنى للحب والبن،عشق قران الثريا،وبشر حارس البن بطيب الجنى،غنى للطيور،وغنى للشجر،وغنى للحياة والحب والجمال راشفاً رحيقاً عذيب اللمى.
غنى لغصن القنا،للصبايا يردن مع الوادي وادي بنا.
تتوحد في شعره الغنائي الأشجار وخصوبة الأرض،تتفجر فيه الينابيع الطبيعية وقلب الزراع والعشاق وخفر العذارى طالباً الأمان. رتل آيات حزن الوداع وحول مطر عيونه سيولاً تسقي الوديان وتغمر الأرض وتنبت الأكل ولن يبكي أحد من العشاق مثله!
متوسلاً إلى الطيور أن تنوح معه:
يا خل بعدك أنا شبكي وشلقى الويل
ياأحباب ياأحباب لاجاكم مطر بالليل
لاتحسبونه مطر هو دمع عيني سيل
ياعين جودي بدمعك واسقي الوديان
غنى المطهر للمواسم غنى للسهول وأوبت معه الجبال والطير،وردد صدى أغانيه الليل والنهار،سما بالوطن حد العشق فمواسم الزراعة ومواسم الحصاد وأقران الكواكب تكتسي معنىً حياتياً وإيحاءات بشرية لها رائحة الأنوثة وجنون الاشتهاء ويتحول موسم الزراعة إلى عرس كوني تسير في موكبه الحور والنبيون والأفلاك والملائكة في زفة الهلال إلى عروسه الثريا.ومطهر المتبتل بالتراب المسكون بحب الوطن الناسك في محراب الأرض العاشق حد الوله والعبادة.
من سلف الأرض حبه تمنحه من وفاها مقضى ومكسب وريع
منابت الأرض خصبة من غرسها جناها والأرض نعم الوديع
ماتعرف الأرض كذبة أو تخيب رجاها من حبها ما يضيع
إنه العالم بأسرار كنوز الأرض؛ بخيراتها وعطائها وحبها وفيوضها.
يعلم مطهر الإرياني أن جن سليمان الذين يأتون بعرش بلقيس قبل أن يرتد إليه طرفه هم الزراع الموشون بأناملهم رؤوس الجبال الرواسي لإبداع قوافي المدرجات وآيات المحافد وإعجاز المصانع والقلاع والسدود والنحت والتماثيل.فمطهر الإرياني العارف بمواسم الزراعة والمطلع على أسرار المحاتم والمجدد في الاغنية الشعبية،الخبير الماهر بأوزانها وقوافيها ونغمها وتراكيبها قد أضاف إليها كمجدد أخيلة عصرية وتراكيب وصوراً شعرية استمدها من موهبته كشاعر كبير ومن التجربة الشعربة الحديثة التي يمتلكها في بناء قصيدته الأقرب للحداثة:
يابلادي.. نجم الظما حل والزرع بثوب النضير الرطيب
النباتات غضة العود لاتقوى على قيضه البخيل الجديب
إنها الآن ظامئات على أوراقها الخصر مسحة من شحوب
مثل صبيان الريف يذوون أطفالاً كما في حياتهم من نضوب
إن أشعارالإرياني تمثل ملاحم ابداعية لاتقل روعة وغنى عن ملاحم «هوميروس» الأوديسة والألياذة وإن كانت ملاحم الإرياني لاتمجد الحرب والانتفاخ بالبطولات الزائفة ولكنها تمجد الزراع وتؤله الإبداع وتناجي بابتهال وحب حراثة الأرض والذود عن الأوطان.والإرياني كوارث حضارة وتراث وابداع وتاريخ يتمثل الإبداع الشعبي ابتداءً من المزاح وابن فليته وابن شرف الدين والقارة والعنسي والآنسي الأب والابن والقمندان ،ويجدد حكم ابن زايد وابن منصور وابو عامر والشبثي،وعندما تهدد الذئاب العاوية "الأمل الواعد"في الثورة والحرية يعزف المبدع نشيد الإنشاد:
فوق الجبل حيث وكر النسر فوق الجبل
واقف بطل محتزم للنصر واقف بطل
يزرع قبل في صميم الصخر يزرع قبل
يحرس أمل شعب فوق القمة العالية
ليس هناك شاعر يمني قد احتفى بالزراع مثله،وليست اليمن إلا هؤلاء الفلاحين بناة الحضارة وبناة الخير،فابن الإرياني يرصد حياة الفلاحين :قيمهم وعاداتهم،ووديانها ومهاجلهم والرقصات الشعبية، وأغاني القحط والمطر والبذار والسلق ، والحصاد، ومختلف أوقات العمل،والبكور،وأغاني الغربة،وشجن الفلاحات ويسجل ديوان «فوق الجبل» روائع من الشعر المسرحي وحواريات رفيعة الإبداع والصدق الجمالي والفني والموضوعي ، إن أشعار «فوق الجبل» تمجيد ــ أي تمجيد لقيم العمل والجمال والحب والحياة،وقيم الوطنية والذود عن الكرامة والمثل:
ياالله رضاك يامعين للصبح ماقال واصل
إلا انطلق للعمل باني وفلاح وعامل
مانسمع إلا المطارق أو هدير المعامل
وفي الحقول والجبال تسمع صرير المعاول
لكل عامل وباني اليوم تحلى الأغاني
وعندما بدأت «رياح» أحداث اغسطس المشؤومة تلوح نذرها غانى الإنسان الحكيم:
ياقافلة بين امسهول وامجبال
الله معش حامي وحارس
ياقافلة عاد المراحل طوال
وعاد وجه الليل عابس
ياقافلة صفي صفوف الرجال
واستنفري كل الفوارس
قولي لهم عاد الخطر مايزال
لاتأمنوا شر الدسايس
ولعل هذه الرائعة اصدق وأعمق تعبير عن روح الشعب والحقيقة الثورية التي غامت في عيون كثير من القيادات السياسية والحزبية ضيقة الأفق ومحدودة الرؤية،فالقصيدة على فنيتها وقيمتها الجمالية تعتبر بالقدر نفسه بياناً ــ ثورياً ـ لايزال يمثل صدق النبوءة واستشراف الآفاق المستقبلية،وعظمة هذا البيان الابداعي إنه مايزال يمثل حتى اليوم رؤية عميقة أكثر وهجاً وصدقاً عن تحليلات أحزابنا الغارقة في اليوم،والبعيدة عن الهجس بالآتي أو التطلع إليه.
هيا شباب أتوحدوا للنضال
وانسوا خلافات المسامر
وبعد نيل النصر تصبح حلال
كل الموارد والمصادر
كلين وفكره ينصره بالمقال
ولو يراشق بالمحابر
وشعره سجل حافل وأمين للهجات اليمنية، وللمفردات العامية ذات الجذر الحميري والفصيح،وقد أكسبه عمق معرفته بخط المسند وبفقه اللغة،إضافة إلى الانغماس في حياة الريف من تصوير حياة القرية بإعجاب وحب شديدين.
استيقظ الكون كني به
تململ وجمع لما تمطى قواه
ياالله رضاك يامعين استيقظ
الريف وأسرع يطلب من الله رضاه
فهو كفلاح ينغمس في الحياة الريفية ويصور تفاصيل حياة زراع الحياة والثمار والخيرات ،يهب معهم إلى الحقل ويعايش تفاصيل عملهم في النهار وقلقهم الدائم من تأخر المطر وفرحتهم العارمة بانبجاس انوار الفجر،يعشق الطبيعة،وهو مؤمن عميق الإيمان،فهو يرى في الصبح وأنواره وابتسام الطبيعة وتمايل النسايم وابتسام الزهور شاهد
صنع الإله العظيم.
من يشهد الكائنات في الفجر
يبصر ويسمع بديع صنع الإله
يشاهد اليقظة الكبرى مع
الفجر تصنع ليوم حادث رؤاه
وقد تملى الشاعر مهاجل الفلاحين وحكم الزراع ،وأعاد صياغتها لتصبح أغاني لكل اليمنيين،وقد خلدها في ألحان تثري الوجدان وتغمر المشاعر.وتوقظ الضمائر وتملؤها زهواً وفرحاً إنسانياً سامقاً.
بلادنا ياسهول
اتوسعي للمعاول
بلادنا ياحقول
اتموجي بالسنابل
يادايم الخير دايم
على الجبال والتهايم
شنت عليها الغمائم
بالجود رايح وغادي
وتقديس مطهر للفلاح واهب الحياة ومحيي الأرض بعد موتها ومجدد دورتها الدموية ليس مصدره تأملاً أو قراءة أو تثاقفاً ،فالشاعر قد انغمس إلى مافوق الأذن ومهر في تطريز الأرض بالسلام كمهارته في تدبيج القصيد، ورسم الصور الشعرية المعبأة بنسائم الحب وأشواق النماء ، ويقين الانتصار.
نيسان والنجم الأحمر والثريا ومبكر
وفي الخريف التعب فالخير مازال ينظر
لقد غدت أناشيد المبدع مطهر الإرياني أهازيج شعبية يرتلها الصغار والكبار في اليمن كلها ،ومثلت هذه الأناشيد الثورية سلاح المدافعين عن الثورة،ووجداناً عميقاً للمؤمنين بالتغيير ،ووعياً بانتصار الحرية والعدل.
ويزاوج ابن الارياني بين مواسم الزراعة ومواسم الكفاح الوطني، وانتصار الإنسان على الجدب ومقاومة الاعشاب الضارة،يتمازج مع إرادة واحدة تتوج في النهاية بانتصار الإرادة الخيرة على قوى الشر في المجتمع كانتصارها على القحط والأوبئة والجراد:
واليوم والعلان بالخير قادم
نسأل الله لطفه والسلايم
أن يصرف الآفات والضر دايم
لاابتلاءا بآفة في الخواتم
الله يكفينا البرد والعواصف
أو مخمن وطايف أو مثمر
في المجارد والعسال رب لاطف
وكشفه كل كاشف ربنا استر
والبن في الوديان ظفر بعد ما ازهر
بعد حين يصبح أحمر في عقوده
وإذا كانت مقاومة الفلاح ضد قوى الطبيعة:الآفات والكوارث غير مفصومة عن كفاحه ضد الآفات البشرية والطغيان والقهر فإن حبه أيضاً كل لايتجزأ.
يتخذ الشاعر الحب عقيدة ، فيغمر حبه الأرض والإنسان ،ويفيض حبه على اليمن سهولاً وجبالاً وودياناً،والحب مصدر من مصادر الإبداع والإلهام وقد ربطه الحب برباط مع الناس والحياة والأتراح والأفراح.
جينا نحييكم ونسمر معاكم
أسعد الله مساكم ياجماعة
يالله بانسمر سوى في حماكم
ليت واحنا معاكم كل ساعة
وتمثل قصائد مغناة سبا وملحمة الريف،وهيا نغني للمواسم ،تمثل مسرحاً شعرياً راقياً لم يكتب له أن يرى خشبة المسرح، وقد غنى بعض منه ولكن تحويله إلى خشبة المسرح هو الأهم ،وسيمثل مادة ثقافية وأدبية وفنية للتلفزيون

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 03:37 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

ولنتابع قراءة عبدالباري طاهر

إن تجلي قيم العامل والفلاح والبحار والجندي ــ حارس البن ـ ليست ترفاً إبداعياً ولا موقفاً تأملياً ولاتقمصاً واهناً ـ لعيشة الفلاح ما أحلاها ـ وإنما هي ممارسة واقعية لفلاح حقيقي خبر حراثة الأرض،وترويض المدرجات ومكابدة المعايشة الواقعية للنزاع منذ البذار وحتى الحصاد ،وهو إلى جانب ذلك موقف اخلاقي،وانتماء فكري،ترفده الممارسة اليومية والالتزام السياسي،وقاموس الشاعر قاموس الحياة اليمنية بالمعنى الواسع للحكمة.
لقد ربط المفردة «العامية» بجذرها الحضاري اليمني وسندها الحميري وميز بينها وبين المفردة ذات البيئة المالحة ،القاسية،فالمفردة عنده شاهدة ازدهار الفن المعماري والبناء الهندسي المتطور ومعطى من معطيات الخصب الزراعي والتطور التجاري ،والبنيان المعرفي.
والقارئ لقصائد الشاعر يدرك التجديد في القصيدة العامية ،والحفاظ على تقاليدها في الوزن والعروض وتخليد المفردة«الحميرية» التي أهملتها المعاجم العربية التي حصلت من البداوة والتبدي سندها الوحيد وشرعيتها الاحتجاجية.
اللافت أن عمق معارف الإرياني لم تشكل عائقاً أو عقبة إزاء ابداعه الشعري المتعارف عليه بين النقاد،إن المتعمق في التعقيد والالتزام الدقيق بالتقاليد المتوارثة للشعر غالباً ما يكون على حساب الابداع والتجديد وقد استطاع الشاعر توظيف خبرته بالقواعد،ومهارته بتقاليد القصيدة العربية الفصحى والعامية المزج بين اساليب وتراكيب القصيدة ليخرج بفاكهة من الابداع مختلفة الألوان والأكل.


مطهر الإرياني عالم آثاري لغوي
درس الاستاذ/مطهر خط المسند الحميري على يد مفكر وعالم جليل من أفضل المؤرخين اليمنيين وعلماء اللغات، إذ كان يتقن خمس لغات حية وعدداً من اللغات الميتة ومنها خط المسند الحميري والعبرية وغيرهما ألا وهو العلامة الدكتور /فضل الله الهمداني ،كما أن اهتمامه الرفيع بالآثار ومواقعها وتتبع كل ما اكتشف منها والقيام بزيارات متكررة للمواقع الاثرية والكشف عن كنوزها،والقيام بقراءات علمية وتاريخية ولغوية لخط المسند وتدوين ما اكتشف من هذه الكنوز على يد المستشرقين والمنقبين والباحثين أمثال «ألبرت جام» ووليم فولبرايت وكونتيني روسيني وأحمد فخري وريكمانس وأحمد شرف الدين والكهالي ،إضافة إلى النقوش التي اكتشفها بداية حبه،منذ الطفولة وإبان زيارته لألمانيا بنصف العام 70وتتبع قوائم الدارسين لملوك اليمن القدماء: أمثال فون فيسمان دريكمانس وهوبل وفلبي وغيرهم.
لقد قام الباحث والعالم اللغوي والمؤرخ بقراءة العشرات من هذه النقوش،وقد مكنه تخصصه واحترافه وحبه للتاريخ اليمني من تكوين رؤية عميقة عن التاريخ اليمني القديم معززاً ومسنوداً بأدلة وشواهد علمية صادقة.لقد قام الإرياني بالترحال عشرات ومئات الكيلو مترات في أنحاء شاسعة من الأرض اليمنية وطوف بالبلاد ماشياً وراكباً مختلف وسائل الركوب ابتداءً من الحمير والبغال والسيارات، وقرأ التاريخ اليمني بعمق ليضيف إلى عمره الذي لايتجاوز السبعين عاماً أزمنة وأحقاباً متطاولة تمتد من القرن الواحد والعشرين إلى بواكير فجر الحضارة والتاريخ اليمني.وتتسم قراءات الإرياني للنقوش بالإطلاع الواسع ومعرفة عميقة بمختلف مراحل خط المسند،وبالسياسات التي تمثل جذور العربية،ويستعين الشاعر بموهبته الشعرية،والدينية واللغوية في إضاءة النصوص والآثار التي يستقرئها بحصافة ودقة.لقد تابعت منذ كنت في اليمن الجديد مطلع السبعينات جهود عالمنا في قراءة هذه الاكتشافات التي تعيد الاعتبار لحضارة سامقة رفدت الحضارة العربية الإسلامية، ولايزال عطاؤها غزيراً تنتظر الكشف والقراءة والبحث ويقدم كتابه«نقوش المسند وتعليقات» جهداً علمياً ومبحثاً للدارسين عن اليمن: حضارةً وفكراً وتاريخاً،ويحتفظ الاستاذ/مطهر الإرياني بروائع من هذه الكنوز لكن نتمنى أن يتمكن من نشرها لإثراء المكتبة اليمنية والفكر والتاريخ اليمني بهذا الزاد المعرفي.


الإرياني والمعجم اليمني
تتميز جهود الإرياني المعرفية بالغنى والتنوع ،فهو كما أسلفنا عالم آثاري وعليم بحرف المسند ،خبير بالتراث الشعبي «الفلكلور» ومطلع على مواسم الزراعة وكل مايتعلق بها.كما أنه متمكن من العروض والقوافي؛ بل هو منظر لبناء القصيدة الشعبية،إضافة إلى أنه شاعر من ألمع شعراء العامية اليمنية ،وقد تتبع اللهجة العامية في منطقته بصورة خاصة وفي اليمن بصورة أعم،وقد أصدر المعجم اليمني في اللغة والتراث «حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية» وفي مقدمة الكتاب «القيم» والريادي يؤكد اللغوي أن اهتمامه بالنقوش المسندية وتاريخ اليمن القديم قد بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاماً،وأثناء تدارس هذه النقوش مع المستشرق الألماني الكبير البروفيسور «فالترو» وكان توافقاً بين آراء الباحث ورغبة المستشرق في تدوين المفردات اليمنية التي أهملتها المعاجم والقواميس العربية.
وكعالم رائد في المعجم اليمني يحدد بمهارة ودقة الظواهر السلبية التي اعتورت عملية تدوين البنية التراثية العربية منذ البداية ويحددها بالانحصار والاجتذاذ والانقطاع والبدونة.
ويقيناً فإن الجهد اللغوي الذي قام به فقيهنا لايكشف عن كل الكنوز التي أغفلها عصر التدوين للأسباب التي أشار إليها،ولكنه وهذا هو الأهم يفتح ثغرة في الجدار السميك الذي أقامته عصور من القهر والتخلف والاستبداد والبدونة.
لايتصدى فقيهنا المبجل لعميد الأدب العربي طه حسين الذي اتكأ على قول عمرو بن العلا«مالسان حمير بلساننا،ولالغتهم بلغتنا»وإنما يتصدى لما هو أكبر من هذه المقالة،إنه يتصدى لعصر التدوين كله،وعصر الاحتجاج الذي حصر الحجية «اللغوية» في المناطق الأكثر بداوة وتصحراً،أو بالأحرى في القبائل المبرأة من اقتراف خطيئة التحضر والتمدن ،لذا فهو يرى بمجهر أبعد وأغزر وأعمق،وهذه القصة التي يحجم حتى اليوم فقهاء اللغة والنقاد من إعادة قراءتها ونقدها لأنها حرمت الأمة العربية والإسلامية من كنوز معرفية هي بأمس الاحتياج إليها.
وتتجلى القراءة الأعمق في إدراك هذا الفقيه المعاصر لوظيفة عالم اللغويات الذي يغوص في الأعماق الروحية والنفسية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية فيعيد صياغة هذه البنى التي تمثل جوهر الإنسان وكنهه الحضاري.
ويمثل تحقيقه إلى جانب زملائه د.حسين العمري والدكتور يوسف محمد عبدالله لمعجم«شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم» لنشوان بن سعيد الحميري انجازاً حضارياً ومعرفياً قل نظيره في عصرنا.
وكم نتمنى لو تهتم جامعة صنعاء ومراكز البحث لإلزام بعض طلاب اللغة القديمة «المسند» وطلاب التاريخ والآثار وبعض الباحثين من التتلمذ على هذا المفكر والأديب ،والمؤرخ لإحياء الدارس من حضارة وتاريخ اليمن السعيد إن شاء الله.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 03:40 PM   رقم المشاركة : 17

 

.

*****

الفصل الخامس
(الصباح الأنثى)



الصبح بان والحسان البيض في كل مهيع
مثل الظبا في الفلاه
سويجيات العيون في الحقل تطعم وتقلع
طفيليات العضاه
وفاتنات الحواطب بين الاشجار تنزع
من عودها ماتشاه
هذه مليحه وهذه حسنها قد توزع
بين البنين والحياه
وثالثه عادها في ميعة العمر تمرع
ووردها في جناه
تختال بالناهد المرفوع والشعر الاسفع
يظل جيد المهاه
يتنادمين بالحديث الطاهر الحلو تسمع
(فرتاش) حلو الشفاه
يتجاوبين في الحيود من شق لاشق ما ابدع
حديثهن او صداه
وبينهن واحده تنزع وتقلع وتقطع
عجلى على غير اناه
ماتشبه اترابها رغم القوام الملفع
بالحسن في منتهاه
حزينة الوجه والحسن الحزين المجعجع
يدمي قلوب القساه
حتى طيور السما تبكي والاحجار تدمع
لها ويا رحمتاه
أصل انها عندها خاله من الصنف الاشوع
قد شبعتها حياه
مهما اسرعت في العمل تسمع كلام حين ترجع
يفض قلب الصفاه
ماتظهر الا وخالتها من السطح ترفع
صياح ياوحشتاه
تقول:ياداهجة يامصحبه هات وتقلع
كلام ظاهر جفاه
من خوف هذا الكلام كانت بتعمل بما اوسع
في جهدها من قواه
فحزمت للحطب حزمه تساوي بها أربع
مشيمه سع أماه
واتحملت واسرعت متروحه لاجل تقطع
على المغاري غراه
وفي الطريق قال هاجس كل جهدك مضيع
ولا تنالي جزاه
ضميرها قال ماالنصحة مع العوف تنفع
او تكفي الناس اذاه
ماغير شاشهد عليها الناس من كان الاسرع
في عودته عن سواه
واقول قلدكم الله اشهدوا حين يرجع
أبي وكفوا غواه
شاقول لابي شفت من بالجور والظلم يبدع
أرحم عذابي أباه
ويمكن الله يهديه حين تقلع وترزع
حتى يقول كان اصاه
صح الضمير والتقتها خالة الشؤم بابشع
كلام قاسي هجاه
اما الخطير ان ابوها فوقها زاد شوبع
واسفر لها عن عداه
كانت ترجي رجل كامل مسبع مربع
لكن ويا خيبتاه
ظهر ابوها مع الخاله وعيب وشنع
كما الهوى قد عماه
بعض الرجال ما يودع زوجته حين شيع
الا وتابع هواه
كبير في السن لكن في الهوى يرجع اخضع
بشيبته والعياه
يتزوج اخرى ويصبح عندها عبد يخضع
لها على ماتشاه
ضعيف عاجز ويتزوج صبية بتنكع
للعين ياغفلتاه
الله ماذا المصيبة جر لاولاده اجمع
والذنب إلي قد جناه
يتيم من ماتت امه مالأب احيان يرجع
على عياله بلاه
ما أجمل الصبح والدنيا من الشرق تطلع
مثل الوليد في نقاه
والواردات في طريق المورد اسراب تهرع
بكر ورود المياه
هذه تغني وهذه تصلح الشعر باربع
بنان وتظهر حلاه
وثالثة مثقله بالنوم للجفن ترفع
والجفن باين وناه
امست معاها طحين للعون الى ساعة اربع
اغفت وقالوا انتباه
ورابعة صبحت لا الما قفا جدر تقبع
وتصطفي في حماه
تلبس وترجع قيام فزوجها قام وريع
لوما تجى له بماه
والظبى الي ما انطق اسمه صاحب الحسن الاروع
من شف قلبي هواه
في الدرب جا كيف غصن اهيف على الدرب يجزع
امان يا فتنتاه
عقد يديه خلف راسه وابرز الصدر واتلع
جيده ورود خطاه
وقال: يالله رضاك وارسل من اوتاره ابدع
نغم سمع في الحياه
عاد كان عندي بقية قلب في الصدر تنفع
تحفظ لجسمي ذماه
سلط لها من فتونه سحر سوى بها انتع
وشلهاله معاه
كم في الصباح من عبر تبكي النواظر وتخشع
لها قلوب العتاه
فوق الجبا ديك قد جفجف يغني ويسجع
يقول كاكي ككاه
والعسكري من قفا المزراب طير بيهبع
فصاح يا غارتاه
العسكري جا الا يا ادياك كلين يسمع
الا النجاه النجاه
وطار من اجل يتخبى وفي راس مرنع
خبى ورا حوض ماه
جا والعجوز اقبلت بعده فطار لكن اسرع
من القطا في الفلاه
خبى بمطبق وهي بعده تصيح لك اسفع
من جايعات البزاه
ماحس الا يدها من خلف تمسك وتنتع
فصاح واعلى نداه
وشلته وان صوته من نواحه تقطع
يبكي وما ارحم بكاه
يقول ياشبتي يانا عليها وما اسرع
شاموت ياعيبتاه
والعسكري حين اتت بالديك صيح وشوبع
واكثر عليها اذاه
وقال انا اشتي طلي ولا فشافعل وشاصنع
شاكسر لش الباب اهاه
ودقدق الباب واهل الخير كلا تطوع
يثنيه عما نواه
بعد الوساطه قبل لكن بشرطين ترجع
تذبح دجاج في عشاه
وشرط ثاني تزيد أجرته حين تدفع
ولا أخذها معاه

الصباح الأنثى
=====


مشاكل النساء المختلفة والمعقدة وطقوس حياتهن في الريف.. احلامهن الوردية التي يكشف اساريرها الضوء على حين غرة من رعشات نهودهن على شفاه الطل والندى.. هذا ماحمله لنا الفصل السابع بمشاهده المختلفة والمعقدة.. بداية من تقاطر البيض الحسان من كل حدب وصوب وانخراطهن كل واحدة وراء عملها.
والصبح بان والحسان البيض في كل مهيع.. مثل الضبا في الفلاه
سويجيات العيون في الحقل تطعم وتقلع.. طفيليات العضاه.
وفاتنات الحواطب بين الاشجار تنزع.. من عودها ماتشاه
هذي مليحة وهذي حسنها قد توزع بين البنين والحياة
وثالثة عادها في ميعة العمر تمرع.. ووردها في جناه
تختال بالناهد المرفوع والشعر الاسفع.. يظل جيد المهاه.
يتنادمين بالحديث الطاهر الحلو تسمع.. (فرتاش) حلو الشفاه..


(للكاتب محمد محمد إبراهيم .. منقول بتصرف بسيط)
يتبع
*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 03:46 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










نزهة المشتاق غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


أنثى

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

من يفتش في أوراق الأستاذ الكبير مطهر الإرياني وما كتب عنه، لا يجد الكثير، باستثناء كتابتين إحداهما للدكتور الأستاذ عبد العزيز المقالح في تقديمه لديوان "فوق الجبل" والأخرى للأستاذ الراحل عبد الله البردوني. وهذا يدل على أن هناك كتبا قيمة، وجهدا يبذل ويخرج إلى الوجود ولا يلتفت إليه أحد، إلا قلة من هنا وهناك. وهذه خصيصة عربية، وخصيصة يمنية بامتياز، فتصبح ثرواتنا الفكرية كما يقول صاحب المثل "يا راقصة في الغدرة، ما احد يقول لك ياسين". لكن ما يطيّب خاطر الكاتب انه أوجد فكرا يخدم الناس، وهذا الأهم*.
"بالات" الإرياني:

"البالة والليلة البال" طقس غنائي جماعي راقص ينشر الفرح والبهجة في المناسبات الاجتماعية والدينية، كالأعياد والأعراس والمواسم الزراعية للخير – "علان"، وتفاصيل الحياة اليمنية، ريفاً وحضرا.
استطاع مطهر الإرياني بحسه الفطري الجمالي أن يستلهم تفاصيل الحياة الريفية اليومية، وأن يحاكي قضايا أوسع للإنسان اليمني وصراعه مع القوت، أكان داخل الوطن أم خارجه.
بكرت مثله مهاجر، والظفر في البكر
وكان زادي –مع اللقمة– ريالين حجر
وابحرت في ساعية تحمل جلود البقر
والبن للتاجر المحظوظ والطاغية
"بالاته المتنوعة" عدسة فوتوغرافية لاقطة يتتبع بها كل حركة لأي كائن: إنسان، حيوان، ظواهر طبيعية؛ وظفها شاعرنا المغموس بالطين الملامس للهم الأعمق والأكبر والأقسى في تاريخ الإنسان اليمني رجالاً ونساء وأطفالاً: الغربة والاغتراب.
لم يكتفِ بذلك من نحت صور بليغة لجملة من: التعابير والأمثال الشعبية، والدندنات والأهازيج، بل وأن يغوص في الداخل: نفسية اليمني، تفاصيله الحميمية، الأحاسيس الثائرة من: تسلط "العكفة" (العسكر) وجفجفة الأدياك؛ حتى صوّب وجهه نحو "الساعية" (الباخرة)، ثم تفاصيل الحياة الشاقة على متن المركب "الاجريكي" (الاغريقي)، واحتراق وجه العامل مثل "المدخنة"، وتنقلاته في مدن الغربة الشهيرة: أرض الحبش، عصب، "مريكن (أميركا) و"مرسين" (مرسيليا)...الخ.
بحثت عن شغل في الدكة ومينا "عصب"
وفي الطرق والمباني وما وجدت الطلب
شكوت لاخواني البلوى وطول التعب
فقالوا البحر، قلت البحر واساعية
بجانب الأعمال الشاقة في وطن الغربة في البحار، جسد الإرياني في أبيات "البالة " لوحة الزمن/ الجلاد، الزمن الطويل "خمستعشر" سنة، ذلك الزمن الذي يخلف الإحساس بالوحشة والوحدة، خصوصاً في الأعياد؛ "والليلة العيد وأنا من بلادي بعيد".
وعشت في البحر عامل خمستعشر سنة
في مركب اجريكي اعور حازق الكبتنة
وسود البحر جسمي مثلما المدخنة
ذاكرة المكان في الداخل الذي يحيط به الموت (الفنا) والطاعون، ليس فقط من "العكفة"، عسكر الإمام، الذين يمتصون عرق الناس، بل من ذاكرة الفناء والطاعون، كحقيقة واقعة عاشها ولمسها الكاتب – الأديب؛ إنه الموت الفعلي الذي يترصد الأطفال، يطرق بيتا بيتا، يفتش عن اللحم اللدن والأسنان اللبنية. والفرار منه إلى عالم البحار أو عالم "الغدرة".
ذكرت اخي كان تاجر أينما جاء فرش
جوا عسكر الجن شلوا ما معه من بقش
...
خرجت انا من بلادي في زمان الفنا
أيام ما موسم الطاعون قالوا دنا
صور تراجيديا مأساوية تحاكي وضع الإنسان اليمني الذي كتب عليه أن يكون "سيزيف"، يغلق أبوابه على "الفنا" والطاعون. إنها اللوحة الفحمية من الداخل والخارج، سخام حياة "الفنا" السرمدية.
"يا الله لا هنتنا"
هذه الدعوة التي ننطق بها يومياً، ونسمعها من الناس أجمعين، حتى لو حملت لغات مختلفة، الدعوة الإلهية التي ستوقف آلة الدمار العمياء؛ "فنا" الداخل من شظف العيش والعزلة والفقر والعسكر الذين يتعشقون الأدياك، حتى آخر بقشة، و"فنا" الغربة التي أوصلته حتى إلى بلاد "الدناكل" (الاجانب).
"يا الله لا هنتنا": تعويذة، قفلة للحياة الفحمية، الألم المتشظي في ذاكرة ليلة العيد، "الليلة العيد وانا من بلادي بعيد"؛ فتصيّره –قطعاً– بـ"لا"، و"لا" إلى عيد مؤانسة، عيد للملة، الأهل والبيت والزوجة، والبيت الدافئ، ومواويل البالات الراقصة التي لا تتعايش مع النقيض: إهانة الإنسان.
غنيت في غربتي: ياا لله لا هنتنا
ومزق الشوق روحي في لهيب الضنى
حياة البالات في"وادي بنا"، جنة الأرض، تقول: "يا لله لا هنتنا" و"يا ليت والبحر الأحمر ضاق ولا وصل". تعبيران يتماثلان بإن الإهانة توجد بفتح البحر الأحمر ووسعه، وانعدامها مشروط بضيق هذا البحر، حتى لا تمتد داخله قدم يمني يعيد مأساة "مراكب الاجريك" التي تحمل جلود البقر، تشوي الروح قبل الأجساد الهزيلة، لترجع حياة إنسانية يحن لها مطهر، وكل مطهر في اليمن، حياة بها مسحة من الريف والبالات التي تشق عنان السماء وعيون الشمس.
والليلة البال ما للنسمة السارية
هبت من الشرق فيها نفحة الكاذية
فيها شذى البن فيها الهمسة الحانية
عن ذكريات الصبا في أرضنا الغالية
نبذة عن الأستاذ الكبير مطهر الإرياني:
– ولد الشاعر مطهر علي الإرياني عام 1933 في حصن إريان بلواء إب.
– تلقى تعليمه الأول على يد أخيه الأكبر الذي يعده أستاذه الأول.
– تلقى تعليمه الجامعي في القاهرة، حيث تخرج عام 1960 في كلية دار العلوم.
– عمل في التعليم، والإعلام، ومصلحة الآثار.
– خبير باللغة اليمنية القديمة والنقوش، وله منشورات من النقوش اليمنية القديمة (المسند).
– له دواوين في الشعر العمودي الفصيح لم تنشر بعد.
– اشترك في تأليف كتاب "صفة اليمن عبر العصور".
– أصدر عددا من الأعمال الغنائية والمسرحية وعدة أعمال في المسرح الغنائي.
– أهم إصداراته: "نقوش مسندية"، "المعجم اليمني في اللغة والتراث"، ديوان "فوق الجبل".
* يعتزم بيت الموروث الشعبي في أجندة برامجه المستقبلية –إذا ما تعاونت جهات مهتمة بقضايا الفكر– أن يحتفي بمطهر الإرياني، عبر محاور بحثية عدة تتبع حياته المختلفة: إنساناً، وكاتباً في التاريخ وقضايا اللغة واللهجات وقضايا التراث الشعبي... نتمنى أن يتحقق لبيت الموروث الشعبي حلم كهذا.

نتابع من هنا وهناك روائع الأرياني
معك أخي عبدالرحيم قسقس

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 03:48 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 



واليكم القصيدة
الباله والليله الباله



واليله البال مال النسمه الساريه
الباله هبت من الشرق فيها نسمة الكاذيه




فيها شذى البن فيها النسمه الحاليه
عن ذكريات الصبا في ارضنا الغاليه



الباله واليله العيد وانا من بلادي بعيد
مافي فؤادي لطوفان الحزن من مزيد



الباله قلبي بوادي بنا وابين ووادي زبيد
الباله هايم وجسمي هنا في الغربه القاسيه



الباله خرجت انا من بلادي في زمان الفنا
الباله ايام ماقالوا موسم الطاعون قالوا جنا



الباله وماتو اهلي ومن حظ النكد عشت انا
الباله عشت ازرع الارض احصد روحي الثاويه



ذكرت اخي كان تاجر اين ماجا فرش
جو عسكر الجن شلوا ما معه من بقش



بكر غبش اين رايح قال ارض الحبش
وسار واليوم قالوا حالته ناهيه



بكرت مثله مسافر والظفر في البكر
وكان زادي مع اللقمه ريالين حجر



وابحرت في ساعيه تحمل جلود البقر
والبن للتاجر المحظوظ والطاغيه



شكيت لاخواني البلوه وطول التعب
فقالوا البحر فقلت البحر واساعيه



باله والليله الباله
بحثت عن شغل في الدكا ومينا عصب



وفي الطرق والمداوي وما وجدت الطلب
شكيت لاخواني البلوه وطول التعب



فقالوا البحر فقلت البحر واساعيه
وعشت في البحر عام وخمسة عشر سنه



في مركب اجريك احمر حازق الكبتنه
وسود الفحم جلدي مثلما المدخنه



وطفت كم يا بلود ارضها قاصيه
من كان مثلي غريب الدار ماله مقال



فما عليه ان بكى وابكى الحجر والشجر
ابكي لك ابكي وصب الدمع مثل المطر



ومن دم القلب خلي دمعتك جاريه
الباله واليله الباله



الباله غنيت في غربتي يالله لا هنتنا
ومزق الشوق روحي في لهيب الضنا



الباله راجع انا يا بلادي يا ديار الهنا
الباله يا جنتي يا ملاذي يا امي الغاليه



الباله والليله البال

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 11-10-2011, 03:53 PM   رقم المشاركة : 20

 

.

*****

يختتم الشاعر مسرحيته الشعرية بهذه الأبيات الجملة

كم في الصباح من عجب كم يا براهين تقطع
كم ياعبر للحياه
على جدار الحوي منظر صغير لكن اسمع
ماذا العبر ذي وراه
كيف الغرور يوقع المغرور في شر مصرع
ويمتهن كبرياه
قطين فوق الجدار الاول ابقع مشرع
وجثته سع اماه
والثاني اسود يداري خبث مكره وتلمع
عينه بما في حشاه
تقابلين لا الوسط كلا يقول : اخر اجزع
على اختلاف اتجاه
وحلق القمر كلا قال: ماناش وأسرع
يعلن لخصمه عداه
وصعد الأزمة القط المشرع فرفع
ذيله وقارب خطاه
مقوس الظهر يتقدم ورأسه قد أشنع
وأظهر غروره وتاه
والأسود أظهر صنوف المكر فالبد وجمع
- مثل المدافع- قواه
وقام يوم الله الله وأبتدأ الضرب فيسع
مازد دريت من بداه
حمى وطيس القتال من راقبه أو تتبع
يعرف على من رحاه
ياصاحبي يظهر المغرور حاله تضعضع
ضعفه ظهر في مواه
يظهر عليه انهزم يظهر لي أنه بيرجع
على قفاه لا وراه
وكلب كنه مخاطب قام يهفل ويفرع
تقول والي ولاه
نبح فقال الضعيف: مخرج وسوى له أمشع
وفر ياعبرتاه
لله ياصاحبي في عالمه شأن يصنع
بقدرته مايشاه
ما أجمل الصبح في ريف اليمن حين شعشع
وأرسل روايع ضياه
جوه مضمح بعطري النسيم المودع
من الخمايل شذاه
نوره مصفى من الأدران نهره تجمع
من منبعه في صفاه
ما أجمل الريف! ما أحلى كل مافيه! ما ابدع
سحره وما اصفى هواه!
آمنت بالريف حيث الخالق افتن وأبدع
في الصنع وأعجز سواه
لو كان في الكون من يعبد سوى الرب الارفع
واستغفره لا سماه
صليت لك يابلادي كلما جيت موضع
أقمت فيه الصلاه
بطاهر التربه أتيمم وفي التربه أركع
وأخشع خشوع التقاه
واعيشْ للريفْ (راهبْ) وامنحه عمري اجمعْ
وما (صليبي) سواه
واعْلِمْ (مراسيم للتعميدْ) في كل منبعْ
واغسل جميع الخُطاه
(ثالوثي) الطين، والماء، والجمال المنوّعْ
في كل ما في رباه
(نشيد الانشادْ) شعري و(البخور المضوّعْ)
قلبي وروحي فداه

مطهر بن علي الارياني
شاعر يمني ريفي شعبي مثقف يوظف اللغة توظيفاً مختلفا ويستثمر الثقافة المحلية والعالمية ثم يربطها بمعرفته وثقافته

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir