يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-29-2011, 08:43 PM   رقم المشاركة : 1
"الأذكيـاء"


 

"الأذكيـاء"

قدم رجل إلى بغداد في طريقه إلى الحج . وكان معه عقد يساوي ألف دينار .
فاجتهد في بيعه فلم يجد له مشتريا . فجاء إلى
عطار موصوف بالخير ، فأودعه إياه .
ثم حج وعاد ، وأتاه بهدية . فقال له العطار :
من أنت ؟ وما هذا ؟
فقال : أنا صاحب العقد الذي أودعتك .
فما كلّمهُ حتى رفسه العطار رفسة رماه عن دكانه .
وقال :أتدعي علي مثل هذه الدعوى !
فاجتمع الناس وقالوا للحاج :
ويلك ! هذا رجل خير . ما وجدت من تدعي عليه
إلا هذا ؟!
فتحير الرجل ، وتردد إليه ، فما زاده إلا شتما وضربا .
فقيل للحاج :
لو ذهبت إلى عضد الدولة ( عضد الدولة : سلطان بويهي ضم العراق وفارس في
دولة موحدة انحلت بعد وفاته بسبب الخلاف بين أبنائه سنة 983 م ) ، فله في
هذه الأشياء فراسة .
فكتب الحاج قصته ، ورفعها إلى عضد الدولة . فصاح به فجاء . فسأله عن حاله ،
فأخبره بالقصة . فقال عضد الدولة :
اذهب إلى العطار بكرة ، واقعد على الدكة أمام دكانه . فإن منعك فاقعد على
دكة تقابله من الصبح إلى المغرب ، ولا تكلمه . وافعل هكذا ثلاثة أيام ،
فإني أمر عليك في اليوم الرابع ، وأقف ، وأسلم عليك ، فلا تقم لي ،
ولا تزدني على رد السلام وجواب ما أسألك عنه .
فجاء الحاج إلى دكان العطار ليجلس فمنعه ، فجلس بمقابلته ثلاثة أيام
. فلما كان في اليوم الرابع ، اجتاز عضد الدولة في موكبه العظيم
. فلما رأى عضد الدولة الحاج وقف ، وقال :
سلام عليكم !
فقال الحاج دون أن يتحرك :
وعليكم السلام .
قال عضد الدولة :
يا أخي ، تقْدُم إلى بغداد ، فلا تأتي إلينا ، ولا
تعرض حوائجك علينا ؟!
قال الحاج :
كما اتَّفَق ! كما اتفق : هكذا كان
ولم يشبعه الكلام ( لم يشبعه الكلام : لم يطل الكلام معه ) وعضد الدولة يسأله ويهتم
، وقد وقف ووقف العسكر كله والعطار قد أغمي عليه من الخوف
. فلما انصرف الموكب التفت العطار إلى الحاج فقال :
ويحك ! متى أودعتني هذا العقد ؟
وفي أي شيء كان ملفوفا ؟
فذكرني لعلي أذكره !
فقال : مِن صفته كذا وكذا .
فقام العطار وفتش ، ثم نقض جرة عنده فوقع العقد . فقال :قد كنت نسيت
. ولو لم تذكرني في الحال ما ذكرت !
من كتاب أخبار الأذكياء لابن الجوزي
::::::::::::

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir