شاي العصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بعد أن أتم جدي عبدالله (عجير) رحمه الله بناء الدور الثالث والملحق
الذي خصصه للضيوف لم يفته ان يجهزه بكل مايلزم
غرفة نوم بحمام ومطبخ وحمام للرجال ومجلس كبير وبجواره مقلط
ومن طيبته رحمه الله وكرمه خصص له هاتف مستقل وكان كلما أتاه
ضيف يقول ( هاك هذا التلفون ماهوب زينه .. دخيلك كلم ذا ودك )

وفي مطلع عام 1406 للهجرة بقي بعض الإضافات البسيطة للمجلس
واتاه عاملين من إخواننا المصريين لإكمال ماتبقى من التشطيبات .

ولثقته فيهما لم يفكر في إخفاء الهاتف ...
كانا يعملان بحرفية وقد أنجزا العمل كما يريد ...
وكان يسألهما هل تحتاجان شيء ؟
فتأتي الإجابة ( عشان نعرف نشتغل ياعم عبدالله لازم من شاي العصاري
- شاي تئيل وحلاه زايد)
... ولإنه يريد ان يتم كرمه كان حريصآ على أن يعد الشاي بنفسه لهما
... طبعآ قرابة ربع ساعه لإعداد الشاي كانت كفيلة بإجراء كذا مكالمه لمصر
... مرت أيام وانتهى العمل فودعاه بالدعاء لأنه أكرمهما ليس بأخذ حقهما فقط
بل لزيادته لهما ...
بعد قرابة الشهر جاءت الفاتورة وقد تضمنت مبلغآ ضخمآ تجاوز الفاتورة الرئيسية
رغم ان فاتورة المنزل حوت مكالمات دولية لعمي محمد في لندن وللوالد في سلطنة
عمان ناهيك عن المكالمات المحلية والداخلية ..
... صعق رحمه الله من الأمر ولقي عمي حسن العفاس وأخبره وسأله عن كيفية
مراجعة الخطأ في الهاتف ...
طلب عمي حسن مشاهدة الفاتورة وبعد ان راجع الأيام والساعات وجد أن مكالمات لمصر
ولعددمن المدن كانت في فترة العصر وخلال أيام متتالية ولأنه يعلم بقصة الشاي
أطلق ضحكة وقال ( شاي العصاري ياعم عبدالله) ..
طبعآ جدي رحمه الله أحس بأنه وقع ضحية سرقة ولكن ماذا يفعل ...
فأصبح يردد المثل المعروف ( المصاريه يسرقون الكحل من العين)
... عندما حدثني بالموقف لم اتمالك نفسي من الضحك وهو رحمه الله يضحك معي
ويقول بنوع من الدعابه (على ايش تضحك ؟ على جدك إنه تقرطس ؟ ) فقلت
لا والله ولكني جالس أفكر كيف يسرقون الكحل من العين ؟)
رحمه الله وغفر له تذكرت هذه القصة وعرفت لماذا عبدالله بن رمزي يكره المصريين ..