يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-16-2008, 02:53 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الاعصار is on a distinguished road

: حمى اسمها الدكتوراه


 

حمى اسمها الدكتوراه
ياسر بن محمد الصالح - جامعة مانشستر
صحيفة المدينة السعودية - 2 فبراير 2008




رحلاتي بين جدة ولندن كانت وما زالت متكررة بحكم دراستي الطويلة في بريطانيا والتي امتدت قرابة العقد من الزمان. في آخر هذه الرحلات قابلت شاباً جاورني في مقعد الطائرة وكان شاباً دمث الخلق وفي بداية مراحل حياته العملية، سألني بعد أن استرسلنا في الحديث سؤالاً أصبح متداولاً على شفاه كثير من الناس: «ما هي أسهل طريقة للحصول على الدكتوراة؟» وبرغم معرفتي بهذا الصنف من الناس الذين يحملون هذا التفكير إلا أنني وجدت نفسي استفسر عن سبب سؤاله عن الدكتوراة وفيما لو سيحتاجها في عمله، و لعلي لم أتفاجأ بإجابته التي يمكن أن تُصنف بأنها التبرير الشائع لمثل هذه الأسئلة: «لا أحتاجها للعمل في المجال الأكاديمي ولن تفيدني في عملي الحالي و إنما أريد فقط أن أضع حرف الدال أمام اسمي».

هنا مرت في مخيلتي بعض المقالات الحديثة التي تناولت حمى حرف الدال والتي تفشت في عقول شريحة كبيرة من الناس خاصة الذين يلهثون وراء شهادة دكتوراة سهلة و بطرق ملتوية، انتقلت هذه الحمى لتشمل العديد من مستغلي هذه الرغبات لتنتشر جهات تجارية ومواقع إنترنت تُروج لشهادات دكتوراة تجارية حتى ألفيتنا نواجه (عصابات أكاديمية) خطيرة سواء عربية كانت أم أجنبية، وبرغم أن وزارة التعليم العالي حفظها الله حريصة أشد الحرص على مصداقية قبول الشهادات الجامعية، إلا أنها لم تمثل عائقاً أمام المصابين بالحمى يدفعهم إلى ذلك أن بعض هذه الشهادات مقبولة في القطاع الخاص. وهكذا يستمر اللهث جرياً وراء أبحاث جاهزة أو شهادات دكتوراة سريعة لا تُكلف صاحبها عناء البحث أو الكتابة. يدّعي بعض الناس أن صعوبة الالتحاق بالدراسات العليا في الجامعات السعودية الحكومية هو المحرك الرئيس الذي يدفعهم إلى البحث عن بدائل، و يزعم الكثيرون أنهم لا يملكون الوقت الكافي أو لا يستطيعون ترك مناصبهم الوظيفية والتفرغ التام للالتحاق بالجامعات، وهنا ربما كانت فكرة (الدراسة عن بعد) التي تُقدم من جامعات مرموقة الحل الأمثل لمن أراد طلب العلم دون الحاجة الى التفرغ التام للدراسة. لكن ما هي دوافع الناس الحقيقية للحصول على شهادة الدكتوراة؟ كاتب هذه السطور المتواضعة يرى أننا لو فكرنا قليلاً في أسباب هذه الظاهرة المتفشية لربما اهتدينا إلى أن بعضاً منها اجتماعية وبعضاً يعود إلى سوء فهم ماهية الدكتوراة من الأساس. منذ نعومة أظافرنا نستمع بعد كل مرحلة من مراحل الدراسة «مبروك على النجاح وعقبال الدكتوراة» ومثل ذلك الذي يكتب أيضاً على كعك النجاح وعلى كروت التهنئة وإعلانات الصحف، لقد علقت بالأذهان صورة أن الدكتوراة هي أعلى مراتب العلم ومن لم يحصل عليها لم يكمل الطريق بعد، مع أن اكتساب المعرفة هي بطبيعة الحال عملية مستمرة لا تنتهي عند محطة معينة ولا يشترط فيها الحصول على الشهادات العليا. ولعل أقرب مثال يُوضح حب لقب الدكتوراه السحري هو ما يُلاحظ على بعض طلبة الطب الذين يضعون حرف الدال أمام أسمائهم من السنة الأولى وقبل حصولهم على بكالوريوس الطب بسنين عديدة.

هذه الفكرة الخاطئة عن الدكتوراة يجب أن تُصحح عن طريق نشر الوعي في مجتمعنا بتعريف كل مرحلة من مراحل التعليم الجامعي قبل أن يمتلئ سوق العمل بحملة الدكتوراة بحيث يصعب التمييز بين الحقيقيين منهم والمزيفين. يتفق الكثيرون أن مرحلة البكالوريوس تعطي الطالب فكرة عامة عن مجال معين، أما مرحلة الماجستير فهي عبارة عن تعليم أو بحث مكثف يعطي الطالب معرفة متقدمة في تخصص دقيق، وأخيراً مرحلة الدكتوراة عبارة عن رحلة يقضي فيها الطالب ثلاث سنوات على الأقل في البحث والتنقيب في موضوع أكثر اختصاصاً وغالباً لم يُغط بعد من أجل المساهمة في بناء المعرفة والعلم، وفي نهاية مطاف هذه الرحلة العلمية يحصل على شهادته وهي أشبه بـ»الرخصة» التي تثبت بأنه ملم بمبادئ البحث العلمي، على ضوء هذه الرخصة يدخل حاملها عالم البحوث وأيضاً قد تؤهله أن يدرس مجال اختصاصه في الجامعات. ربما أصاب معالي الدكتور غازي القصيبي حين صّرح في كتابه الرائع (حياة في الإدارة) أنه ليس بالضرورة أن يكون حامل شهادة الدكتوراة فطناً أو نابغاً أو عبقرياً . فهذه ليست إلا هالة فارغة تحيط بحامل الدكتوراة في عالمنا العربي المليء بالبارزين و المبدعين الذين لم يحصلوا قط على شهادة دكتوراة. يجدر التنويه أن رخصة القيادة تعطي للسائق حق القيادة و

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 02-16-2008, 04:51 PM   رقم المشاركة : 2

 

مقال رائع لكاتب رائع,,
،،


,
,,
أطيب التحايا

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 02-17-2008, 01:42 AM   رقم المشاركة : 3

 

مقال رائع...
ونقطة محورية...
في مجتمعنا وللاسف اصبحت لغة مهمة للحضور والبرستيج فقط...
درسني في الجامعة دكتور يجمل حرف الدال منذ 1405هـ وحتى الان لا يزال دكتور فقط لم يستطع الحصول على درجة استاذ مشارك او استاذ دكتور ..
انما الحصول على الشهادات العليا شي رائع ويجب دعمه وتطويره ويجب الا ننظر لمن حصل على الماجستير والدكتوراة من غير جامعاتنا الموقرة نظرة دونية او نظرة ازدراء...
فكل جامعات العالم فيها تعليم راقي والدراسة الجامعية وبالذات كليات العلوم الانسانية عموما تقف على مدى جهد الطالب في الاستقراء والاستنباط لللاسباب والمؤشرات والدلالات وهي ليست مرحلة تعليم عام 1+1 =2

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir