تفسير بعض "الثورات العربية" وفق نظرية المؤامرة

كثيرون اعتبروا ما يحدث في الوطن العربي من حراك اجتماعي تغيراً طبيعياً، ونتاج احتقان متراكم؛ ولكن ماذا عن وجهة النظر الأخرى التي يرى أصحابها أن ما يحدث مجرد مؤامرة.

محمد العرب، مراسل "العربية"، انطلق في رحلة غير عادية للبحث عن المؤامرة، بدأها من البحرين، التي حدثت فيها احتجاجات انقسم في وصفها الكثيرون بين من اعتبرها جزءاً من الربيع العربي، ومن وصفها بأنها حكاية مدبرة من الخارج بالتزامن مع ثورات البلدان الأخرى.

ثم شد رحالة إلى فيينا، حيث توجد أكاديمية تطلق على نفسها "أكاديمية التغيير"، وهناك قابل مديرها بعد محاولات مضنية، ليكشف تفاصيل مثيرة عن الأكاديمية التي تقدم دورات في قواعد التظاهر والعصيان المدني وحروب اللاعنف.


واختارت الأكاديمية، التي يتهمها البعض بأنها جزء من المؤامرة، مجموعة من الشباب في الخليج والوطن العربي لتعطيهم دورات في كيفية إحداث التغيير، عرف منهم اثنين من البحرين هما، عبدالعزيز مطر، رياضي بحريني، وأحد ناشطي تويتر وفيسبوك، وينتمى إلى عائلة بحرينية سنية، ويوسف البنخليل، كاتب سياسي ذو توجه عروبي، وهو أيضا ينتمي إلى عائلة بحرينية سنية.
القضاء على الدول الداعمة

ويعتقد الاثنان أنه تم اختيارهما وفق معايير طائفية وأخرى تتعلق بشعبيتهما في الأوساط الشعبية السنية.

وقد أبلغ الاثنان الأكاديمية استعدادهما المشاركة في إحداث تغيير إيجابي في البحرين، لكن قناعاتهما سرعان ما اصطدمت بقناعات أخرى مختلفة كلياً.

يقول عبدالعزيز إن سبب قبوله في الدورة يعود لكونه قائدا طلابيا، وله شعبية جماهيرية كبيرة، ومالكا لشركة دعاية وإعلان في البحرين.

ويضيف أن مهمته كانت في القضاء على الدولة الداعمة، والمقصود فيها المملكة العربية السعودية، بمضايقة الزوار السعوديين للبحرين، وصولاً للسفير نفسه، وفي الجزء الآخر من مهمته القضاء على الإمارات.

ويقول يوسف البنخليل إنه قام بتحويل مبلغ الدورة لحساب بنكي في قطر.

ويضيف أنه وجد تجربته مع الأكاديمية فريدة من نوعها.

وعرض البنخليل كتاباً يشرح كيف يتم العصيان المدني من البحرين، أهدته له الأكاديمية.

وحضرت "العربية" إحدى هذه الدورات، التي كان يشارك فيها مجموعة من الشباب والشابات من الدول العربية، مثل مصر وتونس ليبيا والسعودية والكويت.
لماذا لا يثور الخليجي

يقول أحمد عادل، مدير "أكاديمية التغيير" - فرع فيينا - إن "هناك ثورات انتهت بسرعة مثل الحالة التونسية والمصرية، وتوجد ثورات استمرت طويلا مثل الحالة الليبية أو اليمنية والسورية، وحتى الحالة البحرينية التي أخذت زمناً طويلاً في مجتمع نصفه شيعة ونصفه سنة".

ويضيف أن من أهم أدوات الثورة هو مشعل الثورة، وقد يكون البوعزيزي في تونس وصفحة كلنا خالد سعيد في الحالة المصرية. ومشعل الثورة يجسد القمع ويُعد أحد الأسلحة الأساسية لنجاح الثورة.

وذكر عادل أن من مشاكل دول الخليج أن الناس لا تتحرك بسبب أنها "مرتاحة وميسورة الحال مادياً، فلماذا تخاطر؟!" بحسب ما قال.
القرضاوي وقطر

وأخيرا توصلت "العربية" إلى مدير "أكاديمة التغيير" - فرع قطر -، هشام مرسي المصري البريطاني، وسألته عن أسباب وجود طلاب من البحرين والكويت والسعودية، ضمن دوراتهم، وهل هناك ثورات مستقبلية في هذه البلدان فأجاب: "ما لم يحمل العالم العربي رسالة ويعمل لها ستظل الأمور دائما ساخنة".

وأكد هشام مرسي، أن القرضاوي لا يعرف ماهية "أكاديمية التغيير"، ولا يعرف أولها ولا آخرها، ولا يدري ماذا قدمت الأكاديمية. نافيا أن يكون مدعوما من الإخوان المسلمين، المتهمين بأنهم يريدون زعزعة أمن واستقرار بعض دول الخليج.

واعتبر أن قطر بلد يشهد حراكا قائلا: "يبدو أنه بداية الحراك في المجتمعات التي تريد أن تتطور".

الفيلم الوثائقي "البحث عن المؤامرة" يحتوي على العديد من التفاصيل والمقابلات مع شخصيات لعبت دوراً على مدى سبع سنوات في ما وصف بـ "تجنيد الشباب سياسيا لإحداث التغيير في بلدانهم".