يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-18-2012, 10:03 AM   رقم المشاركة : 1
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "


 




من الآفات الخفية العامة أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له،

فيملها ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم لجهله أنه خير له منها،

وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة،

ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه،

حتى إذا ضاق ذرعا بتلك النعمة وسخطها وتبرم بها واستحكم ملله لها سلبه الله إياها ‏.‏

فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وما صار إليه،

اشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه،

فإذا أراد الله بعبده خيرا ورشدا أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمة عليه ورضاه به وأوزعه شكره عليه،

فإذا حدثته نفسه بالانتقال عنه استخار ربه استخارة جاهل بمصلحته عاجز عنها،

مفوض إلى الله طالب منه حسن اختياره له‏.‏

وليس على العبد أضر من ملله لنعم الله،

فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها،

وليس على العبد أضر من ملله لنعم الله،

فإنه لا يراها نعمة ولا يشكره عليها ولا يفرح بها،

بل يسخطها ويشكوها ويعدها مصيبة ‏.‏

هذا وهي من أعظم نعم الله عليه،

فأكثر الناس أعداء نعم الله عليهم ولا يشعرون بفتح الله عليهم نعمة،

وهم مجتهدون في دفعها وردها جهلا وظلما‏.‏

فكم سعت إلى أحدهم من نعمة وهو ساع في ردها بجهده،

وكم وصلت إليه وهو ساع في دفعها وزوالها بظلمه وجهله،

قال تعالى‏:‏‏(‏‏(‏ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏)‏‏)

‏‏(‏ سورة الأنفال ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ ‏(‏53‏)‏ ‏.‏‏)‏ ،

وقال تعالى‏:‏ ‏(‏‏(‏إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‏)‏‏)

‏‏(‏ الرعد ‏:‏ الآية رقم ‏:‏ ‏(‏11‏)‏ ‏.‏‏)‏

فليس للنعم أعدى من نفس العبد،

فهو مع عدوه ظهير على نفسه ،

فعدوه يطرح النار في نعمة وهو ينفخ فيها،

فهو الذي مكنه من طرح النار ثم أعانه بالنفخ،

فإذا اشتد ضرامها استغاث من الحريق وكان غايته معاتبة الأقدار‏:‏

وعاجز الرأي مضياع لفرصته *** حتى إذا فات أمر عاتب القدرا



كتاب الفوائد لابن القيم



...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-18-2012, 01:28 PM   رقم المشاركة : 2

 

اخي عبد العزيز نعم نحن في نعم نسال الله العلي العظيم الا يغيرها علينا 0 واما بنعمه ربك فحدث 0 الايه -ولكن بالشكر تدوم النعم 0 فاللهم لك الحمد ولك الشكر - واللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ماعندنا واغفر لنا وتوب علينا ياارحم الراحمين -وجزاك الله خيرا على هذا التذكير ودمت بود

 

 
























التوقيع

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ......و تأتي على قدر الكرام المكارم

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir