يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 07-10-2008, 12:38 PM   رقم المشاركة : 1
دراسة نقدية لــ ((( عناق )))


 



إخوتي الأعزاء
يامن تهتمون بالثقافة والأدب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم دراسة نقدية للمجموعة القصصية للقاص ( جمعان الكرَت ) ،
والتي صدرتْ حديثاً في كتابٍ باسم [ عناق ] وعددها38 نصاً أدبياً .
تعجبني كتابات هذا القاص جداً ، وأرجو أن تعجبكم أنتم أيضاً .


"عناق".. وكتابة النص السردي



علي فايع الألمعي *

في مئة وثمان وثلاثين صفحة من القطع المتوسط أخرج القاص جمعان الكرت مجموعته الثانية "عناق" والتي صدرت حديثاً، وبلغت نصوصها القصصية ثمانية وثلاثين نصاً قصصياً، مقسمة بين نصوص قصصية طويلة، وقصص قصيرة جداً.
أكثر الأشياء التي يمكن أن تلفت نظر القارئ أثناء تصفحه للنصوص المكتوبة هو الخط الكتابي الذي اعتمد عليه الكاتب في توصيل رسالته إلى القارئ، ورغبته في تسريب أفكاره إلى القارئ بشكل مقبول. تلك الأفكار التي لم تخرج عن أفكار مطروقة من قبل إلا أن توظيف القاص لبعض القضايا جاء مختلفاً عن نصوص سابقة، ويمكن أن يكون مختلفاًَ عن نصوص قصصية لاحقة!.
المجموعة ابتدأها القاص بنص "عناق" والذي أراد أن يوصل إلى القارئ من خلاله تلك المتلازمة الحياتية بين "ربيع" الإنسان، وشجرة "الحماط" تلك الشجرة التي ألهمته بدورها بعض ذكرياته، واختتم المجموعة بـنص قصصي قصير بعنوان "وصية" التي لم تخل من الحزن والوحشة والخوف الذي أخذ يتراقص في عنفوان نتيجة الصمت والليل والحياة والموت!.
أهدى الكاتب نصوص مجموعته إلى القرية التي تفيض ذاكرتها بكل جميل ومدهش، فهو يقرأ نصه لنجومها وقمرها وشمسها ووشوشات طيورها وغيومها المباركة ويهديها لذاكرة حجارتها، ويقرع بها أبوابها ونوافذها، ويدفعها إلى نبض طرقاتها، ويُسمعها موسيقى جداولها، ويداعبها بأنسام صباحاتها ومساءاتها المعطرة، إنه يهدي مجموعته بالكامل إلى القرية التي يعترف بحبه لها، لكنه لا يسلمها بأس قلمه، وغضبه، وعنفوان ذاته، ينقدها، ويعرض بها إن لزم الأمر ذلك، حيث جاء الإهداء متوافقاً مع أفكار النصوص، ومفسراً لها.
في نصوص المجموعة عناوين مفتوحة، مثل: "عناق، انكسار، جذور، شفافية، ملوحة، جنوح، غوث، شظايا" وأخرى محاطة بشيء من الخصوصية مثل: "البقعة، اللزوجة، الشجرة، البئر، النسبة، الرصيد... إلخ".
اعتمد الكاتب في توصيل أفكار نصوصه على ضمير الغائب، صاحب الأكثرية الحضورية في بناء النص السردي لدى الكاتب، وضمير المتكلم الحاضر على استحياء، إلا أن الملاحظ بشكل كبير في المجموعة اطمئنان الكاتب إلى ضمير الغائب في توصيل أفكار نصوصه التي عادة لا تصل إلى المتلقي بشكل كامل، إذ تغيب بعض الدلالات الموصلة إلى النص، وتختفي بعض الحوارات المعلومة وإن كانت النصوص في شكلها الإجمالي تعتمد اللغة التوصيفية ذات التفصيل غير المستحب في كتابة النص السردي، والتي عادة ما تستهلك تلك التوصيفات أو الكلاسيكيات النص قيمته الفنية، وحضوره المحفز على القراءة، كما في نص "الوصية" والتي يقول فيها: "الليل نسي موعده، والظلام تسرب في مفاصل الليل، بينما البرودة اللاسعة أحكمت قبضتها على الجسم المسجى" (ص 135).
كما أن نهايات بعض النصوص القصصية القصيرة جداً لم تكن خادمة لجل النصوص، والتي لم تستطع في بنائها الكتابي العام التواصل بشكل مختلف مع القارئ، سواءً كان القارئ عادياً، أو مختصاً، فهي تفتقد إلى جانب التشويق بالنسبة للقارئ العادي، وجانب التكثيف بالنسبة للقارئ المختص!.
إلا أن هناك جوانب مضيئة في العمل يمكن احتسابها لصالح الكتابة القصصية والتي لم تخل منها بعض النصوص في جانبين مهمين، هما الفن والتشويق.

* ناقد سعودي

المصدر : جريدة الوطن .. الأربعاء 6/7/1429 هـ العدد( 2840 )

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir