يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-24-2013, 10:48 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road

Sabr6 حصيد الزمن لعبدالعزيز بن عبدالله الرويس...


 


حصيد الزمن لعبدالعزيز بن عبدالله الرويس...

خالد محمد الخنين

مجموعة الشعر المعني بالأصيل والحكمة والتراث...

الشاعر عبدالعزيز بن عبدالله الرويس راوية من رواة الشعر والأدب والتاريخ وهو في مجموعته حصيد الزمن.. شاعر مبتكر للحداثة الشعرية بواقعية شعر الأمة الأصيل. لقد ذهب مذهب الذين قاموا بصياغة لغتهم الشعرية في إطار واقعية التراث الشعري التاريخي، والراهن المعاصر، ضمن قالب خاص بالشاعر يضعه في مصاف الشعراء المجددين الذين حملوا على عاتقهم النهوض بلغة الشعر والأدب إلى لغة الحياة، وقضايا الأمة المصيرية.. الشعر الذي يخاطب الوجدان بأبهى حلله وصوره، ومناخاته الوارفة:

لهف نفسي وكم تريد القوافي

بهجة النفس، والهموم عليا

اعذريني فما الزمان براض

وحبالي تقطعت في يديا

وبحار الحياة تلطم صرحي

وبراقة النجاة ليس لديا

يا ربي الأهل والسلام خذيني

واريحي من وقفتي قدميا

لغة الشعر عند الشاعر عبدالعزيز الرويس لغة تستقي من نضارة الماضي، وعصرية الراهن المعاش بمرارته، وأحداثه الدامية... لغة ترتقي بشاعرها فوق خضم الراهن القاتم الحزين... وتبرأ القصيدة في حصيد الزمن من تلك الهنات التي يقع في مطبها شعراء معاصرون كثيرون.. حيث الرموز الغامضة، والاستهلالات المتكئة على شعر الغرب وأشعاره التي لا تمت للعروبة والإسلام بصلة، الشاعر الرويس يغرد داخل سرب الشعر العربي الجميل، ويجيد اختيار أبياته ومقاطعه، وقصائده اختياراً رائع الدلالة والقيمة والحدث:

أنا للمعالي قد نذرتُ يراعتي

أبعدتُها عن راغبٍ بزمامي

سِرْ في ميادينِ الحياةِ بحكمةٍ

واتركْ هديراً في كثيرِ زِحام

يا صُبحُ إني في رحابِك مُفعَمٌ

وأرى خُطايَ تقدمت لمرامي

العاشِقُون يَرَونَ في الليل المُنى

وأنا أحِبُّ الصُّبحَ في تَهيامي...

إجادة تامة شفيفة لحركة البيت وحركة المقطع بمجمله، وحركة القصيدة على وجه العُموم.. شعرٌ متفائلٌ، مُتجاوزٌ لمحنِ الحياة وخطوبها، وأحداثها الجسام.. يرى سيرورة الحياة تكمنُ فيما يختصُّ بسلوكيات المرء، وعلاقته الإنسانية بالناسِ والحياة. يحمل الشاعر فكراً نَيِّراً خلاَّقاً، وعارماً بالوجدانيات الفذَّة، يرقى بها حيث عالم الشعر المُرهف، وملكوت القصيدة المروية بحرارة نبضها، وانبثاقها الحي بدلالاتها الموحية المعبرة عن مكنون ومخزون الشاعر الكبير.. وهو (أي الشاعر) يرصد على مستوى الوطن أحواله وسيرته الذاتية، وعلى مستوى الأمة أحوالها، ومنهج حياتها الوطني والمعيشي، وعلى مستوى الذات يرصد شاعرنا الرُّويس طموحات الرُّوح، ومتطلبات الوجدان الزاخر بالجمالياتِ، ورائع الأشياءِ الجميلة... وتظل الحكمة ضالة الشاعر في الدَّهر:

أنتَ يا دَهْرِيَ تعلمُ أني

صابرٌ لَمْ أشكُ أحمالاً ثِقالاً

هًل لفردٍ أن يُعادي دهرَهُ

هو أقوى لو تحوَّلنا جبالاً

دافعِ الدَّهرَ بصبرٍ وَحِجاً

صارع الأجيالَ وانظرها تتالى

أيُّها الدَّهرُ وكم تُنهى خُطَىً

لم تميز بين فَذّ وكُسالى

يمشي الشاعر على نسق المتنبي وأبي تمام، والشعراء التراثيين في شعر الحكمة، وشعر الدلالات المأخوذة من سياق الشعر العربيّ الأصيل... إنه يحدث الدَّهرَ على أنه كائنٌ إنسانيّ ولكن بصفات عُليا، وقيمة فوق إطار الصِّفة العُمومية المشتركة بين الناس... وَمُحَادثةُ ومخاطبةُ الدَّهر قيمة شعرية درج عليها الأوائل، والشعراء الأقدمون.. ثم ها هي تنتقل إرثاً تراثياً للشعراء المعاصرين حتى أصبحت جزءاً من حكمة القصيدة عبر امتداد القرون وحقب الشعر المُتعاقبة. في أماني النفس يخاطب الشاعر النَّفْسَ على أنها كينونة حَيَّة قائمة بذاتها.. نفس تحمل العمر أمنيات كثيرة وعديدة، ولكن الشاعر يضبط أمنيات النفس بصياغة التعاليل الموجبة لذلك في قصيدته التي تُخاطب بها النفس بقوله:

لكِ يا نَفْسُ أمانٍ

لكنِ الخَطْوُ بعيد

من تُرى خُلّدَ فينا

أو تأبى لا يبيد

رحلةُ العُمرِ تتالى

تقرطُ العِقْدُ النَّضيد

وجديدُ اليوم يبلى

بعدما يأتي جديد...

يخطو الشعر العربيُّ السعوديّ المعاصر خطوات هامَّة باتجاهِ التجديد والابتكار، ولكنه في الوقت ذاتِه لا ينسى إطلاقاً أن يرتدَّ بحاضره إلى قيمة شعرهِ العربيّ الأصيل... وهكذا يفعل الشاعر الرويس شاعر أصيل مهتم بناحيتي التراث والمعاصرة... لكن ميله للشعر «الكلاسيكي» ذي الطبيعة الرومانسية الشفيفة يظل الأقرب لروح الشاعر، وطبيعته الشعرية المستمدة منظومتها الشعرية من نظام البيت والرؤية الشعرية المعتمدة على وحدة القصيدة، وعلاقة الأبيات الواحدة المتماثلة في الشكل والمضمون والرؤية:

أيا نَفْسُ عصري بالمعارفِ يزخرُ

فَهَل نِلتِ منها ما يُعِزُّ وَيُكبِرُ

رعى الله آباءً بَنَوا ما يُعِزُّنا

وقدراتُهم ليست كما نَتَصَوَّرُ

خذوا منهجَ الماضين عزْماً وَقُوَّةً

وَخَلُّوا مَسارَ العُمْرِ يُعطي ويثمرُ

فما خلتُ في دَرْبِ التَسيُّبِ عِزَّةً

ولا العُجْبُ يُعطينا مكاناً يُقَدّرُ

ذلك هو الشاعر المبدع (عبدالعزيز الرويس).. شاعر مجيد ونفحة عطاء جادة، ومتميزة، وهادفة.. إنه من ربوع الوطن شاعراً ومثقفاً وإنساناً وراويةً لا أعتقد أن له شبيهاً في عصره داخل المملكة.

ولد ببلدة اليمامة من بلاد الخرج تلقى أصول تعليمه الأولية على يد عدد من المشايخ.. تخرج من كلية اللغة العربية عام 8731ه، وتدرج في عدة مناصب إدارية وتعليمية حتى أصبح مديراً عاماً للثقافة وأميناً عاماً للمجلس الأهلى لرعاية العلوم والفنون (بوزارة المعارف).

شاعرٌ أعطى للكلمة حقها، وللقصيدة رحيق قلمه اللَّماح، وللشعر نكهته الوارفة.. رجل صادق في شعره ووجدانه، وتوجهه الوطني.

وستذكر الأجيال في المملكة شاعراً أصيلاً ومعاصراً من شعراء العربية المجيدين هو الشاعر (عبدالعزيز الرويس) وستذكر المكتبة العربية مجموعته الشعرية الجميلة (حصيد الزمن) على امتداد الحقب والأعوام.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2013, 10:50 AM   رقم المشاركة : 2
Mnn


 

انحياز مؤلف الديوان للفصحى لاتخطئه العين، فهو لم يكتف بأن جعل نظمه في قصائد ديوانه فصيحاً مقفى، بل جعل منافحته عن اللغة الفصيحة جزءاً رئيساً في مقدمته التي جاء في بعض أجزائها: ).. إن التوجه الملتزم بمعايير اللغة العربية يقبل التجدد والتجديد في إطار مسارها ولايمانع في تنمية الموهبة على أساس السير وفق قواعدها وماعدا ذلك فهو مولود دعيّ(. ويواصل الشاعر عبدالعزيز بن عبدالله الرويس في مقدمة ديوانه )حصيد الزمن( قوله: )إن عدم الاكتراث باللغة وقواعدها وغنائية شعرها يهدد قيمة فردها وجماعتها وأمتها وتراثها، حيث تصبح في مهب الريح بين الأمم "..." إنني أخاطب الأمة كلها أن تحافظ على لغتها وتراثها نثراً وشعراً وأن تعنى بناشئتها في هذا المسار وأن تقوم بتوجيه الناشئة توجيهاً سليماً حازماً(..
وجاءت الأغراض الشعرية التي تناولها المؤلف تحت خمسة عشر عنواناً احتوى كل منها على عدد من القصائد، وتتمثل هذه الأغراض في العناوين التالية: أنا والحياة، التراثيات، الخوالج الوطنية، قصائد المناسبات، أفذاذ رجال، ونجوم معرفة، المنافحات، الإخوانيات، الأبناء ومسيرة الدهر، إلى النصف الثاني، في مجال اللغة العربية، في مجال التأمل، مواطن وذكريات، في مجال التربية والتعليم، الإنسانيات، والمراثي.ومن ضمن المحطات التي توقف عندها الشاعر.. مهرجان الثقافة والتراث بالجنادرية، وقد عبر عن مشاعره تجاه الجنادرية قائلاً:


أجنادرية هل تعين مقالا
أو تدركين فخامة وجلالا
هذا التراث وكم عظيم صاغه
نمشي إليه ونحشد الأجيالا
هذا التراث يضيء في عرصاتنا
وبأرض حجر جدد الآمالا
جمع الجزيرة في مسار واحد
وغدا اللواء لدى الجميع ظلالا
منه المواكب للرسالة جددت
وكتائب التوحيد يوم تتالى
السنة الغراء في أوطاننا
تعطي ونأخذ لا نرد مقالا
إرثي يسخر نفسه لعلوها
ويرى الخرافة زلزلت زلزالا
حرس البلاد يصونها بشبابه
وبراجمات تخلف الإصهالا
من خال مجد الأولين وصانه
ورث المحامد واستزاد كمالا

ويحتفي الشاعر في مكان آخرمن ديوانه بالأستاذ عبدالكريم بن عبدالعزيز الجهيمان مهدياً له قصيدة جاء فيها:


عبدالكريم إذا أنشدت مغناكا
فاقبله من صادق بالحب وافاكا
يابن الجهيمان لو كان السرور فتىً
لخلته في انتشاء حين يلقاكا
يحب فيك أحاديثاً مسليةً
كما تجود لدور العجز يمناكا
كتبت للجيل ما يزهو الزمان به
من الأقاصيص في أرجاء مغناكا
كم من كتاب وأمثال جمعت لنا
شادت لك الحب في سكان مرباكا
شبه الجزيرة تعلي ما كتبت لها
ورائد العلم يهوى حوض سقياكا
يا جيل من قدموا بعد الرعيل خذوا
من الجهيمان ورداً ليس أشواكا
عبدالكريم وكم تهدي مجالسنا
طرائف الأنس ما أحلى سجاياكا
فيك التواضع والأخلاق قد كملت
ما شانها الكبر إذ زانت محياكا
إن القريض إذا يهدى لكاتبنا
يحيي النفوس ويعطي الجيل إدراكا

وديوان )حصيد الزمن( بصفحاته التي تبلغ 414
والذي جاء من القطع المتوسط، انضم إلى المكتبة السعودية
باعتباره أحد الأصوات التي توثق للمرحلة
وأحد المشاركات الثرية بالرؤى الشعرية
تجاه مختلف ضروب ومستجدات الحياة المعاصرة بالمملكة.


عن صحيفة الجزيرة الصفحة الثقافية

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2013, 10:57 AM   رقم المشاركة : 3

 



رحم الله زميلي الشاعر الأديب عبد العزيز الرويس

كتبه / عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف


الدهر لاءم بين ألفتنا
وكذاك فرّق بيننا الدهر

كل يوم نفاجأ برحيل غالٍ الواحد تلو الآخر، فجادة الموت عامرة بسالكيها من قوافل الراحلين رجالاً ونساء شباباً وشيبا، فالموت لا يبقي على أحد مدى الليالي والأيام إلى قيام الساعة، فبينما هاتفت الأخ محمد بن الزميل عبد العزيز بن عبد الله الرويس للاطمئنان على صحة والده حيث كان يقيم بمستشفى الملك خالد الجامعي ما يقارب العام يكابد عقابيل المرض وأسقامه فأجابني ابنه البار.... وهو يكفكف عبراته قائلاً: عظم الله أجرنا وأجرك في زميلك والدنا، حيث صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها قبيل غروب شمس يوم الخميس ليلة الجمعة 2-5-1434هـ - رحمه الله - ولقد ولد يتيماً في بلدة اليمامة بمحافظة الخرج، فاحتضنه بعض أقربائه، وتعلم في إحدى الكتاب وختم القرآن الكريم وحفظ معظمه، وقد وهبه المولى ملكة الحفظ وحب سماع ما يلقى في مسجد محلتهم من أحاديث ودروس وما يقرأه الإمام في بعض كتب المطولات..

قبل الإقامة لصلاة العشاء كل ليلة فنما لديه حب العلم وطلبه لأجل أن يتناسى وطأة اليتم المبكر وحرمانه من حنان أبويه وليهيئ نفسه لحياة ومستقبل مشرق، وكأنه قد سمع قول الشاعر:

وإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعول في الدنيا على رجل


فلم ير بداً من الشخوص إلى مدينة الرياض والالتحاق بحلقات دروس العلم بمسجد الشيخ محمد بن إبراهيم بمحلة (دخنة) لتلقي مبادئ العلم لدى فضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بعد صلاة الفجر مباشرة في غربي المسجد، وبعد طلوع الشمس الاتجاه إلى شرقي المسجد لدى سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقد سكن في إحدى حجرات البيوت التي أمر جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - بتهيئتها لطلاب العلم مع صرف مكافأة لكل طالب حسب مستواه العلمي ترغيباً لهم، فاستمر - أبو محمد- ينهل من حلو رضاب العلوم، وعند افتتاح المعهد العلمي بالرياض عام 1371هـ التحق به مواصلاً الدراسة به حتى نال الشهادة الثانوية عام 1374هـ ثم التحق بكلية اللغة العربية ونال الشهادة العالية بها عام 1378هـ ونعتبر ثاني دفعة بنفس الكلية وعددنا لا يتجاوز العشرين متخرجاً.. ثم وجه قاضياً بالرياض، فما كان منه إلا أن أعد قصيدة جزلة المعاني موجهة إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم الرئيس العام للمعاهد والكليات.

أبدى فيها اعتذاره عن العمل في سلك القضاء وتوجه للعمل بوزارة المعارف، ثم أعد سماحته خطاباً موجهاً إلى وكيل وزارة المعارف - آنذاك- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ مثنياً عليه فقال الشيخ عبد العزيز للزميل - أبو محمد- خطاب سماحة الشيخ محمد وثناؤه عليك نعتبره أعلى شهادة، وقد تدرج في عدة مناصب إدارية وتعليمية حتى أصبح مديراً عاماً للثقافة وأمينا عاماً للمجلس الأهلي لرعاية العلوم والفنون بوزارة المعارف - آنذاك - حتى تقاعد كما أنه قد أعير عضواً للتدريس في البعثة الجزائرية في أواسط الثمانينيات هو ونخبة من الزملاء، وكان له نشاط ثقافي ملحوظ هناك فهو محبوب لدى طلابه وزملائه، فالشيخ معروف بتواضعه الجم وسعة أفقه الثقافي والأدبي، وله ديوان (حصيد الزمن) حافل بغر القصائد جزلة المعاني وضافية الخيال البلاغي والأدبي، وشعره يحاكي شعر فحول شعراء العصر العباسي جودة وأسلوباً، ومن مؤلفاته بعض الكتب الدينية المدرسية وله نشاطات أخرى دينية وشعرية، وقد استقيت بعض هذه المعلومات من شريط سبق أن سجلته عنه في برنامج «أوراق شاعر» وقد ذكر في مستهله بعضاً عن سيرته - رحمه الله -:

ولي معه ومع الزملاء الذين سبقونا إلى مضاجع الراحلين أجمل الذكريات وأحلى أيام العمر، فالزملاء لهم مكانة عالية في شعاب النفوس يدوم بقاؤها، ولا ننسى تلك الرحلات التي نقضي أيامها ولياليها في نواحي مدينة الرياض، وفي ربوع منطقة الخرج ومتنزهات السيح في أجواء مرح وفرح بصحبة أولئك الزملاء الذين غاب معظمهم عنا تحت طيات الثرى - رحمهم الله - وأسعد من بقي منا. وقد كنت أزور الزميل الشيخ عبد العزيز الرويس في مرضه على فترات وهو يرقد في مستشفى الملك خالد الجامعي للاطمئنان على صحته، فيكثر الدعاء لي ولأسرتي، وأحاول أن أذكّره ببعض المواقف الطريفة مع أساتذتنا الأجلاء، ومع الزملاء الفضلاء داخل الفصول الدراسية لإدخال السرور على نفسه، وإيقاظ الخلايا الذهنية لديه، فتتهلّل أسارير محيَّاه مُومياً بمقدمة رأسه، وبداخله ما به من تحسر على تعذّر عودة تلك الأيام الجميلة التي مضت ولن تعود أبداً، ومحاجر عينيه تجول بهما الدموع، ولسان حاله في تلك اللحظات الحزينة يردد معنا هذا البيت:

ما أحسن الأيام إلا أنها
يا صاحبي إذا مضت لا تعود

وعندما هممت بالانصراف مودعاً له - وكان هو الوداع الأخير- أخذ يكرر لحظ عينيه نحوي محركاً شفتيه بالدعاء لي وكأنه يقول وداعاً أبا محمد، فدفعت دمع عيني أمامه حتى خرجت من غرفته، ولك أيها القارئ الكريم أن تتصوّر حالي في تلك اللحظة وأنا أودع صديقي ورفيق عمري الدراسي:

حبيب عن الأحباب شط به النوى
وأي حبيب ما أتى دونه البعد

وما لبث أن توفاه الله آخر يوم الخميس في 2-5-1434 هـ وأديت عليه صلاة الميت بعد صلاة الجمعة 3-5-1434هـ بجامع الراجحي، ودفن جثمانه الطاهر بمقابر حي النسيم بالرياض:

فيا ثاويا قد طيَّب الله ذكره
فأضحى وطيب الذكر عمرٌ له ثان
رحمه الله رحمة واسعة وألهم ذويه وأبناءه وأختيه ومحبيه الصبر والسلوان.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-24-2013, 11:00 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 




الخرج اون لاين :

تقيم اللجنة ثقافة بمحافظة الخرج تقيم يوم ٢٧ من الشهر الجاري امسية وفاء للشاعر الراحل عبدالعزيز الرويس بقاعة المكتبة العامة في الخرج . والذي انتقل الى الرفيق الاعلى الاسبوع المنصرم ويعد الرويس من كبار الادباء والمؤلفين بالمملكة الفقيد الأديب والشاعر عبد العزيز بن عبد الله الرويس ولد في بلدة اليمامة بمحافظة الخرج، وتلقى أصول تعليمه الأولية على يد عدد من المشايخ، وتخرج من كلية اللغة العربية، وتدرج في عدة مناصب إدارية وتعليمية حتى أصبح مديراً عاماً للثقافة وأميناً عاماً للمجلس الأهلي لرعاية العلوم والفنون بوزارة المعارف (آنذاك).

وللفقيد العديد من الأعمال الشعرية والأدبية، ويصفه العديد من الأدباء بالشاعر المبتكر للحداثة الشعرية بواقعية شعر الأمة الأصيل, وتتسم لغته في الشعر بالاستقاء من نضارة الماضي، وعصرية الراهن المعاش، وترتقي لغته فوق خضم الراهن فهو على نسق المتنبي وأبي تمام، والشعراء التراثيين في شعر الحكمة، وشعر الدلالات المأخوذة من سياق الشعر العربي الأصيل. ولقد ولد يتيماً في بلدة اليمامة بمحافظة الخرج، فاحتضنه بعض أقربائه، وتعلم في إحدى الكتاب وختم القرآن الكريم وحفظ معظمه، وقد وهبه المولى ملكة الحفظ وحب سماع ما يلقى في مسجد محلتهم من أحاديث ودروس وما يقرأه الإمام في بعض كتب المطولات..

قبل الإقامة لصلاة العشاء كل ليلة فنما لديه حب العلم وطلبه لأجل أن يتناسى وطأة اليتم المبكر وحرمانه من حنان أبويه وليهيئ نفسه لحياة ومستقبل مشرق، وكأنه قد سمع قول الشاعر:

وإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعول في الدنيا على رجل
فلم ير بداً من الشخوص إلى مدينة الرياض والالتحاق بحلقات دروس العلم بمسجد الشيخ محمد بن إبراهيم بمحلة (دخنة) لتلقي مبادئ العلم لدى فضيلة الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بعد صلاة الفجر مباشرة في غربي المسجد، وبعد طلوع الشمس الاتجاه إلى شرقي المسجد لدى سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وقد سكن في إحدى حجرات البيوت التي أمر جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - بتهيئتها لطلاب العلم مع صرف مكافأة لكل طالب حسب مستواه العلمي ترغيباً لهم، فاستمر - أبو محمد- ينهل من حلو رضاب العلوم، وعند افتتاح المعهد العلمي بالرياض عام 1371هـ التحق به مواصلاً الدراسة به حتى نال الشهادة الثانوية عام 1374هـ ثم التحق بكلية اللغة العربية ونال الشهادة العالية بها عام 1378هـ ونعتبر ثاني دفعة بنفس الكلية وعددنا لا يتجاوز العشرين متخرجاً.. ثم وجه قاضياً بالرياض، فما كان منه إلا أن أعد قصيدة جزلة المعاني موجهة إلى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم الرئيس العام للمعاهد والكليات.

أبدى فيها اعتذاره عن العمل في سلك القضاء وتوجه للعمل بوزارة المعارف، ثم أعد سماحته خطاباً موجهاً إلى وكيل وزارة المعارف - آنذاك- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن حسن آل الشيخ مثنياً عليه فقال الشيخ عبد العزيز للزميل - أبو محمد- خطاب سماحة الشيخ محمد وثناؤه عليك نعتبره أعلى شهادة، وقد تدرج في عدة مناصب إدارية وتعليمية حتى أصبح مديراً عاماً للثقافة وأمينا عاماً للمجلس الأهلي لرعاية العلوم والفنون بوزارة المعارف - آنذاك - حتى تقاعد كما أنه قد أعير عضواً للتدريس في البعثة الجزائرية في أواسط الثمانينيات هو ونخبة من الزملاء، وكان له نشاط ثقافي ملحوظ هناك فهو محبوب لدى طلابه وزملائه، فالشيخ معروف بتواضعه الجم وسعة أفقه الثقافي والأدبي، وله ديوان (حصيد الزمن) حافل بغر القصائد جزلة المعاني وضافية الخيال البلاغي والأدبي، وشعره يحاكي شعر فحول شعراء العصر العباسي جودة وأسلوباً، ومن مؤلفاته بعض الكتب الدينية المدرسية وله نشاطات أخرى دينية وشعرية والفقيد توفي آخر يوم الخميس في 2-5-1434 هـ وأديت عليه صلاة الميت بعد صلاة الجمعة 3-5-1434هـ بجامع الراجحي، ودفن جثمانه الطاهر بمقابر حي النسيم بالرياض:



http://www.alkharjonline.net/news-ac...w-id-22193.htm

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 04-15-2013, 02:27 AM   رقم المشاركة : 6

 

لاتلوم نفسك والدنا الكريم

وحضورك على الدوام شرف لنا

سلمت ودمت بخير وهناء

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir