يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-15-2008, 12:42 PM   رقم المشاركة : 11

 

أبا ناهل :

بحديثنا عن الحبّ سوف نستعير ـ بلا شكّ ـ لغة النوافذ حين تبوح للطرقات ...

سوف نقيم طقساً من الفرح المباح ،

و لن ندير الكأس بيننا ـ بالطبع! ـ

"عفواً إلا الحبّ .."


لن أسوق لكم هنا :

دوافع الحبّ ،

علامات الحب ،

مشروعية الحب ،

بل لن أكون أكثر حماقةً فأحيلكم إلى قراءة كتاب " طوق الحمامة " !

فنحن نحتاج إلى التعبير أكثر من التنظير ...

أبو ناهل قد أشرع لنا باباً موصداً ، للتعبير و ليس أكثر أو أقلّ ..!

و أجدني مرغماً لاقتطاع مقطع من قصيدة للشاعر المتألق علي الدميني و التي بعنوان ( مايشبه النسيان ) لثقتي أنها أبلغ ما

يقال هنا ، و منها :
وأنا القريب من احتشاد النار في لغتي ،
أخبئ رعشتي في المشي
اركض نحو مدرستي
وأخجل ُ ، حين أبدو شارداً في الفصل ِ،
يفجؤني المعلّمُ :
هل قرأت لشيخنا "طوق الحمامة "؟

ناح الكلام بقرب قافيتي، فأشعلتُ السراج على سطوح الدار ِ،
ضوئي شاحبٌ ،
وضياؤها قمرٌ تعلّق في جدار الليل ٍ، فاغتسلت بسحنته المدينة ْ .

ما كان أشبهَنا "بعذريّ الهوى " ، يا شيخنا، في الإلف والإيلافِ،
في التقوى وفي الإنصاف ِ،
في رسم الطريق إلى عيون صبية ٍ شامية ٍ مغسولة ٍ
برهافة الأسلاف ْ.

كان " ابن حزم " يظلني بقميصه،
و رياحه،
و ذهابه ِ في العشق متكئاً
على ما تصنع الأوصاف ْ.

نحتاج أن نفنى طويلاً في دنان الحب ، يا شيخي، لنبلغ سدرة الأفعال:
أن نتبادل المعنى على الكفين ،
أن نتذكـّر الذكرى التي كنا وضعنا خبزها في أول التنور،
لم تنضج بما يكفي لميلاد " البنين "،
ولم ير التقويم ُ صورتها غلافاً لائقاً بالوقت ِ،
لم يقبل بسحنتها"جنون " الأهل ِ ،
أو تدْخل ببسمتها الوديعة ِ "دفتر الأحوال ْ".




أما أنا ، فقد أطلْت عليكم بما يكفي و بما لا يكفي ..!

كلّ ذلك من قبيل المقدمات التي نجيد صناعتها دوماً ،

ولكني سأنفذ مباشرة إلى صلب الموضوع ( أعدكم هذه المرة أن أنفذ بالفعل !! )

وسأحكي لكم عن تجربتي مع ( الحب ) كما أراه أنا بالطبع ، لا كما يراه أي شيء عداي ..،

يعني ( الحب ) كما استخدمته أيقونة ترمي إلى أشياء أخرى خارج النصّ .. ( أرأيتم لا زلت دون صلب الموضوع و لم

أنفذ !! العادة محكّمة ...!! خلاص راح أدخل في الموضوع .)

بعدَ عامٍ من الحبّ ...


لنْ أُحبَّكِ بعدَ اليوم ...

كلمةً قالها قلبيَ المسكونُ بكثيرٍ من الألم ،

و قَدْرٍ لا بأسَ به من الكبرياء

نعم ، لن أحبّك بعد اليوم ...

قلتُها حينَ علمتُ أنّ خراجَ السحابةِ لنْ يكونَ لي

و أنّني سأتسوّلُ من أبجديّةِ الأرصفةِ قصائدي !

لا أنكرُ أنّ حبّكِ قد جعل عينيَّ تتّسعان فوق العادة !

أنّه قد مَرَّ على سكونِ ليلي كقافلةٍ من الصّخب الجميل

لا أنكرُ ذلك ...

و لا أنسى حينَ عانقتِ الحياةُ معجمي ساعةَ الاحتضار !




قبلَ عامٍ تماماً

الْتَحَقتُ بمدرسة الحبّ ...

هيّأتُ لي مقعداً قُربَ النّافذة

كنتُ ألْحَظُ وجوه السّائرين تلفُّها عمائمُ الحزن ،

و أضْحكُ طويـــــلاً !!


كانتْ كلُّ الطرقات أمامي مُزمّلةً بالورود ،

كلُّ الفصولِ حولي تموجُ بالموسيقى و النّغم ،

كلٌّ الوجوه طفلاً شهيّاً موغلاً في البراءة ...




بعدَ عامٍ تماماً

طُردتُ من مدرسةِ الحبِّ بتقديرِ امتياز !!

لم يكنْ لديَّ متّسعٌ من الوقتِ كي أفكّرَ لماذا تفوّقتُ على أقراني ،

و حظيتُ بشرفِ الإبعادِ من بينهم !!

و لكنّني علمتُ لاحقاً :

أنّني لقمةٌ غَصًّتْ بها حلوقُ العاشقين ،

أنّني أغنيةٌ عجَزَتْ عن ترديدها حناجرُ الهائمين ،

أنّني لا أهوى السّيرَ في الطّرقات التي أعلمُ مآلاتها جيّداً ؛

لأنّني باختصار :

ماهرٌ جداً في الْتهامِ الطّرق المجهولة !

مُولعٌ كثيراً باحتساءِ الكؤوس التي ليس لها قرار !




أَرَأَيْتِ ؟؟

كلُّ ذلك بعدَ عامٍ ...



بتُّ أجزمُ يقيناً أنّ خروجَكِ من حياتي كان أجْدى من دخولِكِ !

فاخرجي اليومَ ، أو فَلْتدخلي ،

ليس هنالك فرقٌ كبيرٌ !

فبَعدَ عامٍ من الحبِّ

أضْحَتْ لديَّ مناعةٌ ضدَّ الداخلين ،

و طرقٌ شتّى للخارجين !!



تحياتي للجميع ( وطبعاً أبو ناهل من الجميع ! )

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-16-2008, 03:55 AM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


الله الله ياسعيد
هذا بالتحديد ماوددته
أن نبوح بما نؤمن به
وماأضفته ياسيدي
اثراء للموضوع
فلك صادق الود

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 05-16-2008, 04:06 AM   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فايز بن مسفر مشاهدة المشاركة
أبا ناهل :

بحديثنا عن الحبّ سوف نستعير ـ بلا شكّ ـ لغة النوافذ حين تبوح للطرقات ...

سوف نقيم طقساً من الفرح المباح ،

و لن ندير الكأس بيننا ـ بالطبع! ـ

"عفواً إلا الحبّ .."


لن أسوق لكم هنا :

دوافع الحبّ ،

علامات الحب ،

مشروعية الحب ،

بل لن أكون أكثر حماقةً فأحيلكم إلى قراءة كتاب " طوق الحمامة " !

فنحن نحتاج إلى التعبير أكثر من التنظير ...

أبو ناهل قد أشرع لنا باباً موصداً ، للتعبير و ليس أكثر أو أقلّ ..!

و أجدني مرغماً لاقتطاع مقطع من قصيدة للشاعر المتألق علي الدميني و التي بعنوان ( مايشبه النسيان ) لثقتي أنها أبلغ ما

يقال هنا ، و منها :
وأنا القريب من احتشاد النار في لغتي ،
أخبئ رعشتي في المشي
اركض نحو مدرستي
وأخجل ُ ، حين أبدو شارداً في الفصل ِ،
يفجؤني المعلّمُ :
هل قرأت لشيخنا "طوق الحمامة "؟

ناح الكلام بقرب قافيتي، فأشعلتُ السراج على سطوح الدار ِ،
ضوئي شاحبٌ ،
وضياؤها قمرٌ تعلّق في جدار الليل ٍ، فاغتسلت بسحنته المدينة ْ .

ما كان أشبهَنا "بعذريّ الهوى " ، يا شيخنا، في الإلف والإيلافِ،
في التقوى وفي الإنصاف ِ،
في رسم الطريق إلى عيون صبية ٍ شامية ٍ مغسولة ٍ
برهافة الأسلاف ْ.

كان " ابن حزم " يظلني بقميصه،
و رياحه،
و ذهابه ِ في العشق متكئاً
على ما تصنع الأوصاف ْ.

نحتاج أن نفنى طويلاً في دنان الحب ، يا شيخي، لنبلغ سدرة الأفعال:
أن نتبادل المعنى على الكفين ،
أن نتذكـّر الذكرى التي كنا وضعنا خبزها في أول التنور،
لم تنضج بما يكفي لميلاد " البنين "،
ولم ير التقويم ُ صورتها غلافاً لائقاً بالوقت ِ،
لم يقبل بسحنتها"جنون " الأهل ِ ،
أو تدْخل ببسمتها الوديعة ِ "دفتر الأحوال ْ".




أما أنا ، فقد أطلْت عليكم بما يكفي و بما لا يكفي ..!

كلّ ذلك من قبيل المقدمات التي نجيد صناعتها دوماً ،

ولكني سأنفذ مباشرة إلى صلب الموضوع ( أعدكم هذه المرة أن أنفذ بالفعل !! )

وسأحكي لكم عن تجربتي مع ( الحب ) كما أراه أنا بالطبع ، لا كما يراه أي شيء عداي ..،

يعني ( الحب ) كما استخدمته أيقونة ترمي إلى أشياء أخرى خارج النصّ .. ( أرأيتم لا زلت دون صلب الموضوع و لم

أنفذ !! العادة محكّمة ...!! خلاص راح أدخل في الموضوع .)

بعدَ عامٍ من الحبّ ...


لنْ أُحبَّكِ بعدَ اليوم ...

كلمةً قالها قلبيَ المسكونُ بكثيرٍ من الألم ،

و قَدْرٍ لا بأسَ به من الكبرياء

نعم ، لن أحبّك بعد اليوم ...

قلتُها حينَ علمتُ أنّ خراجَ السحابةِ لنْ يكونَ لي

و أنّني سأتسوّلُ من أبجديّةِ الأرصفةِ قصائدي !

لا أنكرُ أنّ حبّكِ قد جعل عينيَّ تتّسعان فوق العادة !

أنّه قد مَرَّ على سكونِ ليلي كقافلةٍ من الصّخب الجميل

لا أنكرُ ذلك ...

و لا أنسى حينَ عانقتِ الحياةُ معجمي ساعةَ الاحتضار !




قبلَ عامٍ تماماً

الْتَحَقتُ بمدرسة الحبّ ...

هيّأتُ لي مقعداً قُربَ النّافذة

كنتُ ألْحَظُ وجوه السّائرين تلفُّها عمائمُ الحزن ،

و أضْحكُ طويـــــلاً !!


كانتْ كلُّ الطرقات أمامي مُزمّلةً بالورود ،

كلُّ الفصولِ حولي تموجُ بالموسيقى و النّغم ،

كلٌّ الوجوه طفلاً شهيّاً موغلاً في البراءة ...




بعدَ عامٍ تماماً

طُردتُ من مدرسةِ الحبِّ بتقديرِ امتياز !!

لم يكنْ لديَّ متّسعٌ من الوقتِ كي أفكّرَ لماذا تفوّقتُ على أقراني ،

و حظيتُ بشرفِ الإبعادِ من بينهم !!

و لكنّني علمتُ لاحقاً :

أنّني لقمةٌ غَصًّتْ بها حلوقُ العاشقين ،

أنّني أغنيةٌ عجَزَتْ عن ترديدها حناجرُ الهائمين ،

أنّني لا أهوى السّيرَ في الطّرقات التي أعلمُ مآلاتها جيّداً ؛

لأنّني باختصار :

ماهرٌ جداً في الْتهامِ الطّرق المجهولة !

مُولعٌ كثيراً باحتساءِ الكؤوس التي ليس لها قرار !




أَرَأَيْتِ ؟؟

كلُّ ذلك بعدَ عامٍ ...



بتُّ أجزمُ يقيناً أنّ خروجَكِ من حياتي كان أجْدى من دخولِكِ !

فاخرجي اليومَ ، أو فَلْتدخلي ،

ليس هنالك فرقٌ كبيرٌ !

فبَعدَ عامٍ من الحبِّ

أضْحَتْ لديَّ مناعةٌ ضدَّ الداخلين ،

و طرقٌ شتّى للخارجين !!



تحياتي للجميع ( وطبعاً أبو ناهل من الجميع ! )
بصدق تام لايكفي يافايز
فلديك الكثير وأدرك هذا
أطمح أن نرى ابداعاتك
في مجال الأطروحات
في أي مجال تحب
شاكرآ مرورك العذب

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir