يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 02-23-2012, 10:08 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road

Cool رحلةٌ باريسية !!


 

تأبطت سائدة وسادة أسطوانية الشكل كجذع شجرة ملساء، ومضت متكئة في رحلة سياحية خارج نطاق المجموعة الذهنيّة ، فحلّت سائحة تحت أعمدة برج إيفل في مدينة باريس العاصمة الفرنسية الشهيرة ، وأثناء تجوالها رأت عمّال الطلاء يطلون البرج صعوداً وهبوطاً لحماية هذا المعلم التاريخي الشهير من تآكل الصدأ ، فخطرت على بالها فكرة جهنمية
وهي بأن تدفع بولدها العاطل عن العمل إلى أولئك العمّال ، والمهندسين الأكفاء ، ليعمل معهم ويكتسب مهارات فنيّة عالية ، بعد أن كلّ من البحث عن وظيفة يؤمّن بها مستقبله في بلده ، فدفعت به إليهم قائلة له : سأتركك هنا يابني وأمضي ، فإن نجحت في عملك
فلا تألو جهدا في ذكر فضائلي عليك ، ولاتزهو بنفسك ، بل ثق بالله ثم بقدراتك لتبزّ أقرانك من هؤلاء ، وإن لم يحالفك الحظ ولم تنجح ، فلاتلومنّ إلاّ نفسك المترددة ، وركونك إلى الكسل والدعة ، فهي من جعلك تراوح في ساحات العاطلين ، وتتأخر خطواتك عن ركب العاملين واعلم بأن الأرزاق بيد الله يهبها للمتوكلين الجاااادّين ،
ويمسكها عن المتخاذلين ، المتواااكلين عن طلبها ، ثمّ انصرفت تتجوّل مابين البرج ، والنهر سائحة قلقة على مصير ولدها الوظيفي ، وأثناء التجوال شعرت بالبرد يلفح وجهها حينماسارت بمحاذاة نهر السين ، وفي لحظة شرود ، ودونما انتباه لموضع قدميها انزلقت ، فوقعت في النهر ، وأخذت تغالب الغرق ، ولم تكن تتقن السباحة مطلقاً ، فشعرت بالإختناق يطبقُ على أنفاسها ، فجاهدت ، وجالدت حتى استطاعت القفز ، فقفزت خارج النّهر بأعجوبة ، وهي مبللة الثياب ترتعد فرائصها
من شدة البرد ، فتشبثت برداء صوفي وجدته ملقى بجانب النّهر فاشتملت به وانزوت في حضن عمود برونزي اللون ضخم
وأخذت تفرك عينيها ، وتمسح وجهها براحتي يديها ، فإذا بها في صالة بيتها متقرفصة بجوار منضدة خشبية ضخمة ملتحفة بلحاف أزرق ،
وصوت التلفاز مرتفع يجلجل في الصالة
والمذيع لايزال يصف السياحة حول برج إيفل في برنامج وثائقي بعنوان تثمين مالايقدّر بثمن
في قناة ناشيونال جوغرافيك ، فنهضت وبدلت ثيابها المبللة جراء انسكاب كوب ماء على ملابسها كان بيدها أثناء إغفاءتها القصيرة
أمام شاشة تلفازها الضخمة والمعلقة على جدار صالتها ،
وعادت لتتابع سائر القنوات الأخرى ، وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل
رحلتها الباريسية وخوفها على مستقبل ولدها !!

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:43 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir