يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الأسرة > ساحة الأسرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-19-2009, 04:47 AM   رقم المشاركة : 1
Exclamation عندما أيقظتني عفاف .. ولكن بعد حين ..!!!


 





أحبتي أعضاء الساحات



[ عندما أيقضتني عفاف ..!! ]


مع أنه [ سامي ] قد طاف العالم حتى لا يكاد يجد في الخريطة دولة جديدة

وركب الطائرات حتى عادت كأنها سيارات ...!!!

فإن زوجته [عفاف ] لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة.

*****

وبعد عِشرةِ عشرين سنة، ومن أين ؟ وإلى أين ؟

من [ الظهران إلى الرياض ]

ومع من ؟ مع أخيها القروي البسيط .. [ سعيد ]

الذي أحس أنه يجب أن يُنَفِّسَ عنها بما يستطيع

فأخذها بسيارته القديمة من الرياض إلى الدمام ..



وفي العودة رجته بكل ما تملك أن تركب الطيارة حتى و لو قبل أن تموت ..!!!

أن تركب الطيارة ... التي يركبها دائماً سامي زوجها والتي تراها في السماء وفي التلفزيون

واستجاب أخوها لندائها وقطع لها تذكرة،

وأرفق معها ابنها [ حاتم ] محرماً لها وعاد هو وحيداً بسيارته القديمة تهتز به المشاعر والسيارة

وفي تلك الليلة لم تنم عفاف ؛

بل أخذت تثرثر مع زوجها سامي ساعة عن الطيارة

وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها ومباهجها ووجباتها وكيف طارت في الفضاء ..

طارت ! تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر ..

مدهش ! ومزهر ومسكون بالبشر..

وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا..!!!!

ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة حتى ابتدأت في وصف الدمام

والرحلة إلى الدمام من بدئها لختامها

والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها

والطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام في رحلة الذهاب

أما رحلة الإياب فكانت في الطائرة ، الطائرة التي لن تنساها إلى الأبد


واستقعدت على ركبتيها كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها

وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان دهشة وسعادة

ما رأت من شوارع ومن متاجر ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم

وكيف أن البحر يرغي ويزبد كأنه جمل هائج

وكيف أنها وضعت يديها هاتين .. هاتين في ماء البحر، وذاقته فإذا به مالح .. مالح ..

أخبرته قائلةً :

ورأيت السمك يا سامي .. نعم رأيته بعيني يقترب من الشاطئ ،

وصاد لي أخي سمكة ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية ..

كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها ..

ولولا الحياء يا سامي لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر ؟

رأيت الأطفال يبنون...


يووووه نسيت يا سامي....

ونهضت جذلى فأحضرت حقيبتها ونثرتها وأخرجت منها [ زجاجة من العطر ]

وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا

وقالت هذه هديتي إليك

وأحضرت لك يا سامي " شبشب " تستخدمه في الحمام


وكادت الدمعة تطفر من عين سامي لأول مرة .



لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها

فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية ..

وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم،

ولم يأخذها معه مرة لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب ..

أو لأنها في نظره ......أو .........أو ........

فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر،

ولماذا يأخذها معه ،

ونسى .. نسى أنها إنسانة .. إنسانة أولاً وأخيراً ..

وانسانيتها الآن تشرق أمامه وتتغلغل في قلبه

وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه


فما أكبر الفرق بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد

وبين الهدية التي قدمتها هي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة

إن " الشبشب " الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها

فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر ،


وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة

التي تغسل ثيابه وتعد له أطباقه وأنجبت له أولاده وشاركته حياته وسهرت عليه في مرضه

كأنما ترى الدنيا أول مرة

ولم يخطر لها يوماً أن تقول له اصحبني معك وأنت مسافر

أو حتى لماذا تسافر لأنها المسكينة تراه ( فوق ).. بتعليمه وثقافته وكرمه المالي

و قوامته و رجولته و ..... و .......

سامي شعر بذاته الآن أجوف ..

بدون حس ولا قلب أحس بالألم وبالذنب..

وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً ليس فيها يوم يختلف عن يوم ..

فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لا تكاد تبين ..

وقال لها كلمة قالها لأول مرة في حياته ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين


قال لها : أحبك ..

قالها من قلبه ..

وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة وتوقفت شفتاها عن الثرثرة ...

وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة وألذ ،

رحلة الحب التي بدأت بعد عشرين عاماً من الزواج ،

بدأت بكلمة .. بكلمة صادقة ..

وعندها فقط انهارت [ عفاف ] باكية و انهار [ سامي ] باكياً ..


[ همسة ] ..

قد تكون قرأتها من قبل ..

وقد لاتكون ..

ولكن السؤال ....

هل رأيت نفسكَ في شخصية ( سامي ) تلك وأنت تقرؤها ؟؟؟؟

ونحن الآن على مشارف انتهاء الاجازة الصيفية ....

وكم مرةً كُنتَ فيها ( سامي ) وكانت زوجتكَ ( عفاف ) ؟؟؟؟


وهل .. وهل .. وهل ....

أسئلة كثيرة ومترابطة

ابحث لها عن إجابة ....

وقبلَها قرِّر ماذا يجب عليك أن تفعل وتقول ( لعفاف)

وفَكِّر كيف تُكَفِّرُ عَمَّا مَضَى ...

وضع نصب عينيك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :

[ أيها الناس ! إن النساء عندكم عوان ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن حق ، ومن حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا ، ولا يعصينكم في معروف ، فإذا فعلن ذلك فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف ]

* كل ما أخشاه أن بعض [ الرجال ] .. لم يجدوا متنفساً ..

لمجموعة [ الأمراض النفسية ] التي يعانيها ..الا [ الزوجة ] ..

وهو متأكد أنها لن تبوح بشيئ في مجتمع _ مع الأسف _ يرفض داخلياً

المرأة التي تطالب بحقوقها كاملةً و بصراحة .. ويُمجِّد المرأة التي تصبر

على كل ظلم وتجاهل وتحتسب وتتخذ شعار [ جلد الذات ] حتى أصبحت

غير قادرة على [ مجرد التفكير ] خارج [ حدود تفكير الرجل ] ..

*****

قرأتها فراقت لي أنا [ انسان ] فنقلتها لكم بتصرف


وتقبلوا خالص تحياتي أخوكم ....[ انسان ]

ودمتم سالمين .....

 

 
























التوقيع


القلب المثتَمَتِّع بالسّلام .. يرى عُرساً في كلّ قرية

homeless2009@hotmail.com

   

رد مع اقتباس
قديم 08-20-2009, 04:00 PM   رقم المشاركة : 2

 


أخي المبدع والرائع : إنسان
كل عام وانت بخير مقدماً
كرأي خاص .. أعتقد ان هذا الموضوع أحد اهم الموضوعات
التي طرحت خلال الفترة الماضية للصدق في طرحه ولملامسته
لجانب حيوي في حياتنا ولأنه يحتاج إلى الصدق مع النفس
... أحب هذا الحس الإنساني المميز والهم الجمعي الذي يفترض
أن نحتويه ويحتوينا ....
عزيزي : تضخم الأنا لدينا وتحديداً (الذكورية)تغلق في وجوهنا العديد
من المنافذ وهي معضلة كانت وبقيت وستبقى ولكنها ستتلاشى بوجود
ذوي العقول المستنيرة والبصائر اليقظة أمثالك فلاعدمناك ...

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 10-16-2009, 11:09 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية هاني فرحة
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
هاني فرحة is on a distinguished road


 


.

الحياة الزوجية تحتاج الى الاندماج بين الرجل والمرأة وجدانياً وعاطفياً

وأن يعي كل طرف بالآخر ويشعر به ويحنو عليه

----------------------

دام لنا هذا الطرح الملئ بالإتقان

من صاحب الفكر الراقي [إنسان]

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir