يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-11-2017, 11:00 PM   رقم المشاركة : 1
روح مكة (مرة أخرى)


 

.

*****


السبت 12 جمادى الثاني 1438 هـ

روح مكة (مرة أخرى)


بقلم د. سعيد أبو عالي

عندما أكتب عن أحد الحرمين فإن الهيبة تغشاني وتملأ روحي. فيا لقدسية المكان، ويا لعبق التاريخ، ويا لجلال النِداء الخالد: (الله أكبر).

في يوم الأحد 28 رمضان الماضي كتبتُ مقالا بجريدتنا هذه بالعنوان أعلاه (روح مكة) واستنطقتُ فيه بعض جوانب التاريخ.. واليوم أرجو أن تشاركوني بعض خواطري وأنا أتشرف بزيارة مكة المكرمة.

مكة المكرمة هي البلد الذي حرّمه الله.. ورغم عصرنة البناء فيها فإن وقوف الكعبة (بيت الله) شامخة يشي بوحدة الزمان ومركزية المكان. أنظرُ إلى الكعبة متأملا فيذوب فكري في أعماق الزمان منذ أن نزل الملائكة المكرمون ليبنوها. وتنداح روحي مع الزمان في هيبة وجلال إلى وقتنا الراهن.

مكة المكرمة تخضع للتغيُر في أعداد السُكان. يوميا يفِد إليها من الداخل والخارج معتمرون لقضاء يوم أو بعض يوم، بل أيام وأسابيع ناهيك عن موسم الحج. وهذا يُظهِر للقارئ مدى صعوبة التنبؤ بتوفير الخدمات (ماء، خبز، كِساء، دواء، وغير ذلك) ولكن (الوفرة) في كلِ شيء هي السائدة.

زمزم البئر من مكونات الحرم الشريف حيث لا تبعد عن الكعبة أكثر من عشرين مترا، وهي أشهر بئر في التاريخ، وتصور معي قارئي العزيز أن أكثر من مليون (على أقل تقدير) يشربون منها عدة مرات في اليوم الواحد طيلة أيام الحج وهي دارة طوال أيام السنة، لا تنزف أبدا إلا ما شاء الله. هذه البئر الطيبة يُروى أن ماءها المبارك «يثور من ثلاث أعين أقواها وأكثرها ماء عين من ناحية الحجر الأسود». كانت في مبنى عليه قبة قريبا من الكعبة المشرفة وعلى فوهة البئر سياج من الحديد. (الزمزمي) ينزف الماء المبارك بدلو للواقفين فيشرب كلٍ منهم حتى يرتوي، ويملأ الجرار المصنوعة من الفخار للذين يحملون الماء إلى ساحات وباحات الحرم الشريف، أو إلى البيوت المنتشرة في حارات وأحياء مكة.

وفي عام 1382 أمر الملك سعود بن عبدالعزيز- رحمه الله- بتوسيع المطاف تسهيلا على الطائفين المتزايد عددهم فخُفِضت فوهة البئر إلى قبو وينزل الناس إليه بدرج حيث تم تشييد قسم للرجال وآخر للنساء.. وبهذا لم يعد للدلاء (جمع دلو) وجود. أما اليوم فإن الماء المبارك يُضخُ إلى أرجاء الحرم والمسعى ليشرب كل راغب وهو في مكانه. ولهذا الغرض قامت إدارة خاصة بالسقيا ضمن جهاز رئاسة الحرمين الشريفين، وعمليات التنظيف والتعبئة تتم آليا وبطريقة علمية فيما يشبه المصنع الضخم.

في مكة تقوم جامعة أم القرى تجمع بين الثوابت والتطوُر المعاصر، وبها معهد أبحاث الحج الذي يقدِم الدراسات التاريخية، ويسبر آفاق المستقبل للحرم الشريف وللبلد الحرام.

جلس للتدريس بالحرم علماء أجلاء على مدى التاريخ.. وفي العصر الحاضر تزايد أعداد العلماء المدرسين.. وقد جلستُ في حضرة كثير منهم.. وفي كل جلسة مع كلِ عالم.. تقول لي نفسي إنهم بفضلهم وعلمهم يتفاضلون فيما بينهم فجزاهم الله خيرا. وإلى ذلك قامت مؤسسات تعليمية مبرمجة مثل معهد الحرم المكي الشريف وكلية الحرم المكي الشريف. المعهد قام عام 1385. وينتظم الطُلاب فيه لدراسة المرحلة المتوسطة والثانوية بتركيز شديد على العلوم الشرعية واللغة العربية ويُصدِر شهادات دراسية اعتمدتها وزارة التعليم منذ عام 1395.

أما كلِية الحرم فلها مجلس علمي منذ تأسيسها عام 1436 وبها أقسام علمية متعدِدة، ولها عميد ينفِذ السياسات التي يرسمها المجلس العلمي.

وإذا أقمت بمكة- حرسها الله- فيمكنك وأنت في رحاب الحرم الشريف أن تزور (مكتبة المسجد الحرام) بالدور الثاني من توسعة الملك فهد- رحمه الله- وتحتوي على عشرات آلاف الكتب والمجلدات، وهي تعمل سبع عشرة ساعة يوميا، وبها تسهيلات هائلة للمكفوفين.

هذه مكة، وهذه بعض علائم روحها.. فلي وللجميع دعائي بأن يعمُر الله نفوسنا بروح مكة.



*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:07 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir