يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الشعبي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 01-30-2010, 07:55 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية العضو











أبوناهل غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 

---- تابع قصة الوانيت ----


شهر مضى بأيامه الثلاثين، كما تنفرط حبات القلادة من حبلها العتيق ، وحان على (أبوعبدالله)
ان ينقد صاحب معرض السيارات قسطه الشهري الأول . و(عبدالله) الذي ينفق عزّ وقته في أول
الشباب ، مع السياره ، فيختلق المشاوير، ويطيل عن البيت في الغياب : فكان ماكان من نتيجة
الدراسة (ولم يكتب الله) لغير ذي الإجتهاد نصيباً في النجاح .
فامتدت يد الأب إلى غنيمات بقين من القطيع ، ولصاحب المعرض ، أوفى بدين التقسيط ،
وإذا كانت (الأولات الروابح) فلله في تدبير شأن العباد مع بوادي الأيام ، شأن سيكون جديد .
وقالت ( أم عبدالله) ، حين هاج وماج صدر الشايب بالحسرة والغضب :
لاتثقل يامخلوق على ولدك ، أنظر إبن فلان وإبن فلانه .. يدرأ اهلهم عنهم الرياح ، ومازالت
بنواعم الكلام ، و(إحتمال مائلة الزمن في إنتظار خير الولد ) .
فازدرد (أبوعبدالله) مع خبزة العشاء تلك الليلة ، سباباً لم يخرجه من صدره ، وتوضأ وصلى العشاء ،
وسجد سجود السهو ، ولعن (الوسواس الخناس) وطوى سجادته .. ثم التف بالغطاء في مكان ناء ،
وعلى عدد من دعوات ماقبل النوم في السر أطبق جفنيه ونام .
إنجرد عن (شعبان) شهره ، ودلف بالصوم (رمضان).. فيه خير الأجر، وضعف الحسنه ، وفيه
(العمرة) بثوابها كمن نال مغفرة (الحج) قال (أبوعبدالله) في حضرة زوجته ، من بعد إفطار
يوم رمضاني في العشر الأواخر من (الشهرالفضيل) ..أظن مثلي لايضيع حالة هيأت له مع
الولد والسيارة : (عمري " ياالله ، حسن الخاتمة " البياض في يفتك بكل سوداء ، وليس لآمن
الأيام أمان ، غداً مع الفجر نحزم النيه بعد "السحور" وركعتي الصبح ، ونوجه عزيمتنا بإذن
الله إلى "بيت الله " : نطوف ونسعى ، ونشرب من ماء " زمزم " وندعو الله بدعوات فيهن
طلب الصلاح للولد ، وإستزادة طيب الخير ، والمغفرة من كل ذنب على الإنسان إقترافه ،
بقصد او بدون قصد ) .
رات الزوجة في رأي شيبتها الخير ، ومتى كانت لاترى في رأيه الراي ، ولو في معصية : فكيف
في دعوة إلى مرضاة الرب ، وفيها الفسحة والأجر ، ونفس المدن المدن الحارة البعيدة؟!
سمعت هجعة القرى في الليل (مدفع السحور) ، من مركز سوق القبائل ، وكان (أبوعبدالله)
منذ بلغ الشهر عشرته الخيرة ، يؤدي بحسن العبادة (صلاة التراويح) فأوتر البارحة ،
ونام بلسان يلهج بذكر الله والرغبة في طيب الأجر والجزاء .
وعندما أيقظته على الموعد (أم عبدالله) .. قام على جهد ركبتين تنودان بطقيق اوجاعهما
وعلى نفس مثقلة بالنعاس ونفاذ الشهية ، وتبلع لقيمات السحور ، مع الزوجه والولد .
كان عليهم ان يودعوا نفر الأسرة من الأطفال .. عند خالتهم في القرية القريبة .. وعلى مضض العاجل
المتعب اوقضوهم .
خلف صلاة الصبح .. ركبوا في " وداعة الله " سيارتهم ، ولم تفتح شمس النهار عينها ، إلا وهم في
مقطع من الطريق الأسود الطويل . كانوا صامتين ، وكان لكل صدرمع خواطره في جهامة الأسفلت
اسفاراً وكان (عبدالله) قد تململ في السكون المسكون بهدير السياره ، فحرك بإصبعه مفتاح الراديو ،
الذي بث كلاماً ليعني ابويه في شيء ، لكنه كان يهلهل الركود المثقل بالسخام ورائحة الأفواه الصائمة .
------------- ------------------ --------------------
والدان ، وإبن إسمه (عبدالله) .. أدوا واجب العمره ، وتطوفوا بالبيت ، وسعوا ، وشربوا من ماء
" زمزم " حتى فاضوا بالروي . ودعوا الله بكل الدعاء في السر والعلانية ، وعمرت نفوسهم بالرضا ،
وبقي ان ينفض الشايب مخابيء الثوب ليشتروا لأطفالهم مايرضي نفس الطفل المنتظر .
ورغبت الزوجة في حمل " جالون " البلاستيك المعبأ بماء زمزم .. فنالته وبقي ان يهيئوا مسيرتهم
إلى حيث جاءوا .
في الطرق الأسود الضيق .. كان الليل يدعم بسواده على السواد ، وبين غمضة عين وانتباهتها ..
يشع في العين نور سيارة قادم .. فيخطف بصر الرائي ويبتز خبرة " الغشيم " وحينما حانت
لحظة الفصل ، تقابل شعاعان ، فعميت العيون ، وضربت قوة الحديد في الحديد .
أذن اليوم التالي ، على جماعة كثيرين ، ونساء كالغربان بالعباءات يتجمعن في الغرفة
الداخلية .. بينما كان إلى حافة الجدار جثتان مسجيتان ، وقد غسلتا وهيئتا للدفن .
أما (عبدالله ) فقط إنطفأ دمه بعد أيام ثلاثه ، بقسم الطواريء بمستشفى كبير له نوافذ زجاجية
عالية ، وأشجارسهامية صامة بمدينة يخلفها المغادرون إلى الجنوب حين يعودون إلى قراهم .

7 / 8 / 1991 م – جده .

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir