يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الموروث وشعر المنطقة الجنوبية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-10-2010, 12:45 AM   رقم المشاركة : 1
ابو فمين الزهراني والأعشى ودعوتا زواج مفتوحة


 


قال ابن رشيق في كتاب "العمدة" : (الشعر أعلى مراتب الأدب وهو الذي يرفع من قدر الخامل إذا مدح به مثلما يضع من قدر الشريف إذا اتخذه مكسباً كالذي يؤْثر (بفتح الثاء) من سقوط النابغة بامتداحه النعمان بن المنذر وتكسبه عنده بالشعر وقد كان أشرف بني ذبيان .
فأما من صنع الشعر فصاحة ولسناً وافتخاراً بنفسه وحسبه وتخليداً لمآثر قومه ولم يصنعه رغبة ولا رهبة ولا مدحاً ولا هجاء فلا نقص عليه في ذلك بل هو زائد في أدبه وشهادة بفضله كما أنه نباهة في ذكر الخامل ورفع لقدر الساقط وإنما فضل امرؤ القيس وهو من هو لما صنع بطبعه وعلا بسجيته عن غير طمع ولا جزع) . هذا القول يدل على منزلة الشعر عند العرب وأهميته في الإشادة بذكر المغمورين ورفع قدر أولئك الذين لا مآثر لديهم ولا مفاخر ومن المعروف أن القبيلة من العرب كانت إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها وصنعت الأطعمة واجتمعت النساء يلعبن بالمزاهر مثلما يصنعون في الأعراس ويبشر بعضهم بعضاً بذلك لأنه حماية لأعراضهم ودفاع عن أحسابهم وتخليد لمآثرهم وإشادة بذكرهم ومن يتتبع أخبار العرب في الجاهلية والإسلام يجد ذلك شائعاً لديهم[ منزلة الشعر عند العرب محمود فاخور ]
كان الأعشى يوافي سوق عكاظ في كل سنة وكان المحلق الكلابي مئناثا مملقا فقالت له امرأته يا أبا كلاب ما يمنعك من التعرض لهذا الشاعر فما رأيت أحدا اقتطعه إلى نفسه إلا وأكسبه خيرا قال ويحك ما عندي إلا ناقتي وعليها الحمل قالت الله يخلفها عليك قال فهل له بد من الشراب والمسوح قالت إن عندي ذخيرة لي ولعلي أن أجمعها قال فتلقاه قبل أن يسبق إليه أحد ، وابنه يقوده فأخذ الخطام ، فقال الأعشى من هذا الذي غلبنا على خطامنا ..؟؟ ، قال : المحلق ، قال : شريف كريم ، ثم سلمه إليه فأناخه فنحر له ناقته وكشط له عن سنامها وكبدها ثم سقاه وأحاطت بناته به فقال ما هذه الجواري حولي قال بنات أخيك وهن ثمان شريدتهن قليلة فقال الأعشى : كُفيتَ أمرهن .. ومضى

قال وخرج من عنده ولم يقل فيه شيئا فلما وافى المحلق سوق عكاظ إذا هو بسرحة قد اجتمع الناس عليها وإذا الأعشى ينشدهم
[[color="rgb(139, 0, 0)"][color="rgb(139, 0, 0)"]
أَرِقتُ وَما هَذا السُهادُ المُؤَرِّقُ وَما بِيَ مِن سُقمٍ وَما بِيَ مَعشَقُ
وَلَكِن أَراني لا أَزالُ بِحادِثٍ أُغادى بِما لَم يُمسِ عِندي وَأُطرَقُ
فَإِن يُمسِ عِندي الشَيبُ وَالهَمُّ وَالعَشى فَقَد بِنَّ مِنّي وَالسِلامُ تُفَلَّقُ
بِأَشجَعَ أَخّاذٍ عَلى الدَهرِ حُكمَهُ فَمِن أَيِّ ما تَجني الحَوادِثُ أَفرَقُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى أن قال :
لَعَمري لَقَد لاحَت عُيونٌ كَثيرَةٌ إِلى ضَوءِ نارٍ في يَفاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبُّ لِمَقرورَينِ يَصطَلِيانِها وَباتَ عَلى النارِ النَدى وَالمُحَلَّقُ
رَضيعَي لِبانٍ ثَديَ أُمٍّ تَحالَفا بِأَسحَمَ داجٍ عَوضُ لا نَتَفَرَّقُ
يَداكَ يَدا صِدقٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ وَأُخرى إِذا ما ضُنَّ بِالزادِ تُنفِقُ
تَرى الجودَ يَجري ظاهِراً فَوقَ وَجهِهِ كَما زانَ مَتنَ الهِندُوانِيُّ رَونَقُ
وَأَمّا إِذا ما أَوَّبَ المَحلُ سَرحَهُم وَلاحَ لَهُم مِنَ العَشِيّاتِ سَملَقُ
نَفى الذَمَّ عَن آلِ المُحَلَّقِ جَفنَةٌ كَجابِيَةِ الشَيخِ العِراقِيِّ تَفهَقُ
يَروحُ فَتى صِدقٍ وَيَغدو عَلَيهِمُ بِمِلءِ جِفانٍ مِن سَديفٍ يُدَفَّقُ
وَعادَ فَتى صِدقٍ عَلَيهِم بِجَفنَةٍ وَسَوداءَ لَأياً بِالمَزادَةِ تُمرَقُ
تَرى القَومَ فيها شارِعينَ وَدونَهُم مِنَ القَومِ وِلدانٌ مِنَ النَسلِ دَردَقُ
طَويلُ اليَدَينِ رَهطُهُ غَيرُ ثِنيَةٍ أَشَمُّ كَريمٌ جارُهُ لا يُرَهَّقُ
كَذَلِكَ فَاِفعَل ما حَيِيتَ إِلَيهِمُ وَأَقدِم إِذا ما أَعيُنُ الناسِ تَبرَقُ
[/color]
فما أتم القصيدة إلا والناس يتهافتون ويتوافدون إلى المحلَّـق يهنئونه ، والأشراف من كل قبيلة يتسابقون إليه يخطبون بناته لمكان شعر الأعشى .. فلم تـُمسِ واحدة إلا في عصمة رجل من أشراف العرب
واسم المحلق عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن عبيد وهو أبو بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وإنما سمي محلقا لأن حصانا له عضه في وجنته فحلق فيه

وتكرر الصورة مرة أخرى ولكن في تهامة وليس في عكاظ فهذا
محمد بن عوض أبو فمين الأحمدي الزهراني
وهو شاعر قديم ومعروف من قرية الكراديس من أل احمد من قبائل الشغبان وقد كان - رحمه الله - شديد الاعتزاز بنفسه وبقبيلة الشغبان وببني سليم وزهران عامه
يطرح بدعا لقصيدة رد جاءت بما جاء به الأعشى من دعوة مفتوحة للزواج ترفع من مكانة السليمية وتظهرها من أفضل النساء وإنها لكذلك

ياسلامي عليكم عدّ رعد سـرا فـي المـاء يحـن
ناويه غيـب الطفـه وقلـة ربـا وبنيـس ليمـي
كـل مـن خيلـه نّـو منيـع وبعـد المنـع قـال
قال نوّ مدي راعـي المـال يالله عالمـدى اوقـه
ينبت الفوق من بعده وحقـل الدخـن ورشـا قنـا
عارضت به بروق الفيحه والرعد في رهجا نشا ماء
حاشره ينقل الـردان ياويـل مـن يلقـاه بوهلـه
ينقـل الـدوح قدامـه وبعـد المحـدان الـديـار
ناويه ماجها يمطر وجمـع الجهـات بهـا لـوازم
والحلاحـل نقلهـا والبكـار الـمـلاح ادّا نـهـا
الـذي فايـت يتليحـه والـذي فـي الوسـط داره
سيله امسى يزاوع نيس الاجرد وزاع اكبـر منـه

الـــرد:-
قالها قـدم قيـفٌ دون حـد الطـوارف مايحـن
وانت يالجاهل اللي تنتشد عن حدود بني سُليمي
انتشد بن عوض عنها وتلقى الحقيقه من عقـال
حدنا راكتي ندره ولا كـان تبغـي علـم دوقـه
احتمتها السيوف المصقلـه والجـرد وارشاقنـا
والحجره زربوها عزوتي واهل ذي رهجان شامـا
والعواجي وقومه وبنـي رُكبـه حلّـوا ماليمـن
والخلب في الحجاز مكندرٌ تحت ظل القهب وأهله
وانحن نصخى دمي رقابنـا دون حُـدان الديـار
وانحن اهل المذاهب والشرف واهل قومات اللوازم
وطـوارف سُليـم الهـوج مـا تندفـع حُدانهـا
من تزوج سليمية يروح الخضر في وسط داره
وان وقع له ولد منها فحظّه يصيـر اكبـر منـه

[/color]

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 10-10-2010, 11:02 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية محمد سعد دوبح
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد سعد دوبح is on a distinguished road


 

الاستاذ سعيد يسرني ان اكون المتداخلين معك في هذه الرائعه التي سطرتها اناملك الكريمه
التي لا ياتي بها الا الرائعون امثالك وقد تكون شهادتي فيك مجروحه ولكن هذه الحقيقه فقد
عرفتك عن قرب خلال عملك بتعليم الطائف عندما كنت رئيسا لقسم النشاط المدرسي وكنت
انا رائدا للنشاط بمدرستي فقد كنت الرجل المناسب في المكان المناسب توجه تشجع تحترم
تدعم بدون حياديه كنت للجميع اخا وابا ومعلما حقيقة انت ممن نفتخر بوجوده بيننا فلك مني
كل الشكر والتقدير والمحبه تقبل مروري ودمت بصفاء ونقاء 0

 

 
























التوقيع

اللهم اغفرلي ولوالدي

   

رد مع اقتباس
قديم 01-27-2012, 12:55 AM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

شكراً للأستاذ سعيد بن صالح المرضي على تقديم هذه القصائد الجميلة والمعبرة وقد سمعت قصة المحلق الكلابي في الاذاعة السعودية بتوسع اكثر مما ذكرت

لك خالص تحياتي

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-14-2012, 03:54 PM   رقم المشاركة : 4

 

كان الأعشى يوافي سوق عكاظ في كل سنة وكان المحلق الكلابي مئناثا مملقا فقالت له امرأته يا أبا كلاب ما يمنعك من التعرض لهذا الشاعر فما رأيت أحدا اقتطعه إلى نفسه إلا وأكسبه خيرا قال ويحك ما عندي إلا ناقتي وعليها الحمل قالت الله يخلفها عليك قال فهل له بد من الشراب والمسوح قالت إن عندي ذخيرة لي ولعلي أن أجمعها قال فتلقاه قبل أن يسبق إليه أحد ، وابنه يقوده فأخذ الخطام ، فقال الأعشى من هذا الذي غلبنا على خطامنا ..؟؟ ، قال : المحلق ، قال : شريف كريم ، ثم سلمه إليه فأناخه فنحر له ناقته وكشط له عن سنامها وكبدها ثم سقاه وأحاطت بناته به فقال ما هذه الجواري حولي قال بنات أخيك وهن ثمان شريدتهن قليلة فقال الأعشى : كُفيتَ أمرهن .. ومضى

قال وخرج من عنده ولم يقل فيه شيئا فلما وافى المحلق سوق عكاظ إذا هو بسرحة قد اجتمع الناس عليها وإذا الأعشى ينشدهم
[[color="rgb(139, 0, 0)"][color="rgb(139, 0, 0)"]
أَرِقتُ وَما هَذا السُهادُ المُؤَرِّقُ وَما بِيَ مِن سُقمٍ وَما بِيَ مَعشَقُ
وَلَكِن أَراني لا أَزالُ بِحادِثٍ أُغادى بِما لَم يُمسِ عِندي وَأُطرَقُ
فَإِن يُمسِ عِندي الشَيبُ وَالهَمُّ وَالعَشى فَقَد بِنَّ مِنّي وَالسِلامُ تُفَلَّقُ
بِأَشجَعَ أَخّاذٍ عَلى الدَهرِ حُكمَهُ فَمِن أَيِّ ما تَجني الحَوادِثُ أَفرَقُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى أن قال :
لَعَمري لَقَد لاحَت عُيونٌ كَثيرَةٌ إِلى ضَوءِ نارٍ باليَفاعٍ تُحَرَّقُ
تُشَبُّ لِمَقرورَينِ يَصطَلِيانِها وَباتَ عَلى النارِ النَدى وَالمُحَلَّقُ
يَداكَ يَدا صِدقٍ فَكَفٌّ مُفيدَةٌ وَأُخرى إِذا ما ضُنَّ بِالزادِ تُنفِقُ
تَرى الجودَ يَجري ظاهِراً فَوقَ وَجهِهِ كَما زانَ مَتنَ الهِندُوانِيُّ رونق
نَفى الذَمَّ عَن آلِ المُحَلَّقِ جَفنَةٌ كَجابِيَةِ الشَيخِ العِراقِيِّ تَفهَقُ
طَويلُ اليَدَينِ رَهطُهُ غَيرُ ثِنيَةٍ أَشَمُّ كَريمٌ جارُهُ لا يُرَهَّق
كَذَلِكَ فَاِفعَل ما حَيِيتَ إِلَيهِمُ وَأَقدِم إِذا ما أَعيُنُ الناسِ تَبرَقُ
[/color]

فما أتم القصيدة إلا والناس يتهافتون ويتوافدون إلى المحلَّـق يهنئونه ، والأشراف من كل قبيلة يتسابقون إليه يخطبون بناته لمكان شعر الأعشى .. فلم تـُمسِ واحدة إلا في عصمة رجل من أشراف العرب
واسم المحلق عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن عبيد وهو أبو بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وإنما سمي محلقا لأن حصانا له عضه في وجنته فحلق فيه

وتكرر الصورة مرة أخرى ولكن في تهامة وليس في عكاظ فهذا
محمد بن عوض أبو فمين الأحمدي الزهراني
وهو شاعر قديم ومعروف من قرية الكراديس من أل احمد من قبائل الشغبان وقد كان - رحمه الله - شديد الاعتزاز بنفسه وبقبيلة الشغبان وببني سليم وزهران عامه
يطرح بدعا لقصيدة رد جاءت بما جاء به الأعشى من دعوة مفتوحة للزواج ترفع من مكانة السليمية وتظهرها من أفضل النساء
وطـوارف سُليـم الهـوج مـا تندفـع حُدانهـا
من تزوج سليمية يروح الخضر في وسط داره
وان وقع له ولد منها فحظّه يصيـر اكبر منه

[/color]
====================================

مقارنة جميلة من متذوق أجمل
وكما تفضلت يا عزيزي عن المحلق يروى أن لديه ثمان من البنات
لم يتزوج منهن واحدة وكما تروي كتب الأدب أن ذلك كان
بسبب بخله ، فكلما جاء خاطب لإحدى بناته قالوا له جماعة المحلق
انتبه ترى الرجل بخيل !!!!!!!!!!!!!
والعرب تغتفر كل شيء إلا البخل ، وما ذاك إلا بسبب أراضي العرب الصحراوية
التي تجبرهم على الترحال من مكان إلى آخر طلبا للماء والكلأ
هذا يستتبعه بالضرورة حاجة الناس الملحة لبعضهم بعضا في تلك المفاوز المهلكة
فمنهم من أوقد النار قريبا من خيمته ومنهم من أشعلها على رأس جبل قريب
حتى يراها من يمر عابرا فيهوي إليهم ليصيب بعض الطعام والدفء
وكما تفضلت يا عزيزي أشارت عليه زوجته أن يتعرض للشاعر ( الأعشى )
ويعرض عليه استضافته فيكرمه ومن ثم يمدحه فيسري خبره بين العرب
( وحيَها من شوره )
فقد تهافت الخطاب عليه فتزوجن جميعهن
شكرا لك على ما أتحفتنا به .

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:48 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir