النملة والصرصور
نذكر جميعاً تلك الحكاية عن النملة والصرصور, التي تروى للأطفال عادة, كي يميزوا بين أساليب الحياة الجدية التي تؤدي إلى نتائج مهمة لاحقا,
وبين الاتكالية التي لن توصل أحداً إلا إلى التهلكة, هكذا كانت تروى الحكاية سابقاً, لكنني مؤخراً قرأت معنى جديداً لها, مستمداً من التبدلات التي أصابت العالم كله اذ أصبح كل إنسان يرى نفسه (فوق الجميع).
المعنى الجديد للحكاية القديمة يقول: إن الصرصور لا يمثل هنا الاتكالية إنما الحرية, وعدم انصياعه للحاجات الضرورية للحياة, إنما يتمرد فيها على واقع يفرض عليه سلوكاً محدداً.
بينما النملة ليست أكثر من خانع وذليل لاحتياجاتها التي ستبقى مرتبطة بها إلى الأبد, وبالتالي لن تقدم أي جديد.
بعد هذا الفهم المتطور للحكاية يصبح علينا لزاما إلقاء القبض على أي عائلة تروي هذه الحكاية لأولادها, لأن العائلة ستسير ضد التطور وضد الحرية والديمقراطية!
على المستوى الواقعي: لن يفيد الصرصور من هذا الكلام وستبقى نهايته حتمية أي الهلاك.
على المستوى النظري: لن يتحول الصرصور إلى رمز يمكن أن يسير أحد خلفه, لأن نتائج السير وراءه معروفة سلفاً.
اذاً الذي يميز بين الأمرين هو العقل, وهو العقل ذاته الذي يزين لنا أحياناً الخطأ صوابا, والعكس صحيح, تبقى التجربة التي تحسم الخيارات وتحسم أي الطرق لمصلحة الانسان وأيها ضده وإلى القصه بعد العولمه ِ
النملة والصرصور
للكاتب الفرنسي
لافونتين La Fontaine
هل تعرفون
قصة النملة والصرصور؟
كان يا ما كان في قديم الزمان
كان هناك نملة وصرصور
وكانا صديقين حميمين ...
في الخريف،
كانت النملة الصغيرة تعمل بدون توقف،
تجمع الطعام وتخزّنه للشتاء.
ولم تكن تتمتّع بالشمس، ولا بالنسيم العليل للأمسيات الهادئة،ولا بالأحاديث بين الأصدقاء وهم يتلذذون بتناول العصائر المثلجة بعد يوم كدٍّ وتعب.
وفي الوقت نفسه، كان الصرصور يحتفل مع أصدقائه في مقاهي المدينة، يغني ويرقص ويتمتّع بالطقس الجميل، ولا يكترث للشتاء الذي أوشك على الحلول ...
وحين أصبح الطقس بارداً جدّاً، كانت النملة منهكة من عملها، فاختبأت في بيتها المتواضع المملوء مونة حتى السقف.
وما كادت تغلق الباب حتى سمعت أحداً يناديها من الخارج. ففتحت الباب، فاندهشت إذ رأت صديقها الصرصور يركب سيّارة فرّاري ويلبس معطفاً غالياً من الفرو.
فقال لها الصرصور:
- صباح الخير يا صديقتي! سوف أقضي الشتاء في باريس. هل تستطيعين، لو سمحتِ، بأن تنتبهي لبيتي؟
أجابته النملة:
- طبعاً. لا مشكلة لدي. ولكن، قل لي: ما الذي حصل؟ من أين وجدت المال لتذهب إلى باريس ولتشتري هذه الفرّاري الرائعة وهذا المعطف؟
أجابها الصرصور:
تصوري أنني كنت أغني في الحانة الأسبوع الماضي، فأتى منتج وأعجبه صوتي ... ووقعت معه عقداً لحفلاتٍ في باريس.
آه، كدتُ أنسى. هل تريدين شيئاً من باريس؟
أجابت النملة:
نعم ! إذا رأيتَ الكاتب الفرنسي لافونتين
قل له: صديقتي النملة تسلم عليك وتقول لك:
^
^
^
^
^
^
الله يخرب بيتك على هيك قصة
العبرة
تمتع بالحياة، وأوجد التوازن اللائق بين العمل والراحة، لأن الفائدة من العمل المبالغ فيه غير موجودة إلا في قصص لافونتين.
وتذكر أنّ العيش من أجل العمل فقط لا يفيد إلا رأس مال صاحب العمل الذي تعمل عنده.