الجواب 119
1- " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا
أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السبيل "
من هم المخاطبين في هذه الآية ومن هم القوم الذين ضلوا ( حسب تفسير الطبري ) ؟
هذا خطاب من الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.يقول تعالى ..
قل يا محمد لهؤلاء الغالية من النصارى في المسيح ..
( يا أهل الكتاب ) يعني بالكتاب : الإنجيل
القوم الذين ضلوا .. هم اليهود
2 - " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَوَالَّذِينَ أَشْرَكُوا
وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ
مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ "
أذكر سبب نزول هذه الآية ؟
هذه الآية نزلت في النجاشي وأصحابه لما قدم عليهم المسلمون في الهجرة الأولى - حسب ما هو مشهور في سيرة ابن إسحاق وغيره - خوفا من المشركين وفتنتهم ; وكانوا ذوي عدد . ثم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد ذلك فلم يقدروا على الوصول إليه , حالت بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب . فلما كانت وقعة بدر وقتل الله فيها صناديد الكفار , قال كفار قريش : إن ثأركم بأرض الحبشة , فاهدوا إلى النجاشي وابعثوا إليه رجلين من ذوي رأيكم لعله يعطيكم من عنده فتقتلونهم بمن قتل منكم ببدر , فبعث كفار قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة بهدايا , فسمع النبي صلى الله عليه وسلم بذلك , فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري , وكتب معه إلى النجاشي , فقدم على النجاشي , فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين , وأرسل إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم . ثم أمر جعفر أن يقرأ عليهم القرآن فقرأ سورة ( مريم ) فقاموا تفيض أعينهم من الدمع , فهم الذين أنزل الله فيهم " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " وقرأ إلى " الشاهدين " رواه أبو داود . قال : حدثنا محمد بن سلمة المرادي قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام , وعن سعيد بن المسيب وعن عروة بن الزبير , أن الهجرة الأولى هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة , وساق الحديث بطوله
وقيل : إن هذه الآية والتي بعدها نزلت في نفر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من نصارى الحبشة , فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل : إنها نزلت في النجاشي ملك الحبشة وأصحاب له أسلموا معه . حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب , قال : ثنا عبد الواحد بن زياد , قال : ثنا خصيف , عن سعيد بن جبير , قال : بعث النجاشي وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فقرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا . قال : فأنزل الله تعالى فيهم : { لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } إلى آخر الآية . قال : فرجعوا إلى النجاشي فأخبروه , فأسلم النجاشي , فلم يزل مسلما حتى مات . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أخاكم النجاشي قد مات , فصلوا عليه ! " فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة والنجاشي بالحبشة
والله أعلم
جزاك الله خير
دمت في حفظ الله