يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-20-2008, 12:59 AM   رقم المشاركة : 1383
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road

رسالة الى من لم يغض بصره


 

كم أرهقها النظر ؟؟
وأرقها السهر؟؟
وأتعبها في الليل طولُ السمر ..!!
فرفقاً بالعيون...
لو كانت ناطقه لشكت..!!
يا أيها الشاكي...
أما أُمرتَ بغض البصر ؟؟
أمراً..في النور قد انفطر..
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم..)
فاعمل بأمرٍ..
أزكى لنفسٍ..
من كيد شيطان أشِر..
وإنَّ العين تزني...فاحذر زناها..
إنَّ عاقبة النظر..
همُ عشقٍ..وضيقُ عيشٍ وضرر..
بين تلفازٍ ومجلاتٍ ونظراتٍ يكبلها الخطر..
فلِمَ التطاول والتعالي في النظر؟؟
أنسيتَ يوماً فيه برقٌ بالبصر؟؟
وجمعٌ..بين شمسٍ وقمر..
أنسيتَ هولٌ منتظر؟؟
تقول يوماً ..يا ربي أين المفر؟؟
أين المستقر؟؟
في جنة المأوى ..أم في سقر؟؟
ولبيب العقل يدرك مفهوم البشر

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:01 AM   رقم المشاركة : 1385
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road

خطر الغيبة والنميمة


 

قال رسول الله: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) صحيح مسلم (2581)

فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك
وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى
كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت
كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون
كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات
كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت

يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل

في يوم من الأيام ألقيتُ محاضرة في أحد السجون.. جُمع لي السجناء في المسجد الكبير قرابة 500 أو الألف سجين ..
انتهيت من المحاضرة.. أول ما انتهيت قال لي أحد الأخوة الذين كانوا مرافقين معي وهو مشرف على بعض المحاضرات في السجن، قال: يا شيخ هنا الجناح الخاص بأصحاب القضايا الكبيرة والجناح الانفرادي لم يحضروا معك المحاضرة فليتك أن تمر بهم وتلقي عليهم كلمة وتجيب على أسئلتهم إن كان عندهم أسئلة.. قلت: حسناً..
أقبلنا فإذا مجموعة كل واحد في زنزانة خاصة به.. مررنا بهم.. ألقيت عليهم كلمة يسيرة ثم أجبت على أسئلتهم .. مررت في أثناء ذلك بزنزانة فيها شاب عمره تقريبا 23 سنة أو في الخامسة والعشرين سنة تقريبا كان جالساً هادئاً في زنزانته، مررت به وسلمت عليه كان هادئاً لطيفاً ثم تجاوزته، سألت صاحبي قلت: ما قضيته؟! يعني هو عليه سرقات أم مضاربة مع أحد أو أدت إلى قتل ذلك الشخص مثلاً ما قضيته؟!
قال: هذا الشاب يا شيخ عليه جريمة قتل لزوجته..
قلت: قتل لزوجته! ما هو السبب؟!
قال: هل تصدق أنهما ما مضى على زواجهما إلا قرابة ثلاثة أشهر وقتلها
قلت كيف قتلها أعوذ بالله يعني كمثل وجدها على فعل معين أو محرم أو فاحشة أو وجدها مع رجل مع أنه لا يجوز أنه يعاملها بالقتل بمثل هذه المواقف لكن أحيانا أن بعض الناس يثور ويتهور ويضربها بشيء فتموت بسببه
قال: لا، ذبحها بالسكين
إنا إليه راجعون.. كيف؟!
قال: هذا تزوج وسكن مع زوجته على أحسن حال.. حقد عليه مجموعة من الناس ربما بينه وبينهم مشاكل في القديم أو أنهم كانوا يريدون أن يتزوجوا هذه الفتاة، المقصود أنهم حقدوا عليه فأقبل إليه أحدهم فقال له: يا فلان
قال الشاب: ما تريد؟
قال: أنت اشتريت سيارة خضراء بدل سيارتك؟ وذكر له أحد أنواع السيارات
الشاب: لا ، أنا والله ما اشتريت، أنا سيارتي السوداء التي معي تعرفونها
قال: والله ما أدري لكن أنا أمس الضحى وأنت في العمل خرجت في حاجة ومررت أمام بيتك ورأيت سيارة خضراء واقفة عند الباب فخرجت امرأة من بيتك وركبت معه وبعد ساعتين رجعت إلى البيت، أنت عندك يمكن في البيت أحد يمكن...
قال الشاب: لا والله ما فيه إلا زوجتي حتى ما عندي خادمة ولا عندي أحد
قال: ما أدري إن شاء الله ما تكون زوجتك.. ومضى..

بعدها بيومين الرجل بدأ يشك يسأل زوجته: فيه أحد جاء ، فيه أحد ذهب..

بعدها بيومين، ثلاثة، أقبل إليه رجل آخر قد اتفق مع الأول فقال له: يا فلان
قال نعم
قال: أنت غيرت سيارتك، اشتريت سيارة بيضاء؟
قال: لا والله هذه سيارتي تحت واقفة
قال: والله ما أدري بس أنا أيضا أمس العصر يبدو إنك ما كنت في البيت، فيه سيارة بيضاء وقفت عند الباب وأقبلت امرأة وركبت معها وذهبت.
جعلوا الرجل ينتفض ..

ثم جاءوا إليه في اليوم الثالث وزادوا عليه الكلام..

جاءوا إليه في اليوم الرابع ..

- أنظر كيف الألسنة تحدث من عقوق وقطيعة –

فلا زالوا به حتى تخاصم مع زوجته وأكثر عليها الكلام وهي صرفت عليه قالت: كيف تتهمني في عرضي، قال نعم أتهمك اعترفي، ما أعترف..... كثر الكلام فذهبت إلى بيت أهلها..

لبثت عند أهلها أياما فلم يرضهم ذلك!

أقبلوا إليه قالوا: يا أخي ترى السيارات نفسها الآن تقف عند بيت أهلها، بكرى البنت تحمل وبعدين تقول هذا ولدك. أنت لست رجلا أنت ما عندك مروءة أنت تلعب بعقلك الفتاة والله لو كنت رجل لو أنك.... الخ.............. فلم يزالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلب عليه الشيطان في ليلة من الليالي فخرج من بيته ومضى إلى بيت أهلها وقفز من فوق السور ودخل إلى البيت والكل النائم، مضى إلى المطبخ وأخذ سكيناً ثم مضى إلى غرفتها ودخلها بهدوء وإذا الفتاة نائمة في أمان الله قد نامت على بطنها في أمان الله على فراشها فأقبل من خلف رقبتها وأبعد شعرها قليلا وذبح حتى قطع أوداجها.. انتفضت قليلا وماتت.. مسح السكين بثيابه وتركها وذهب إلى الشرطة وقال أنا قتلت فلانة! أدري أني سأتعب لو هربت وسوف ألاحق في كل مكان من الآن أنا قتلتها لكن بردت ما في قلبي! ..
وحكم عليه بالقصاص.. النفس بالنفس..

شاب يا جماعة لو ترونه يعني من أحسن الشباب خلقة وأقواهم بدنا لكن بكثرة ما وقع من ألسنة أولئك الظلمة الفجرة
أنظر كيف تحولت الأمور، قد هُتكت بها أعراض وهدمت بيوت بسبب ما يخرج من هذا اللسان
( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )

وهؤلاء الظلمة غير أنهم اكتسبوا اثما عظيما اثم الغيبة والنميمة فإنهم أيضا فرقوا بين زوجين وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر أن من فرق بين زوجين لا ينظر الله إليه يوم القيامة. وكذلك قذفوا المسلمة المحصنة بالزنا والعياذ بالله من ذلك
-- قذف المحصنات من كبائر الذنوب --

لما أقبل موسى الأشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحاً قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟
وفي رواية أي المسلمين خير؟
- ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوام الليل ولا قال خير المسلمين صوام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا ، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: ( خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.

كان السلف يدققون على كلامهم المباح فضلاً عن الكلام المحرم
جلست عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها يوماً قبيل صلاة المغرب وهي صائمة وأذن لصلاة المغرب فأقبلت إليها الجارية قالت فيما معنى قولها: يا أم المؤمنين أقرب إليك المائدة وكانت عائشة ليست بجائعة ولا عطشانة وهذا يقع أحيانا لبعض الصائمين....
فقالت عائشة: والله ما لي بالطعام حاجة لكن قربي المائدة نلهو بها
ثم قالت عائشة أستغفر الله أستغفر الله ألهو بنعمة الله!
مع أنها تقصد " ألهو" يعني آخذ من هنا قليلا، من هذا قليلا فقط لأجل أن أفطر عليه
قالت: أستغفر الله ألهو بنعمة الله ثم بكت ثم جعلت تجمع ما عندها من مال واشترت به عبدين مملوكين وأعتقتهما لوجه الله توبة من هذه الكلمة!
وهذه يا جماعة وهي ما اغتابت أحد ولا سبّت ولا لعنت ولا كفرت بكلمة.. مجرد تقول تسلى بالطعام..

والإمام أحمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلما زاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل قال: يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟
قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب
فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر فإنه أطب منه " يعني أعلم بالطب منه"
ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول أستغفر الله أستغفر الله
- المفروض أنه ما يقال إنه أفضل منه فيقال: جرّب فلانا -

بتصرف من شريط" قصة سجين " للشيخ العريفي حفظه الله

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:02 AM   رقم المشاركة : 1386
يا ابن آدم!!


 

محمد حمدي


وعظ أعرابي ابنه فقال: أيْ بني!!
إنه من خاف الموت بادر الفوت.. ومن لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرت به إلى التبعات.. والجنة والنار أمامك!!

عجباً لذاكر الموت كيف يلهو!!
عجباً لخائف الفوت كيف يسهو!!
عجباً لمتيقن حلول البلى ثم يزهو.. وإذا ذكرت له الآخرة مرَّ يلهو!!

يا ابن آدم.. كم رأيت مغروراً قبلك؟ كم شاهدت منقولاً مثلك؟ منْ أبادَ أقرانك؟ منْ أهْلَكَ أهْلَكْ؟ أين من كان في رَوْحٍ وسَعَة.. نُقِلَ إلى مكانٍ ما وَسِعَه؟ أين منْ كان يُخافُ لِبَأسِهِ.. ما هو الآن لِبَاسُهُ؟

أين منْ كان على نِسَاءِهِ شديد الغَيْرة.. أما رحَلَ عنهن فاخترن غيره..
أين منْ كان يبيتُ آمِناً في سِرْبِهِ.. أما قيل للموت خُذْهُ وسِربِه..

أمَا عاقبةُ الأُلفة فُرقة.. أما آخر الجُرْعات شَرْقَة.. أما ختامُ الفرحِ قلقٌ وحُرْقه..
ألَمْ تسمع الأصوات!!
هل سمعتَ سوى فلانٌ مات.. أطْلِق بصرك في الفلوات.. هل ترى إلا القبور الدارسات..

استيقظ يا ابن آدم!!
ما هيَ إلا لحظات وإذْ بهم يقولون عنك فلانٌ مات.. يا شدة الوجَلْ عند حضور الأجَلْ..
يا حَسْرَةَ الفَوتْ عند حضور الموت.. يا خجل العاصي.. يا أَسَفْ المُقصِرين..

اسْتَلِبْ زمانك يا مَسْلُوب.. غَلِبْ الهوى يا مَغْلُوب..
حَاسِبْ نفسك فالعمرُ مَحْسُوب.. امْحُ قبيحكَ فالقبيحُ مكتوب..
عجباً لنائمٍ وهو مطلوب.. عجباً لضَاحِكٍ وعليه ذنوب.. (الكل يموت)..
يموتُ كلُ أميرٍ و وزير.. يموتُ كل عزيزٍ وحقير.. يموتُ كل غنيٍ وفقير.. (الكل يموت)..
يموتُ كل نبيٍ و ولي.. يموتُ كل زاهدٍ وعابد.. يموتُ كل مُقِرٍ وجاحِدْ.. يموتُ كل صحيحٍ وسقيم..
يموتُ كل مريضٍ وسليم..

(الكل يموت).. ولا يبقى سوى ذو العزةِ والجبروت..

المصدر: شريط (مشاهد رأيتها مع الأموات).
للشيخ: محمد بقنه الشهراني.


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:02 AM   رقم المشاركة : 1387
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ساهر الليل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 21
ساهر الليل is on a distinguished road

سبحانه يقبل توبة التائبين


 

سبحانه يقبل توبة التائبين



حسين بن قاسم القطيش


الحمد لله العزيز الوهاب غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، جعل باب التوبة مفتوحاً لمن تاب، ويفرح بمن رجع إليه وأناب، وأشهد أن لا إله إلا الله القائل: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام التوابين وسيد المستغفرين، القائل: "يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله وأستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة"، وعلى آله وأصحابه المستغفرين بالأسحار.
أما بعد:
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَأَتَاهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَتَلَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ نَفْسًا فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: لَا. فَقَتَلَهُ فَكَمَّلَ بِهِ مِائَةً. ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ فَقَالَ: إِنَّهُ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ, انْطَلِقْ إِلَى أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدْ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ فَإِنَّهَا أَرْضُ سَوْءٍ. فَانْطَلَقَ حَتَّى إِذَا نَصَفَ الطَّرِيقَ أَتَاهُ الْمَوْتُ فَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ, فَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ: جَاءَ تَائِبًا مُقْبِلًا بِقَلْبِهِ إِلَى اللَّهِ, وَقَالَتْ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ إِنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ. فَأَتَاهُمْ مَلَكٌ فِي صُورَةِ آدَمِيٍّ فَجَعَلُوهُ بَيْنَهُمْ. فَقَالَ: قِيسُوا مَا بَيْنَ الْأَرْضَيْنِ فَإِلَى أَيَّتِهِمَا كَانَ أَدْنَى فَهُوَ لَهُ, فَقَاسُوهُ فَوَجَدُوهُ أَدْنَى إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي أَرَادَ فَقَبَضَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ. قَالَ: قَتَادَةُ فَقَالَ الْحَسَنُ ذُكِرَ لَنَا أَنَّهُ لَمَّا أَتَاهُ الْمَوْتُ نَأَى بِصَدْرِهِ)[1]. فسبحان الله ما أكرمه على عباده، يتوب عليهم مهما فعلوا من المعاصي والذنوب إذا رجعوا إليه وأخلصوا التوبة، فهذا الرجل فعل فعلاً عظيماً وهو القتل وليس قتل رجل أو رجلين إنه قتل مائة رجل، لكن الله -عزوجل- قبل توبة وغفر ذنبه وأدخله جنته عندما علم صدق توبته.

فالله عزوجل ينادي عباده فيقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً}. وقول تعالى: { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات}. فباب التوبة مفتوح إلى أن يأتي الإنسان الموت، أو تطلع الشمس من مغربها، قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً) [سورة النساء: 17-18]، وفي الحديث: عَن ابن عُمَرَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ).

فعلى المذنب -وكلنا مذنبون- أن يستيقظ من غفلته، و يفيق من سباته ونومه، ويبادر إلى التوبة؛ لأنه لا يدري متى يفاجئه الموت، قال تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ)[سورة النساء: 78]، وقال تعالى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)[سورة لقمان: 34]، وقال تعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) [سورة النحل: 61].
والتوبة المقبولة عند الله هي التوبة النصوح، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) [سورة التحريم: 8].

فأين من أسرف على نفسه بالمعاصي ؟ وأين من تخفى عن أعين الناس ليعص الخالق ؟ وأين من يرتكب الكبائر ليل نهار؟ وأين من يجاهر الله بالذنوب والمعاصي؟ وأين من أعلن الحرب مع الله بأكله للربا؟ وأين من أغواه الشيطان بتتبع النساء؟ وأين من أغواه الشيطان وجعلها تفتن الشباب؟ أين نحن جميعاً من التوبة إلى الله، وإعلان الرجوع إليه، فإنه سبحانه يقبل توبة التائبين، ويغفر زلة المستغفرين، ويقبل من رجع إليه بصدق ويقين.

أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من التائبين المستغفرين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا، وأن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا إنه جواد كريم .


------------------------
[1] -(صحيح مسلم - (ج 13 / ص 338).


 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:04 AM   رقم المشاركة : 1389
لعنة الحبيبة !


 

لعنة الحبيبة !



حسن الهمامي


صاحب قصتنا رجل كان يحبّ محبوبته حباً بلا حدود بل كان يضحّي بالغالي والنفيس من أجلها بل وصل به الأمر إلى أن أغضب أباه وأمه من أجلها.

كان لا يستطيع العيش بدونها فهي ماؤه وزاده وخيالاته.. ذهب ذات يوم يحدوه الأمل ويدفعه الشوق إلى لقائها وبينما هو يسير إلى مضاربها لاحت له من بعيد جرى نحوها وارتمى بين يديها ثم حملها إلى مكان بعيد وما إن وصلا فردوس الوهم حتى هصر خصرها النحيل بأصابعه وطواها بين يديه كأنها ظبي يخاف عليه من فلتاته همس إليها في رقة المحب وسادية العاشق: سامحيني أيتها الحبيبة الغالية فأنا سأختصر مساحات الحب وأزمنة الشكوى، سامحيني فأنا ساديٌ في حبي حتى النخاع سامحيني لأني رأيت أن القبل وحدها لا تروي نَهَم العشاق، سامحيني فلا خيار لملوك الهوى إلا أن يختفي أحدهم تحت أطباق النسيان كي تشتعل الأجفان وتخضرّ ملحمة الهوى في بستان الأساطير، من أجل ذلك رأيت أيتها الحبيبة الغالية أن أشعل فيك النار وأن أدوس جثتك المتفحمة حتى أظل مدى الحياة أتقلب على هراس الشكوى وأنات الضمير.

دمعت عيناه وعيناها.. أشعل عود الثقاب ثم أحرق ثيابها وهي تمسح دمع عينيه وتقول: أنا لا أخشى الموت وإنما أخشى عليك لعنة الحب، قالت ذلك وهو صامت لم ينبس ببنت شفة.. تنحنح ثم ألقاها أرضاً بعد أن قبّلها وامتص رضابها وظل بجوارها يستنشق الدخان المتطاير من جثتها ظاناً أن ذلك من طقوس الحب وما إن تفحمت جثتها حتى داسها بأقدامه ثم نظر إليها وودعها وخرج من فردوسه متجهاً إلى أهله.

ولكنه رغم ذلك ما زال كلامها يرن في أذنيه، ما زال كلامها يبعثر أوراق حلمه الصفراء وهو يحاول أن يتناسى ما حدث وقد استطاع مع الأيام أن يتناسى ذلك ولكنه ما استطاع أن يوقف ساعة الزمن عن الدوران ففي أحد أيامه السوداء استيقظ في المستشفى وأهله يحيطون به إحاطة القلادة بالعنق كان يبكي لأنه علم أنه مريض بمرض لا يرجى برؤه ولكن ما عسى البكاء أن يفعل لرجل يترنح كالسكران على عتبات النهاية وما إن حانت ساعة التوديع حتى قال لأبيه (لقد قتلتني لعنة الحبيبة)..
قال أبوه بلهفة شديدة: ومن هي هذه الحبيبة؟
أغمض عينيه ثم سكت، ألحّ عليه الأهل والإخوان قال كي تنال هذه الحبيبة المجرمة جزاء ما ارتكبت في حق ابنهم من فظائع.. تأوه وحشرج بكلمات لم يفهموا منها سوى تضجره منهم وهم يلحون عليه وما إن بلغت الروح الحلقوم حتى قال: لعنها الله إنها حبيبتي السجارة.. ثم أسلم الروح إلى بارئها..


حسن الهمامي – نجران
مجلة الأسرة العدد (175) شوال 1428هـ

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 10-20-2008, 01:05 AM   رقم المشاركة : 1390
أمك الآن .... قبل فوات الأوان


 

أمك الآن .... قبل فوات الأوان



فهد عبد الله – الرياض


تناديك أمك .. وتطلب منك ما تريده.. بني.. أحضر لي ما في هذه الورقة.. أمي عذراً أنا مشغول .. أتعلم أي يدٍ هذه اللي أعدتها من حيث أتت إليك؟ .. أي قلب تحمله يحمل كل هذه القسوة؟ .. أي حياة .. ستوفق فيها بعد عصيانك لطلب أمك؟ .. تعود من شغلك .. تجد أمك ومع كل ما قسوة عليها أعدت لك العشاء .. ومع ذلك تتذمر من طعمه .. وتطلب غيره .. أمي عشاؤك هذا لا تكرريه .. تخلد للنوم ولا تبالي بأمك .. ومع كل هذا .. تحبك .. تصحوا من نومك .. ليقال لك أمك ماتت .. تقوم وأنت فاقد عقلك .. وتصرخ منادياً أمك .. تحاول أن تناديها وتطلب منها أن تسمعك.. لكن قد فات الأوان ولا أمل لك بذلك .. تذهب للمسجد لتصلي على أمك .. والدموع تنهمر من عينيك .. لا تستطيع إيقافها بسبب أفعالك وأقوالك إليها .. تذهب للمقبرة ليكون آخر لقاء لك مع أمك .. أجزم أنك لا تريد الفراق

بل تتمنى الموت على ما فعلت .. تجلس على القبر .. تطلب الرحمة من الرب .. والمغفرة من الذنب .. تعود للبيت .. تبقى وحدك .. لا عشاء يعد لك .. ولا كلمة جميلة تقال لك .. ولا يوجد من يهتم بك

أمك.. رحلت عنك .. دموعك تنهمر.. لا فائدة .. أين أنت يوم أنها بجانبك؟.. ترد ما تطلبه منك؟.. تسمع ما يجرح شعورها منك؟.. ومع ذلك فإنها تحبك .. إنه قلب الأم .. وقفت على قبر جدي ولم أستطع الحراك .. فما هو الحال إن كان قبر أمي.. بعد عمر طويل بإذن ربي.. جميعنا مقصرون في حقوق أمهاتنا .. ووالله لن يندم أحد منّا إلا بعد ما يفارق أمه .. أسأل الله تعالى أن يطيل أعمارهم وأن يرحم ويغفر من مات منهم


فهد عبد الله – الرياض
مجلة القمة العدد (13) محرم 1427هـ

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 0 والزوار 15)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir