استيقظت على رسالة من أمي تقول:
"ها قد مر يوم الأم الذي يحتفلون به عندكم في بلاد الغرب،
لكن ما يبدوا لي أن هذا اليوم لا يعنيك من بعيد أو قريب،
(عجبا لك ! تشابههم في قطيعتي ولا تشابههم في صلتي).
لا تخدعني بقولك أن السنة كلها لي وليس يوما واحد كما يفعل القوم.
فإن كنت لا أجد منك يوما واحدا فكيف تمنيني بسنة !
هل يجب أن أكون شجرة أو إشارة مرورية حتى يكون لي أسبوعا يخصني.
بني إني اقدر انشغالك بدراستك وانهماكك في أبحاثك لكني مشتاقة إليك....
كتبتها بمداد من دمع، أمك المُحِبة "
أمي الحبيبة اعذريني على تقصيري وجفوتي،
فلك ولكل أم أقول:
بارك الله جهودكن ورفع درجاتكن وأقر أعينكن ببر أبنائكن وأهديك وكل أم
أبياتا أتذكرها لشاعر شامي يقول فيها:
ألقيت بين يديـــــك السيف والقلما =أرجو رضاكِ الذي أعلو به القمما
أنتِ الهنـــــا والمنى أنتِ الدنا =وأنــــــا على ثراكِ وليدٌ قد نمـا وسما
أمـــــــاه هذا اللحن يسحرني =ويلهب الشوق بي والحزن والندمـــــــا
أمــــاه أنت حديث الروح إن هدأت =أو أرسلت دمعةً أو رتلت نغمــا
وأنتِ أنتِ حياتي في مطامحهــــا =وأمنياتي ولم لا يــــــا منايا لمــــا
فإن جفوتكِ في ما فـات من عمري =فالدمع من ندمي رغم الثبات هما
فلتغفري الذنب لي يا أم واحتسبي =أوحاكميني وكوني الخصم والحكما
أمــــــاه لو كانت الأيــــام تسعفني =ما كنت يا أم بالتقصير متهمـــــــا
لكم أتوق إلى لقياك ضــــــاحكةً =فألثم الوجه والكفيـــن والقدمــــــــا
أمــــــــاه ها أنا ذا بالباب اطرقه =ذلاً وآمل منكِ الصفح والكرمــــــا
أمــــــــاه قلبي جريح لا دواء له =إلا رضــــــاكِ يعيد الجرح ملتئمــا
أمي ... أرجوك أن تسامحيني يا حبيبتي.
أبنك المقصر...
فلاحه