صفوة الصابرين ومنار الهدى للمصابين ، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جار يهودي يحرص على وضع القاذورات على بابه ،
فلما غاب اليهودي عن الرسول ثلاثة أيام ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم الى داره ليزوره ،
فقال اليهودي : لما هذه الزيارة يا محمد ؟
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" لم تضع ما كنت تضعه فحسبتك مريضا ، فجئت أزورك "
فقال اليهودي للرسول صلى الله عليه وسلم :
أدينك يأمرك بهذا يا محمد ؟!!
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" بل أكثر من هذا "
فقال اليهودي :
أشهد ألا أله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .
ومن حديث أبي ذر يرفعه :
" إن الله يحب الرجل يكون له الجار يؤذيه جواره ،
فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن "
أخرجه الإمام أحمد .
قال الحسن : ليس كف الأذى حسن الجوار ، ولكن حسن الجوار إحتمال الأذى .
كان لإبن تيمية جار يشرب الخمر فإذا سكر آخر الليل أخذ يرفع صوته بالغناء
فيقول وبصوت مرتفع
( أضاعوني وأي فتا أضاعوا *** ليوم كريهة وسداد ثغر ).
وكان يتأذى منه الشيخ أحمد بن تيمية رحمه الله ومن حسن جواره لم يرفع أمر لأحد ،
وفي ذات ليلة قبض عليه من قبل الشرطة ،وأودع السجن ،
فمكث الشيخ ليال لم يسمع له صوت فسأل عن جاره ،
فأخبر بأن الشرطة قبضت عليه ،
فذهب الشيخ الى الشرطة فعرفه المسئول فرحب به وسأله عن حاجته فذكر له جاره وطلب الإعفاء عنه
فتم ذلك استجابة لطلب الشيخ أحمد رحمه الله ،
فأخرج الجار من سجنه وسلم على الشيخ فقال :
الشيخ أحمد له الآن هل ضيعناك يا فتى؟؟!!
فخجل ذلك الفتى من إحسان جاره اليه فكف غنائه الذي كان يتأذى منه الشيخ .
من أعظم حقوق الجار في الإسلام .