يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-17-2008, 10:41 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الثامن عشر

من المراد في قوله يَأْمُرُكُمْ ؟

ما المقصود بالأمانات ؟


أَيْ مَا اُؤْتُمِنَ عَلَيْهِ مِنْ الْحُقُوق "إلَى أَهْلهَا .. وفيها أربع مسائل

المسألة الأولى : اختلف الناس في الأمانات ; فقال قوم : هي كل ما أخذته بإذن صاحبه . وقال آخرون : هي ما أخذته بإذن صاحبه لمنفعته . الصحيح أن كليهما أمانة ; ومعنى الأمانة في الاشتقاق أنها أمنت من الإفساد .

المسألة الثانية : أمر الله تعالى .. بأدائها إلى أربابها , وكان سبب نزولها أمر السرايا ; قاله علي ومكحول . وقيل .. نزلت في ( عثمان بن أبي طلحة أخذ النبي صلى الله عليه وسلم منه المفتاح يوم الفتح ودخل الكعبة , فنزل عليه جبريل بهذه الآية , وخرج النبي صلى الله عليه وسلم يتلوها , فدعا عثمان , فدفع إليه المفتاح ) , فكانت ولاية من الله تعالى بغير واسطة إلى يوم القيامة , وناهيك بهذا فخرا . وروي أن العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم سأل النبي عليه السلام أن تجمع له السدانة والسقاية , ونازعه في ذلك شيبة .. فأنزل الله تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية .

المسألة الثالثة : لو فرضناها نزلت في سبب فهي عامة بقولها , شاملة بنظمها لكل أمانة ; وهي أعداد كثيرة , أمهاتها في الأحكام : الوديعة , واللقطة , والرهن , والإجارة , والعارية . أما الوديعة : فلا يلزم أداؤها حتى تطلب , وأما اللقطة فحكمها التعريف سنة في مظان الاجتماعات , وحيث ترجى الإجابة لها , وبعد ذلك يأكلها حافظها , فإن جاء صاحبها غرمها , والأفضل أن يتصدق بها . وأما الرهن : فلا يلزم فيه أداء حتى يؤدي إليه دينه . وأما الإجارة والعارية : إذا انقضى عمله فيها يلزمه ردها إلى صاحبها قبل أن يطلبها , ولا يحوجه إلى تكليف للطلب ومؤنة الرد . وقال بعض علمائنا في الإجارة : يردها أين أخذها إن كان موضع ذلك فيها .

المسألة الرابعة : قوله تعالى .. ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال ابن زيد .. قال أبي : هم السلاطين , بدأ الله سبحانه بهم ، فأمرهم بأداء الأمانة فيما لديهم من الفيء , وكل ما يدخل إلى بيت المال حتى يوصلوه إلى أربابه , وأمرهم بالحكم بين الناس بالعدل , وأمرنا بعد ذلك بطاعتهم , فقال ..( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) . قال القاضي : هذه الآية في أداء الأمانة والحكم عامة في الولاية والخلق ; لأن كل مسلم عالم , بل كل مسلم حاكم ووال . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن , وكلتا يديه يمين وهم الذين يعدلون في أنفسهم وأهليهم وما ولوا ).

ورد في تفسير القرطبي

اختلف من المخاطب بها ; فقال علي بن أبي طالب وزيد بن أسلم وشهر بن حوشب وابن زيد : هذا خطاب لولاة المسلمين خاصة , فهي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمرائه , ثم تتناول من بعدهم . وقال ابن جريج وغيره : ذلك خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة في أمر مفتاح الكعبة حين أخذه من عثمان بن أبي طلحة الحجبي العبدري من بني عبد الدار ومن ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وكانا كافرين وقت فتح مكة , فطلبه العباس بن عبد المطلب لتنضاف له السدانة إلى السقاية ; فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فكسر ما كان فيها من الأوثان , وأخرج مقام إبراهيم ونزل عليه جبريل بهذه الآية . قال عمر بن الخطاب : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية , وما كنت سمعتها قبل منه , فدعا عثمان وشيبة فقال : ( خذاها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ) . وحكى مكي : أن شيبة أراد ألا يدفع المفتاح , ثم دفعه , وقال للنبي صلى الله عليه وسلم : خذه بأمانة الله . وقال ابن عباس : الآية في الولاة خاصة في أن يعظوا النساء في النشوز ونحوه ويردوهن إلى الأزواج . والأظهر في الآية أنها عامة في جميع الناس فهي تتناول الولاة فيما إليهم من الأمانات في قسمة الأموال ورد الظلامات والعدل في الحكومات . وهذا اختيار الطبري . وتتناول من دونهم من الناس في حفظ الودائع والتحرز في الشهادات وغير ذلك , كالرجل يحكم في نازلة ما ونحوه ; والصلاة والزكاة وسائر العبادات أمانة الله تعالى . وروي هذا المعنى مرفوعا من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها ) أو قال : ( كل شيء إلا الأمانة - والأمانة في الصلاة والأمانة في الصوم والأمانة في الحديث وأشد ذلك الودائع ) . ذكره أبو نعيم الحافظ في الحلية . وممن قال إن الآية عامة في الجميع البراء بن عازب وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب قالوا : الأمانة في كل شيء في الوضوء والصلاة والزكاة والجنابة والصوم والكيل والوزن والودائع , وقال ابن عباس : لم يرخص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك الأمانة .

ورد حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في أهمية الأمانة أذكره ؟

هناك عدة أحاديث وردت حول أهمية الأمانة .. منها

عن أبي هريرة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك (الجامع الصغير )

عن ابن عمر .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..( أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم ( الجامع الصغير )


وعن أبي هريرة قال .. بينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدث إذ جاء أعرابي فقال .. متى الساعة ؟ قال ( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ) قال .. كيف إضاعتها ؟ قال( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .. رواه البخاري

وعن حذيفة في حديث الشفاعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. ( وترسل الأمانة والرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا وشمالا ) .. رواه مسلم

قال صلى الله عليه وسلم .. ( كلكم راع , وكلكم مسئول عن رعيته , فالإمام راع على الناس وهو مسئول عنهم , والرجل راع في أهل بيته وهو مسئول عنهم , والعبد راع في مال سيده وهو مسئول عنه : ألا كلكم راع ومسئول عن رعيته ) .

وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال .. ( لتؤدن الحقوق إلى أهلها ، حتى يقتص للشاة الجمّاء من القرناء )

وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله قال .. (ألا لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له ) . رواه البغوي

والله أعلم

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2008, 01:08 AM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

ماشاء الله اسئلة منوعه يقدمها الأخ العزيز عبدالله رمزي

وإجابات كامله وشامله يكتبها جميع الأخوان وأخص بالذكر إجابة الأخ العزيز إبن القرية على السؤال السابع عشر

وليس لدي أي اضافة على إجابة الأخ العزيز أبو ناهل والأخ العزيز إبن القرية على السؤال الثامن عشر

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-18-2008, 10:01 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



بسم الله الرحمن الرحيم


الجواب التاسع عشر

ما المقصود بالشفاعة؟



ورد في تفسير الطبري .. مايلي ..


فيه مسألتان .. الأولى .. قوله تعالى ( من يشفع )أصل الشفاعة والشفعة ونحوها من الشفع وهو الزوج في العدد ; ومنه الشفيع ; لأنه يصير مع صاحب الحاجة شفعا . ومنه ناقة شفوع إذا جمعت بين محلبين في حلبة واحدة . وناقة شفيع إذا اجتمع لها حمل وولد يتبعها . والشفع ضم واحد إلى واحد . والشفعة ضم ملك الشريك إلى ملكك ; فالشفاعة إذا ضم غيرك إلى جاهك ووسيلتك , فهي على التحقيق إظهار لمنزلة الشفيع عند المشفع وإيصال المنفعة إلى المشفوع له .

الثانية .. واختلف المتأولون في هذه الآية ; فقال مجاهد والحسن وابن زيد وغيرهم هي في شفاعات الناس بينهم في حوائجهم ; فمن يشفع لينفع فله نصيب , ومن يشفع ليضر فله كفل . وقيل : الشفاعة الحسنة هي في البر والطاعة , والسيئة في المعاصي . فمن شفع شفاعة حسنة ليصلح بين اثنين استوجب الأجر , ومن سعى بالنميمة والغيبة أثم , وهذا قريب من الأول . وقيل : يعني بالشفاعة الحسنة الدعاء للمسلمين , والسيئة الدعاء عليهم . وفي صحيح الخبر : ( من دعا بظهر الغيب استجيب له وقال الملك آمين ولك بمثل ) . هذا هو النصيب , وكذلك في الشر ; بل يرجع شؤم دعائه عليه . وكانت اليهود تدعو على المسلمين . وقيل : المعنى من يكن شفعا لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر , ومن يكن شفعا لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر . وعن الحسن أيضا : الحسنة ما يجوز في الدين , والسيئة ما لا يجوز فيه . وكأن هذا القول جامع . والكفل الوزر والإثم ; عن الحسن وقتادة . السدي وابن زيد هو النصيب . واشتقاقه من الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط . يقال : اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه كساء وركبت عليه . ويقال له : اكتفل لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا من الظهر . ويستعمل في النصيب من الخير والشر , وفي كتاب الله تعالى " يؤتكم كفلين من رحمته " [ الحديد : 28 ] . والشافع يؤجر فيما يجوز وإن لم يشفع ; لأنه تعالى قال " من يشفع " ولم يقل يشفع . وفي صحيح مسلم ( اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب ) .


ما المراد بالنصيب والكفل؟

في صحيح الخبر .. ( من دعا بظهر الغيب استجيب له وقال الملك آمين ولك بمثل ) . هذا هو النصيب , وكذلك في الشر ; بل يرجع شؤم دعائه عليه . وكانت اليهود تدعو على المسلمين . وقيل : المعنى من يكن شفعا لصاحبه في الجهاد يكن له نصيبه من الأجر , ومن يكن شفعا لآخر في باطل يكن له نصيبه من الوزر . وعن الحسن أيضا : الحسنة ما يجوز في الدين , والسيئة ما لا يجوز فيه . وكأن هذا القول جامع . والكفل الوزر والإثم ; عن الحسن وقتادة . السدي وابن زيد هو النصيب . واشتقاقه من الكساء الذي يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط . يقال : اكتفلت البعير إذا أدرت على سنامه كساء وركبت عليه . ويقال له : اكتفل لأنه لم يستعمل الظهر كله بل استعمل نصيبا من الظهر . ويستعمل في النصيب من الخير والشر , وفي كتاب الله تعالى " يؤتكم كفلين من رحمته " [ الحديد : 28 ] . والشافع يؤجر فيما يجوز وإن لم يشفع ; لأنه تعالى قال " من يشفع " ولم يقل يشفع . وفي صحيح مسلم ( اشفعوا تؤجروا وليقض الله على لسان نبيه ما أحب )


ورد في ابن كثير

وقوله " من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها " أي من يسعى في أمر فيترتب عليه خير كان له نصيب من ذلك ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها أي يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب على سعيه ونيته كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء " وقال مجاهد بن جبر : نزلت هذه الآية في شفاعات الناس بعضهم لبعض وقال الحسن البصري قال الله تعالى " من يشفع " ولم يقل من يشفع وقوله " وكان الله على كل شيء مقيتا " قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوراق مقيتا أي حفيظا وقال مجاهد شهيدا وفي رواية عنه حسيبا . وقال سعيد بن جبير السدي وابن زيد قديرا وقال عبد الله بن كثير المقيت المواظب وقال الضحاك : المقيت الرزاق. وقال ابن حاتم : حدثنا أبي حدثنا عبد الرحيم بن مطرف حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل عن رجل عن عبد الله بن رواحة وسأله رجل عن قول الله تعالى " وكان الله على كل شيء مقيتا " قال مقيت لكل إنسان بقدر عمله وقوله " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " أي إذا سلم عليكم المسلم فردوا عليه أفضل مما سلم أو ردوا عليه بمثل ما سلم فالزيادة مندوبة والمماثلة مفروضة . قال ابن جرير : حدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي حدثنا هشام بن لاحق عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليك يا رسول الله فقال " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته " ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " ثم جاء آخر فقال : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته " فقال له " وعليك " فقال له الرجل : يا نبي الله بأبي أنت وأمي أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي فقال " إنك لم تدع لنا شيئا .

والله أعلم

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-19-2008, 10:16 PM   رقم المشاركة : 4

 

شكراً لك يا ابن القرية على جهدك وغجابتك ماشاء الله تبارك الله ..



السؤال العشرون

قال تعالى :-( مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ )


الأسئلة
في من نزلت هذه الآية؟
مامعنى أدعياءكم ؟
في قوله تعالى (وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ ) قصة جميلة وحزينة اذكرها ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-19-2008, 10:47 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب العشرين

فيمن نزلت هذه الآية؟


قال مجاهد .. نزلت في رجل من قريش كان يدعى ذا القلبين من دهائه , وكان يقول : إن لي في جوفي قلبين , أعقل بكل واحد منهما أفضل من عقل محمد . قال : وكان من فهر . الواحدي والقشيري وغيرهما .. نزلت في جميل بن معمر الفهري , وكان رجلا حافظا لما يسمع . فقالت قريش .. ما يحفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان . وكان يقول .. لي قلبان أعقل بهما أفضل من عقل محمد . فلما هزم المشركون يوم بدر ومعهم جميل بن معمر , رآه أبو سفيان في العير وهو معلق إحدى نعليه في يده والأخرى في رجله ; فقال أبو سفيان .. ما حال الناس ؟ قال انهزموا . قال : فما بال إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك ؟ قال : ما شعرت إلا أنهما في رجلي ; فعرفوا يومئذ أنه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده . وقال السهيلي .. كان جميل بن معمر الجمحي , وهو ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح , واسم جمح .. تيم ; وكان يدعى ذا القلبين فنزلت فيه الآية , وفيه يقول الشاعر .. وكيف ثوائي بالمدينة بعد ما قضى وطرا منها جميل بن معمر قلت .. كذا قالوا جميل بن معمر . وقال الزمخشري : جميل بن أسد الفهري . وقال ابن عباس : سببها أن بعض المنافقين قال : إن محمدا له قلبان ; لأنه ربما كان في شيء فنزع في غيره نزعة ثم عاد إلى شأنه الأول ; فقالوا ذلك عنه فأكذبهم الله عز وجل . وقيل : نزلت في عبد الله بن خطل . وقال الزهري وابن حبان .. نزل ذلك تمثيلا في زيد بن حارثة لما تبناه النبي صلى الله عليه وسلم ; فالمعنى .. كما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا يكون ولد واحد لرجلين . قال النحاس .. وهذا قول ضعيف لا يصح في اللغة , وهو من منقطعات الزهري , رواه معمر عنه . وقيل .. هو مثل ضرب للمظاهر ; أي كما لا يكون للرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى تكون له أمان . وقيل : كان الواحد من المنافقين يقول : لي قلب يأمرني بكذا , وقلب يأمرني بكذا ; فالمنافق ذو قلبين ; فالمقصود رد النفاق . وقيل .. لا يجتمع الكفر والإيمان بالله تعالى في قلب , كما لا يجتمع قلبان في جوف ; فالمعنى : لا يجتمع اعتقادان متغايران في قلب . ويظهر من الآية بجملتها نفي أشياء كانت العرب تعتقدها في ذلك الوقت , وإعلام بحقيقة الأمر , والله أعلم .

القلب بضعة صغيرة على هيئة الصنوبرة , خلقها الله تعالى في الآدمي وجعلها محلا للعلم , فيحصي به العبد من العلوم ما لا يسع في أسفار , يكتبه الله تعالى فيه بالخط الإلهي , ويضبطه فيه بالحفظ الرباني , حتى يحصيه ولا ينسى منه شيئا . وهو بين لمتين : لمة من الملك , ولمة من الشيطان ; كما قال صلى الله عليه وسلم . خرجه الترمذي ; وقد مضى في " البقرة " . وهو محل الخطرات والوساوس ومكان الكفر والإيمان , وموضع الإصرار والإنابة , ومجرى الانزعاج والطمأنينة . والمعنى في الآية : أنه لا يجتمع في القلب الكفر والإيمان , والهدى والضلال , والإنابة والإصرار , وهذا نفي لكل ما توهمه أحد في ذلك من حقيقة أو مجاز , والله أعلم .

أعلم الله عز وجل في هذه الآية أنه لا أحد بقلبين , ويكون في هذا طعن على المنافقين الذين تقدم ذكرهم ; أي إنما هو قلب واحد , فإما فيه إيمان وإما فيه كفر ; لأن درجة النفاق كأنها متوسطة , فنفاها الله تعالى وبين أنه قلب واحد . وعلى هذا النحو يستشهد الإنسان بهذه الآية , متى نسي شيئا أو وهم . يقول على جهة الاعتذار : ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه .

مامعنى أدعياءكم ؟

في قوله تعالى
(وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءكُمْ أَبْنَاءكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ )

الأدعياء جمع الدعي وهو الذي يدعى ابنا لغير أبيه أو يدعي غير أبيه والمصدر الدعوة بالكسر فأمر تعالى بدعاء الأدعياء إلى آبائهم للصلب فمن جهل ذلك فيه ولم تشتهر أنسابهم كان مولى وأخا في الدين وذكر الطبري أن أبا بكرة قرأ هذه الآية وقال أنا ممن لا يعرف أبوه فأنا أخوكم في الدين ومولاكم . قال الراوي عنه : ولو علم - والله - أن أباه حمار لانتمى إليه ورجال الحديث يقولون في أبي بكرة نفيع بن الحارث .

أجمع أهل التفسير على أن هذا نزل في زيد بن حارثة . وروى الأئمة أن ابن عمر قال : ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت : " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " [ الأحزاب : 5 ] وكان زيد فيما روي عن أنس بن مالك وغيره مسبيا من الشأم , سبته خيل من تهامة , فابتاعه حكيم بن حزام بن خويلد , فوهبه لعمته خديجة فوهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وتبناه , فأقام عنده مدة , ثم جاء عمه وأبوه يرغبان في فدائه , فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعث .. ( خيراه فإن اختاركما فهو لكما دون فداء ) . فاختار الرق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حريته وقومه ; فقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك .. ( يا معشر قريش اشهدوا أنه ابني يرثني وأرثه ) وكان يطوف على حلق قريش يشهدهم على ذلك , فرضي ذلك عمه وأبوه وانصرفا . وكان أبوه لما سبي يدور الشأم ويقول .. بكيت على زيد ولم أدر ما فعل أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل فوالله لا أدري وإني لسائل أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل فيا ليت شعري هل لك الدهر أوبة فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا غربها أفل وإن هبت الأرياح هيجن ذكره فيا طول ما حزني عليه وما وجل سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل حياتي أو تأتي علي منيتي فكل امرئ فان وإن غره الأمل فأخبر أنه بمكة ; فجاء إليه فهلك عنده . وروي أنه جاء إليه فخيره النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا وانصرف .. وقتل زيد بمؤتة من أرض الشأم سنة ثمان من الهجرة , وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمره في تلك الغزاة , وقال : ( إن قتل زيد فجعفر فإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ) . فقتل الثلاثة في تلك الغزاة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين . ولما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي زيد وجعفر بكى وقال .. ( أخواي ومؤنساي ومحدثاي ) .


روي في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص وأبي بكرة كلاهما قال سمعته أذناي ووعاه قلبي محمدا صلى الله عليه وسلم يقول : ( من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام ) . وفي حديث أبي ذر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر ) .

والمنافقين قالوا لما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم .. زينب بنت جحش التي كانت امرأة زيد بن حارثة الذي تبناه النبي صلى الله عليه وسلم قالوا .. تزوج محمد امرأة ابنه فأكذبهم الله تعالى في ذلك "والله يقول الحق" في ذلك "وهو يهدي السبيل" سبيل الحق

والله أعلم

تفسير القرطبي

وتفسير الجلالين



جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-20-2008, 10:01 PM   رقم المشاركة : 6

 



بارك الله فيك وجزاك الله الخير كله ومتعك بالصحة والعافية . إجابة شاملة وموفقة ..



السؤال الواحد والعشرون

قال تعالى :-( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُور )
ٌ
الأسئلة
ما المقصود بسبا؟
ما هي مزايا جنتيهم ؟
ماهي العقوبة التي نالوها من الله ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-20-2008, 10:15 PM   رقم المشاركة : 7

 


قال علماء النسب منهم محمد بن إسحاق: اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان قالوا: وكان أول من سبى من العرب فسمي سبأ لذلك،

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة سمعت عبد الله بن العباس يقول: إن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال: بل هو رجل، ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة، فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعريون وأنمار وحمير وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان، وقد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظهن هناك ولله الحمد.

وقوم سبأ سكنوا يلاد اليمن

ذكر غير واحد من علماء السلف والخلف من المفسرين وغيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جدا حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين وغرسوا فيهما البساتين والأشجار المثمرة الأنيقة، وزرعوا الزروع الكثيرة، ويقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب وسلط إليه سبعين واديا يفد إليه وجعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ومات ولم يكمل بناؤه فكملته حمير بعده، وكان اتساعه فرسخا في فرسخ وكانوا في غبطة عظيمة وعيش رغيد وأيام طيبة حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار ما يتساقط فيه من نضجه وكثرته وذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث ولا الدواب الموذية لصحة هوائهم وطيب فنائهم
......... ولكن بسبب كفرهم وبطرهم

فلما عبدوا غير الله وبطروا نعمته وسألوا بعد تقارب ما بين قراهم وطيب ما بينها من البساتين وأمن الطرقات سألوا أن يباعد بين أسفارهم وأن يكون سفرهم في مشاق وتعب وطلبوا أن يبدلوا بالخير شرا كما سأل بنو إسرائيل بدل المن والسلوى البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل فسلبوا تلك النعمة العظيمة والحسنة العميمة بتخريب البلاد والشتات على وجوه العباد كما قال تعالى فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ قال غير واحد: أرسل الله على أصل السد الفار، وهو الجرذ ويقال: الخلد.

فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئا إذ قد حم القدر ولم ينفع الحذر كلا لا وزر، فلما تحكم في أصله الفساد سقط وانهار فسلك الماء القرار، فقطعت تلك الجداول والأنهار، وانقطعت تلك الثمار، وبادت تلك الزروع والأشجار، وتبدلوا بعدها برديء الأشجار والأثمار.

والله أعلم ...

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 09-22-2008, 10:35 PM   رقم المشاركة : 8

 



بسم الله الرحمن الرحيم


الجواب الثالث والعشرون


ماهي الصافنات الجياد؟


يعني الخيل جمع جواد للفرس إذا كان شديد الحضر ; كما يقال للإنسان جواد إذا كان كثير العطية غزيرها ; يقال : قوم أجواد وخيل جياد , جاد الرجل بماله يجود جودا فهو جواد , وقوم جود مثال قذال وقذل , وإنما سكنت الواو لأنها حرف علة , وأجواد وأجاود وجوداء , وكذلك امرأة جواد ونسوة جود مثل نوار ونور , قال الشاعر : صناع بإشفاها حصان بشكرها جواد بقوت البطن والعرق زاخر وتقول : سرنا عقبة جوادا , وعقبتين جوادين , وعقبا جيادا . وجاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر والأنثى , من خيل جياد وأجياد وأجاويد . وقيل : إنها الطوال الأعناق مأخوذ من الجيد وهو العنق ; لأن طول الأعناق في الخيل من صفات فراهتها . وفي الصافنات أيضا وجهان : أحدهما أن صفونها قيامها . قال القتبي والفراء : الصافن في كلام العرب الواقف من الخيل أو غيرها . ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار ) أي يديمون له القيام ; حكاه قطرب أيضا وأنشد قول النابغة : لنا قبة مضروبة بفنائها عتاق المهارى والجياد الصوافن وهذا قول قتادة . الثاني أن صفونها رفع إحدى اليدين على طرف الحافر حتى يقوم على ثلاث كما قال الشاعر : ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا وقال عمرو بن كلثوم : تركنا الخيل عاكفة عليه مقلدة أعنتها صفونا وهذا قول مجاهد . قال الكلبي : غزا سليمان أهل دمشق ونصيبين فأصاب منهم ألف فرس . وقال مقاتل : ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس , وكان أبوه أصابها من العمالقة . وقال الحسن : بلغني أنها كانت خيلا خرجت من البحر لها أجنحة . وقاله الضحاك . وأنها كانت خيلا أخرجت لسليمان من البحر منقوشة ذات أجنحة . ابن زيد : أخرج الشيطان لسليمان الخيل من البحر من مروج البحر , وكانت لها أجنحة . وكذلك قال علي رضي الله عنه : كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة . وقيل : كانت مائة فرس . وفي الخبر عن إبراهيم التيمي : أنها كانت عشرين ألفا , فالله أعلم .

ورد في التفسير أن سليمان اشغل عن الصلاة فما الذي اشغله عنها؟وماذا فعل بعد ذلك؟

ذكر النحاس أن سليمان عليه السلام كان في صلاة فجيء إليه بخيل لتعرض عليه قد غنمت فأشار بيده لأنه كان يصلي حتى توارت الخيل وسترتها جدر الإصطبلات فلما فرغ من صلاته قال : " ردوها علي فطفق مسحا " أي فأقبل يمسحها مسحا . وفي معناه قولان : أحدهما أنه أقبل يمسح سوقها وأعناقها بيده إكراما منه لها , وليري أن الجليل لا يقبح أن يفعل مثل هذا بخيله . وقال قائل هذا القول : كيف يقتلها ؟ وفي ذلك إفساد المال ومعاقبة من لا ذنب له . وقيل : المسح ها هنا هو القطع أذن له في قتلها . قال الحسن والكلبي ومقاتل : صلى سليمان الصلاة الأولى وقعد على كرسيه وهي تعرض عليه , وكانت ألف فرس ; فعرض عليه منها تسعمائة فتنبه لصلاة العصر , فإذا الشمس قد غربت وفاتت الصلاة , ولم يعلم بذلك هيبة له فاغتم ; فقال : " ردوها علي " فردت فعقرها بالسيف ; قربة لله وبقي منها مائة , فما في أيدي الناس من الخيل العتاق اليوم فهي من نسل تلك الخيل . قال القشيري : وقيل : ما كان في ذلك الوقت صلاة الظهر ولا صلاة العصر , بل كانت تلك الصلاة نافلة فشغل عنها . وكان سليمان عليه السلام رجلا مهيبا , فلم يذكره أحد ما نسي من الفرض أو النفل وظنوا التأخر مباحا , فتذكر سليمان تلك الصلاة الفائتة , وقال على سبيل التلهف : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي عن الصلاة , وأمر برد الأفراس إليه , وأمر بضرب عراقيبها وأعناقها , ولم يكن ذلك معاقبة للأفراس ; إذ ذبح البهائم جائز إذا كانت مأكولة , بل عاقب نفسه حتى لا تشغله الخيل بعد ذلك عن الصلاة . ولعله عرقبها ليذبحها فحبسها بالعرقبة عن النفار , ثم ذبحها في الحال , ليتصدق بلحمها ; أو لأن ذلك كان مباحا في شرعه فأتلفها لما شغلته عن ذكر الله , حتى يقطع عن نفسه ما يشغله عن الله , فأثنى الله عليه بهذا , وبين أنه أثابه بأن سخر له الريح , فكان يقطع عليها من المسافة في يوم ما يقطع مثله على الخيل في شهرين غدوا ورواحا . وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

الضمير في حرف الهاء في قوله ( ردوها) ورد فيه قولان اذكرهما ؟


الهاء في " ردوها " للخيل , ومسحها قال الزهري وابن كيسان : كان يمسح سوقها وأعناقها , ويكشف الغبار عنها حبا لها . وقال الحسن وقتادة وابن عباس . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح فرسه بردائه . وقال : ( إني عوتبت الليلة في الخيل ) خرجه الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسلا . وهو في غير الموطأ مسند متصل عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أنس . وقد مضى في [ الأنفال ] قوله عليه السلام : ( وامسحوا بنواصيها وأكفالها ) وروى ابن وهب عن مالك أنه مسح أعناقها وسوقها بالسيوف . قلت : وقد استدل الشبلي وغيره من الصوفية في تقطيع ثيابهم وتخريقها بفعل سليمان هذا . وهو استدلال فاسد ; لأنه لا يجوز أن ينسب إلى نبي معصوم أنه فعل الفساد . والمفسرون اختلفوا في معنى الآية ; فمنهم من قال : مسح على أعناقها وسوقها إكراما لها وقال : أنت في سبيل الله ; فهذا إصلاح . ومنهم من قال : عرقبها ثم ذبحها , وذبح الخيل وأكل لحمها جائز . وقد مضى في [ النحل ] بيانه . وعلى هذا فما فعل شيئا عليه فيه جناح . فأما إفساد ثوب صحيح لا لغرض صحيح فإنه لا يجوز . ومن الجائز أن يكون في شريعة سليمان جواز ما فعل , ولا يكون في شرعنا . وقد قيل : إنما فعل بالخيل ما فعل بإباحة الله جل وعز له ذلك . وقد قيل : إن مسحه إياها وسمها بالكي وجعلها في سبيل الله ; .. والله أعلم

وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

والله أعلم

تفسير القرطبي


جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2008, 09:57 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله رمزي is on a distinguished road


 

ما شاء الله تبارك الله إجابة موفقة وكاملة فجزاك الله على ما تقدم كل الخير ووفقك في الدارين .

السؤال الرابع والعشرون

قال تعالى :-( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


الأسئلة
ورد في التفاسير إسم الرجل الذي مرعلى القرية ؟
أختلف في طريقة مروره على تلك القرية .. وضح ذلك؟
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟
ورد في الآية الكريمة قوله تعالى (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ) كيف أصبح هذا الرجل آية؟
كيف أستطاع أهل قريته معرفته بعد غياب مئة عام ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2008, 10:09 PM   رقم المشاركة : 10

 


بعض الروايات تؤكد أنه عزير (عليه السلام )
ومنهم من يسميه (عازار) ..
والنقاش كان بينه وبين الملك وبعض حاشيته

وقد جعله الله آية (معجزة) بأن خرج إلى الناس
فسألهم هل تعرفون عزيرآ قالوا نعم وقد مات منذ
مائة سنة ..
فقال إنه أنا ولم يصدقوه ..
فأتت عجوز معمرة من أهل البلدة فتعرفت عليه
وأقسمت أنه هو فأصبح ذو معجزة بإذن الله
والله أعلم .....

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir