.
*****
فائدة عظيمة في قصة إسلام الفاروق ، عمر رضي الله عنه
* عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : خرج عمر رضي الله عنه متقلدًا بسيفه ـ أو قال: بالسيف ـ فلقيه رجل من بني زهرة ، فقال : إلى أين تعمد يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدًا ، قال : وكيف تأمن في بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدًا ؟ قال : فقال عمر : ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه ، قال : أفلا أدلك على العجب يا عمر؟ إن خَتَنَكَ وأختك قد صَبَوَا ، وتركا دينك الذي أنت عليه .
قال : فمشى عمر ذامراً حتى أتاهما ، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب. قال : فلما سمع خباب حس عمر توارى في البيت فدخل ، فقال : ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم . وكانوا يقرأون طه ، فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا ، قال : فلعلكما قد صبوتما ؟ قال: فقال له خَتَنُه : أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك ؟ قال : فوثب عمر على خَتَنِه فوطئه وطـئًا شديدًا، فجاءت أخته فدفعته عن زوجها ، فنفحها بيده نفحة فدمَّى وجهها ، فقالت وهي غضبى : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله .
فلما يئس عمر ، قال : أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فأقرأه ـ قال : وكان عمر يقرأ الكتب ـ فقالت أخته : إنك رجس ولا يمسه إلا المطهرون ، فقم فاغتسل وتوضأ. قال : فقام عمر فتوضأ ، ثم أخذ الكتاب فقرأ : }طه...{ [طه: 1] حتى انتهى إلى قوله: }إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي{ [طه: 14]. قال : فقال عمر : دلوني على محمد .
فلما سمع خباب قول عمر خرج من البيت ، فقال أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك ليلة الخميس: (اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بعمرو بن هشام) . قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا.
فانطلق عمر حتى أتى الدار ، قال : وعلى باب الدار حمزة وطلحة وأناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة وَجَلَ القوم من عمر ، قال حمزة : نعم فهذا عمر ، فإن يرد الله بعمر خيرًا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا. قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخلٌ يوحى إليه ، قال : فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف ، فقال : (ما أنت منتهياً يا عمر حتى ينزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب، اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب). قال : فقال عمر: أشهد أنك رسول الله ، فأسلم وقال : اخرج يا رسول الله .
ولقد أعز الله المسلمين بإسلام عمر رضي الله عنه ، فأعلنوا إسلامهم ، وظهروا بعد أن كانوا متخفِّين ، وتحقق ما قاله الصادق المصدوق ، صلوات الله وسلامه عليه .
والقصة مشهورة في كتب السير وكتب مناقب عمر رضي الله عنه ، وفيها زيادات .
(منقول)
*****