إشراقة
رجل كبير..
•• نتابع هذه الأيام كمشاهدين سلسلة أحاديث وزير الخارجية العراقي السابق «طارق عزيز» على قناة العربية.. ويتعجب الواحد فينا من قدرة الرجل على تذكر وقائع وتواريخ ومعلومات هامة رغم تقدمه في السن.. ورغم ظروفه الصحية المتعبة بعد فترة سجن كانت ثقيلة بالنسبة له.. وإن كانت نجاته من الإعدام.. قد قللت من صعوبة تلك الفترة..
•• لكن ما أعجبني في الرجل «الداهية» كما عرفته خلال فترات مشاركته في العمل السياسي والإعلامي ببلاده هو.. عدم «تلونه» أو تغير مواقفه وقناعاته وآرائه التي حوسب على بعضها وكاد يدفع حياته ثمنا لها وفي مقدمتها دفاعه عن صدام حسين رغم كل ما قيل ويقال عنه.. ورغم انفضاض الآلاف من حوله..
•• ومهما اتفقت أو اختلفت معه كمتابع لفترة حكم صدام حسين.. إلا أنني لا بد أن أعترف بأنني احترمت الرجل وأكبرته.. لأنه لم يتغير تبعا لتغير الظروف.. ولم يتلون بتلون طبيعة المرحلة.. أو يخاف من غضبة من كانوا أو ما زالوا يعتبرون «صدام» شخصية قيل فيها ما لم يقل في كل طغاة التاريخ..
•• أقول إنني احترمت الرجل.. وازددت إعجابا به.. لأنه لامس عندي وترا أخلاقيا حساسا أشعر أن البشر -في هذا العصر- قلما يحرصون على مراعاته أو الالتزام به.. وذلك ما يؤلم ويحزن..