يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-2010, 12:02 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
فلاحه is on a distinguished road


 

إلا أن الموضوع المقصود عندنا ههنا هو:

الإبصار النفسي، أو الإبصار القلبي، لا إبصار الجوارح.

فالنفس الإنسانية (جسم) روحاني سوي، له جوارحه النفسانية،

المفارقة للبدن. وإنما البدن لباسها الخارجي.

قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا)

(الشمس:7).

فإبصار النفس، أو إبصار القلب هو الذي يصاب بالعمى عن الغفلة،

ويعالج بالتذكر، قال عز وجل:

(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ

تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ)

(الأعراف:201).

وقال سبحانه:

(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)

(الحج:46).

وعليه يحمل معنى قوله تعالى:

(فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)

(النمل:13).

وقوله عز وجل: (وآتينا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً)

(الإسراء:59).

فالآيات مُبْصِرَةٌ بمعنى مُبَصِّرَة.

فهي لذلك بصيرة.

والبصيرة: هي الثقب الذي يجعل في باب الدار من أجل معرفة الطارق.

وهي اليوم العدسات المجهرية التي تثبت على أبواب المنازل.

فمن خلالها يطلع الإنسان على الحقيقة ويكتشف طبيعتها.

ومن هنا كانت آيات القرآن مُبْصِرَةً، أو بصائر.

فإذ نصب المولى الكريم الآيات بصائر للناس،

فإنهم إن لم يبصروا؛ لا لوم آنئذ إلا على أنفسهم.

وهو قوله تعالى الوارد على أشد ما تكون النذارة:

(قَدْ جَاءكُم بَصَآئِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ

وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ)

(الأنعام:104).

إن هذه الآية أُمٌّ من أمهات الكتاب. فأعد قراءتها وتدبر ثم أبصر!

تدبر ثم أبصر! لأن الإبصار نتيجة طبيعية للتدبر.

ولذا كانت الآيات صارمة في وجوب التدبر على ما سيأتي تفصيله وبيانه بحول الله.

ومن أجل هذا كله خاطب الله جل جلاله الناس ذوي الأبصار،

كما في قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ)

(النور: 44)،

وقوله أيضا: (فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)

(الحشر:2).


 

 
























التوقيع

مواضيعي هي:





الأحلى ... والأجمل ... والأمثل ... والأكمل




أنقل محاسن ما نُقل مما يليق بهذا المكان

ولا أنقل كل ما نُقل، إذ لكل شيء صناعة، وصناعة العقل حسن الاختيار،

   

رد مع اقتباس
قديم 12-06-2010, 12:11 PM   رقم المشاركة : 2

 

إن القرآن العظيم نسق كلي من الآيات. والآيات والآي جمع آية:

وهي العلامة المنصوبة للدلالة على معلومة يُسْتَرْشَدُ بها في أمر ما.

ومن هنا كانت الآية بمعنى: الحجة والبرهان.


والحياة الدنيا - بلا دين - ظلمات متضاربة كأمواج البحر البهيم.

والناس راحلون إلى ربهم من خلال ما حد لهم من أعمار.

إنها رحلة شاقة مضنية. قال عز وجل:

(يَا أَيُّهَاالْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ)

(الانشقاق:6).

وهو لذلك في حاجة ماسة إلى الآيات؛ عسى أن يسهل عليه أمر العبور،

وتتضح له معالم الطريق، ويسلك له سبيلها.

تماما كما لا تسلك الطريق لسائق السيارة؛

إلا بنصب علامات على كل مراحلها. وإنما العلامات: الآيات،

كما في كل معاجم اللغة. هذا شيء مهم جدا. لكن ما فائدة الآيات بدون إبصار؟

 

 
























التوقيع

مواضيعي هي:





الأحلى ... والأجمل ... والأمثل ... والأكمل




أنقل محاسن ما نُقل مما يليق بهذا المكان

ولا أنقل كل ما نُقل، إذ لكل شيء صناعة، وصناعة العقل حسن الاختيار،

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir