

أخرج الدكتور الفاضل والمفكر المبدع عبد الكريم بكار
كتابه الماتع
50 شمعة لإضاءة دروبكم
يخاطب فيه الأبناء والبنات ؛
وهو حقيق بالقراءة وإعادة قراءته لأن الخطاب موجه للجميع بجميع توجهاتهم ,
استخدم فيه تعبير الأبوة الحانية والنصيحة الصادقة ؛
رأيت أن أنقل لكم مقتطفات منه ,
وقد يجده البعض على النت أو اقتنائه من إحدى المكتبات
فالله اسأل أن يكتب الخير لنا جميعاً

من إضاءة القاعة المظلمة
الأصل في الإنسان أن يكون جاهلاً إلا إذا تعلم .
ما دمنا لا نعرف كل شيء , ولم نحط بكل شيء , فإن علينا ألا نصدر أحكامنا حتى تنتهي .
* هناك أمور كثيرة ستكون معرفتنا بها جزئية أو سطحية , ونحتاج إلى التعمق فيها ,
وهذا لا يكون إلا من خلال امتلاكنا لعقل مفتوح وروح متعطش إلى المعرفة .

من إضاءة الامتحان الأكبر
المشكل الأكبر في هذا الموضوع , هو أننا لا نعرف متى ينتهي وقت الاختبار ,
ويسحب المراقبون أوراق الإجابة !
كم أخطأ الناس يا أبنائي وبناتي في توقعاتهم لمدة الاختبار ؟

من إضاءة المواليد
إنه لشيء لافت ذلك التباين الكبير بين ما نكون عليه عند الولادة ,
وبين ما نكون عليه عند الموت , المواليد كلهم أطفال من درجة واحدة ,
حيث يمكن أن نتوقع لكل واحد منهم أن يكون في المستقبل واحد من العظماء ,
وأن يكون متخلفاً ذهنياً أو مجرماً أو منحرفاً ..
لكن هذه الإمكانيات تتلاشى مع الأيام ليصبح المجهول معلوماً .. !

من إضاءة الصخرة
أحب أن أحذر بقوة وبشدة من ارتكاب الأخطاء في التعامل
مع هذه الطاقة الكامنة ( الغريزة الجنسية ) , والتي هي أشبه بـ( البنزين ) ,
حيث إنه يظل طاقة نافعة ما دمنا نستخدمه بالطريقة الصحيحة ,
فإذا قربناه من النار تحول إلى قوة مدمرة , قد تحرق حياً بأكمله !
أحد الحكماء شبه الطاقة الجنسية بصخرة عظيمة في سفح جبل شاهق ,
فإنها قد تمكث قروناً على تلك الحال , فإذا جاء من يحركها فإنها قد تتدحرج ,
وإذا تدحرجت , فلن تستطيع أي قوة بشرية إيقافها !
ليفكر كل واحد منكم مئة مرة قبل أن يخطو خطوة خاطئة ,
تترك في حياته أسوأ الآثار , وفي نفسه أسوأ الذكريات !

من إضاءة العظمة
هناك رجال عظام غيروا مجرى التاريخ ,
ونقشوا أسمائهم بأحرف من نور على صفحاته
مع أنهم ولدوا في أسرٍ لا يعرف عنها عراقة في نسب ,
وليس لديها وفرة في مال , ولا تسكن في أماكن مميزة ..
التاريخ والواقع يقولان لنا هذا , وعلينا أن نستخلص العبرة منه !
تقبل نفسك وأوضاعك , واشعر بالاعتزاز بما لديك , واتخذ منه نقطة انطلاق إلى الأمام !
انفخ على أصغر شرارة لديك لتتحول إلى نور عظيم يضيء لك طريقك وطريق أهلك وزملائك !
لا ترض أبداً أن تكون ظلاًّ لأحد , وحاول دائماً أن تكون قدوة ونموذجاً ينتفع بك غيرك !

من إضاءة النهاية
الملاحظ أن الشباب والشابات
الذين يتفوقون في الاستقامة والدراسة والعمل على نحو باهر قليلون جداً ,
وهذا يعود إلى عدد من العوامل , أهمها :
المفاهيم والمعتقدات التي يسترشدون بها في مسيرتهم وحركتهم اليومية .
هناك من أبنائي وبناتي من ينظرون إلى العالم بمنظار أسود ,
فلا يرون إلا الشرور والمفاسد ,
ويعتقدون أنَّ ما هو أسوأ متوقع دائماً …. !
كونوا أنصار الفضائل وحماة المبادئ , حتى يصبح لحياتكم معنى وقيمة ,
وإذا فعلتم ذلك فأنتم مظفرون دائماً , فإن فاتتكم لذة الغلبة لم يفتكم شرف المعركة !

من إضاءة الذكر والأنثى
إن التركيب الجسمي والنفسي والشعوري للفتاة مختلف عن التركيب الجسمي للفتى ,
ولهذا فإنك يا ابنتي قد أعددت لتقومي بدور مختلف عن أخيك ! …
بعبارة أخرى تحتاج الفتاة إلى أن تكون طموحاتها في المستقبل
طموحات امرأة وليست طموحات رجل !

من إضاءة النجاح
من المهم أيها الأعزاء والعزيزات أن تتذكروا شيئاً جوهرياً ,
هو أن الإسلام يدقق في الأسلوب الموصل إلى الأهداف الكبيرة مثل تدقيقه في الأهداف نفسها ,
ولهذا فإن للنجاح الحقيقي الذي ينبغي علينا جميعاً أن نسعى إليه سمتين أساسيتين :
الأولى : أن يتم بطريقة مشروعة ونظامية .
الثانية : أن يقرب صاحبه من الله تعالى .
استعينوا بالله تعالى واطلبوا التوفيق والرعاية في كل ما تسعون إليه .
وتذكروا قول القائل :
إذا لم يكن عون من الله للفتى = فأول ما يقضي عليه اجتهاده !