مسفر الغامدي ...
 
أو كما يحلو لتلك العروق الذابلة تحت جلودنا أنْ تدعوَه مسفر بن صالح بن مسفر آل قسقس !!
 شاعرٌ قرأ الإناءَ من الداخل ، بينما العيونُ كانتْ تُحيطُ حوافّه الظاهرة !
 اتّكأ على الجرحِ واقفاً ، و وقف الآخرون متّكئين على حائط السلامة !!
 إنه أبو ضياء ...
 
 حيناً من الضوء ، 
 و سرْباً من الشّعر الأنيق ...
 انبجَسَ من وادي العلي قبل عقدين تقريباً حاملاً معه عصاً من ذكاء القرية ، و سلّةً من بعض الصّفاء 
 النابت هناك ،
 
 و حجَّ إلى جدةَ قاصداً بيتَها المعمورَ ( آنذاك !! ) جامعةَ الملك عبد العزيز ليتخرّجَ فيها معلّماً للصفوف 
 
  الأوّلية بادئاً رحلتَه في عالم الطفولةِ المترعِ بالدهشةِ لينعكَسَ ذلك الوجهُ الطفولي المتمرّد على 
 الكثير من قصائد ديوانه الأول ( حيناً من الضوء ) و الصادر في عام 2003 م عن دار المدى للثقافة و 
 النشر  .
 و كان له مع الصحافة ما للعاشق المغرور مع حبيبته المتلهّفة  ، 
 فنشاطه فيها قليل ، و لكنّه راسخ ،
 تُديمُ النظرَ نحْوَه و لكنّه لا يرمقها إلا باستعلاء ( أو بشفقةٍ حتى أكونَ أكثرَ دقّة !! ) 
 له زاويةٌ ثابتة في ملحق الأربعاء الأسبوعي الصادر عن صحيفة المدينة في صفحته الأخيرة يُغازل فيه 
 كعادته  بعضَ المفرداتِ التي استبدّتْ على معاجمها ، و شيئاً من النّوافلِ التي احْتَلّتْ منزلةَ الفرائض !!!
 أبو ضياء ...
 وجهٌ شعريٌّ جديرٌ بأن يُحتفى به ، 
 و خليقٌ بأنْ ترفعَ له القبّعات احتراماً ،
 و ابنٌ / علَمٌ  من أبناء هذا الوادي الممتدّ من أقاصي الإبداع إلى تخوم الدّهشة ! 
 أبا ضياء ... لك مني السلام المصفّى ،
 و التّحايا الشعرية و النثرية المتآلفة !!