قراءة تحليلية في جائزة الوالدين بقلم د. عبدالرحمن علي الحمود

.

*****

قراءة تحليلية في
جائزة الوالدين لتكريم حفظة كتاب الله

بقلم الدكتور/ عبدالرحمن بن علي الحمود

تتعدد المسابقات والجوائز في مشاهد كثيرة ومصارف نوعية ، في مختلف الشأن الاجتماعي السنوي أو الشهري، تقديرا من أصحاب تلك الجوائز ورعاتها لأولئك المتميزين في مواضيعها المختلفة.

إلا أن الأمر يختلف من حيث الاهتمام والأهمية إذا ماعلمنا أنه يتعلق بكتاب الله جل وعلا، فهنا يرتفع المقام وتعلو المكانة إجلالاً وتقديساً للحدث ، حيث أن الفئة المستهدفة قد ذهبوا يتسابقون في حفظ القول الحق الكريم "ومن أصدق من الله حديثا"

وفي هذا السياق المبارك نقف بكل فخر واعتزاز لما وصلت إليه جائزة الوالدين لتكريم حفظة كتاب الله.

وحقيقة القول هنا فإنني لم أندهش لهذا الحدث الكبير حين علمت أن مؤسس هذه الجائزة المباركة وممولها هو الرجل الغني عن التعريف، ولا غرو في ذلك فقد كان في سدة رئاسة أشرف المهن وهي مهنة التعليم التي اهتم القائمون عليها بكتاب الله سبحانه وتعالى تعليما وتحفيظا.

وهاهو سعادة الدكتور سعيد بن عطية أبو عالي ، يعلمنا نوعا عظيما من أنواع البر بالوالدين بعد موتهما بالذات حين ذهب يؤسس لهذا العمل الموفق ويوليه جل اهتمامه وعنايته، إنطلاقا في هذا الشأن من عدة أوجه :

الأول/
استشعاره بل حرصه المتناهي بأهمية المبادرة الكريمة التي تولى أمرها، لتكون رافداً مباركاً مع ماتقوم به الجهات الأخرى في العناية بكتاب الله جل وعلا من خلال تشجيع من يحفظه وتخصيص المبالغ الرمزية تقديرا لنشاطهم المتميز تجاه الكتاب المقدس تجويدا وحفظا.

ثانيا/
ممارسة أسمى أنواع البر بوالديه يرحمهما الله حين جعل ثواب ذلك العمل الجليل الى روحيهما، وهذا لعمري من أصدق المنافسات في مضمار البر.

ثالثا/
لقد كان بالإمكان إخراج مبلغ الجوائز صدقة عن والديه وبالذات في شهر رمضان المبارك لمن يستحقها وكفى، إلا أن صاحب الجائزة ومؤسسها أراد أن يكسب وجها جليلاً آخر مع الصدقة لوالديه بصرفها عبر أشرف المناشط وهو تحفيظ القرآن الكريم، وبذلك يتجلى الأمر أنها تم صرفها في مكانها الصحيح.

رابعا/
لم تقتصر تلك الجائزة المباركة على جنس دون آخر فهي متاحة للذكور والإناث إيماناً من صاحب الجائزة يحفظه الله أن الناس سواسية أمام كتاب الله ولا فرق بينهم في ذلك وأن حفظ آياته هو روح التقوى.

خامسا/
إن إتاحة الفرصة لغير السعوديين من الجنسين للدخول في هذه المسابقة يدل دلالة واضحة على نزاهة بنود الجائزة وشروطها، ونقلها من المحلية إلى العالمية.

سادسا/
إن استمرار الجائزة طوال السنين الماضية دون انقطاع الا حين ذلك الأمر الكبير الذي توقف لأجله كل شيء وهو جائحة كورونا ليدل بصدق على عزم مؤسس الجائزة رعاه الله على النفع العظيم لوالديه وللمتسابقين.

سابعا/
إن الإجراءات الإدارية والفنية التي تتم من خلالها آليات المسابقة تدل دلالة قوية على مؤسسية ذلك العمل الشريف.

ثامنا/
إن وجود أمانة عامة تعمل من خلالها أنشطة تلك المسابقة يعد ذلك زهواً وعلواً لمكانة المقصد منها وبالتالي فإنني على يقين تام بأن التنظيم والتنسيق والمتابعة والإخراج كل ذلك من عمل أمانة الجائزة التي أضحت منصة تنطلق من خلالها المسابقات الدورية.

أبارك لقدوتنا المفضال سعادة صاحب الجائزة المبدع دوما الذي ملأت أفعاله العالية كل الأماكن، هذا العمل المتميز وهذه المبادرة الأنموذج مع صادق الدعاء ومزيد التقدير

أبارك للأخ محمد بن سعيد ابو عالي والاخ عبدالرحيم قسقس حرصهما على متابعة ذلك العمل الجليل وخدمة أهدافه النبيلة.

تم تحريره غدوة يوم الخميس ١٤٤٦/١٠/٥

*****