
 
أنا رجلٌ متخلفٌ !، 
يعيش في غير عصره ،
لكني تحضرتُ اليوم 
فدخلت صدفةً بلا ميعاد على موقع الاتصالات السعودية ، 
على شبكة الإنترنت .
وجدت به "إيقونة " (البرقية الإلكترونية) ، ففرحت كثيراً ، وقلت : 
إنني أعلم أن البرقية – فيما مضى – من أقوى الوسائل للوصول إلى المسؤول ، 
خلف الأبواب المغلقة ، 
والتي لم تُفتح يوماً إلاَّ بواسطة أو معجزة ! 
– رغم الدعايات الإعلامية !_ 
وقد سَهُل الأمرُ اليوم كما ترى ! 
بضغطة زرٍ واحدة تقتحم مكتب أكبر مسؤول !.
كتبتُ في ورقة منفصلة أسماء كبار شخصيات المجتمع ، 
من أصحاب القرار ، في شتى المجالات ، 
وبدأتُ أتناولهم ، واحداً تلو الآخر ؛ 
فأبرق لهم برقياتٍ عاجلةً لا تحتمل التريث !.
ما تركت منهم أحداً إلاَّ وأتحفته بكلام يلين له الصخر الأصم ! . 
هذا .. لأحضى منه بمكرمة ؛ بعثة دراسية ؛ لمواصلة دراسة الدكتوراة ! .
وهذا .. لأمور تتعلق بالدعوة وشؤونها، والصحوة واحتضارها اليوم !.
و هذا .. لمنحي تصريحاً للإتيان بزوجتي وبنتي من مصر !.
و هذا .. للقضاء على ما علق بي من التزامات مالية بسبب الدراسة ، أقضت مضجعي !.
وهكذا ..ثم وضعت يداً على خد ، 
وانتظرت النتيجة .. شهراً .. شهرين .. ثلاثة .. 
حتى كدت أيأس ، وأفقد الأمل !.
وأخيراً .. الحمد لله ، جاءت النتيجة ،
فجاءت معها البشرى التي لا تخطر على بال أحدٍ ، نعم !
جاءت فاتورة الهاتف ، 
وهي تحمل في طيات صفحاتها مبلغ (3354) ريالاً فقط !! 
هي قيمة تلك البرقيات الصالحات !.
ومضة:
زعم الفرزدقُ أنْ سيقتلَ مِربعاً *** أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مِربعُ !!
موسى محمد هجاد الزهراني 
 
...........
 .