![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() ![]() ![]() |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 |
ملحمة غامد الهيلا للشاعر الكبير مسفر الصفا / ودراسة نقدية للدكتور محمد بن سعد الغامدي
|
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 |
• الاقتصاد في الفخر وانتقاء المفاخر الحقيقية في نظر الإسلام يدلان على انتباه الشاعر لمحاذير التفاخر, فمما يَتَشَرَّف المسلم بِذِكْرِه الوفَادَة على الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به ومصاحبته والجهاد معه ومع الصحابة وأن من الأجداد المُحَدِّثين والفقهاء .. وهنا نقول إن ذلك لهو الشرف كل الشرف, والمجد التليد كل المجد, وبهذا الاقتصاد والانتقاء يُرجَى أن يخرج موضوع القصيدة عن العصبية القبلية, وعن مشابهة أفعال الجاهلية, فضلاً عن تذكيره بوحدة أصل الناس واشتراك الجميع في الشرف, وتصريحه بالأخوة الإسلامية, وكذلك عدم طعنه في القبائل الأخرى وغير ذلك مما وُفِّق له الشاعر . وأما بعض الشعراء الآخرين ومنهم غير شعراء فإن مُؤاخذتهم صريحة في الوقوع في تلك المحاذير, وهنا لا بد من وقفة ولو قليلة مع هذه المسألة وذلك لخطورتها وأهميتها في تماسك المجتمع فأقول : التفاخر صفة ذميمة, وهو ثمرة الكِبر وقرينه, قال تعالى: « إن الله لا يحب كل مختال فخور » وَإِنَّمَا نهى عن التَّفَاخُرِ لِمَا يُؤَدِّي إلَيْهِ من إيقَاعِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَالتَّنَافُرِ وَالتَّحَاقُدِ , وأشهر أنواع الفَخْر هو ما يكون بالنَّسَب وهو مُحَرَّم شرعاً، وهو من خصال الجاهلية المذمومة، وهو نَزْعَة دفينة في النفس لا تكاد تنفك عن صاحب نَسَب وإن كان صالحاً وعاقلا إلا أنه قد لا يظهر منه ذلك عند اعتدال حاله ولكن حال الغضب ونحوه كما روي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال : « قاولتُ رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقلتُ له يا ابن السوداء » فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « يا أبا ذر طَفّ الصَّاع طَفّ الصَّاع ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل » أخرجه ابن المبارك, ولأحمد من حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : «اُنْظُرْ فَإِنِّكَ لَسْت بِخَيْرٍ مِنْ أَحْمَرَ وَلا أَسْوَدَ إلا أَنْ تَفْضُلَهُ بِتَقْوَى » فقال أبو ذر رضي الله عنه : « فاضطجعت وقلت للرجل قم فطأ على خدي » . وقوله: « طَفّ الصَّاع » الطَفّ هو أن يقرب الإناء من الامتلاء من غير أن يمتلئ, ومنه التطفيفُ في الكيل أي نقصانه, فالتَّطْفِيفُ ضِدُّ التَّوْفِيَةِ, ومعناه كُلُّكُم في الانْتِسابِ إِلى أَبٍ واحدٍ بمَنْزِلَةٍ واحدةٍ في النَّقْصِ والتَّقاصُرِ عنْ غايَةِ التَّمامِ وشَبَّهَهُمْ في نُقْصانِهم بالكَيْلِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَمْلأَ المِكْيالَ, وفي حديث آخر عند أحمد «طَفُّ الصَّاعِ لَمْ تَمْلَئُوهُ» . وأخرج مسلم في هذا « أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن الفخر في الاحساب والطعن في الانساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة ». والنفس لا تقبل الفخر والتعالي عليها من أحد من جنسها وذلك لتساوي الناس في الجزء الأهم والأكبر وهو الأصل والمادة ثم إن ما تميز به الفخور لا يعدو كونه هِبة من الله لا من خَلْقه وإيجاده هو, فضلاً عن كون المتفاخَر به لا استمرار له وسرعان ما ينقطع إما بزواله أو بموت الفخور . ولما كان الناس في الجاهلية - ولا زال غير المسلمين منهم - لا يعرفون ميزاناً حقيقياً للتفاضل فكانوا يَرَون التفاضل بالأنساب والأحساب أو الألوان واللغات والثقافات أو العدد والقوة مما لا يصح التفاضل بناءً عليه .. فقد جاء الإسلام وقضى على تلك الاعتبارات ونبذها بنصوص قطعية صريحة في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، من ذلك قول الله تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ » وقول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ , وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ , أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ , وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ , وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ , وَلا لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إلا بِالتَّقْوَى» رواه أحمد والبيهقي وصححه الألباني . وَأخرَج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال : " « إنَّ اللَّهَ أوحى إلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا؛ حَتَّى لاَ يَفْخَرَ أَحَدٌ على أَحَدٍ وَلاَ يَبْغِي أَحَدٌ على أَحَدٍ » ". وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا « إذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ مُنَادِيًا يُنَادِي أَلا إنِّي جَعَلْت نَسَبًا وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا, فَجَعَلْت أَكْرَمَكُمْ أَتْقَاكُمْ , فَأَبَيْتُمْ إلا أَنْ تَقُولُوا فُلانُ بْنُ فُلانٍ خَيْرٌ مِنْ فُلانِ بْنِ فُلانٍ , فَالْيَوْمَ أَرْفَعُ نَسَبِي وَأَضَعُ نَسَبَكُمْ , أَيْنَ الْمُتَّقُونَ » . وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ « مَنْ أَبْطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» . وأخرج البخاري عَنْ أَبيِ هُرَيْرَةَ قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَيُّ النَّاسِ أَكْرَمُ ؟ قَالَ : أَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاهُمْ ، قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، قَالَ : فَأَكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ ابْنُ نَبِيِّ اللَّهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ ، قَالَوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، قَالَ : فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا: نَعَمْ ، قَالَ: فَخِيَارُكُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُكُمْ فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا» متفق عليه, وقال صلى الله عليه وسلم : « إن أوليائي منكم المتقون من كانوا وحيث كانوا » . ذلك كله هو قاعدة الإسلام ومبدأه في التفاضل والمساواة التي هي أهم قضايا العصر على مستوى العالم, فقد بَيَّنَ الإسلام أصل الخليقة وردَّ الناس إليها، ووَضَّحَ أساس التفاضل المحمود الذي يحقق للبشرية السعادة والرقي المنشود, وطَرَحَ ما سواه, فمن يقول للأمم مِن حولَنا التي تُجَهِّلُنا وتدَّعِي الحفاظ على حقوق الإنسان وتحقيق العدل والمساواة أنَّ هذه هي تعاليم الإسلام وهديه ومباديه !؟ وأنه لم يعتبر عند التفاضلِ جنسيةً ولا مكانةً ولا بداوة أو ريفية أو مدنية ولا نسب ولا جنس ولا لون ولا جاه ولا سلطان غير التقوى التي يمكن لأي إنسان مهما كان أن يُحَصِّلَها, ثم أن مناط التفاضل هذا الذي سيسعى أهل الهمم لتحقيقه سيكون وسيلة نمو ورقي ولا يخل بمبدأ المساواة في ذاته ولا يكون ذريعة للظلم والتفرقة بين الناس لأن حصول كل ما هو خير متوقف عليه ولأنه لن يستطيع أحد أن يتفاخر به لخفاءه - أي الميزان وهو التقوى - بين الناس ولتعارض التفاخر به مع التقوى ذاتها لأن أهم شروطها الإخلاص .. يا للعدل الباهِر المحقق للحياة الكريمة !! . ونظراً لما يسببه التفاخر بالأنْساب والأعراق من أضرار ووبالٍ على المجتمعات البشرية فقد بلغ نَبْذِ الإسلام له إلى أنْ أنْزَلَهُ إلى درجةٍ بالغةٍ في الانحطاط حيث روى أبو داود والترمذي والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فَحَمُ جَهَنَّمَ أو لَيَكُونَنَّ أَهْوَنَ على اللَّهِ من الجُعْلِ الذي يُدَهْدِه الخَراءِ بأنْفِه، إنَّ اللَّهِ أذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ ، إنما هو مُؤْمِنٌ تَقِىٌّ وَفَاجِرٌ شَقِىٌّ ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خلق مِنْ التُرَاب » أخرجه الترمذي وقال هذا حديث حسن, ولفظ أبي داود: « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ, مُؤْمِنٌ تَقِىٌّ وَفَاجِرٌ شَقِىٌّ, وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ, لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ فَخْرهُمْ بِرِجَالٍ أَوْ لَيَكُونَنَّ أَهْوَنَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ عِدَّتِهِمْ مِنَ الْجِعْلاَنِ الَّتِى تَدْفَعُ بِأَنْفِهَا النَّتَنَ » كما أخرجه أحمد والبيهقي, وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية والألباني . وقد جاء عن أهل العلم في شرح هذا الحديث في قوله: «كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب» أي لا يليق بمن أصله التراب الافتخار والتكبر والتجبر . وقوله: «لينتهين» اللام في جواب القسم أي والله لينتهين « أقوام يفتخرون بآبائهم أو ليكونن » عطف على لينتهين والضمير الفاعل العائد إلى أقوام هو واو الجمع المحذوف من ليكونن يعني والله إن أحد الأمرين واقع لا محالة إما الانتهاء أو كونهم « أهون على الله من الجعلان » . وقوله: «الْجِعْلاَنِ» وجاء في اللفظ الآخر الجُعْلِ : هو حشرة سوداء من نوع الخنافس ويقال لها أبو جعران, وَمِنْ شَأْنِهِ جَمْعُ النَّجَاسَةِ وَادِّخَارُهَا وَمِنْ عَجِيبِ أَمْرِهِ أَنَّهُ يَمُوتُ مِنْ رِيحِ الْوَرْدِ وَرِيحِ الطِّيبِ , فَإِذَا أُعِيدَ إلَى الرَّوْثِ عَاشَ . وقوله: « العُبِّيَّة »: قال أهل اللغة: هي الكبر والفخر والنخوة . وقوله: « يُدَهْدِه » : أي يدحرج . وقوله: « النَّتَنَ » وفي اللفظ الآخر «الخراء » : هو الغائط . وقوله: «مؤمن تقي وفاجر شقي» قال الخطابي : معناه أن الناس رجلان مؤمن تقي فهو الخيِّر الفاضل وإن لم يكن حسيبا في قومه ، وفاجر شقي فهو الدني وإن كان في أهله شريفا رفيعا , وقيل معناه : أن المفتخر المتكبر إما مؤمن تقي فإذن لا ينبغي له أن يتكبر على أحد ، أو فاجر شقي فهو ذليل عند الله ، والذليل لا يستحق التكبر ، فالتكبر منفي بكل حال
|
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 |
• وطنية الشاعر التي ذَكَرَها بإسهاب في مكانها المناسب وبسطه الكلام فيها يدلان على اهتمامه بمعالي الأمور وعلى وفائه وصدق انتمائه وسلامة فِكْره.
|
|
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||
|
|||
|
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | ||
|
|||
|
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
تصميم الشعار : دار الشعار العالمية ![]() |