هو البيتُ العتيق 
إلى مَن أحبّ 
تعالَيْ نحوَ قلبي لا تخافي 
ففي قلبي صَفيّاتُ القوافي 
هو النّسرُ الذي يعلو بعيداً 
و أنتِ له القوادمُ و الخوافي 
فما أنسَتْهُ ليلاهُ اللّيالي 
و لا ذهبتْ بذكراها العوافي 
و لكنْ جَدَّ وَجدٌ فاستجدّتْ 
قوافيهِ بأورادٍ صَوافِ 
كأنداءِ الغمامِ إذا أفاضتْ 
سجاياها على حِلَقِ الضّفافِ 
و ما أحببتُ من أحببتُ حتّى 
رماني الحُبُّ بالسُّمْرِ الثِّقافِ 
و يحلو لي جَناها حينَ أدنو 
كما يحلو الجَنى آنَ القِطافُ 
و تسقيني بيُمناها شراباً 
فأسكرُ من رقائقها اللِّطافِ 
و ذي كبِدي براها ما براها 
أجوزُ بها المفاوزِ و الفيافي 
عساها أنْ تفوزِ بمبتغاها 
إذا فازتْ برَشْفٍ من سُلافِ 
فجودي يا سعادُ على محبٍّ 
فإنّ العمرَ آذنِ بانصرافِ 
فما كبِدٌ يُسلّيها التّلاقي 
كواحدةٍ يلوّعُها التّجافي 
و كم جرحَ الهوى منّا قلوباً 
فلم أرَ مثلَهُ بين الشّوافي 
و إنّ لهُ على ما قد علمنا 
يداً أمضى من البيضِ الخِفافِ 
و ليسَ الحبُّ غيرَ عفافِ نفسٍ 
و قلبٍ صادقٍ و يَدٍ تُصافي 
و كم ألفيتُ من حُسْنٍ و نُعمى 
فما ألفيتُ كنزاً كالعفافِ 
-------
 
نموتُ على الهوى و عليهِ نحيا 
و حبُّ الله باقٍ في الشَّغافِ 
فلَمْ أرَ مثلَ حبِّ الله حبّاً 
يدومُ على اتّفاقٍ و اختلافِ 
هو البيتُ العتيقُ لكلِّ قلبٍ 
فكيفَ نَمَلُّ من هذا الطُّوافِ ؟ 
من كلمات الشّاعر : أنس إبراهيم الدّغيم 
معرّة النعمان / سوريا