الغنيمة الخامسة 
الحصانة الإلهية
عن جندب بن سفيان – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
 (من صلى الصبح فهو في ذمة الله ، فانظر يا ابن آدم لايطلبنك الله من ذمته بشيء )
 [ رواه مسلم] .
إنها حصانة إلهية ، وحماية ربانية تكون بها-إذا صليت الفجر- في ذمة الله أي في حفظه، 
يصرف عنك الشرور ، ويبعد عنك الأذى ، ويسلمك من مهاوي الردى ، 
إنه حفظ عظيم فريد ، وإنه لشرف كبير أن تكون أيها العبد الضعيف في حماية الملك العظيم رب الأرباب ،
 وملك الملوك ، وجبار السماوات والأرض - سبحانه وتعالى - .
إن الله يدافع عنك ، ويحذر من يتعرض لك بالأذى ، فأنت  في ذمة الله ، 
أي في آمان الله وفي جواره  ، أي قد استجار بالله تعالى ،
 والله تعالى قد أجاره ، فلا ينبغي لأحد أن يتعرض له بضر أو أذى ،
 فمن فعل ذلك فالله يطلب بحقه ، ومن يطلبه لم يجد له مفراً ولا ملجأ ،
 وهذا وعيد شديد لمن يتعرض للمصلين . 
[ المفهم 2/282] .
 وعلى هذا فمعنى قوله – صلى الله عليه وسلم - : 
( لا يطلبنكم الله في ذمته بشيء )
 هو نهي للناس من أن يتعرضوا له بشيء ؛ فإن فعلوا فإن الله يتهددهم .
 [حاشية إكمال المعلم 2/630 ] .
ومن جهة أخرى في الحديث تنبيه مهم لا بد من العناية به والانتباه له ؛
 فإن صلاة الفجر هي سبب ذلك الآمان والجوار ؛
 فإن تركتها لم يكن آمان ولا جوار ؛ 
والمعنى الضمني في الحديث
 " لا تتركوا صلاة الصبح فينتقض العهد الذي بينكم وبين الله عز وجل "
 [حاشية إكمال المعلم 2/630 ] .
إنها ثمرة عظيمة ، وغنيمة جسيمة ،
 وأنت يا من صليت الفجر المؤهل لنيلها ،
 فلا تفوت الغنيمة ، 
وتعرض لها ولا تُعرض .