يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-22-2008, 10:35 PM   رقم المشاركة : 1

 



بسم الله الرحمن الرحيم


الجواب الثالث والعشرون


ماهي الصافنات الجياد؟


يعني الخيل جمع جواد للفرس إذا كان شديد الحضر ; كما يقال للإنسان جواد إذا كان كثير العطية غزيرها ; يقال : قوم أجواد وخيل جياد , جاد الرجل بماله يجود جودا فهو جواد , وقوم جود مثال قذال وقذل , وإنما سكنت الواو لأنها حرف علة , وأجواد وأجاود وجوداء , وكذلك امرأة جواد ونسوة جود مثل نوار ونور , قال الشاعر : صناع بإشفاها حصان بشكرها جواد بقوت البطن والعرق زاخر وتقول : سرنا عقبة جوادا , وعقبتين جوادين , وعقبا جيادا . وجاد الفرس أي صار رائعا يجود جودة بالضم فهو جواد للذكر والأنثى , من خيل جياد وأجياد وأجاويد . وقيل : إنها الطوال الأعناق مأخوذ من الجيد وهو العنق ; لأن طول الأعناق في الخيل من صفات فراهتها . وفي الصافنات أيضا وجهان : أحدهما أن صفونها قيامها . قال القتبي والفراء : الصافن في كلام العرب الواقف من الخيل أو غيرها . ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من سره أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار ) أي يديمون له القيام ; حكاه قطرب أيضا وأنشد قول النابغة : لنا قبة مضروبة بفنائها عتاق المهارى والجياد الصوافن وهذا قول قتادة . الثاني أن صفونها رفع إحدى اليدين على طرف الحافر حتى يقوم على ثلاث كما قال الشاعر : ألف الصفون فما يزال كأنه مما يقوم على الثلاث كسيرا وقال عمرو بن كلثوم : تركنا الخيل عاكفة عليه مقلدة أعنتها صفونا وهذا قول مجاهد . قال الكلبي : غزا سليمان أهل دمشق ونصيبين فأصاب منهم ألف فرس . وقال مقاتل : ورث سليمان من أبيه داود ألف فرس , وكان أبوه أصابها من العمالقة . وقال الحسن : بلغني أنها كانت خيلا خرجت من البحر لها أجنحة . وقاله الضحاك . وأنها كانت خيلا أخرجت لسليمان من البحر منقوشة ذات أجنحة . ابن زيد : أخرج الشيطان لسليمان الخيل من البحر من مروج البحر , وكانت لها أجنحة . وكذلك قال علي رضي الله عنه : كانت عشرين فرسا ذوات أجنحة . وقيل : كانت مائة فرس . وفي الخبر عن إبراهيم التيمي : أنها كانت عشرين ألفا , فالله أعلم .

ورد في التفسير أن سليمان اشغل عن الصلاة فما الذي اشغله عنها؟وماذا فعل بعد ذلك؟

ذكر النحاس أن سليمان عليه السلام كان في صلاة فجيء إليه بخيل لتعرض عليه قد غنمت فأشار بيده لأنه كان يصلي حتى توارت الخيل وسترتها جدر الإصطبلات فلما فرغ من صلاته قال : " ردوها علي فطفق مسحا " أي فأقبل يمسحها مسحا . وفي معناه قولان : أحدهما أنه أقبل يمسح سوقها وأعناقها بيده إكراما منه لها , وليري أن الجليل لا يقبح أن يفعل مثل هذا بخيله . وقال قائل هذا القول : كيف يقتلها ؟ وفي ذلك إفساد المال ومعاقبة من لا ذنب له . وقيل : المسح ها هنا هو القطع أذن له في قتلها . قال الحسن والكلبي ومقاتل : صلى سليمان الصلاة الأولى وقعد على كرسيه وهي تعرض عليه , وكانت ألف فرس ; فعرض عليه منها تسعمائة فتنبه لصلاة العصر , فإذا الشمس قد غربت وفاتت الصلاة , ولم يعلم بذلك هيبة له فاغتم ; فقال : " ردوها علي " فردت فعقرها بالسيف ; قربة لله وبقي منها مائة , فما في أيدي الناس من الخيل العتاق اليوم فهي من نسل تلك الخيل . قال القشيري : وقيل : ما كان في ذلك الوقت صلاة الظهر ولا صلاة العصر , بل كانت تلك الصلاة نافلة فشغل عنها . وكان سليمان عليه السلام رجلا مهيبا , فلم يذكره أحد ما نسي من الفرض أو النفل وظنوا التأخر مباحا , فتذكر سليمان تلك الصلاة الفائتة , وقال على سبيل التلهف : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي عن الصلاة , وأمر برد الأفراس إليه , وأمر بضرب عراقيبها وأعناقها , ولم يكن ذلك معاقبة للأفراس ; إذ ذبح البهائم جائز إذا كانت مأكولة , بل عاقب نفسه حتى لا تشغله الخيل بعد ذلك عن الصلاة . ولعله عرقبها ليذبحها فحبسها بالعرقبة عن النفار , ثم ذبحها في الحال , ليتصدق بلحمها ; أو لأن ذلك كان مباحا في شرعه فأتلفها لما شغلته عن ذكر الله , حتى يقطع عن نفسه ما يشغله عن الله , فأثنى الله عليه بهذا , وبين أنه أثابه بأن سخر له الريح , فكان يقطع عليها من المسافة في يوم ما يقطع مثله على الخيل في شهرين غدوا ورواحا . وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

الضمير في حرف الهاء في قوله ( ردوها) ورد فيه قولان اذكرهما ؟


الهاء في " ردوها " للخيل , ومسحها قال الزهري وابن كيسان : كان يمسح سوقها وأعناقها , ويكشف الغبار عنها حبا لها . وقال الحسن وقتادة وابن عباس . وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رئي وهو يمسح فرسه بردائه . وقال : ( إني عوتبت الليلة في الخيل ) خرجه الموطأ عن يحيى بن سعيد مرسلا . وهو في غير الموطأ مسند متصل عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أنس . وقد مضى في [ الأنفال ] قوله عليه السلام : ( وامسحوا بنواصيها وأكفالها ) وروى ابن وهب عن مالك أنه مسح أعناقها وسوقها بالسيوف . قلت : وقد استدل الشبلي وغيره من الصوفية في تقطيع ثيابهم وتخريقها بفعل سليمان هذا . وهو استدلال فاسد ; لأنه لا يجوز أن ينسب إلى نبي معصوم أنه فعل الفساد . والمفسرون اختلفوا في معنى الآية ; فمنهم من قال : مسح على أعناقها وسوقها إكراما لها وقال : أنت في سبيل الله ; فهذا إصلاح . ومنهم من قال : عرقبها ثم ذبحها , وذبح الخيل وأكل لحمها جائز . وقد مضى في [ النحل ] بيانه . وعلى هذا فما فعل شيئا عليه فيه جناح . فأما إفساد ثوب صحيح لا لغرض صحيح فإنه لا يجوز . ومن الجائز أن يكون في شريعة سليمان جواز ما فعل , ولا يكون في شرعنا . وقد قيل : إنما فعل بالخيل ما فعل بإباحة الله جل وعز له ذلك . وقد قيل : إن مسحه إياها وسمها بالكي وجعلها في سبيل الله ; .. والله أعلم

وقد قيل : إن الهاء في قوله : " ردوها علي " للشمس لا للخيل . قال ابن عباس : سألت عليا عن هذه الآية فقال : ما بلغك فيها ؟ فقلت سمعت كعبا يقول : إن سليمان لما اشتغل بعرض الأفراس حتى توارت الشمس بالحجاب وفاتته الصلاة , قال : " إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي " أي آثرت " حب الخير عن ذكر ربي " الآية " ردوها علي " يعني الأفراس وكانت أربع عشرة ; فضرب سوقها وأعناقها بالسيف , وأن الله سلبه ملكه أربعة عشر يوما ; لأنه ظلم الخيل . فقال علي بن أبي طالب : كذب كعب لكن سليمان اشتغل بعرض الأفراس للجهاد حتى توارت أي غربت الشمس بالحجاب فقال بأمر الله للملائكة الموكلين بالشمس : " ردوها " يعني الشمس فردوها حتى صلى العصر في وقتها , وأن أنبياء الله لا يظلمون لأنهم معصومون . قلت : الأكثر في التفسير أن التي توارت بالحجاب هي الشمس , وتركها لدلالة السامع عليها بما ذكر مما يرتبط بها ويتعلق بذكرها , حسب ما تقدم بيانه . وكثيرا ما يضمرون الشمس ; قال لبيد : حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها

والله أعلم

تفسير القرطبي


جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2008, 09:57 PM   رقم المشاركة : 2

 

ما شاء الله تبارك الله إجابة موفقة وكاملة فجزاك الله على ما تقدم كل الخير ووفقك في الدارين .

السؤال الرابع والعشرون

قال تعالى :-( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)


الأسئلة
ورد في التفاسير إسم الرجل الذي مرعلى القرية ؟
أختلف في طريقة مروره على تلك القرية .. وضح ذلك؟
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟
ورد في الآية الكريمة قوله تعالى (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ) كيف أصبح هذا الرجل آية؟
كيف أستطاع أهل قريته معرفته بعد غياب مئة عام ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2008, 10:09 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


بعض الروايات تؤكد أنه عزير (عليه السلام )
ومنهم من يسميه (عازار) ..
والنقاش كان بينه وبين الملك وبعض حاشيته

وقد جعله الله آية (معجزة) بأن خرج إلى الناس
فسألهم هل تعرفون عزيرآ قالوا نعم وقد مات منذ
مائة سنة ..
فقال إنه أنا ولم يصدقوه ..
فأتت عجوز معمرة من أهل البلدة فتعرفت عليه
وأقسمت أنه هو فأصبح ذو معجزة بإذن الله
والله أعلم .....

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 09-26-2008, 11:18 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة السؤال السابع والعشرون

ورد في التفسير أن المائدة نزلت يوم معين ماهو ذلك اليوم؟

إن المائدة نزلت عليهم يوم الأحد غدوة وعشية ; فلذلك جعلوا الأحد عيدا , والعيد واحد الأعياد ; وإنما جمع بالياء وأصله الواو للزومها في الواحد ; ويقال : للفرق بينه وبين أعواد الخشب وقد عيدوا أي شهدوا العيد ; قاله الجوهري , وقيل : أصله من عاد يعود أي رجع فهو عود بالواو , فقلبت ياء لانكسار ما قبلها مثل الميزان والميقات والميعاد فقيل ليوم الفطر والأضحى : عيدا لأنهما يعودان كل سنة . وقال الخليل : العيد كل يوم يجمع كأنهم عادوا إليه , وقال ابن الأنباري : سمي عيدا للعود في المرح والفرح ; فهو يوم سرور الخلق كلهم ; ألا ترى أن المسجونين في ذلك اليوم لا يطالبون ولا يعاقبون ; ولا يصاد الوحش ولا الطيور ; ولا تنفذ الصبيان إلى المكاتب , وقيل : سمي عيدا لأن كل إنسان يعود إلى قدر منزلته ; ألا ترى إلى اختلاف ملابسهم وهيئاتهم ومآكلهم فمنهم من يضيف ومنهم من يضاف , ومنهم من يرحم ومنهم من يرحم , وقيل : سمي بذلك لأنه يوم شريف تشبيها بالعيد : وهو فحل كريم مشهور عند العرب وينسبون إليه , فيقال : إبل عيدية ; قال .. ( ظلت تجوب البلدان ناجية ) عيدية أرهنت فيها الدنانير وقد تقدم , وقرأ زيد بن ثابت " لأولانا وأخرانا " على الجمع . قال ابن عباس : يأكل منها آخر الناس كما يأكل منها أولهم .


هل آمن الحواريين بعد نزول المائدة؟

لم يؤمن منهم إلا القيليل .. وقيل أن عددهم كان إثني عشر رجلاً ( والله أعلم )



ورد في التفسير أن اشد عذاباً يوم القيامة .. اذكرهم ؟

عن أبي المغيرة القواس , عن عبد الله بن عمرو , قال : إن أشد الناس عذابا ثلاثة : المنافقون , ومن كفر من أصحاب المائدة , وآل فرعون .. حدثنا الحسن بن عرفة , قال .. ثنا المعتمر بن سليمان , عن عوف , قال : سمعت أبا المغيرة القواس يقول : قال عبد الله بن عمرو ..إن أشد الناس عذابا يوم القيامة : من كفر من أصحاب المائدة , والمنافقون , وآل فرعون



ما نوع العذاب الذي عذّبوا به ؟

فقال تعالى ذكره : إني منزلها عليكم أيها الحواريون فمطعمكموها . { فمن يكفر بعد منكم } يقول : فمن يجحد بعد إنزالها عليكم وإطعامكموها منكم رسالتي إليه وينكر نبوة نبيي عيسى صلى الله عليه وسلم ويخالف طاعتي فيما أمرته ونهيته , فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من عالمي زمانه . ففعل القوم , فجحدوا وكفروا بعد ما أنزلت عليهم فيما ذكر لنا , فعذبوا فيما بلغنا بأن مسخوا قردة وخنازير


والله أعلم

تفسير .. القرطبي

والطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-26-2008, 11:31 PM   رقم المشاركة : 5

 

بسم الله الرحمن الرحيم


[web]http://sahat-wadialali.com/vb/misc.php?do=whoposted&t=5233[/web]

الأخ عبدالله رمزي

جزاك الله خيراً على ما تقوم به من جهد

وجعل ذلك في موازين حسناتك

فقد جعلتنا نبحث في كتاب الله عز وجل

وأثريت معلوماتنا القرانية


والشكر موصول لكل من شارك أو قرأ وأستفاد


جزاكم الله خيراً جميعاً


 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
قديم 09-27-2008, 09:45 PM   رقم المشاركة : 6

 


أخي الفاضل / ابن القرية
بارك الله فيك وشكراً لك إجابة كاملة وموفقة اسأل الله أن يثيبك عليها

السؤال الثامن والعشرون

قال تعالى :-( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا )


الأسئلة
ماذا يقصد زكريا عليه السلام بالموالي ؟
هل العاقر تشمل النساء والرجال أم أنها خاصة بالنساء فقط؟
ورد في تفسيرها بعض المسائل اذكر بعضاً منها ؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 09-27-2008, 10:27 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الثامن والعشرون

ماذا يقصد زكريا عليه السلام بالموالي ؟


الموالي ( أي الذين يلوني في النسب كبني العم )
من ورائي" أي بعد موتي على الدين أن يضيعوه كما شاهدته في بني
إسرائيل من تبديل الدين ..

والمقصود هنا .. توريث الدين والعلم .. وليس المال !!


عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله .. ( وَإِنِّي خِفْت الْمَوَالِي مِنْ وَرَائِي )
يَعْنِي بِالْمَوَالِي : الْكَلَالَة الْأَوْلِيَاء أَنْ يَرِثُوهُ , فَوَهَبَ اللَّه لَهُ يَحْيَى


هل العاقر تشمل النساء والرجال أم أنها خاصة بالنساء فقط؟

تشمل الرجــال والنســاء .. يقال .. امرأة عاقر .. ورجل عاقر .. كما قال عامر بن الطفيل .. لبئس الفتى أن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محض .. والله أعلم


ورد في تفسيرها بعض المسائل اذكر بعضاً منها ؟

قال تعالى ( وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا )

ورد فيها سبع مسائل


الأولى : قوله تعالى : " وإني خفت الموالي " قرأ عثمان بن عفان ومحمد بن علي وعلي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما ويحيى بن يعمر " خفت " بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء وسكون الياء من " الموالي " لأنه في موضع رفع " بخفت " ومعناه انقطعت بالموت . وقرأ الباقون " خفت " بكسر الخاء وسكون الفاء وضم التاء ونصب الياء من " الموالي " لأنه في موضع نصب ب " خفت " و " الموالي " هنا الأقارب وبنو العم والعصبة الذين يلونه في النسب . والعرب تسمي بني العم الموالي . قال الشاعر : مهلا بني عمنا مهلا موالينا لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : خاف أن يرثوا ماله وأن ترثه الكلالة فأشفق أن يرثه غير الولد . وقالت طائفة : إنما كان مواليه مهملين للدين فخاف بموته أن يضيع الدين , فطلب وليا يقوم بالدين بعده ; حكى هذا القول الزجاج , وعليه فلم يسل من يرث ماله ; لأن الأنبياء لا تورث . وهذا هو الصحيح من القولين في تأويل الآية , وأنه عليه الصلاة والسلام أراد وراثة العلم والنبوة لا وراثة المال ; لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة ) وفي كتاب أبي داود : ( إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ) . وسيأتي في هذا مزيد بيان عند قوله : " يرثني " .

الثانية : هذا الحديث يدخل في التفسير المسند ; لقوله تعالى : " وورث سليمان داود " وعبارة عن قول زكريا : " فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " وتخصيص للعموم في ذلك , وأن سليمان لم يرث من داود مالا خلفه داود بعده ; وإنما ورث منه الحكمة والعلم , وكذلك ورث يحيى من آل يعقوب ; هكذا قال أهل العلم بتأويل القرآن ما عدا الروافض , وإلا ما روي عن الحسن أنه قال : " يرثني " مالا " ويرث من آل يعقوب " النبوة والحكمة ; وكل قول يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم فهو مدفوع مهجور ; قال أبو عمر . قال ابن عطية : والأكثر من المفسرين على أن زكريا إنما أراد وراثة المال ; ويحتمل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إنا معشر الأنبياء لا نورث ) ألا يريد به العموم , بل على أنه غالب أمرهم ; فتأمله . والأظهر الأليق بزكريا عليه السلام أن يريد وراثة العلم والدين , فتكون الوراثة مستعارة . ألا ترى أنه لما طلب وليا ولم يخصص ولدا بلغه الله تعالى أمله على أكمل الوجوه . وقال أبو صالح وغيره : قوله " من آل يعقوب " يريد العلم والنبوة .

الثالثة : قوله تعالى : " من ورائي " قرأ ابن كثير بالمد والهمز وفتح الياء . وعنه أنه قرأ أيضا مقصورا مفتوح الياء مثل عصاي . الباقون بالهمز والمد وسكون الياء . والقراء على قراءة " خفت " مثل نمت إلا ما ذكرنا عن عثمان . وهي قراءة شاذة بعيدة جدا ; حتى زعم بعض العلماء أنها لا تجوز . قال كيف يقول : خفت الموالي من بعدي أي من بعد موتي وهو حي ؟ ! . النحاس : والتأويل لها ألا يعني بقوله : " من ورائي " أي من بعد موتي , ولكن من ورائي في ذلك الوقت ; وهذا أيضا بعيد يحتاج إلى دليل أنهم خفوا في ذلك الوقت وقلوا , وقد أخبر الله تعالى بما يدل على الكثرة حين قالوا " أيهم يكفل مريم " . ابن عطية : " من ورائي " من بعدي في الزمن , فهو الوراء على ما تقدم في " الكهف " .

الرابعة : قوله تعالى : " وكانت امرأتي عاقرا " امرأته هي إيشاع بنت فاقوذا بن قبيل , وهي أخت حنة بنت فاقوذا ; قاله الطبري . وحنة هي أم مريم حسب ما تقدم في " آل عمران " بيانه . وقال القتبي : امرأة زكريا هي إيشاع بنت عمران , فعلى هذا القول يكون يحيى ابن خالة عيسى عليهما السلام على الحقيقة . وعلى القول الآخر يكون ابن خالة أمه . وفي حديث الإسراء قال عليه الصلاة والسلام : ( فلقيت ابني الخالة يحيى وعيسى ) شاهدا للقول الأول . والله أعلم . والعاقر التي لا تلد لكبر سنها ; وقد مضى بيانه في " آل عمران " . والعاقر من النساء أيضا التي لا تلد من غير كبر . ومنه قوله تعالى : " ويجعل من يشاء عقيما " [ الشورى : 50 ] . وكذلك العاقر من الرجال ; ومنه قول عامر بن الطفيل : لبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا جبانا فما عذري لدى كل محضر

الخامسة : قوله تعالى : " فهب لي من لدنك وليا " سؤال ودعاء . ولم يصرح بولد لما علم من حاله وبعده عنه بسبب المرأة . قال قتادة : جرى له هذا الأمر وهو ابن بضع وسبعين سنة . مقاتل : خمس وتسعين سنة ; وهو أشبه ; فقد كان غلب على ظنه أنه لا يولد له لكبره ; ولذلك قال : " وقد بلغت من الكبر عتيا " . وقالت طائفة : بل طلب الولد , ثم طلب أن تكون الإجابة في أن يعيش حتى يرثه , تحفظا من أن تقع الإجابة في الولد ولكن يخترم , ولا يتحصل منه الغرض .

السادسة : قال العلماء : دعاء زكريا عليه السلام في الولد إنما كان لإظهار دينه , وإحياء نبوته , ومضاعفة لأجره لا للدنيا , وكان ربه قد عوده الإجابة , ولذلك قال : " ولم أكن بدعائك رب شقيا " , أي بدعائي إياك . وهذه وسيلة حسنة ; أن يتشفع إليه بنعمه , يستدر فضله بفضله ; يروى أن حاتم الجود لقيه رجل فسأله ; فقال له حاتم : من أنت ؟ قال : أنا الذي أحسنت إليه عام أول ; فقال : مرحبا بمن تشفع إلينا بنا . فإن قيل كيف أقدم زكريا على مسألة ما يخرق العادة دون إذن ؟ فالجواب أن ذلك جائز في زمان الأنبياء وفي القرآن ما يكشف عن هذا المعنى ; فإنه تعالى قال : " كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب " [ آل عمران : 37 ] فلما رأى خارق العادة استحكم طمعه في إجابة دعوته ; فقال تعالى : " هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة " [ آل عمران : 38 ] الآية .

السابعة : إن قال قائل : هذه الآية تدل على جواز الدعاء بالولد , والله سبحانه وتعالى قد حذرنا من آفات الأموال والأولاد , ونبه على المفاسد الناشئة من ذلك ; فقال : " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " [ التغابن : 15 ] . وقال : " إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم " [ التغابن : 14 ] . فالجواب أن الدعاء بالولد معلوم من الكتاب والسنة حسب ما تقدم في " آل عمران " بيانه . ثم إن زكريا عليه السلام تحرز فقال : ( ذرية طيبة ) وقال : " واجعله رب رضيا " . والولد إذا كان بهذه الصفة نفع أبويه في الدنيا والآخرة , وخرج من حد العداوة والفتنة إلى حد المسرة والنعمة . وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأنس خادمه فقال : ( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته ) فدعا له بالبركة تحرزا مما يؤدي إليه الإكثار من الهلكة . وهكذا فليتضرع العبد إلى مولاه في هداية ولده , ونجاته في أولاه وأخراه اقتداء بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام والفضلاء ..

للفائــدة

وأما قوله تعالى ( يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا )

فقد ورد فيها .. أربع مسائل

الأولى : قوله تعالى : " يرثني " قرأ أهل الحرمين والحسن وعاصم وحمزة " يرثني ويرث " بالرفع فيهما . وقرأ يحيى بن يعمر وأبو عمرو ويحيى بن وثاب والأعمش والكسائي بالجزم فيهما , وليس هما جواب " هب " على مذهب سيبويه , إنما تقديره إن تهبه يرثني ويرث ; والأول أصوب في المعنى لأنه طلب وارثا موصوفا ; أي هب لي من لدنك الولي الذي هذه حاله وصفته ; لأن الأولياء منهم من لا يرث ; فقال : هب لي الذي يكون وارثي ; قاله أبو عبيد ; ورد قراءة الجزم ; قال : لأن معناه إن وهبت ورث , وكيف يخبر الله عز وجل بهذا وهو أعلم به منه ؟ ! النحاس : وهذه حجة متقصاة ; لأن جواب الأمر عند النحويين فيه معنى الشرط والمجازاة ; تقول : أطع الله يدخلك الجنة ; أي إن تطعه يدخلك الجنة .

الثانية : قال النحاس : فأما معنى " يرثني ويرث من آل يعقوب " فللعلماء فيه ثلاثة أجوبة ; قيل : هي وراثة نبوة . وقيل : وراثة حكمة . وقيل : هي وراثة مال . فأما قولهم وراثة نبوة فمحال ; لأن النبوة لا تورث , ولو كانت تورث لقال قائل : الناس ينتسبون إلى نوح عليه السلام وهو نبي مرسل . ووراثة العلم والحكمة مذهب حسن ; وفي الحديث ( العلماء ورثة الأنبياء ) . وأما وراثة المال فلا يمتنع , وإن كان قوم قد أنكروه لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) فهذا لا حجة فيه ; لأن الواحد يخبر عن نفسه بإخبار الجمع . وقد يؤول هذا بمعنى : لا نورث الذي تركناه صدقة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يخلف شيئا يورث عنه ; وإنما كان الذي أباحه الله عز وجل إياه في حياته بقوله تبارك اسمه : " واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول " [ الأنفال : 41 ] لأن معنى " لله " لسبيل الله , ومن سبيل الله ما يكون في مصلحة الرسول صلى الله عليه وسلم ما دام حيا ; فإن قيل : ففي بعض الروايات ( إنا معاشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة ) ففيه التأويلان جميعا ; أن يكون " ما " بمعنى الذي . والآخر لا يورث من كانت هذه حاله . وقال أبو عمر : واختلف العلماء في تأويل قوله عليه السلام : ( لا نورث ما تركنا صدقة ) على قولين : أحدهما : وهو الأكثر وعليه الجمهور أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث وما ترك صدقة . والآخر : أن نبينا عليه الصلاة والسلام لم يورث ; لأن الله تعالى خصه بأن جعل ماله كله صدقة زيادة في فضيلته , كما خص في النكاح بأشياء أباحها له وحرمها على غيره ; وهذا القول قاله بعض أهل البصرة منهم ابن علية , وسائر علماء المسلمين على القول الأول .

الثالثة : قوله تعالى : " من آل يعقوب " قيل : هو يعقوب بن إسرائيل , وكان زكريا متزوجا بأخت مريم بنت عمران , ويرجع نسبها إلى يعقوب ; لأنها من ولد سليمان بن داود وهو من ولد يهوذا بن يعقوب , وزكريا من ولد هارون أخي موسى , وهارون وموسى من ولد لاوي بن يعقوب , وكانت النبوة في سبط يعقوب بن إسحاق . وقيل : المعني بيعقوب هاهنا ابن يعقوب بن ماثان أخو عمران بن ماثان أبي مريم أخوان من نسل سليمان بن داود عليهما السلام ; لأن يعقوب وعمران ابنا ماثان , وبنو ماثان رؤساء بني إسرائيل ; قاله مقاتل وغيره . وقال الكلبي : وكان آل يعقوب أخواله , وهو يعقوب بن ماثان , وكان فيهم الملك , وكان زكريا من ولد هارون بن عمران أخي موسى . وروى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يرحم الله - تعالى - زكريا ما كان عليه من ورثته ) . ولم ينصرف يعقوب لأنه أعجمي .

الرابعة : قوله تعالى : " واجعله رب رضيا " أي مرضيا في أخلاقه وأفعاله . وقيل : راضيا بقضائك وقدرك . وقيل : رجلا صالحا ترضى عنه . وقال أبو صالح : نبيا كما جعلت أباه نبيا .

والله أعلم

تفسير .. القرطبي

والجلالين

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-23-2008, 10:27 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو

مزاجي:










إبن القرية غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 


بسم الله الرحمن الرحيم

الجواب الرابع والعشرون

ورد في التفاسير إسم الرجل الذي مرعلى القرية ؟


اختلفوا في هذا المار من هو .. فروى ابن أبي حاتم عن عصام بن داود عن آدم بن أبي إياس عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي بن أبي طالب أنه قال : هو عزير ورواه ابن جرير عن ناجية نفسه وحكاه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس والحسن وقتادة والسدي وسليمان بن بريدة وهذا القول هو المشهور وقال وهب بن منبه وعبد الله بن عبيد هو أرميا بن حلقيا قال محمد بن إسحاق عمن لا يتهم عن وهب بن منبه أنه قال : وهو اسم الخضر عليه السلام وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي قال سمعت سليمان بن محمد اليساري الجاري من أهل الجاري ابن عم مطرف قال سمعت سلمان يقول إن رجلا من أهل الشام يقول إن الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه اسمه حزقيل بن بوار وقال مجاهد بن جبر هو رجل من بني إسرائيل وأما القرية فالمشهور أنها بيت المقدس مر عليها بعد تخريب بختنصر لها وقتل أهلها " وهي خاوية " أي ليس فيها أحد من قولهم خوت الدار تخوي خويا . وقوله" على عروشها " أي ساقطة سقوفها وجدرانها على عرصاتها فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة وقال " أنى يحيي هذه الله بعد موتها" وذلك لما رأى من دثورها وشدة خرابها وبعدها عن العودة إلى ما كانت عليه قال الله تعالى " فأماته الله مائة عام ثم بعثه " قال وعمرت البلدة بعد مضي سبعين سنة من موته وتكامل ساكنوها وتراجع بنو إسرائيل إليها فلما بعثه الله عز وجل بعد موته كان أول شيء أحيا الله فيه عينيه لينظر بهما إلى صنع الله فيه كيف يحيي بدنه.

أختلف في طريقة مروره على تلك القرية .. وضح ذلك؟

قال ابن عباس في رواية أبي صالح : إن بخت نصر غزا بني إسرائيل فسبى منهم أناسا كثيرة فجاء بهم وفيهم عزير بن شرخيا وكان من علماء بني إسرائيل فجاء بهم إلى بابل , فخرج ذات يوم في حاجة له إلى دير هزقل على شاطئ الدجلة . فنزل تحت ظل شجرة وهو على حمار له , فربط الحمار تحت ظل الشجرة ثم طاف بالقرية فلم ير بها ساكنا وهي خاوية على عروشها فقال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها . وقيل : إنها القرية التي خرج منها الألوف حذر الموت , قاله ابن زيد . وعن ابن زيد أيضا أن القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا , مر رجل عليهم وهم عظام نخرة تلوح فوقف ينظر فقال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام . قال : ابن عطية : وهذا القول من ابن زيد مناقض لألفاظ الآية , إذ الآية إنما تضمنت قرية خاوية لا أنيس فيها , والإشارة ب " هذه " إنما هي إلى القرية . وإحياؤها إنما هو بالعمارة ووجود البناء والسكان . وقال وهب بن منبه وقتادة والضحاك والربيع وعكرمة : القرية بيت المقدس لما خربها بخت نصر البابلي . وفي الحديث الطويل حين أحدثت بنو إسرائيل الأحداث وقف إرمياء أو عزير على القرية وهي كالتل العظيم وسط بيت المقدس ; لأن بخت نصر أمر جنده بنقل التراب إليه حتى جعله كالجبل , ورأى إرمياء البيوت قد سقطت حيطانها على سقفها فقال : أنى يحيي هذه الله بعد موتها
قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟

ورد في الآية الكريمة قوله تعالى (وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ) كيف أصبح هذا الرجل آية؟

القول في تأويل قوله تعالى : { ولنجعلك آية للناس } يعني تعالى ذكره بذلك : { ولنجعلك آية للناس } أمتناك مائة عام ثم بعثناك . وإنما أدخلت الواو مع اللام التي في قوله : { ولنجعلك آية للناس } وهو بمعنى " كي " , لأن في دخولها في كي وأخواتها دلالة على أنها شرط لفعل بعدها , يعني : ولنجعلك كذا وكذا فعلنا ذلك , ولو لم تكن قبل اللام أعني لام كي واو كانت اللام شرطا للفعل الذي قبلها , وكان يكون معناه : وانظر إلى حمارك , لنجعلك آية للناس . وإنما عنى بقوله : { ولنجعلك آية } ولنجعلك حجة على من جهل قدرتي , وشك في عظمتي , وأنا القادر على فعل ما أشاء من إماتة وإحياء , وإنشاء , وإنعام وإذلال , وإقتار وإغناء , بيدي ذلك كله , لا يملكه أحد دوني , ولا يقدر عليه غيري . وكان بعض أهل التأويل يقول : كان آية للناس بأنه جاء بعد مائة عام إلى ولده وولد ولده شابا وهم شيوخ . ذكر من قال ذلك : 4645 - حدثني المثنى , قال : أخبرنا إسحاق , قال : ثنا قبيصة بن عقبة , عن سفيان , قال : سمعت الأعمش يقول : { ولنجعلك آية للناس } قال : جاء شابا وولده شيوخ . وقال آخرون : معنى ذلك أنه جاء وقد هلك من يعرفه , فكان آية لمن قدم عليه من قومه . ذكر من قال ذلك : 4646 - حدثني موسى , قال , ثنا عمرو , قال : ثنا أسباط , عن السدي , قال : رجع إلى أهله , فوجد داره قد بيعت وبنيت , وهلك من كان يعرفه , فقال : اخرجوا من داري ! قالوا : ومن أنت ؟ قال : أنا عزير . قالوا : أليس قد هلك عزير منذ كذا وكذا ؟ قال : فإن عزيرا أنا هو , كان من حالي وكان . فلما عرفوا ذلك , خرجوا له من الدار ودفعوها إليه . والذي هو أولى بتأويل الآية من القول , أن يقال : إن الله تعالى ذكره , أخبر أنه حمل الذي وصف صفته في هذه الآية حجة للناس , فكان ذلك حجة على من عرفه من ولده وقومه ممن علم موته , وإحياء الله إياه بعد مماته , وعلى من بعث إليه منهم

قَالَ كَمْ لَبِثْتَ.. قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ.. فَانظُرْ... من الذي كان يسأل تلك الأسئلة مع الرجل ؟

قال الله له أي بواسطة الملك " كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم " قال وذلك أنه مات أول النهار ثم بعثه الله في آخر النهار فلما رأى الشمس باقية ظن أنها شمس ذلك اليوم فقال " أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه " وذلك أنه كان معه فيما ذكر عنب وتين وعصير فوجده كما تقدم لم يتغير منه شيء لا العصير استحال ولا التين حمض ولا أنتن ولا العنب نقص " وانظر إلى حمارك" أي كيف يحييه الله عز وجل وأنت تنظر " ولنجعلك آية للناس " أي دليلا على المعاد " وانظر إلى العظام كيف ننشزها " أي نرفعها فيركب بعضها على بعض وقد روى الحاكم في مستدركه من حديث نافع بن أبي نعيم عن إسماعيل بن حكيم عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ " كيف ننشزها " بالزاي ثم قال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقرئ " ننشرها " أي نحييها قاله مجاهد " ثم نكسوها لحما " وقال السدي وغيره تفرقت عظام حماره حوله يمينا ويسارا فنظر إليها وهي تلوح من بياضها فبعث الله ريحا فجمعتها من كل موضع من تلك المحلة ثم ركب كل عظم في موضعه حتى صار حمارا قائما من عظام لا لحم عليها ثم كساها الله لحما وعصبا وعروقا وجلدا وبعث الله ملكا فنفخ في منخري الحمار فنهق كله بإذن الله عز وجل وذلك كله بمرأى من العزير فعند ذلك لما تبين له هذا كله " قال أعلم أن الله على كل شيء قدير " أي أنا عالم بهذا وقد رأيته عيانا فأنا أعلم أهل زماني بذلك وقرأ آخرون قال اعلم على أنه أمر له بالعلم.


كيف أستطاع أهل قريته معرفته بعد غياب مئة عام ؟

أنه جاء شابا على حاله يوم مات , فوجد الأبناء والحفدة شيوخا . عكرمة : وكان يوم مات ابن أربعين سنة . وروي عن علي رضوان الله عليه أن عزيرا خرج من أهله وخلف امرأته حاملا , وله خمسون سنة فأماته الله مائة عام , ثم بعثه فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة وله ولد من مائة سنة فكان ابنه أكبر منه بخمسين سنة . وروي عن ابن عباس قال : لما أحيا الله عزيرا ركب حماره فأتى محلته فأنكر الناس وأنكروه , فوجد في منزله عجوزا عمياء كانت أمَة لهم , خرج عنهم عزير وهي بنت عشرين سنة , فقال لها : أهذا منزل عزير ؟ فقالت نعم ! ثم بكت وقالت : فارقنا عزير منذ كذا وكذا سنة قال : فأنا عزير , قالت : إن عزيرا فقدناه منذ مائة سنة . قال : فالله أماتني مائة سنة ثم بعثني . قالت : فعزير كان مستجاب الدعوة للمريض وصاحب البلاء فيفيق , فادع الله يرد علي بصري , فدعا الله ومسح على عينيها بيده فصحت مكانها كأنها أنشطت من عقال . قالت : أشهد أنك عزير ثم انطلقت إلى ملإ بني إسرائيل وفيهم ابن لعزير شيخ ابن مائة وثمان وعشرين سنة , وبنو بنيه شيوخ , فقالت : يا قوم , هذا والله عزير فأقبل إليه ابنه مع الناس فقال ابنه : كانت لأبي شامة سوداء مثل الهلال بين كتفيه , فنظرها فإذا هو عزير . وقيل : جاء وقد هلك كل من يعرف , فكان آية لمن كان حيا من قومه إذ كانوا موقنين بحاله سماعا . قال ابن عطية : وفي إماتته هذه المدة ثم إحيائه بعدها أعظم آية , وأمره كله آية غابر الدهر , ولا يحتاج إلى تخصيص بعض ذلك دون بعض .

والله أعلم

تفسير .. ابن كثير

القرطبي

الطبري

جزاك الله خير

دمت في حفظ الله

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-24-2008, 04:01 AM   رقم المشاركة : 9

 

.

*****

أخي العزيز عبدالله رمزي

جزاك الله خير وكتب لك الأجر والثواب

وجزا الله الأخوين ابو ناهل وإبن القرية خير وكتب لهم الأجر والثواب
ماشاء الله الإجابات شامله وكاملة وليس لدي أي اضافة

وللجميع خالص تحياتي

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 09-24-2008, 10:22 PM   رقم المشاركة : 10

 

ما شاء الله تبارك الله إجابة موفقة وكاملة فجزاكم الله على ما تقدمون كل الخير ووفقكم في الدارين .

السؤال الخامس والعشرون



قال تعالى :-( أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ )


الأسئلة
من هو المضطر؟
هل المظلوم يعتبر من المضطرين ؟
ورد في الحديث أن هناك ثلاثة دعوات مستجابة ماهي ؟
في وصية الرسول لمعاذ عندما أرسله على اليمن تحذير مهم ما هو؟

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir