
قال الله تعالى : 

البقرة 
المشهور في سبب نزول هذه الآية الكريمة أنها نزلت في 
صُهَيْب بْن سِنَان الرُّومِيّ - رضي الله عنه - ؛ 
وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا أَسْلَمَ بِمَكَّة ، وَأَرَادَ الْهِجْرَة ليلحق بالنبي – عليه الصلاة والسلام - 
مَنَعَتهُ قريشٌ أَنْ يُهَاجِر بِمَالِهِ ، وَإِنْ أَحَبَّ فعليه أَنْ يَتَجَرَّد مِنْهُ وَيُهَاجِر ، 
ففَعَلَ ليَتَخَلَّصَ مِنْهُمْ ، وَأَعْطَاهُمْ مَاله ؛ فَأَنْزَلَ اللَّه فِيهِ هَذِهِ الْآيَة ،
 فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب – رضي الله عنه - ، 
وَجَمَاعَةٌ إِلَى طَرَف الْحَرَّة في المدينة النبوية ؛
 فَقَالُوا لَهُ : رَبِحَ الْبَيْعُ . 
فَقَالَ : وَأَنْتُمْ فَلَا أَخْسَرَ اللَّهُ تِجَارَتكُمْ ، وَمَا ذَاكَ ؟ 
فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ اللَّه أَنْزَلَ هَذِهِ الْآيَة . 
وَيُرْوَى أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهُ : 
" رَبِحَ الْبَيْعُ صُهَيْب ".
ولا يَمنعُ أنها نزلتْ فِي كُلّ مُجَاهِد فِي سَبِيل اللَّه ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : 

فللهِ دَرُّك يا صهيب ! 
شَرَى نفسَه طلباً لرضوان الله - تعالى - هكذا تكون التضحية ، 
وإلا فلا ! هذا صُهيبٌ ، وهذا فِعلُه قد غَدَا قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة ؛ 
فماذا قدّمنا نحن طلباً لمرضات الله سبحانه ؟ 
وماذا بذلنا من أموالنا ، وأنفسنا ،
 وأوقاتنا لنصرة دين الله – تعالى – في زمن الغُربة التي أفقدت كثيراً من المسلمين توازنهم ، 
وزلزلت كِيانهم ، وشَوَّهَتْ أفكارهم ؛ إلا مَن رَحِم ربي ؟
اللهمّ استرنا ولا تفضحنا ، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منّا .
تحياتي  
...........