محمد بن راشد ومبدأ التسامح
لا أتذكر العام بالتحديد 0 كان المرحوم مسفر بدران يرقد في مستشفى الهدى العسكري. أتى إليه منقولاً، وقد كنا نزوره للاطمئنان عليه بشكل يومي تقريباً. من حقه علينا وتقديراً لأولاده جميعاً وخصوصاً الأخ /عبدالله بدران " زوج ابنة عمتي" 00
وقد كنت سمعت أن خلافاً بين محمد بن راشد رحمه الله ومسفر بدران سبَّب قطيعة بينهما استمرت حتى تجلّى عامل التسامح لدى محمد بن راشد الذي فوجئت بتواجده عند رأس سرير مسفر بدران في المستشفى ، واستغربت ذلك التواجد وأنا سمعت بما بينهما 0 ولم أسأل في حينه 0
وبعد مغادرتي للمستشفى سألت فقيل لي : أن محمد بن راشد - رحمه وأسكنه فسيح جناته - 00 جاء من الديرة خصيصاً لزيارة مسفر بدران وقال له :
يا مسفر
00 أنا جيت أحيي عليك وأطمئن ولا أدري
من يسبق منا للموت
00 لذا يا رفيقي
الله يسامحك ويعفي عنك
00 فما كان من مسفر بدران إلا أن قال:
وأنت الله يسامحك ويعفي عنك
00 غادر بعدها محمد بن راشد - رحمه الله - إلى الديرة مرتاح الضمير وذاكرتي لم تسعفني بالأيام التي عاشها بعد ذلك الموقف وأظنها لا تتعدى يومين أو ثلاثة 00
تذكرت عظمة ذلك الرجل الذي يشهد له الحديث 00 إن خيركم أسبقكم إلى الصلح
00 والدروس التي تؤخذ من هذه الواقعة ترسخ في الضمير، وتحثنا أن نكون متسامحين طمعاً فيما عند الله وكأني أرى أمامي أبا سعيد وهو متمنطق بمجنده ويأتي من الديرة للتســــــــــــــــــــــامح وينال شرف السبق .
اللهم إني أسالك له ولمسفر بدران المنازل العلى من الجنة، وأن تجمعنا بهم في مستقر رحمتك 00
أردت أن أذكِّر بمواقف رجال من الوادي تذكر فتشكر 0 وأقول للصديق المبدع سعيد بن راشد هذه بعض صفات والدك - رحمه الله - ولهذا فالوفاء غير مستغرب عليك أمد الله في عمرك 00