
رمضان فرصة للتغيير
لما حصل فيه من الأحداث التي غيرت مسار التاريخ ،
وقلبت ظهر المجن ، فنقلت الأمة من مواقع الغبراء ، إلى مواكب الجوزاء ،
ورفعتها من مؤخرة الركب ، لتكون في محل الصدارة والريادة
ففي معركة بدر الكبرى التقى جيشان عظيمان ، جيش محمد صلى الله عليه وسلم ،
وجيش الكفر بقيادة أبي جهل في السنة الثانية من الهجرة
وذلك في اليوم السابع عشر من رمضان ،
وانتصر فيها جيش الإيمان على جيش الطغيان ،
ومن تلك المعركة بدأ نجم الإسلام في صعود ،
ونجم الكفر في أفول ، وأصبحت العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ،
يقـــــول الله تعالى

[آل عمران:123] .
أبطـال بدر ياجباهاً شـــــــُرعت =للشمس تحكي وجهها المصقولا
حطـمتم الشرك المصغر خده =فارتد مشلول الخطى مخـذولا
وفي السنة الثامنة ، وفي شهر رمضان ،
كان الفتح العظيم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين ،
واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدى للعالمين من أيدي الكفار والمشركين ،
وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء ، وضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء ،
ودخل الناس به في دين الله أفواجا ، وأشرق به وجه الأرض ضياءً وابتهاجا .
وفي سنة ستمائة وثمانيةً وخمسين ، فعل التتار بأهل الشام مقتلة عظيمة ،
وتشرد من المسلمين من تشرد ، وخربت الديار ، فقام الملك المظفر قطز ،
بتجهيز الجيوش ، لقتال التتار ،
حتى حان اللقاء في يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان
وأمر ألا يقاتلوا حتى تزول الشمس ، وتفيء الظلال ،
وتهب الرياح ، ويدعوا الخطباء والناس في صلاتهم ، ثم تقابل الصفان ،
واقتتل الجيشان ، وحصلت معركة عظيمة ، سالت فيها دماء ، وتقطعت أشلاء ،
ثم صارت الدائرة على القوم الكافرين ، وقطع دابر القوم الذين ظلموا ،
والحمد لله رب العالمين .
كل هذه الأسباب جعلتنا نوقن بأن رمضان فرصة سانحة وغنيمة جاهزة ،
لمن أراد التغيير في حياته . فالأسباب مهيأة ،
والأبواب مشرعة وما بقي إلا العزيمة الصادقة ،
والصحبة الصالحة ، والاستعانة بالله في أن يوفقك للخير والهداية .
رمضانُ أقبل قم بنا يا صاح =هذا أوان تبتل وصـــلاح
واغنم ثواب صيامه وقيامه = تسعد بخير دائم وفلاح