(5)
تذكرت السيّاب وأنا أُراقِبُ ليلة المطر هذه ,,
أمام النافذه التي يغير المطر ملامحها كل ثانية ,, :
" أتعلمين أيُّ حُزْنٍ يبعثُ المطر ؟
وكيفَ تنشجُ المزاريب إذا انهمر ؟
وكيفَ يشعرُ الوحيدُ فيه بالضياع ؟
بلا انتهاء ,,
كـ الدم المُراق ,, كـ الجياع ,, كـ الحب ,, كـ الأطفال ,, كـ الموتى هو المطر "
" ومنذُ أن كنا صغاراً
كانت السماء تغيم في الشتاء
ويهطل المطر "

بعد السيّاب حاولتُ كثيراً أن اُفلسف المطر ,,
هذا العِناق السماويّ الأرضيّ العنيف ,,
لقاءُُ توأمي الأزل ,,
اللذين يحملان على عاتقهما مصير المخلوقات والحياة .